رووداو ديجيتال
أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، محمود المسلط، أنهم منفتحون للحوار على الجميع داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أن سوريا بلد "مقسم" وهناك الكثير من "الاحتلالات التي نسعى إلى إنهاءها"، معبراً عن استعداده للحوار مع تركيا من أجل السلام.
وقال المسلط لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الجمعة (12 كانون الثاني 2024)، إن "مشروع الإدارة الذاتية يعد جامعاً للسوريين وليس انفصالياً، ويحمل الكثير من طموحات السوريين"، لافتاً إلى أن "المعارضة قد تشتت أفكارها ولم تعد بذات النضج".
وعن اختياره العودة للاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، أشار إلى أنه "لا يوجد أي استغراب في الأمر، فأنا سوري وهذا الوطن وطني ولنا تاريخ عميق في المنطقة والحقيقة أتيت إلى أهلي، فلنا استحقاقات وواجب علي أن أكون جزءاً من العملية السياسية والاستقرار في هذا المكان".
أما بشأن الحديث عن إمكانية تشكيل تكتل عسكري جديد، أكد المسلط أن "هذه أول مرة أسمع هناك مساعي لتشكيل جسم عسكري، فالجسم العسكري الوحيد هو قوات سوريا الديمقراطية والكل منصاع لهذه القوى ولا نريد أن نشتت أنفسنا ولا ثقلنا، بالنتيجة نحن ضمن هذا الجسم ولا نكون إلا معه".
ولفت إلى أنه "في الإدارة الذاتية يحملون رؤية ناصعة وناضجة لمستقبل سوريا، والإدارة الذاتية ليست قضية اختيار إنما حافظت على المكتسبات من خلال الثورة والأيام والسلم الأهلي، بالتالي هم أهلنا ولا نستطيع إلا أن نكون جزءاً من هذه الإدراة ومجلس سوريا الديمقراطية"، مردفاً أنه "لا توجد قضية اختيار فهم منا ونحن منهم، فهم أهلنا لم يأتوا من كوكب آخر، وطالما نستغرب الأسئلة عن لماذا اختيار الإدراة الذاتية؟ فنحن اخترنا أهلنا ومنطقتنا ووطننا".
وأردف المسلط أن "بالنسبة للمعارضة قد تشتت أمورها وأفكارها، ولم تستمر بذات النهج الذي كنت أطمح أن أكون جزءاً منه في مستقبل سوريا لكن في النهاية نحن منفتحون على الجميع بأن ينضموا إلى هذه التجربة، فالإدارة الذاتية تحمل الكثير من طموح السوريين فهي ليست إدارة انفصالية بل هي جزء من سوريا وتؤمن بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، ومشروعها الوطني تعدى بأشواط كثيراً من المشاريع التي رأيتها وناقشتها مع الكثير من الأحزاب السورية".
وأكد أن "الإدارة الذاتية يمكن أن تكون بديلاً في سوريا القادمة، ويمكن أن تكون جامعة، ذلك لأن مشروعها الوطني يلبي طموح المواطن السوري، لاسيما وأن التغيير واجب وأمر ضروري لا سيما في هذه المرحلة الصعبة".
وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه في المشهد السياسي بالمرحلة القادمة، أوضح المسلط أنه لا يمكن الحديث عن دور منفردي بشكل شخصي، قائلاً: "نحن فريق فريق نعمل على الانفتاح على جميع المكونات السورية وعلى إنضاج المشروع السوري في ظل غياب التفاهمات الدولية وانسداد الأفق أمام الحلول المتعلقة بسوريا، فهناك كثير من المشاكل أمام السوريين يوماً بعد يوم، ونحن نعمل كما تكلمت منذ سنوات بأن الحوار السوري ضرورة قصوى أمام السوريين ولا بديل عنه".
الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، استدرك أن سوريا "بلد مقسم وهناك الكثير من الاحتلالات، فهناك تركيا وروسيا وإيران وأميركا. تركيا محتلة عفرين ورأس العين وسنحاول قدر الإمكان إعادة أبناء هذه المناطق وإلى أرضهم وبيوتهم".
ومضى بالقول: "أنا منفتح ولا أؤمن بثقافة الانتقام بل أؤمن بالحوار، لذا سوف نمد أيدنا ونشجع الحوار بين جميع الأطراف، سواء إن كانت تركيا أو الدول الأخرى، وذلك من أجل إحلال السلم والأمان، كما نرجو أن يعلم الجميع إننا في شمال شرق سوريا متفقون على إنهاء جميع الاحتلالات بشكل تام"، لافتا إلى أنه "رجل سياسي وأمتلك علاقات مع دول عديدة، وإن كانت هذه العلاقات مع تركيا أو غيرها تساعدنا في إحلال السلم والحوار والانفتاح على جميع الدول، فسأقوم بتفعيلها".
وبينما أكد المسلط "عدم تواصله مع أي مؤسسة في تركيا وغيرها"، أشار إلى أنه سيتم "طرق جميع الأبواب من أجل الحوار، لأننا لا نؤمن بالحروب وثقافة الانتقام، لذلك سأحاول مع الجميع سواء تركيا أو غيرها لفتح قنوات حوار من أجل السلام وإعادة أهالي في عفرين ورأس العين إلى أراضيهم"، على حد قوله.
ولفت إلى أن "هناك الكثير من مبادرات المصالحة، وسنعمل على جميع الطروحات منها مع كافة الأطراف، طالما إننا سوريون وإن مصلحة شعبنا وبلدنا لدينا أهمية كبرى"، مبينا أن الحوار فرصة وليس تنازل، بالتالي هو فرصة لجميع السوريين، وكما أسلفت نحن طالبي حوار وحتى مع دمشق التي تمثل جزءاً من سوريا والسوريين، لكن بالأول هناك قوانين أممية وشرعية دولية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. نحن جاهزون للحوار مع أي مكون أو طرف سوري".
وتابع أن "عشيرة الجبور طالما كانت صماماً للسلم والأمان، وهناك الكثير من الحكماء والعقلاء فيها سواء كان في العراق أو سوريا أو السعودية وغيرها من الدول، فنحن طلاب سلام على مستوى العشيرة والوطن، وسنكون موحدين من أجل أي خطوات إيجابية تساعد على السلم والأمان في داخل سوريا وخارجها".
الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، اختتم قائلاً: "لدينا علاقة تاريخية وكبيرة مع إقليم كوردستان الذي يمثل امتداداً لنا ولأهلنا. فهم أعزاء علينا، ولنا مع عائلة البارزاني تاريخ طويل ممتد منذ المرحوم ملا مصطفى بارزاني، واليوم مع الرئيس مسعود بارزاني، الذي نعتبره أخاً كبيراً وأباً وقائداً نعتز به، ومن هذا المنبر نبعث له بسلام محبة وحوار بيننا وبين إقليم كوردستان، متأملين لقائه في المستقبل القريب".
في 21 كانون الأول 2023، تشكلت الرئاسة المشتركة الجديدة من المعارض الذي كان يقيم في الولايات المتحدة الأميركية محمود المسلط، والمسؤولة الكوردية ليلى قهرمان، وألغى المؤتمر منصب "الرئيس التنفيذي" الذي كانت تشغله القيادية الكوردية إلهام أحمد منذ تأسيسه نهاية 2015.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً