رووداو- أربيل
انخفضت مبيعات المكسرات والحلويات في إقليم كوردستان نتيجة للأزمة المالية، ومن جانب آخر ارتفع إنتاج الصناعات اليدوية والمعامل المحلية.
وكان تدفق السائحين العرب والأجانب بأعداد كبيرة على إقليم كوردستان، خاصة في الفترة الممتدة بين العامين 2011 و2013، سبباً في افتتاح العشرات من المحلات ذات الطرز الحديثة لبيع المكسرات والحلويات في مدينة أربيل، لكن حرب داعش ثم الأزمة المالية، أديا إلى ضعف كبير نسبياً في سوق تلك المحلات.
يقول سالار صادق، وهو مدير مبيعات إحدى معارض بيع المكسرات في أربيل: "تراجعت مبيعاتنا كثيراً بسبب الأزمة المالية وانخفاض عدد السائحين وفرض الحظر على الرحلات الدولية في المطارات".
كان زبائن صادق في السابق من السائحين العرب العراقيين، أما الآن فيعتمد سوقهم على الزبائن الأجانب والنازحين العرب المقيمين في إقليم كوردستان، ويوضح صادق أن القليل جداً من زبائنهم من الكورد.
يبيع المعرض الذي يعمل فيه صادق، الفستق الإيراني، منُّ السما التركي والفيتنامي والهندي، لوز تشيلي وتركي، حبوب القرع الأصفر والأبيض، إضافة إلى ثمانية أصناف من الفواكه المجففة كالأناناس، الكيوي، المانجو، الأوميلو والموز، الزبيب الأوزبكي، فستق الحقل السوداني ومنتجات أخرى أجنبية، ومن المنتجات المحلية يبيع المعرض العسل، التين المجفف، التوت المجفف، بذور الكعوب والعديد من أنواع الباسوق والسجق والحلقوم ورقائق المشمش ومنُّ السما.
ويقول سالار صادق، إن "المنتجات المحلية طازجة وألذ طعماً، لذا فإن أسعار بعضها أعلى من أسعار المنتجات المستوردة المشابهة لها، فمثلاً سعر الكيلوغرام الواحد من لوز دينارتة أعلى من سعر كيلوغرام لوز تشيلي مستورد من قارة أخرى إلى إقليم كوردستان بأربعة آلاف دينار".
ويهتم قسم من هذه المحلات ببيع المنتجات المحلية، لذا فإن نسبة المنتجات المحلية في هذه المحلات تضاهي نسبة المنتجات الأجنبية المستوردة.
من جهته تحدث محمد عبدالرزاق، وهو مالك محل مكسرات في قيصرية أربيل، لرووداو، وقال: "المنتجات المحلية ألذ من حيث الطعم، لذا فإن السائحين، وخاصة العرب، يفضلونها، لهذا نولي اهتماماً أكبر بالمنتجات المحلية التي تشكل نصف ما نعرضه للبيع في محلنا".
ويشير عبدالرزاق إلى أسباب زيادة الإنتاج المحلي بالقول: "بسبب الأزمة المالية وتراجع فرص العمل وخفض الرواتب، عاد قسم من المواطنين إلى القرى وبدأوا بإنتاج هذه المنتجات المحلية، ما زاد من المعروض في أسواقنا المحلية، فمثلاً أصبح لدينا الآن تسعة أنواع من الباسوق والسجق، وثمانية أنواع من الحلقوم ورقائق المشمش، وأنواع عديدة من الخل والتمر الهندي والزبيب والدبس، كما أن لدينا الكثير من المكسرات من لوز وجوز وتين مجفف وتوت مجفف وعسل وسماق".
خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، شهدت أسواق إقليم كوردستان كساداً يصفه عبدالرزاق بغير المسبوق، ويقول إن "الأزمة المالية وانخفاض أعداد السائحين، كان لهما تأثير كبير على سوقنا، فقد تراجعت مبيعاتنا بنسبة 80% مقارنة بالسنوات الماضية، والموسم الحالي هو موسم بيع المكسرات والعسل والخل، لكن انخفاض عدد السائحين أدى إلى انخفاض مستوى مبيعاتنا، ففي العام الماضي مثلاً كنا نصدر الحلقوم الذي ينتجه معملنا وباسوق شقلاوة إلى البصرة، لكن مشكلة الطرق حرمتنا من هذا السوق في العام الحالي".
من جانبه، يقول مدير عام شركة لاستيراد المكسرات والمواد الغذائية ومالك معرض لبيع المكسرات في أربيل، بيستون عثمان: "نشتري المنتجات من أغلب دول العالم، ونستورده عن طريق تركيا والإمارات، فمثلاً نستورد بذور زهرة الشمس والقرع من الصين، والجوز من تشيلي وأوكرانيا، والفستق من إيران، ومنُّ السما من تركيا، كما نستورد الكاجو والعديد من المنتجات الأخرى".
وحسب عثمان، فإن مبالغ ضخمة تنتقل سنوياً إلى خارج إقليم كوردستان، حيث يقول: "نستورد سنوياً ما قيمته 35 مليون دولار من المكسرات والحلويات، فشركتنا وحدها تستورد ما تزيد قيمته على مليون دولار من هذه المنتجات سنوياً، وهناك العشرات من أمثال شركتنا في مدينيتي السليمانية وأربيل".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً