رووداو ديجيتال
يشكل تنظيم داعش تهديداً متزايداً في شمال شرق سوريا على الرغم من مقتل زعيمه، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، في سوريا بعملية أميركية الأسبوع الماضي.
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، حذر من تواجد داعش الذي يشكل خطراً كبيراً، لا سيما بعد الهجوم الذي شنه المسلحون على سجن غويران الذي يضم عناصر التنظيم في الحسكة الشهر الماضي.
وأضاف أن الهجوم أسفر عن استشهاد 121 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية.
وأكد عبدي أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية فورية لاحتواء الخلايا النائمة لداعش بعد الهجوم "تم إفراغ مراكز الاعتقال المعرض لهجمات مماثلة، وعمليات التمشيط الأمنية مستمرة وحظر التجول يحد من التحركات الليلية".
وساعدت قوات سوريا الديمقراطية في العملية الأميركية التي قتلت زعيم داعش ابو إبراهيم الهاشمي القريشي في سوريا، في شمال غرب منطقة إدلب الأسبوع الماضي من خلال تسهيل المرور، والخدمات اللوجستية للولايات المتحدة، لكنها لم تشارك مع مقاتلين على الأرض.
وأوضح عبدي أن "داعش أراد أن يخطو خطوة جديدة بهجومه على سجن الحسكة، وأن يدخل مرحلة جديدة، وليقول إننا موجودين، ولدينا قوة عسكرية، ويمكننا تنفيذ هجمات، لكن مقتل أبو إبراهيم القريشي، أضعف كل ذلك وأبقتهم محبطين، لكن هذا لا يعني أن داعش أصبح ضعيفاً للغاية، ولا يستطيع القتال بعد الآن، لأن داعش لم تعد مركزية كما كانت من قبل، بل تعمل على مبدأ اللامركزية، أعني أن دور زعيم داعش ليس دوراً ميدانياً كما كان من قبل".
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية نوه إلى أنه "كان هناك بعض الفشل من جانبنا، وبعض النقص في السجن نفسه، ولكن السبب الآخر لا يتعلق بنا، إنه بسبب فشل القوى الدولية، فمنذ فترة طويلة، كنا نقول للجميع أن هذا السجن ليس آمناً، لقد حدث عصيانين فيه من قبل، لكننا تمكنا من احتوائهم، والسيطرة عليهم، والجميع يعلم ذلك، كان السجن بالأساس مدرسة، وليس سجناً، ونحن نحتجز داعش هناك".
أدت الاشتباكات التي استمرت بين قوات سوريا الديمقراطية، وعناصر التنظيم نحو 10 أيام، وخلفت ما يقرب من 500 قتيل من كلا الجانبين إلى أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الوضع في نهاية المطاف.
عبدي عزا سبب استدامة داعش لثلاثة عوامل وهي كما ذكرها: "أولاً، ليس لديها مشكلة في التمويل، ولديهم دائماً أموال لإغواء الشباب، ثانياً لا يحتاجون إلى معسكرات أو قواعد تدريب، فلها أماكنها الخاصة لإعداد مقاتليها، ثالثاً لديهم حاضنة شعبية، مثل مخيم الهول حيث تحظى أيديولوجية داعش هناك بشعبية كبيرة".
وعن الازمة السورية رأى عبدي أنه "بدون أميركا لا يوجد حل سياسي في سوريا، من الضروري أن تبقى أميركا من أجل الوصول إلى حل سياسي، كما يجب أن تلعب الولايات المتحدة دوراً في هذا الأمر، هذا هو رأينا، أعني أميركا، لا يقتصر دورها على محاربة داعش فقط، ولكن هناك حاجة ماسة إليه للتوصل إلى حل سياسي، لأنه لا يمكن هزيمة داعش دون وجود حل سياسي، الشرط الوحيد لهزيمة داعش، والقضاء عليها هو أن يكون لديك الحل في سوريا، وبدون ذلك لا يمكن هزيمة داعش".
وبشأن المحادثات بين الادارة الذاتية والحكومة السورية، لفت عبدي إلى رغبتهم بالتوصل لاتفاق سياسي مع دمشق، قائلاً: "لدينا بعض الاتصالات، وهم يتواصلون معنا من حين إلى آخر، لكن النظام السوري يريد العودة الى 2011، إلى الفترة التي سبقت أحداث 2011، وهو أمر غير ممكن، وقلنا لهم من المستحيل بالنسبة لنا العودة إلى الوضع قبل 2011، يجب أن يقبلوا الوضع الحالي على الأرض"، مشيراً إلى ضرورة مساعدة المجتمع الدولي "لجعل النظام السوري يتفهم ويأخذ الوضع الحالي في الاعتبار وليس الوضع السابق".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً