رووداو ديجيتال
بعد عقود من الخبرة في مجال عمله، حول حداد كوردي عراقي ورشته لمعرض فنّي في السليمانية.
فؤاد عثمان حداد يعمل منذ عام 1967، وبدأ العمل في ورشته الخاصة في عام 1978. وكان لديه شغف كبير تجاه الفن على مدار السنين، فأنتج العديد من الأعمال الفنية من القضبان الحديدية في وقت فراغه.
وابتكر عثمان عشرات البورتريهات الفنية لسياسيين كورد وعالميين ولشعراء وفنانين مشهورين.
يقول عثمان: "بعت ثلاث قطع فقط، وأنا نادم على ذلك لأن الناس لا تقدر قيمة كيف صُنعت"، مضيفاً: "هم يفترضون أنه عمل عادي، ويمكن أن يتم بسهولة. لكن هذا استغرق وقتاً طويلاً. وبعض البورتريهات تستغرق 5 أيام لإنهائها وتتطلب جهدا كبيرا".
استغل عثمان مهاراته كحداد في صنع قطع فنية، وابتكر لافتات بالكتابة عليها وأشياء أخرى مثل السيارات والآلات الموسيقية.
وتبلغ تكلفة كل قطعة فنية في ورشته ما يتراوح بين 500 إلى 700 دولار. وهذا سعر مرتفع لسلعة فاخرة في السليمانية.
يقول عثمان: "في بلادنا، الناس لا تدفع أمولاً مناسبة مقابل تلك القطع. لو كان هذا في أوروبا ربما كنت جنيت منها ثروة، لكن هذا لا قيمة له هنا. ليس هذا فحسب لكنهم أيضا يسخرون منها بقولهم، تبدو لطيفة لكن ماذا يمكن أن نفعل بها".
في البداية، يرسم عثمان تصميمه على قطعة كبيرة من الورق المقوى، ثم يبدأ في تشكيله من القضبان الحديدية ليجعل تصميمه ينبض بالحياة.
ولا تتوقف أعمال الحداد الكوردي عند تشكيل صور الشخصيات أو السيارات أو الآلات الموسيقية، بل تتعدّى ذلك لكتابة ايات قرآنية باسلاك وقطع معدنية.
واشار عثمان الى إحدى اللوحات المحفوظة في ورشته، وقال: "لقد رأيت هذه الآية مكتوبة على ورق مقوى كان معروضا للبيع ووجدت أن الخط المكتوبة به جميل للغاية. فذهبت إلى خطاط وسألته عما إذا كان يمكنه إعادة كتابتها بشكل أكبر، فقال: نعم، أستطيع. وفعل هذا بإتقان. ثم بدأت إعادة كتابتها باستخدام قضبان حديدية، أعتقد أنه أجمل من الكتابة على الورق المقوى".
يلحم عثمان القضبان معاً، ثم يضع لمساته الأخيرة على العمل الفني ويدهنه.
سهند غفور، حداد يعمل في المنطقة الصناعية بالسليمانية، أشار الى أن "كل أعمال الحداد فؤاد عثمان تتميز بلمستها الفريدة، وكلّها نماذج لأعمال فنية بارزة"، موضحاً ان "معظم القطع هنا فنية، إنها ليست مجرد حدادة لأبواب وأشياء أخرى. هذه أعمال ستخلد".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً