طريق الموت.. رواية المهربين لقصة القارب الغريق قبالة شواطئ إيطاليا

08-07-2024
بيام سربست
بيام سربست
. رواية المهربين لقصة القارب الغريق قبالة شواطئ إيطاليا
. رواية المهربين لقصة القارب الغريق قبالة شواطئ إيطاليا
A+ A-

رووداو ديجيتال

سمعنا قصة القارب الغريق بالقرب من الشواطئ الإيطالية في 13 حزيران، من أفواه الناجين وذوي الضحايا.

لكن من خلال متابعة رووداو، سنسمع القصة من المهربين والعارفين لطريق الموت هذا.

الشخص الذي هرب آرام وزوجته الحبلى وابنتيه الصغيرتين، الذين كانوا على متن القارب وماتوا جميعاً. يروي من تركيا لرووداو كل صغيرة وكبيرة.

يقول: "ذهب السيد آرام مرتين، مرة ذهب إلى أنطاليا لينطلق من هناك، لكن الله لم يقسم له ذلك فعاد، ومرة أخرى عاد بودروم. استقل القارب، لكن لا أدري ماذا احترق أو حدث شيء ما فلم يذهبوا، وجاءت الشرطة وألقت القبض عليهم في مكانهم. كان مقرراً أن يسافر مع صديق آخر لي، لكن صديقي قال لن أحملهم، سأله لماذا؟ قال لأن المرأة حامل، وكان هناك قارب آخر جاهز أخذناهم إليه وكان يبعد عنهم مسافة خمس دقائق. أقسم وقال لن أعود حتى لو مت، وقال يجب أن أغادر الليلة، فاتصلت بصديق لي".

وأضاف: "قال لي يا حاج هناك شيء من هذا النوع وسينطلق الليلة، قلت أين؟ قال في بودروم، وكان القارب الذي غرق. اتصلت به، وقلت: سيد آرام هناك واحد آخر سينطلق، فقال: يا حاج بالله عليك ابعثني كي أرحل وأنجو فلم يبق أمام ولادة زوجتي الكثير".

وأشار إلى أنه: "لم يكن القارب سيئاً، لكن براده الصغير الذي يحفظ فيه الطعام كان في شرخ وهذا أمر يحدث بنسبة 1%. أخذت من عائلة آرام 8300 دولار وفي الليلة التي رحل فيها لم أكن قد أخذت موافقته، ولأن آرام كان كأخ لي أنا من أعطى الموافقة. لم يكن هناك عيب في العملية، لكنه أمر الله تعالى، فيه كل أصناف الناس".

يتابع قائلاً: "أنا الآن في تركيا وأقسم بالقرآن تلقيت يوم أمس وأول أمس اتصالات من عشرين شخصاً، بعد الحادث، الناس لا تهتم إنها مستاءة".

بعد محاولات كثيرة، توصلنا لواحد من كبار المهربين الكورد في بحر إيجه. من المقرر أن نلتقي في السليمانية، اسمه وهويته محفوظان، هو من الأصدقاء المقربين لمالك القارب الغريق، يمتلك عدداً من القوارب في إيجه يملؤها بين فترة وأخرى بالناس ويرسلهم باتجاه اليونان وإيطاليا.

يقول: "الأمر مرتبط بالتوقيت، فعندما يكون عدد الذاهبين والمسافرين كبيراً، يرتفع السعر إلى 12 ألفاً أو 13 ألف دولار، وعندما يكون عدد المسافرين قليلاً يتراجع إلى 8000 أو 9000 دولار".

ويردف قائلاً: "الأشخاص الذين يجمعون الناس يحصلون على ألف إلى 1500 دولار من هذا المبلغ والباقي يذهب لمن يسافر بهم أي مالك القارب، يقبضون منهم المبلغ، والشخص الذي يسلمهم الركاب يحصل على ألف إلى 1500 دولار".

نوه إلى أن "هذه القوارب مخصصة لما بين ثمانية واثني عشر راكباً، الحد الأعلى هو اثنا عشر، لكن في العادة يتم حمل ما بين خمسين ومائة راكب عليها. لكن الأمر لا يقتصر على الركاب، حيث يجري حمل ما يعادل وزن الركاب من الوقود والطعام، أي أن الوزن سيكون ضعف الوزن، فالقوارب الكبيرة يتراوح وزنها بين عشرة واثني عشر طناً، في حين يتجاوز وزن الركاب والماء والطعام والوقود 15 طناً".

سعر هذه القوارب يتراوح بين "مائة ألف و150 ألف يورو"، حسب حجم القارب، ويستخدم القارب لرحلة واحدة، وفقاً لقوله.

أما في رانية بإقليم كوردستان قليلة هي البيوت التي لم يهاجر فرد منها أو يوجد فيها فرد يفكر في الهجرة.

هاوري كاسترو، والد أحد المهاجرين يقول: "عائلة ابن عم زوجتي سلكوا نفس الطريق وواجهوا نفس الحادثة وماتت زوجته وابنته، ونجا ثلاثة من أولاده من الماء، أنا واحد من الناس، عندي ابن واحد، هاجر عن طريق تلك المياه، المهربون ليس عندهم غير الكذب، وليس بمقدورهم أن يفعلوا شيئاً غير الإخلاص لتجارتهم. لأنني أعتقد أنهم نوع من السماسرة".

الشباب يأتون في وضح النهار ويساومون مع السماسرة، مساومة طبيعية لا تبدو وكأنها معاملة تخص حياة إنسان.

يجري التداول بالمهاجرين يداً بيد في طريق الهجرة غير المضمون، وينتقلون من هذا السمسار إلى ذاك، ومن هذا المهرب إلى ذاك.

أحد السماسرة يقول: "غالبية مكاتب الطيران بدأت تعمل في مجال إصدار تأشيرات سفر مزورة، يأخذونهم إلى أربيل والموصل ويستحصلون لهم التأشيرات بأوراق مزورة وسندات ملكية مزورة وتأييد عمل مزور، وكل شيء مزور، لقد وصل سعر التأشيرة التركية هنا إلى 4000 دولار".

القارب الذي انطلق من بودروم التركية باتجاه إيطاليا، كان يحمل 76 شخصاً، وبعد انفجار محركه وغرقه مات 64 من الركاب غالبيتهم من الكورد.

متابعات رووداو أظهرت أن سبب انفجار المحرك كان افتقار قائد القارب إلى الخبرة، حيث أنه لم يستخدم الشراع واستمر في تشغيل المحرك الذي لم يتحمل سوى ثلاثة أيام من الرحلة.

أحد المهربين يقول: "نأتي بسواق يطلقون عليهم تسمية كابتن، لكن هؤلاء السواق ليسوا جيدين ولا مهنيين، هؤلاء السواق يتم تدريبهم وتعليمهم في أسبوع أو عشرة أيام ثم يتم إرسالهم، على تطبيق تحديد الموقع والشاشة وما إلى ذلك، عندما تنطلق من اليونان إلى إيطاليا المسافة هي نحو 600كم، وبالقرب من اليونان لديك فرصة للنجاة، أما من اليونان إلى إيطاليا، فالمسافة تتراوح بين 500 و600كم، وليس بإمكان أي قارب صغير أن ينجو، كل من يذهب إلى أوروبا ويقول لم أكن أعرف أنهم يحملون هذا العدد من الناس على القارب أو لم أعرف أنه يسير هكذا، أو لم أعرف أنه خطير لهذه الدرجة، ليس صادقاً".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب