رووداو ديجيتال
أصبحت إعادة التدوير مصدر عيش لعشرات المواطنين في إدلب، ووسيلة للمجتمع للتخلص من النفايات البلاستيكية.
وفي بلدة كفريحمول الصغيرة، توفر عملية إعادة التدوير عملا لأولئك الذين يقومون بجمع البلاستيك وللمصانع القائمة في المنطقة.
يشرح عبود عبد الرحمن، وهو صاحب مركز لإعادة تدوير البلاستيك، قائلا: نشتري النفايات البلاستيكة من الناس، ونقوم بطحن البلاستيك بأنواعها المختلفة، فيستخدم قسم منه لصناعة الأنابيب البلاستيكية، وأخرى لصناعة القصل وقسم الآخر نستخدمه في صناعة الكرسي.
بعد جمعها، تتم معالجة أنواع مختلفة من البلاستيك في مركز إعادة التدوير، وبيعها إلى مصانع أخرى لإنتاج أنواع مختلفة من المنتجات.
بمجرد وصوله إلى المركز، يتم وضع البلاستيك في آلة طحن تحول الأشياء مثل الكراسي المهملة والصناديق والزجاجات إلى حبيبات صغيرة.
يأخذ العمال الحبيبات البلاستيكية المسحوقة ويغسلونها بالماء قبل نشرها لتجف تحت أشعة الشمس.
يتم إعادة استخدام هذه الحبيبات وتحويلها إلى كراسي وأنابيب للري الزراعي، ولكن العنصر الأكثر شيوعا المصنوع من هذه الحبيبات هو الحصير البلاستيكي للأرضيات، والذي يستخدم على نطاق واسع داخل المنازل وأيضا داخل خيام مخيمات النزوح المنتشرة في المنطقة.
قال العاملون في هذا المجال إن عدد مصانع حصائر الأرضيات قفز من اثنين إلى 11 في السنوات الأخيرة.
محمد شحادة، أحد الذين قرروا تجربة البلاستيك المعاد تدويره، وهو صاحب مصنع للحصائر البلاستيكية.
يأخذ مصنعه الحبيبات البلاستيكية، ويخضعها لعملية تكرير ويحولها إلى أعواد بلاستيكية.
يتم بعد ذلك إدخال الأعواد الملونة في ماكينة الحياكة، حيث يتم نسجها لصنع حصائر أرضية مزينة بأشكال متقاطعة.
قال شحادة: نأتي بالبلاستيك المجروش، كل لون بلونه، ونقوم بعد ذلك بغسيله وتنشيفه، ثم نقوم بعملية التكرير مجدداً وتعاد العملية السابقة مرة أخرى نقله لمرحلة أخرى من التكرير لتصفية البلاستيك ثم ينتقل إلى المعمل الثاني الخاص بالحصير، ليتحول إلى قش ومن هناك إلى ماكينات النسيج، لننتج الحصيرة.
يختار معظم الذين يعيشون في هذه المنطقة شراء الحصائر المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره لأنها أرخص بكثير من الحصائر البلاستيكية من الدرجة الأولى.
يمكن أن يصل الفرق في الأسعار إلى 15 دولارا، وهو مبلغ كبير بالنسبة لكثيرين يعيشون في حالة من الفقر في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المتمردين.
ويواجه الاقتصاد السوري صعوبات بعد سنوات من الصراع والفساد وسوء الإدارة والعقوبات التي فرضها الغرب بسبب اتهامات بتورط الحكومة في جرائم حرب وتجارة المخدرات غير المشروعة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 90 بالمائة من السكان يعيشون في فقر.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً