رووداو دیجیتال
أصبحت مسألة الكلاب السائبة موضوعاً ساخناً يجري تداوله في إقليم كوردستان مع الازدياد المضطرد في أعداد هذه الكلاب. تتولى سيدة موصلية مقيمة في أربيل، إطعام عدد من هذه الكلاب كل ليلة من خمس سنوات.
إنعام صابر، 49 عاماً، تقيم في أربيل منذ 2009، في حي هوليري نوي، تخرج كل ليلة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بسيارتها باحثة عن الكلاب السائبة لتوزع عليها بحلول الصبح أكثر من 120 كيلوغراماً من الطعام.
إنعام صابر، ربة بيت لها ثلاث بنات وابن واحد، تحدثت لشبكة رووداو الإعلامية عن قصة تعاطفها مع هذه الكلاب السائبة وتقول: في مساء أحد الأيام وأنا عائدة إلى البيت شاهدت كلباً يبحث عن طعام بي النفايات بدون جدوى، لفت هذا انتباهي خاصة عندما رأيت الكلب يهم بتناول حفاظ مستخدم للأطفال، تأثرت نفسياً بهذا وقررت مساعدة هذه الكلاب.
وأشارت إلى أنها بدأت أولاً بكميات قليلة من الطعام، ثم بدأت مع زوجها بجمع الطعام من مخلفات محلات بيع اللحوم والمطاعم وتتلقى حالياً المساعدة من شركة لإنتاج الطعام الجاهز تزودها بكل ما يتبقى عندها من عظام وشحوم.
وقالت إنعام: "أخرج كل ليلة، حيث الناس نيام والكلاب تقترب من البشر بدون خوف وتتناول الطعام"، مضيفة أنها لا تخاف الخروج ليلاً لأن الأمن مستتب في أربيل. ثم أشارت إلى وجود أناس "لا يكتفون بعدم توفير الطعام للكلاب، بل تمنعني وأمثالي من تقديم الطعام لها".
وتقول إنهام إن زوجها لم يكن يحب الكلاب السائبة كثيراً، لكنه أصبح الآن محباً للحيوانات ويساندها كثيراً، وكان في السنة الأولى يتخلى عن النوم ويرافقها في الليالي لإطعام الكلاب ثم ابتاع لها سيارة وعلمها قيادتها لكي تؤدي مهمتها وتساعد الكلاب.
ودعت إنعام صابر المواطنين إلى إلقاء فضلات اللحوم والعظام في مكان يساعد في تحويلها إلى وجبة لكلب جائع أو قطة جائعة.
هناك كلاب تصاب بمشاكل صحية بسبب تناول الطعام غير المناسب بدافع الجوع، وإلى جانب إطعامها، تقدم لهم إنهام البيض والحليب كعلاج، وتقول: "الكلاب وفية جداً، وعندما تراني تعرف أني أحمل لها الطعام، وقد حدث أن اجتمع حولي أكثر من مائة كلب في بعض المرات".