رووداو – أربيل
ارتفع عدد ضحايا القصف التركي لقرى في شيلادزي وبين دهوك وقضاء سيميل في إقليم كوردستان، إلى أربع ضحايا، عقب تكرار القصف مجدداً، رغم الادانات الكبيرة لها، عراقياً واقليمياً ودولياً.
فقد أعلن مدير ناحية شيلادزي اليوم الجمعة (19 حزيران 2020) أن "قصفاً نفذه الطيران التركي أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين".
وأفاد مراسل شبكة رووداو الإعلامية بأن الطائرات الحربية التركية قامت بقصف قرية (سيدان) التابعة لناحية شيلادزي، وأدى القصف إضافة إلى سقوط المواطنين الثلاثة ضحايا، إلى بث الرعب والقلق الكبيرين في أهالي المنطقة.
وعن الضحايا الذين سقطوا في قرية (سيدان)، صرح مدير ناحية شيلادزي، وارشين سلمان، لشبكة رووداو الإعلامية بأنه نتيجة لاحتراق الجثث لم يتم بعد تشخيص واحد من الضحايا أما الضحيتان الأخريان فهما رجلان تتراوح أعمارهما بين 30 و40 سنة.
من جانبه أعلن مدير ناحية كاني ماسي، سربست صبري، لشبكة رووداو الإعلامية أنه "تم العثور على جثة الشاب أمين صلاح، 27 عاماً، في قرية (كيلكا) التابعة لكاني ماسي، بعد أن كان مفقوداً منذ يومين، وتم العثور على جثته اليوم، وقد استشهد جراء القصف التركي".
يذكر أن قصفاً تركياً استهدف قرية الآنه في حاج عمران في قضاء جومان التابع لمحافظة أربيل، أسفر عن مقتل راعي، ليرتفع العدد إلى أربع ضحايا، خلال 24 ساعة فقط.
وكانت تركيا دشنت منذ 14 حزيران 2020، عملية عسكرية تستهدف مقاتلي حزب العمال الكوردستاني، وتقول إن العملية هي "رد على تصاعد وتيرة العمليات المسلحة التي تستهدف مواقع الجيش التركي على حدودها مع العراق"، حسب زعمها.
وتجري العملية العسكرية التركية بمشاركة طائرات إف 16 الحربية، التي قامت في 15 من شهر حزيران الجاري بقصف مناطق سنجار، قرة جوخ، قنديل، الزاب، آفاشين، باسيان، مخمور، وخواكورك في إقليم كوردستان.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أمس الخميس (18 حزيران) أن قواتها أصابت أكثر من 500 هدف تابع لحزب العمال الكوردستاني في منطقة حفتنين خلال العملية التي أطلقت عليها تركيا "مخلب النمر"، حسب قولها.
كما قصفت الطائرات التركية، يوم الخميس، (18 حزيران 2020)، جبلاً بين دهوك وقضاء سيميل، ما أثار هلع سكان قريتين قريبتين من موقع القصف.
وأفاد مصدر أمني من قضاء سيميل لمراسل شبكة رووداو الإعلامية، ناصر علي، بأنه "في الساعة الخامسة والنصف مساء، قصفت مروحيتان عسكريتان من نوع أباتشي جبل سبي الواقع بين قرية برجين في ناحية مانكَيشك غربي دهوك، وقرية قشفر في قضاء سيميل".
وأضاف أن "دوي القصف أسفر عن إثارة ذعر أهالي القريتين".
بدوره، قال جسن جلكي قائممقام سيميل لرووداو إن "أهالي قرية قشفر سمعوا صوت القصف".
إلى ذلك، قال مدير ناحية مانكَيشك في دهوك، مشتاق عصمت لرووداو إن "المنطقة المستهدفة عبارة عن جبل بيينا وبين قضاء سيميل".
يذكر أن تركيا أطلقت ليلة الثلاثاء/ الأربعاء الماضي عملية عسكرية باسم "مخلب النمر" تضمنت دخول قوات كوماندوز برية إلى داخل أراضي إقليم كوردستان، بعد يوم واحد من عملية مماثلة حملت اسم "مخلب النسر" وتضمنت قصف العديد من مناطق إقليم كوردستان، ما أسفرت عن إصابة ثلاثة من قوات حماية سنجار بجروح.
يأتي ذلك، رغم حملة الإدانة الواسعة للقصف التركي والإيراني، لمناطق في إقليم كوردستان، عراقياً وإقليمياً ودولياً، والتي طالبت فيها الدول المستنكرة، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف القصف التركي والإيراني.
فقد صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجیة الكويتية، إن "دولة الكویت وانطلاقا من موقفھا المبدئي والثابت ورفضھا لأي تدخلات تمس سیادة أي من الدول العربیة الشقیقة فإنھا تؤكد إدانتھا للتدخلات العسكریة التركیة والإیرانیة الأخیرة في شمال العراق".
وأوضح المصدر أن "تلك التدخلات تمثل انتھاكاً صارخاً لسیادة العراق الشقیق وتجاوزاً لكل الأعراف والقواعد القانونیة الدولیة، فضلاً عما یمثله ذلك من تھدید لأمن العراق واستقرار المنطقة".
وشدد على "وقوف دولة الكویت إلى جانب العراق الشقیق وتأییده في كل الإجراءات التي یتخذھا للحفاظ على سیادته وأمنه واستقراره".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية السعودية يوم الخميس، (18 حزيران 2020)، القصف التركي والإيراني، على الأراضي العراقية.
وعدّت الخارجية السعودية وحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "ذلك العدوان تدخلاً مرفوضاً في شأن دولة عربية، وانتهاكاً سافراً لأراضيها، وتهديداً للأمن العربي والأمن الإقليمي، ومخالفة صريحة للمبادئ والمواثيق الدولية".
وأضافت أن "الوزارة أكدت على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب جمهورية العراق فيما تتخذه من إجراءات لحفظ سيادتها وأمنها واستقرارها".
من جانبها، استنكرت الإمارات، يوم الخميس (18 حزيران 2020) التدخلات العسكرية التركية والإيرانية في العراق، خلال قصفهم مناطق في إقليم كوردستان العراق، عادة ذلك "انتهاكاً لسيادة العراق، وأدى إلى ترويع وبث الذعر بين المدنيين".
فيما أدانت البحرين، يوم الخميس (18 حزيران 2020)، الاعتداءات العسكرية التركية والإيرانية بشدة، مطالبة المجتمع الدولي بمساعدة العراق.
وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان لها إن "المملكة تدين بشدة الاعتداءات العسكرية التركية والإيرانية على مناطق في شمال جمهورية العراق الشقيقة، باعتبارها انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وتدخلاً سافراً ومرفوضاً في شؤونه الداخلية".
وأكدت البحرين شجبها واستنكارها التام لتلك "الاعتداءات الآثمة التي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية، وتهدد الأمن والاستقرار الإقليمي".
ودعت البحرين "المجتمع الدولي إلى إدانة تلك الاعتداءات، ومساندة الحكومة العراقية في جهودها الوطنية للمحافظة على أمن واستقرار العراق الشقيق".
من جهتها، استدعت وزارة الخارجيّة العراقية يوم الخميس، (18 حزيران 2020)، السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، مجدداً، على خلفية استمرار القصف التركي على إقليم كوردستان.
وجاء في بيان للوزارة تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه أن "العراق يستنكر بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة يوم 17 حزيران الجاري انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومهاجمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة".
وأكد البيان رفض العراق القاطع "لهذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة، ونُشدّد على ضرورة التزام الجانب التركيّ بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقيّة التي توغّلت فيها أمس ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها".
وتابع أن "الحُكومة العراقيّة تُؤكّد أنّ تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة فيما بيننا؛ إذ تسبّبت مبادرة السلام التي اعتمدتها مع حزب العمال الكوردستانيّ عام 2013 بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركيّ داخل الأراضي العراقيّة من دون موافقة أو التشاور مع العراق؛ ممّا دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن".
وتابع أن "وزارة الخارجيّة استدعت السفير التركيّ في العراق مُجدّداً، وسلّمته مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة داعية إلى الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة، مطالبة الحكومة التركيّة أن تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حدّاً لهذه الاعتداءات، وكذلك احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدوليّة على النُهُوض بمسؤوليّتها".
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد استدعت يوم الثلاثاء، (16 حزيران 2020)، السفير التركيّ في العراق فاتح يلدز، وسلّمته مُذكّرة احتجاج، على خلفية القصف التركي على مناطق في إقليم كوردستان.
كما أدانت عصائب أهل الحق، يوم الخميس (18 حزيران 2020) التدخلات العسكرية التركية داخل أراضي إقليم كوردستان العراق.
وقال المكتب الإعلامي لزعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، في تغريدة بموقع تويتر: "ندين بشدة الإعتداءات على السيادة العراقية، وخصوصاً الإنزال التركي الأخير في كوردستان العراق، والذي يمثل إستهتاراً وإستخفافاً بالسيادة العراقية".
وأضاف أنه "يجب على الحكومة العراقية وحكومة كوردستان أن يكون موقفهما متناسباً مع حدث إنتهاك السيادة".
من جانبه، وصف النائب عن ائتلاف دولة القانون، منصور البعيجي، يوم الخميس (18 حزيران 2020) الرد الحكومي على الاعتداء التركي على الأراضي العراقية بـ"الخجول جداً"، وأقل من الدبلوماسي ولا يتناسب مع ما قامت به تركيا من "اعتداء وانتهاك خطير للسيادة العراقية"، عاداً ذلك "أمراً خطيراً لا يمكن السكوت عليه نهائياً".
وذكر البعيجي في بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية نسخة منه، أن "هذا الاعتداء التركي وانتهاك السيادة العراقية من قبل الأتراك ليس الأول، بل تكررت هذه الاعتدات كثيراً بسبب صمت وضعف الرد الحكومي على تركيا، لذلك تمادت كثيراً بعدوانها على الأراضي العراقية وهذا الأمر خطير جداً ولا يمكن السكوت عنه".
وتابع أن "على الحكومة العراقية أن تحدد موقفها من هذا الاعتداء والانتهاك للسيادة العراقية، ولماذا هذا السكوت والرد الخجول ضد تركيا، هل هو بعلمها أو بعدم علمها، لذلك يجب أن تبين موقفها أمام الشعب الذي أقسمت الحكومة على حماية أرضه وسمائه ومائه"، متسائلاً: "أين القسم الذي رددته الحكومة بحماية البلد".
وأضاف أن "على الحكومة أن يكون لها رد قوي وحازم ضد انتهاكات تركيا للأراضي العراقية، وأن تبتعد عن البيانات الخجولة أو استدعاء السفير لتسليمه مذكرت احتجاج، لأن ما قامت به تركيا هو عدوان سافر آثم، ويجب أن يكون الرد عليه أقوى من فعلتها حتى لا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً