رووداو ديجيتال
بات موسم قطاف الزيتون وعصره في عفرين يقترب من نهايته، لكن مزارعي تلك المنطقة "المحتلة" في روجآفا (شمال شرق سوريا)، يغادرون بساتينهم خاليي الوفاض، دون أي مردود يوفيهم حقهم.
عصفت الضرائب المرتفعة جداً التي فرضتها الفصائل المسلحة على الزيتون، إلى جانب النهب والسرقة غير المحدود، بجيوب مزارعي الشجرة دائمة الخضرة.
شبكة رووداو الإعلامية، التي تتابع وضع عفرين عن كثب، تمكنت من الحصول على بعض النماذج الأهلية في خضم هذه المسألة.
وبحسب المصادر، فقد جرى نهب 25 إسطوانة زيت زيتون من أصل 35 إسطوانة كانت من دخل مزارع في قرية كفرمر، أي ما يعادل 72% من نتاجه.
إضافة إلى نهب 80 بستان زيتون في بلدة شيه، و50 شجرة زيتون للمواطن الكوردي عماد رشيد حمو، و15 شجرة زيتون للمواطن خليل رشيد، و15 شجرة زيتون للمواطن علي بطال مصطفى على يد 15 عربياً مستقدماً للمنطقة الكوردية، من عشيرة "جملان".
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة شيه، تقع تحت سيطرة فصيل سليمان شاه "العمشات"، الذي أدرجته أميركا على قائمة العقوبات قبل أشهر.
بهذا الصدد، قال المحامي العفريني، شيار علي، لشبكة رووداو الإعلامية، إنه لا يوجد قانون يحمي المزارعين الكورد في عفرين.
وأضاف: "تصل أحياناً الرسوم المفروضة على مزارعينا إلى 60-70%"، مردفاً "هذا بحسب المادة 41 من القانون السوري، يحق لكل سلطة فرض رسوم، لكنها يجب أن تتناسب بين الموسم ونسبة الضريبة".
وأكد أن تقديم الشكاوي في عفرين لا يجدي نفعاً، لأن المحكمة عاجزة عن القيام بأي إجراء ضد هذه المجموعات المسلحة.
وفرضت الفصائل المسلحة، وفق قرارات واضحة، ضريبة بنسبة 10% على دخل المزارعين في حقولهم.
فيما فرضوا ضريبة بنسبة 40-50% على دخل وكلاء المزارعين النازحين. لكن بحسب المعلومات التي حصلت عليها رووداو من مصادر في المنطقة، فإن ما يصل إلى 70% من دخل بعض المزارعين الباقين في المنطقة يتم أخذه بطرق مختلفة.
وتسيطر الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا على منطقة عفرين منذ تاريخ 18/3/2018، بعد أن خاضت معارك عنيفة مدعومةً بالجيش والطيران التركيين ضد وحدات حماية الشعب الكوردية استمرت 58 يوماً.
وبعد سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين يوم الأحد 18/3/2018، بدأ مسلحو تلك الفصائل بنهب وسلب وسرقة كل شيء، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب واضطهاد وخطف المواطنين واقتحام بيوتهم وانتهاك حرماتها دون أي رادع، لتخضع هذه المنطقة من روجافا "كوردستان سوريا" لعملية تغيير ديمغرافي ممنهجة، أفضت من جرّاء عمليات الترحيل القسري للسكان الأصليين من الكورد الذين كانت نسبتهم تفوق 95% قبل الاحتلال، وتوطين العرب والتركمان الوافدين من معظم المحافظات السورية لتقارب نسبتهم الآن 75% من المقيمين في منطقة عفرين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً