ثلاث سنوات عجاف تمر على مدينة عفرين في كوردستان سوريا

18-03-2021
رووداو
الكلمات الدالة كوردستان سوريا عفرين
A+ A-

رووداو ديجيتال

باتت الأوضاع بمختلف نواحيها، أشد وطأة وإستمرارية لما سبق سواءً كان في عهد الحكومة السورية و من ثم إبان إدارتها القوات العسكرية للإدارة الذاتية، ومكوناتها من التيارات السياسية، وفق ما أكدته منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

وأضافت المنظمة في بيان، في الذكرى الثالثة لاحتلال الفصائل المسلحة لمدينة عفرين الكوردية، "لم تشفع مشاركة و تضامن الكورد في مختلف مناطقها المحتلة بالثورة السورية و مناداتهم للحرية و الكرامة مع نظرائهم السوريين في باقي المحافظات، الذين بات جزءاً يسيراً منهم يمثلون المعارضة السورية بشقيه السياسي و العسكري ضمن الهيئات والمؤسسات الرسمية ( الحكومة السورية المؤقتة _ الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ) ، تلك المعارضة التي تحولت تدريجياً مع مرور الزمن إلى أدوات طيعة بيد القوى الإقليمية و الدولية لتنفيذ أجنداتها و مشاريعها السياسية و تحقيق مصالحها الإقتصادية على حساب مآسي و معاناة الشعب السوري بمختلف مكوناته العرقية و المذهبية".

وجاء في بيان المنظمة أيضاً، أن "عملية ما تسمى (غصن الزيتون) العسكرية للجيش التركي برفقة الفصائل المسلحة الموالية لها لمنطقة عفرين جلبت معها الكوارث على المجتمع الكوردي و ارتكبت فيها الجرائم البشرية بحق السكان الأصليين الكورد بشكل ممنهج من إبادة جماعية و تطهير عرقي و تهجير قسري بغرض تغيير البنية التركيبة السكانية _ ديموغرافي _ و تتريك و تعريب المعالم الثقافية والتاريخية، و كذلك عملت على إنتشار مراكز التطرف الإسلامي المتشدد _ التكفيري _ و إستبعاد الأئمة الكورد و نشر الفوضى و الفلتان الأمني و تهيئة التربة لإنتعاش الجرائم من قتل و خطف عشوائي في المعتقلات السرية و السرقة و النهب و السطو المسلح و فرض الأتاوة و الفدية و قطع الأشجار و حرقها و الإستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة بيد اللصوص و العصابات المافياوية من قادة وعناصر الفصائل والمستوطنين المسلحين إضافة إلى ترويج المخدرات و الدعارة و محاربة الكورد في لقمة العيش بإنعدام فرص العمل و غلاء أسعار المواد الغذائية الأساسية بغية إجبارهم على الرحيل و ترك ممتلكاتهم للعناصر المسلحة و المستوطنين، و حرمانهم من المساعدات و المعونات الإنسانية الإغاثية".

المنظمة أشارت إلى أن "عملية الإجتياح العسكرية التركية برفقة ما يسمى الجيش الوطني السوري قد مهدت لها الظروف الإقليمية و التوافقات الدولية من تنسيق و تفاهم تام و بشكل غير مباشر من خلال الوسيط الروسي بين روسيا وتركيا وتهيئة المبررات اللازمة لبدء العملية وذلك بإستخدام كل طرف منهم أدواته، مما أسهم إلى بيان حقيقة المفاهيم الثورية، ولكنها توضحت بشكل جلي بأنها ضد الكورد وقضيتهم القومية".

وتضمن البيان أيضاً:

"من خلال تحليل الواقع إبان إدراة الإدارة الذاتية والمتحالفين معهم من التيارات السياسية نجد بأنهم أول من قاموا  بإستقبال النازحين من مختلف المناطق السورية بغض النظر عن العرق و المذهب و توطينهم و ما زالوا لغاية اليوم في المناطق الكوردية بحجة النزوح (عفرين وحدها أستقبلت ما يقارب 200 ألف مواطن من مدينة حلب و مناطقها الإدارية ) هذا الكم السكاني ساهم قسم منهم بتوجيه الفصائل المسلحة نحوأصحاب رؤوس الأموال و الممتلكات و الحرف الصناعية من المواطنين الكورد ".

"بعد دخول القوات التركية إلى المناطق الكوردية نجد بأن المواد المذكورة تطبق بشكل تام، فقد تم تهجير أكثر من 300 ألف مواطن كوردي قسراً من منطقة عفرين ويتم الضغط على من تبقى بأرضه وإجباره على الرحيل، فإننا نواجه أرقام مذهلة فقد تم تهجير ما يقارب مليون مواطن منهم 800 ألف من القومية الكوردية و 200 ألف من باقي المكونات العرقية و المذهبية خاصة الإزيديين والمسيحيين منهم ( عرب _ آشوريين _ كلدان ).


كما جاء في البيان، "منذ دخول القوات االتركية إلى منطقة عفرين ( آذار 2018 ) تم تغيير المعالم الحضارية والظواهر العمرانية للمواقع الأثرية و المزارات الدينية وعمليات النبش عن الآثار وسرقتها و تجريف التربة بأكثر من 44 موقعاً أثرياً منها النبي هوري و عين دارة و دودري بهدف محو الذاكرة التاريخية والحضارية للمنطقة و تخريب الطبقات الجيولوجية للمواقع الأثرية من أجل ضياع الوثائق التي تؤرخ تاريخ الشعب الكُردي منذ عدة قرون زمنية في المنطقة و إخفاء هويتهم و خصوصية معالمهم، إلى جانبي تدمير أكثر من 15 مزاراً للديانة الإيزيدية في منطقة عفرين، منها مزار الشيخ علي وشرف الدين و حميد و تدمير ما يقارب 350 قبراً للإزيديين كما إنهم قاموا بتجريف التربة بأكثر من 10 تلال أثرية بحثاً عن اللقى و الكنوز الدفينة ( تل جرناز _ تل أرندة _ تل بربعويشة).

البيان لفت إلى أنه "ما زال مصير أكثر من 950 مواطناً، مجهولاً حتى الآن منذآذار 2018، و بالرغم من إطلاق سراح البعض منهم منذ سبتمبر 2020 ( ما يقارب 115 مواطن ) إلا أن أعداد المختطفين نتيجة الخطف المستمر يزيد عن 425 مواطناً بنفس المدة، بتهم و حجج واهية بغرض الإبتزاز المادي"، وفي ظل هذه الفوضى و الفلتان الأمني نشطت عصابات مسلحة مجهولة".

ووفقاً للبيان: 

"وتقوم الفصائل المسلحة بالإستيلاء على حقول الزيتون للمهجرين، إذ تقدر عدد الأشجار المستولاة عليها بأكثر من 3 مليون شجرة زيتون و فرض الأتاوة على المزارعين المتواجدين في قراهم و من جهة أخرى تم الإستيلاء على المنازل و تأجيرها أو بيعها بموجب عقود مزورة تدخل في إطار النصب و الإحتيال على المستوطنين، كما قاموا بالإستيلاء على أكثر من 500 هكتار من الأراضي الزراعية، وكذلك تم الإستيلاء على أكثر من 100 هكتار من الأراضي الزراعية و حقول الزيتون بحجة فتح الطرقات الرئيسية و المقرات العسكرية" .

"لا يمر يوم على المواطنين الكورد في منطقة عفرين، وإلا تشهد عمليات السرقة، والسلب والنهب و السطو المسلح على منازل المواطنين الككرد و سرقة ممتلكاتهم من الأموال النقدية و الأثاث المنزلي و المؤون الغذائية،  والأواني والأدوات الكهربائية و الإعتداء عليهم في عقر ديارهم من قبل عناصر الفصائل المسلحة و المستوطنين، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية أزدادت حالات الإعتداء و القتل خاصة المدنيين المسنين منهم إذ تجاوز عدد القتلى من المسنين 15 حالة".

"تم قطع أكثر من 670 ألف شجرة زيتون أعمار البعض منها حوالي ( 60 _ 80 عام ) و ما يقارب 150 ألف شجرة مثمرة ( رمان _ تفاح _ توت _ خوخ _ جوز _ تين _ كرز ) و كذلك قطع و حرق ما يقارب 730 ألف شجرة غابية ( السنديان _ الدلب _ السرو _ الصنوبر ) في عموم المنطقة ".

"في ظل الفوضى و الفلتان الأمني السائد في منطقة عفرين أزدادت التفجيرات الإرهابية من خلال العبوات الناسفة أو السيارات و الدراجات النارية المفخخة و غيرها من الوسائل أدت إلى فقدان أكثر من 340 مواطناً لحياتهم و إصابة أكثر من 650 مواطناً إضافة إلى الأضرار الجسيمة الناتجة عن تلك العمليات الإرهابية بالمنازل و المحلات التجارية و الأسواق العامة و مدى تأثيرها في نفوس أبناء الشعب الكوردي".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب