وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: خلال اليومين الماضيين انتشر مشهد سجن تابع لفصيل الحمزات في بلدة الباب، وبما أنك مكثت في تلك السجون ولديك تجربة فيها، ماذا اعادت تلك المشاهد لذهنك؟ ماذا كان يمارس في تلك السجون؟
لونجين: قضينا في تلك السجون وقتاً طويلاً، لكن كل السجون التابعة لهم يمارس فيها الاسلوب ذاته، لا تمكن المفاضلة بين واحدة وأخرى منها، كلها تحت الارض ونسبة رطوبتها عالية، وتكثر فيها الحشرات، فالبشر لا يتقبل البقاء فيها، كلها نفس الشيء تلك السجون، كنا في سجن الزراعة الذي كان يديره أبو عبدو الكادري.
رووداو: كيف كان التعامل مع المعتقلين في تلك السجون؟ كيف كانت تمضي حياتهم اليومية؟
لونجين: تنقلنا بين عدة سجون ليس فقط لدى الحمزات، فقبلها كنا لدى الاستخبارات التركية، وبعدها تم تحويلنا إلى الحمزات لكن قبل ان نحول إليهم. أمضينا قرابة 8 أشهر كان التعذيب بحقنا مستمراً بأدوات تعذيب مختلفة، فالتعذيب لم يكن فقط نفسياً بل جسدياً أيضاً، لم نكن نصدق أننا سنخرج سالمين من هناك، كانت هناك مقبرة جماعية في كل سجن، قمنا بدفن الكثير من أصدقائنا، أحدهم كان في سجن الزراعة يدعى كاوا الذي عانى كثيراً هناك، فقد كان مريضاً ونتيجة للتعذيب والمرض توفي ودفن في مقبرة الزراعة، وفي سجن الاستخبارات التركية هناك أيضاً توفي الكثير من أصدقائنا نتيجة التعذيب والجوع وكل تلك الوسائل.
رووداو: لا شك انك التقيت الكثير من المعتقلات، كيف كان يجري التعامل معهن في السجن؟
نولجين: لم يكونوا يفرقون بين النساء والرجال والاطفال، خلال عامين كنا جميعنا نساء وطفلين، بعدها أصبحنا 21 امرأة و 7 أطفال، التعامل لم يختلف بين النساء والرجال، أي المعاملة هي نفسها.
رووداو: قلت انه كان معكم اطفال أيضاً هل كانوا يسمحون لأمهاتهم بالاهتمام والاعتناء بهم عندما يمرضون؟
نولجين: على مدى عامين في سجن الحمزات لم نر أي طبيب، ومستلزمات الاطفال والحليب كان قليلاً جداً.
رووداو: كانوا يسمحون لكم أن توكلوا محامين للدفاع عنكم؟ هل كان لكم أي حق قانوني بهذا الخصوص؟
نولجين: طوال عامين و7 اشهر لم نستطع التواصل مع أهالينا، حتى كانوا يخبروننا انهم قتلوا أفراداً من عائلتنا أو أنهم اعتقلوهم، أي كان التواصل مقطوعاً من اهالينا، لم نر أي محكمة او قضاة، فقط كنا محتجزين في غرفة ونتعرض للإذلال والإهانة على الدوام، حتى ان بعض زملائنا كانوا ينتحرون، فكانت محاولات الانتحار موجودة كل يوم، كنا نضرب عن الطعام، كنا ننتظر أن يحاكمونا لكن لم يحصل ذلك، حتى كنا نطلب منهم أن يُعلمونا بالتهم التي اعتقلونا على اساسها لكن لم يكن لديهم جواب مقنع، فلم يكن في السجن اي شخص ارتكب جرماً فعلياً، كانت الممرضة او الطالبة او الام لأطفال هن المعتقلات.
رووداو: يقال ان نزلاء سجن معراته قد هربوا منه بعد الهجوم الاخير لهيئة تحرير الشام ضد الجبهة الشامية والفيلق الثالث، ماهي معلوماتك عن ذلك السجن؟ وعن الذين هربوا؟
نولجين: كان يوجد في ذلك السجن نحو 170 معتقلاً؛ وكان بينهم نساء. هرب قسم منهم، وألقي القبض على القسم الآخر مرة أخرى، وعددهم يبلغ نحو 40 شخصاً. قسم من هؤلاء هم بالتأكيد من أهالي عفرين وريف عفرين وأسماؤهم معروفة.
رووداو: عندما كانوا يحققون معكم، هل كانت الفصائل المسلحة وحدها تفعل ذلك أم جهات اخرى كانت تحضر التحقيق، فيجري الحديث أحياناً عن التعاون بين الأتراك والفصائل المسلحة. من كان يتواجد في التحقيق؟
نولجين: كل فترة كانوا ينقلوننا من سجن إلى آخر، وفي كل مرة كان يتم التحقيق معنا من البداية، احياناً كان التحقيق من قبل تركيا وأحيانا الفصائل، الاتراك حضروا نحو 3 مرات خلال جلسات التحقيق، وفي كل فترة كانوا يأتون إلى السجون التي نحن فيها لتفقد اوضاعنا، لكن مع الأسف لم يقدموا لنا أي شيء.
رووداو: وماذا عن منظمات حقوق الإنسان، هل سمحوا لهم بان يزوروا السجون لتفقد اوضاعكم فيها؟
نولجين: كلا طوال فترة تواجدنا في السجون لم نر أحداً منهم، فقد كنا في مكان مخفي جداً، لم يستطع أحد حتى الاستفسار عن مكان تواجدنا، وخاصة ان المعتقلين في عفرين يضعونهم في اماكن مخفية أكثر، الوضع في سجن الزراعة كان سيئاً جداً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً