رووداو – أربيل
أثارت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والتي قال فيها إن "نسبة العرب في عفرين تبلغ 50%" ردود فعل واستغراب، وفيما يلي نوضح نسبة العرب في منطقة عفرين بكوردستان سوريا.
الاسم القديم لمنطقة عفرين هو "جبل كورمينج"، وبما أن كافة سكانها كانوا من الكورد، أُطلق عليها اسم "كورداغ" خلال حكم الدولة العثمانية، وهذا الاسم مذكور في الكثير من الوثائق العثمانية.
ولكن بعد مجيء الانتداب الفرنسي إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط وسوريا، قُسمت منطقة "جبل كورمينج" إلى قسمين، الأول ظلَّ تحت سلطة فرنسا في سوريا، في حين أُلحق الثاني بتركيا.
وحتى بعد استقلال سوريا عقب الجلاء الفرنسي عنها، كان لا يزال اسمها "كورداغ"، فيما كان بعض الكورد يسمونها "جبل كورمينج"، كما أن اسمها في الكتب المدرسية كان "جبل الأكراد"، أما الآن فأصبح اسمها "عفرين".
وفي تصريح له، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة 17/11/2017، إن "غالبية سكان منطقة عفرين هم من العرب"!.
ومنذ انطلاق الأزمة السورية، ينزح غالبية العرب السوريين إلى مدن ومناطق كوردستان سوريا، ومن بينها منطقة عفرين.
تتكون منطقة عفرين من 7 بلدات هي: بلبل، راجو، شيران، موباتا، شيه، جندريس، بالإضافة إلى مركز مدينة عفرين، وبحسب إحصائيات غير رسمية، قُدر عدد سكان منطقة عفرين بـ800 ألف نسمة، كما يعيش عدد كبير من كورد عفرين في حيي الأشرفية وشيخ مقصود بمدينة حلب، ومن ضمن هذا العدد من السكان، يوجد 9000 عربي، أي أقل من 2% من نسبة سكان عفرين.
غالبية العرب الموجودين في منطقة عفرين بكوردستان سوريا هم من سكان "لواء اسكندرون" الذي أُلحق بتركيا، حيث نزح عدد من سكانه العرب إلى منطقة عفرين عام 1938.
كما أن غالبية العرب الموجودين في منطقة عفرين يعيشون في قرى باسوطة، بابليت، كوكبة، تل حمو، كفير، فريرية، نصرية، ودير بلوط، ولكن حتى في هذه القرى يعتبر العرب أقلية، حيث يشكل الكورد غالبية سكانها، أي أنه لا توجد أي قرية في عفرين سكانها عرب بنسبة 100%، كما أن قسماً من أولئك العرب اندمجوا مع الكورد، لدرجة أنهم يتحدثون باللغة الكوردية حتى في منازلهم.
وبحسب إحصاءات غير رسمية، فإن حوالي 1400 عائلة عربية كانت تعيش في منطقة عفرين بكوردستان سوريا عام 1998.
أما العشائر العربية في عفرين، فهي العميرات، العجيل، بو بطوش، بو بنا، بو عاصي، إلا أن عشيرتي "النعيم وجيس" اندمجتا مع الكورد، ويتحدث أبناؤها باللغة الكوردية حتى في منازلهم.
قبل انطلاق الأزمة السورية كانت نسبة العرب في عفرين أقل 2%، من ضمنهم موظفو الدوائر الحكومية الذين كانوا يسكنون فيها بحكم عملهم.
وبعد انطلاق الأزمة السورية، نزح عدد كبير من العرب نحو منطقة عفرين، واستقروا في مركز المدينة، كما نزح عدد كبير من الكورد عن عفرين باتجاه تركيا وإقليم كوردستان.
ولم تنشر الإدارة الذاتية في كوردستان سوريا أي أرقام رسمية حول أعداد النازحين العرب في منطقة عفرين، فيما تشير التقديرات إلى أن العرب يشكلون حالياً 25% من نسبة سكان عفرين.
وعلى الرغم من أن تعداد العرب الأصليين في عفرين ضئيل جداً، إلا أن الإدارة الذاتية خصصت لهم 3 مقاعد في المجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين، وهي الرئيس المشترك لهيئة الزراعة، الرئيس المشترك لهيئة النقل، ونائب رئيس المجلس التنفيذي.
كما يوجد 15 عربياً ضمن المجلس التشريعي، وجميعهم من أبناء عشيرتي العميرات وبو بنا، بالإضافة إلى عضويتهم في غالبية الهيئات والمؤسسات بمقاطعة عفرين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً