رووداو ديجيتال
أفاد الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي، المنضوية في قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، محمود حبيب، بأن الأخيرة لا تعتزم تسايم أسلحتها لأحد، مشيراً الى أنها ستكون "رائدة في عملية البناء القادم للجيش السوري".
وقال محمود حبيب، لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الخميس (6 شباط 2025) إن "المفاوضات مستمرة (مع دمشق) وهناك لجان متخصصة لبحث جميع النواحي والقضايا التي يجب أن نتفق عليها وتتقدم بشكل جيد، وعلينا أن ننتظر نتائج هذه المفاوضات والمباحثات التي ستنعكس إيجابياً على الشعب السوري في كامل ربوع الدولة السورية".
ورأى أن "قوات سوريا الديمقراطية قوات لها هرمية قيادية عسكرية، ولها خبرة طويلة في قتال التنظيمات الإرهابية، ولديها قدرة على ضبط الأمن إن كان على الحدود وإن كان بأطواق المدن، وبالتالي الخبرة المتراكمة لدى قوات سوريا الديمقراطية ستعتبر إضافة مهمة جداً لجيش سوريا القادم ورديفاً قوياً جداً".
"قسد نواة للجيش السوري"
وتابع محمود حبيب أن "من الممكن أن تكون (قسد) أصلاً نواة للجيش السوري بعد أن رأينا كيف تفكك هذا الجيش مع سقوط النظام القديم وتشرذم، ولم يكن له نواة حقيقية".
الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي، أشار الى أنه "في هذا الوقت لا يوجد على الأرض السورية حالياً أكثر من قوات سوريا الديمقراطية قوات منضبطة، لها هرمية عسكرية وتتمتع بواجبات كبيرة جداً تقوم بها في منطقة شمال شرق سوريا".
وأكد أن "قوات سوريا الديمقراطية استطاعت أن تقهر تنظيم داعش الارهابي واستطاعت أن تحقق الأمن والأمان في منطقة جغرافية كبيرة من سوريا، وعندما ستنظم هذه القوات التي تكون جزءاً من الجيش السوري، فلن نقف عند موضوع التسميات".
كما رأى أن "المهم هو الأداء، والمهم هو النظرة الواحدة للدولة السورية التي تأخذ بيد أبنائها، والتي لا تضع فيتو على أي أحد، وبالتالي قوات سوريا الديمقراطية ستكون رائدة في عملية البناء القادم للجيش السوري".
وعقب هجوم خاطف، تمكّن تحالف من المقاتلين المعارضين تهيمن عليه "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع، في 8 كانون الأول من إطاحة بشار الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.
طمأنة السكان
بخصوص دور قوات سوريا الديمقراطية في حفظ الأمن، بيّن الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي أنه "في إطار المهمات التي يقوم بها الجيش ومن خلال حفظ الأمن والأمان على ربوع سوريا، ليس هناك أي مانع في أن تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من عملية طمأنة السكان والحواضن الشعبية في سوريا".
"نحن نعلم أن قوات سوريا الديمقراطية قد تكون مقبولة أكثر في الكثير من البقاع في سوريا. على سبيل المثال في السويداء وفي الساحل"، وفقاً لمحمود حبيب، الذي أشار الى أن "لدى كثير من الطوائف والإثنيات في سوريا ترحيب بقوات سوريا الديمقراطية وهي مقبولة أكثر وتستطيع فرض السلم والأمن بدون عنف وبدون تمييز".
واستدرك: "أما أن نترك موقعنا فهذا ليس حلاً. القضية أن قوات سوريا الديمقراطية تتمتع في شرق الفرات بمهام قوية جداً في حفظ الأمن والأمان، والفائض من هذه القوات نستطيع أن نستخدمه في عملية ضبط الأمن في باقي سوريا".
"قسد لن تسلم أسلحتها لأحد"
بخصوص تسليم قوات سوريا الديمقراطية السلاح، قال محمود حبيب: "عنوان تسليم السلاح ليس صحيحاً. عندما تسلم سلاحك فستذهب لتصبح إنساناً مدنياً، والآن قسد ليست بوارد أن تسلم أسلحتها لأحد، ولكن أن تكون البندقية في يد قسد هي بندقية للدولة، فهذا هو الأمر الأكثر جدية والأكثر فعالية بالشأن السوري".
وأضاف أن "هناك واجبات تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية على كامل تراب شمال شرق سوريا"، متسائلاً: "إذا افترضنا أن قوات سوريا الديمقراطية ستسلم أسلحتها للآخرين فمن هي هذه القوة التي تستطيع القيام الآن بمهام قوات سوريا الديمقراطية؟".
ورأى أن "حكومة دمشق تحتاج الآن، إذا ما أرادت القيام بهذا الواجب، إلى أكثر من 30 ألف مقاتل"، متسائلاً: "هل تمتلك هذه القوات لكي تقوم بواجب الأمن التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية؟".
ولفت الى أن "قضية تسليم السلاح إلى الدولة أو أن تكون عهدة السلاح بيد الدولة هذا أمر مشروع. أما أن نسلم أسلحتنا لنذهب إلى بيوتنا فهذا أمر سيترك فراغاً أمنياً خطيراً جداً على المشهد السوري، وقد ينحدر بسوريا إلى مدارك خطيرة جداً"، مضيفاً: "نحن نعمل على حماية الأمن والاستقرار في منطقة شمال شرق سوريا وعليه في كامل الجغرافية السورية".
وأكد الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي أن "سلاحنا دائماً سيكون في خدمة هذه الدولة وهذا الشعب، إن كان في منطقة شمال شرق سوريا وإن كان كجزء من وزارة الدفاع السورية على كامل التراب السوري"، واصفاً قوات سوريا الديمقراطية بأنها "قوات عسكرية لها هرمية قيادية تتمتع بهذه الصفة، والعبث في هذه التركيبة خطر جداً. لا يمكن أن تدخل عناصر ليكونوا جزءاً من منظومة قيادة هذه والتراتبية العسكرية، لذلك من الأفضل أن تبقى قوات سوريا الديمقراطية كما هي تقوم بواجباتها".
"أميركا لن تنسحب"
أما بشأن الأنباء التي تتحدث عن انسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق سوريا، نفى محمود حبيب ذلك بالقول إنه "لم يكن هناك أي تصريح أو إخبار لقوات سوريا الديمقراطية بأن القوات الأميركية ستنسحب في القريب العاجل، وما ظهر في الإعلام أو على لسان الرئيس دونالد ترمب ينفيه الواقع على الأرض".
وتابع: "في اليوم الذي قال فيه دونالد ترمب أنهم سينسحبوا من سوريا دخلت أرتال كبيرة جداً لقوات التحالف إلى منطقة شمال شرق سوريا، وكذلك قوات التحالف ليست فقط من القوات الأميركية. هناك القوات الفرنسية والبريطانية والألمانية وهناك الكثير من القوات المتعددة الجنسيات الموجودة ضمن قوات التحالف".
ويعتقد الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي أن "تخفيف القوات الأميركية أو للعناصر الأميركية سيكون بالمقابل دعم من قوات أخرى كالفرنسية أو الألمانية أو البريطانية. إذن لا تغيير على خريطة توزيع قوات التحالف الدولي على منطقة شمال شرق سوريا".
"أعتقد أن المنطقة لا تحتمل خروج قوات التحالف الدولي الآن، ومن الممكن أن تعود داعش مرة أخرى ومن الممكن أن تبتلع تركيا هذه المنطقة من خلال اجتياحات عسكرية، ومن الممكن أن تكون هناك أضطرابات خطيرة جداً، وبالتالي لايزال الوضع الاقليمي غير مطمئن"، وفقاً لكلامه.
وأضاف أن "قضية غزة لم تنته، وكذلك قضية لبنان. هناك مشادات إقليمية ودولية في المنطقة، لذا وجود القوات الأميركية يعتبر ضامناً لحلفائها وعلى رأسهم قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي وجود القوات الآن ضروري جداً ليس لنا نحن كقوة سوريا الديمقراطية فقط، وإنما للأمن والسلام الاقليمي والدولي".
بشأن مكونات قوات سوريا الديمقراطية، أوضح الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي أن "هناك خليطاً مهماً جداً من العرب والكورد والآشور والسريان والتركمان، وبالتالي الأهم في قوات سوريا الديمقراطية هو جمع كل هؤلاء في خنادق القتال للدفاع عن هذه المنطقة، ولا يهم العدد ولا تهم النسبة المئوية لكل مكون، ولكن الأهم أن هذه القوات استطاعت أن تصمد على مدى عشر سنوات ضد أعتى تنظيم إرهابي هو داعش".
في الرابع من شهر شباط الجاري، أعلنت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، أنها أطلقت حملة بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية، لملاحقة عناصر النظام السابق و"مرتزقته من الدفاع الوطني"، وفقاً للبيان الصادر عن قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً