رووداو ديجيتال
اثرت قلة المياه على مستوى الكميات المخزونة منها في سد دربندخان في السليمانية، كذلك على واقع المواطنين في المنطقة، حيث يقوم سكان قضاء دربندخان بالاعتماد على مياه الينابيع والجداول لتأمين مياه الشرب.
ويصطف المواطنون في طوابير طويلة تحملهم على الانتظار لأكثر من ساعتين، من أجل الحصول على بعض عبوات المياه.
وقال مواطن من سكان دربندخان لشبكة رووداو الإعلامية انه "يتم فتح هذه المياه من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء، يصطف الناس في طوابير امامها مثل اصطفافهم في محطات الوقود"، في إشارة لإحدى نواحي دربندخان، مضيفا انه "توجد خمس او ست سيارات باستمرار، تقف من اجل الحصول على المياه".
وذكر المواطن ان هذه المياه تجري من احد الحقول الخاصة، ويوفرها مالك الحقل لمن يعوزون المياه في المنطقة.
فيما اعربت موطنة عن استيائها الشديد لرووداو من نقص المياه، وقالت: "هذه ليست حياة، لا توجد حياة هنا، لو توفرت المياه النظيفة الصالحة للشرب في المنازل لما أتى احد الى هنا"، مؤكدة ان "وضعنا سيء للغاية، مياهنا لا تصلح لشيء، لا تصلح حتى للاغتسال".
وأردفت: "لا يوجد لدينا حل، علينا المجيء الى هنا".
بلهجة حادة تعبر عن سوء الحال، عبّر مواطن ستيني يقطن احدى مناطق دربندخان ايضاً عن سخطه، وقال لشبكة رووداو الإعلامية: "لا تصلح المياه للشرب، كل شخص يذهب ويؤمن المياه من الآبار، او الجداول، وان وجدت سيارة يذهب الى مناطق أبعد، وغير ذلك هو مجبر على شرب المياه الملوثة والاصابة بالسرطان"، لافتا الى ارتفاع نسبة الاصابة بالسرطان في دربندخان مقارنة بالمناطق الاخرى في اقليم كوردستان.
ويتوجه بعض سكان القضاء الى المنازل التي تحتوى اباراً ارتوازية، والتي تقوم بخزن المياه في خزانات كبيرة وتقدمها للمواطنين الذين يحتاجون المياه النظيفة.
مواطن من احد الاحياء العطشى بالقضاء، اكد لرووداو ان "كل سكان الحي يعتمدون على هذا الخزان، يقوم مالك منزل بملء الخزان بالمياه، ويأتي الأفراد لأخذ حاجتهم"، مضيفا: "يقوم الناس هنا، وأنا احدهم، بوضع خزانات داخل باحات منازلهم ويملؤها ببضع جلكانات المياه"، منوّها الى ان وضع المياه ليس سيئا في مناطق كوردستان الاخرى كما في منطقتهم.
ويجبر بعض سكان دربندخان على شراء مياه الشرب على نفقتهم الخاصة، ما يشكل عبئا اضافيا على عواتقهم.
وأشار احد المواطنين يقوم بتامين المياه للمنازل، لشبكة رووداو انه "في السابق لم يكن يتصل بي احد لطلب المياه، الآن يتصل بي نحو 30 الى50 منزلا لطلب مياه للشرب"، مبينا ان "كثيرا من سكان المنطقة اصيبوا بالمرض بسبب المياه الملوثة".
وأضح المواطن ان المشكلة تكمن في ازدياد عدد السكان وسوء الخدمات المائية ومحدوديتها في المدينة، هناك مناطق تسيل فيها المياه مرة واحدة بالاسبوع فقط، ومناطق اخرى مرتين في الاسبوع.
اثر الجفاف وشحة المياه بشكل كبير على المخزون المائي في سد دربندخان، حيث بات حجم المياه التي تصب في السد لا يتجاوز 12 مترا مكعبا، لكن بسبب حاجة دربندخان وإدارة كرميان ومحافظة ديالى، تجري إسالة 50 الف متر مكعب من المياه، يومياً، لسد الحاجة الاستهلاكية، ما يؤدي الى انخفاض منسوب المياه بسد يوما بعد يوم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً