رووداو ديجيتال
توفّيت سيّدة تدعى "ملك خليل إيبو"، في أحد مستشفيات مدينة عفرين، بعد إصابتها بجلطة دماغية.
تنحدر السيّدة المذكورة، البالغة 63 عاماً، من قرية علي جارو، التابعة لناحية بلبل في منطقة عفرين، التي كانت قد عادت إليها صيف عام 2022، بعد أن أمضت أكثر من ثلاث سنوات في منطقة الشهباء، شمال حلب، إثر اضطرارها للنزوح مع عائلتها من منطقة عفرين بعد عملية احتلالها من قبل الجيش التركي وفصائل المعارضة السوريّة المسلّحة، في آذار عام 2018.
مصادر مقرّبة من عائلة السيّدة الراحلة، التي توفيت يوم الاثنين (6 تشرين الثاني 2023) كشفت لشبكة رووداو الإعلامية بأنّ السيّدة ملك، أمّ لسبعة أولاد (خمس إناث وذكران)، وهي إرملة "منّان حسين إبراهيم"، المتوفّى منذ ثماني سنوات.
حسب المصدر ذاته، عادت السيّدة ملك إيبو، صيف عام 2022، إلى قريتها بمفردها، لتجد أنّ المدعو أسمر أبو العزّ، مسؤول المكتب الإقتصادي في لواء صقور الشمال، قد استولى على دارها وحقولها. ولأنّ المسؤول المذكور في الجماعة المسلّحة رفض إعادة دارها وأملاكها، اضطرّت للإقامة في بيوت أقاربها ممّن تبقوا في القرية.
يشار الى ان لواء صقور الشمال، هو فصيلٌ عسكري ينتمي إلى (الجيش الوطني السوري) التابع للمعارضة السورية الموالية لتركيا، وأسّسه أحمد حاج علي، المعروف باسم (أحمد الخيرية)، في عام 2012، في منطقة جبل الزاوية في ريف محافظة إدلب، شمال غرب سوريا.
بعد مقتل مؤسّس هذا اللواء، يقوده الآن شقيقه حسن حاج علي، الملقّب باسم (حسن الخيرية)، وهو تولّد عام 1977 في بلدة كنصفرة، في ريف إدلب الجنوبي، بينما ينحدر مسؤول المكتب الإقتصادي، أسمر أبو العزّ، من منطقة الغاب في ريف محافظة حماه، وسط سوريا.
كان اللواء المذكور يضمّ قرابة 2500 مسلّحٍ، شاركوا (بحسب الموقع الرسمي للواء) في عملية غزو منطقة عفرين في إطار العمليّة التي أطلقت عليها تركيا اسم (غصن الزيتون).
لمعان خليل، الناطقة باسم منظّمة حقوق الإنسان في عفرين، وهي منظّمة مستقلّة، تنشط في توثيق الانتهاكات المرتكَبة في منطقة عفرين، وتستقي معلوماتها من مصادر داخل المنطقة، تحدّثت إلى شبكة رووداو الإعلامية، وقالت ان "ملك خليل إيبو، من قرية علي جارو، عادت منذ أكثر من عام إلى قريتها، ولكنّها لم تستطع العودة إلى منزلها لأنّ أحد عناصر ميليشيا صقور الشمال، ويُدعى أسمر، قد استولى على منزلها وأملاكها، فأقامت دعوى لاستعادة منزلها وأملاكها، ولكن للأسف، علاوة على عدم إعادة الدار والأملاك إليها، أرسل أسمر يوم الأحد عنصرين إليها لتهديدها وتخويفها وإرغامها على التخلّي عن حقوقها، فأُصيبت بالهلع ونُقِلتْ إلى عفرين، وهناك فقدت حياتها".
بحسب مصدر مقرّبٍ من عائلة ملك خليل إيبو، تحدّثت إليه شبكة رووداو الإعلامية، كانت الراحلة قد أوصت، قبل وفاتها، بأن يُنقَل جثمانها إلى دارها قبل أن يوارى الثرى. وبتدخّل وجهاء من القرية، سمح المدعو أسمر أبو العزّ بنقلِ جثمانها إلى دارتها قبل استكمال مراسم دفنها في قريتها.
وتسيطر الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا على منطقة عفرين منذ تاريخ 18/3/2018، بعد أن خاضت معارك عنيفة مدعومةً بالجيش والطيران التركيين ضد وحدات حماية الشعب الكوردية استمرت 58 يوماً.
وبعد سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين يوم الأحد 18/3/2018، بدأ مسلحو تلك الفصائل بنهب وسلب وسرقة كل شيء، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب واضطهاد وخطف المواطنين واقتحام بيوتهم وانتهاك حرماتها دون أي رادع، لتخضع هذه المنطقة من روجافا "كوردستان سوريا" لعملية تغيير ديمغرافي ممنهجة، أفضت من جرّاء عمليات الترحيل القسري للسكان الأصليين من الكورد الذين كانت نسبتهم تفوق 95% قبل الاحتلال، وتوطين العرب والتركمان الوافدين من معظم المحافظات السورية لتقارب نسبتهم الآن 75% من المقيمين في منطقة عفرين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً