رووداو ديجيتال
تشكل الانتخابات البلدية الموضوع الرئيسي في روجآفا والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية. وقد ناقش دلبخوين دارا هذا الموضوع في حوار ضمن نشرة روجآفا على شاشة رووداو يوم الثلاثاء (4 حزيران 2024).
وشارك في الحوار من قامشلو، صالح كدو السكرتير العام لحزب اليسار الديمقراطي الكوردي في سوريا الذي يشارك حزبه في الانتخابات، ومن عفرين عدنان بوزان عضو اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكوردستاني الذي يقاطع حزبه الانتخابات، ومن إقليم كوردستان محمود محمد ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي في سوريا الذي يشارك في الانتخابات، ومحمد علي ممثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا الذي يقاطع الانتخابات.
"الانتخابات حق مشروع"
صالح كدو، أكد في مستهل الحوار أن الانتخابات "حق مشروع" لمواطني روجآفا والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، مضيفاً أن "الدولة التركية والنظام (الحكومة السورية) تعارضان الانتخابات، وهذا ظلم بحق هذا الإقليم ومكونات المنطقة".
في الوقت نفسه، رأى أن "موقف الدول الصديقة للكورد، مثل الولايات المتحدة، فرنسا ودول أوروبية أخرى ضعيف بعض الشيء"، مشيراً إلى أن "الإدارة الذاتية ومفوضية الانتخابات تبحثان الوضع لتحديد ما إذا كانت الانتخابات ستجري أم لا، وستأخذان في الاعتبار مواقف الدول الصديقة للكورد".
واستطرد أن "الإدارة الذاتية ستأخذ بنظر الاعتبار أيضاً موقف الشعب، وسيتبيّن خلال الساعات الـ 48 القادمة ما إذا كانت الانتخابات ستجري أم لا".
"لا توافق داخلياً"
من جانبه، قال عدنان بوزان عضو اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكوردستاني إن "حزب الاتحاد الديمقراطي يصف هذه الانتخابات بالعقد الاجتماعي، وليس لديه أي اعتراف سياسي من المكونات. لا يوجد توافق سياسي حول هذه الانتخابات في منطقتنا"، مشيراً إلى أن ما موجود قرار لحزب الاتحاد الديمقراطي "يفرضه على الناس".
وتساءل: "ما الذي سيتغير سواء جرت الانتخابات أو لم تجر؟ لمن ينبغي أن يصوّت الناس؟ أن يصوّتوا لمن يجوعونهم الآن؟ ليس للانتخابات أي شرعية سياسية. الانتخابات لا تحظى بدعم إقليمي، كما لا يتم التوصل إلى توافق داخلي بشأنها".
رداً على حديث عدنان بوزان، قال صالح كدو إن "الإدارة الذاتية التي حررت روجآفاي كوردستان وشمال وشرق سوريا قدمت 15 ألف شهيد و20 ألف جريح، والآن يتحدث (عدنان بوزان) عن عقد اجتماعي! 27 حزباً يشارك. من يقول إن هذا عقد اجتماعي لحزب الاتحاد الديمقراطي؟ المكونات كلها تشارك أيضاً".
"تغييرات طرأت"
بدوره، قال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي في إقليم كوردستان، محمود محمد، إن "البلدية مكان مهم لخدمة الناس. نريد أن يكون المجلس منتخباً أيضاً، وأن يكون له قراره دون تدخل".
وتابع: "قررنا المشاركة في الانتخابات، لكن تغييرات طرأت الآن. في البداية هددت الحكومتان التركية والسورية. قلنا إن ذلك طبيعي لأن النظامين يهددان منذ بدء الأزمة السورية، إلا أن تغييرات طرأت. عندما يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن (الوقت ليس مناسباً لإجراء الانتخابات، وينبغي إيجاد حل سلمي وديمقراطي وانتخاب حكومة مؤقتة ثم إجراء الانتخابات)، نرى في ذلك ضوءاً أخضر لأردوغان ليقصف مناطقنا مرة أخرى، وأن تبدأ مسيّراته هجماتها يوم الانتخابات".
عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، محمد علي، انتقد اتخاذ القرار الأحادي بإجراء الانتخابات.
في هذا الصدد، قال: "لو نفذ اتفاق السنوات الماضية بين المجلس الوطني الكوردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية، لجرت الانتخابات بصورة أفضل الآن، لا أن تجري بقرار أحادي".
في جانب آخر من حديثه، قال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي في سوريا، إن "الانتخابات تشكل أساساً لخدمة المواطنين. قائمتنا مستقلة، وسيكون لنا موقف لو رأينا تدخلاً، في وقت يقول فيه الأصدقاء والأعداء إن هذه الإدارة تنفرد بالسلطة"، مشدداً على أن "الانتخابات خدمية وليست سياسية".
وسأل دلبخوين دارا عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا: "الكثيرون يقولون إنكم لا تشاركون في الانتخابات خوفاً من فشل مرشحيكم، في وقت تعد فيه الانتخابات خدمية وليست سياسية. أنتم كطرف سياسي تريدون المشاركة في الانتخابات. فلتشاركوا إذاً. لم تجر الانتخابات بعد وتنتقدون غياب الديمقراطية، وتقولون إن الانتخابات تدار من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي. ما السبب في ذلك؟".
في رده، قال عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا: "لقد تم اختبار حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي منذ عام 2012. نحن في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا لا نخشى أبداً من انتخابات شفافة ونزيهة، لكننا نقاطع هذه الانتخابات لأن القرار بشأنها لم يستند إلى أساس قانوني. جمهورنا والمجلس الوطني الكوردي خصوصاً لا يشاركون ولم نشترك في اتخاذ القرار أيضاً".
محمد علي عزا عدم مشاركتهم في الانتخابات إلى رغبتهم في عدم منح الشرعية للإدارة الذاتية، "في وقت العديد من أعضائنا موجودون في سجون روجآفا".
وتوجّه دلبوخين دارا بالسؤال إلى صالح كدو حول المزاعم بشأن تحذير المواطنين من مغبة عدم المشاركة في الاقتراع وتهديدهم بحرمانهم من الخبز والماء والغاز في حال عدم التصويت، وما إذا كان قد سمع بها؟
وأجاب صالح كدو بالقول: "نحن في الساحة. هذه دعاية من المخجل الحديث عنها ولا أساس لها من الصحة. هذه الأقاويل لا تخدم وحدة الصف بأي شكل".
من جهته، قال عدنان بوزان: "كأحزاب المجلس الوطني الكوردي لن نشارك في انتخابات لا نملك فيها قراراً سياسياً. لا يمكنهم إحداث تغيير حقيقي في الساحة عبر إجراء انتخابات بلدية".
من المقرر إجراء الانتخابات البلدية في روجآفا والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية يوم 11 من الشهر الحالي، ويحق لثلاثة ملايين شخص المشاركة فيها.
يشارك في الانتخابات 27 حزباً، و5 آلاف و336 مرشحاً. وفتحت مفوضية الانتخابات ألفاً و802 مركز ستحتوي ألفين و123 صندوقاً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً