الحشد الشعبي يسلح 4800 شخص في خانقين وطوزخورماتو

16-11-2015
رووداو
الكلمات الدالة طوزخورماتو الحشد الشعبي
A+ A-

رووداو – السليمانية، اربيل 

اندلعت الحرب التي كان متوقعا حصولها في طوزخورماتو، فهذا القضاء هيئته ضعيفة، ومن الناحية الجغرافية من السهل أن يشهد حربا قومية ومذهبية، ويقول مسؤول عسكري "ليدفع الاتحاد الوطني الكوردستاني ضريبة تجاوزات الحشد الشعبي، لأنه هو من فتح الابواب أمامه لدخول المنطقة".

ويرى العديد من المسؤولين العسكريين أن الحرب المتوقعة ستكون بين البيشمركة والحشد الشعبي، فتلك القوة التي تشكلت عقب فشل الجيش العراقي الكبير في مواجهة داعش، من أجل وقف تقدم التنظيم، تقوت هيأتها بدعم من المرجعية الشيعية العليا.

ويطالب المسؤولون الشيعة منذ مدة باستعادة السلطات الادارية والعسكرية في المناطق التي قامت قوات البيشمركة بحمايتها عقب فشل الجيش العراقي في ذلك.

واندلعت للمرة الثالثة اضطرابات ومصادمات بين البيشمركة والحشد الشعبي في طوزخورماتو، وعلى الرغم من الوساطة التي قامت بها ايران والحكومة العراقية بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحشد الشعبي، لكن العديد من منازل الكورد احرقت واختطف عدد من المواطنين الكورد عقب ذلك.

أخطر من داعش

ويقول النائب عادل نوري، إن كتائب الحشد الشعبي تهاجم المواطنين الكورد وتختطفهم في أي مكان تحدث فيه توترات بين البيشمركة والحشد "لذا لدى الكورد في بغداد مخاوف كبيرة"، مردفا أنه عندما اندلعت الاشتباكات في طوزخورماتو جاء إلى مكتبه مواطن كوردي في بغداد وطالبه بحمايته، مضيفا "إنه كوردي من بغداد ووجه مسلحو الحشد مسدساتهم صوب رأسه لكنه تمكن من تخليص نفسه".

ونوري الذي كان قد دعا سابقا المواطنين من اقليم كوردستان إلى عدم زيارة بغداد وتعريض حياتهم إلى الخطر، أشار إلى أن حياتهم كنواب في خطر في الكثير من الاحيان، مضيفا "على مدى يومين كانوا يبحثون في نقاط التفتيش عن الكورد ليجبروهم على الترجل من المركبة، لكن للاسف نحن كأطراف كوردية في بغداد لسنا أصحاب موقف موحد تجاه الحشد الشعبي".

ويطالب نوري جميع الكتل الكوردستانية في مجلس النواب العراقي وجميع الاحزاب في اقليم كوردستان بأن يكون لهم موقف موحد كموقفهم ضد داعش بالقول "يجب أن نكون موحدين في موقفنا تجاه الحشد الشعبي، وأن نؤمن بأن عدونا الاخطر من داعش هو الحشد الشعبي".

يأسران من بعضهما البعض 

ومنذ يوم السبت اسر الحشد الشعبي والآسايش والبيشمركة 83 شخصا من الجانبين، إذ اعتقلت قوات الآسايش 35 شخصا من أعضاء الحشد، بينما اعتقل الحشد 48 كورديا في طوزخورماتو، وعلى الرغم من الاتفاق المبرم بينهما لتبادل المعتقلين، مازال هناك 13 مواطنا كورديا لدى الحشد، وسبعة من الحشد الشعبي لدى الآسايش.

ويقول قائمقام طوزخورماتو، شلال عبدول، إن "هناك محاولات كثيرة لاعادة الوضع إلى ماكان عليه"، لكن مصدرا في آسايش القضاء يقول إن "الحشد الشعبي غير قابل للتفاوض وليس محل ثقة، لأنه يخل بالاتفاقيات بسرعة".

ودفعت تلك الاحداث الحكومة العراقية ومسؤولي القوى المختلفة في الحشد الشعبي إلى الدخول على الخط بسرعة، حتى إن شخصية مثل رئيس عصائب اهل الحق قيس الخزعلي كان لديه رد فعل على استعادة البيشمركة لقضاء سنجار، فقال إن "قوة أسوأ من داعش دخلت سنجار"، مضيفا "سنرسل قوات أكثر إلى طوزخورماتو".

وتتحدث النائبة عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني أشواق الجاف عن المخاطر التي تهدد حياة الكورد في بغداد، قائلة "لدى بدء المعركة في طوزخورماتو تلقينا اتصالات تخبرنا بأن حياتنا في خطر وعلينا أن لا نخرج من المنطقة الخضراء" شديدة التحصين وسط بغداد.

"يستمعون للمرجعية فقط"  

وتتساءل أشواق الجاف قائلة "كيف يختطفون المواطنين الكورد، ألا يفكرون في كل اولئك العرب الذين يقيمون في اقليم كوردستان؟، معتبرة أن المشكلة الاكبر تكمن في أن الحشد الشعبي لا يستمع للحكومة وأي قوة اخرى، مردفة "يجب التحاور بيننا وبين المرجعية الشيعية العليا، فهم الوحيدون القادرون على اسكات الحشد الشعب".

فيما ينفي النائب عن الاتحاد الوطني الكوردستاني بختيار شاويس، أن تكون حياة الكورد في بغداد بخطر، قائلا "حتى لو اندلعت حرب بين البيشمركة والحشد الشعبي فإن الكورد في بغداد لا توجد لديهم مشاكل، وبإمكانهم العيش في بغداد كما عاشوا في عهد صدام"، مستدركا أن "هناك مخاطر على سنجار وطوزخورماتو وخانقين وكركوك، وأفضل حل هو تطبيق المادة 140".

ويقول مسؤول عسكري في قوات البيشمركة في كركوك، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن التحاور والاتفاق صعب مع الحشد الشعبي "فهم يريدون السلطة، ويريدون العودة إلى كركوك، وأن تكون لديهم سلطة مشتركة في طوزخورماتو"، مضيفا أن "الاتحاد الوطني هو من فتح الابواب لهم ومهد لدخولهم، لذا عليه أن يدفع ضريبة ذلك، وأن يجد حلا للمشكلة". 

3800 مسلح من الحشد في خانقين وطوزخورماتو

ويكشف المسؤول العسكري عن أن الحشد الشعبي، وخلال المدة التي جاء فيها إلى المنطقة "سلح أكثر من 3000 شخص في طوزخورماتو، وشكل أفواجا في مناطق اخرى للقتال ضد الكورد".

ووفقا لمعلومات رووداو الواردة من طوزخورماتو، فإن عددا من قناصي الحشد الشعبي متموضعون بين المنازل والمباني، ويستهدفون الناس، وعلى الرغم من تحريرهم ثلاثة من الحرس الرئاسي بضغط من الاتحاد الوطني أمس الاحد، إلا أنهم اعتقلوا ثلاثة من كوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مندلي، ولم يطلق سراحهم حتى الآن.

ومنذ بدء الحرب ضد داعش، شكل الحشد الشعبي لواءً للكورد الشيعة في خانقين وأطرافها، يبلغ عدد أفراده 1800 شخص، وقائدهم كوردي شيعي المذهب.

"قوة بلا أب وأم" 

ويقول القائد العسكري التابع للاتحاد الوطني في جنوب كركوك، وستا علي، لرووداو، إن "الحشد الشعبي هو قوة بلا أب وأم ومتعدد القيادات، ولا نقبل بأن يدخلون المناطق التي حررناها بدمائنا ويخربوها، أي ارض نمسكها بالدم لن نتخلى عنها إلا بالدم".

بينما يقول عضو المجلس السياسي للاتحاد الاسلامي الكوردستاني، محمد حكيم، وهو من أهالي طوزخورماتو، إن "الحشد الشعبي نشر عددا كبيرا من المسلحين والقناصين في القضاء، وغير الوضع الديمغرافي للمنطقة، لذا نعتقد أن الحشد الشعبي سيشكل خطرا على اقليم كوردستان، بعد داعش".


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب