جلال الطالباني "رجل التسويات والعابر للانتماءات"

04-10-2017
رووداو
الكلمات الدالة الطالباني
A+ A-

رووداو - أربيل

أعلن "الاتحاد الوطني الكوردستاني"، أمس، وفاة أمينه العام الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، في أحد مستشفيات برلين الذي كان يخضع للعلاج فيه بعد تدهور حالته الصحية.

الطالباني أول كوردي يتولى منصب رئاسة العراق، والذي شغله منذ 2005 وحتى 2014، لولايتين متتاليتين، رغم إصابته في 2012 بجلطة في القلب وأخرى في الدماغ، دخل على أثرها في غيبوبة، ومن ثم أصيب بالشلل. ولطالما وصف بأنه شخصية عابرة للانتماءات العرقية، بسبب علاقاته الطيبة بمختلف أطياف السياسة العراقية.

وكان الطالباني يخضع للعلاج في مستشفى ألماني، ثم أعيد إلى معقل حزبه في مدينة السليمانية بإقليم كوردستان العراق في 2014، لمواصلة العلاج، وظل فيها حتى نقل مجدداً قبل أشهر إلى ألمانيا، حيث توفي أمس عن 84 عاماً.

ونكست الأعلام في أربيل. وأعلن رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني الحداد أسبوعا على وفاة الطالباني التي اعتبرها "خسارة كبيرة لنا جميعاً. لقد خسرت صديقاً وشقيقاً حظيت بفرصة خوض النضال معه".

واعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وفاة الطالباني "نبأ محزناً". وقدم التعازي لعائلته "وشعبنا عامة، ومواطنينا الكرد خاصة، وإخواننا في الاتحاد الوطني الكردستاني". ووصف العبادي طالباني بـ"الشخصية المناضلة وشريكنا في بناء العراق الديمقراطي الاتحادي". وأضاف: "في هذا الظرف كنا بحاجة لعقلانيته وحكمته... ونتذكر عندما وصف الشعب العراقي بأنه باقة ورود متنوعة".

ولد جلال حسام الدين نوري غفور في 1933 في قرية كلكان الواقعة على سفح جبل كوسرت في قضاء كويسنجق بإقليم كوردستان. وكان والده شيخ "الطريقة القادرية" وزعيم "التكية الطالبانية" في كويسنجق التي أنهى فيها الطالباني تعليمه الابتدائي.

بدأ الطالباني بممارسة السياسة منذ نعومة أظافره. وعند بلوغه الرابعة عشرة، انضم إلى "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بقيادة الزعيم الكوردي الراحل ملا مصطفى البارزاني (والد رئيس الإقليم الحالي مسعود البارزاني) في 1946، وانتخب في 1954 عضواً في المكتب السياسي للحزب، وكان من المقربين لبارزاني.

تخرج الطالباني في كلية الحقوق في إحدى جامعات بغداد في 1959، والتحق بالجيش العراقي ضابطاً، وأصبح مسؤولاً عن كتيبة عسكرية مدرعة. وفي 1961، أصبح رئيساً لتحرير جريدة "كوردستان" بعد إغلاق جريدة "خبات" التي كان يشارك في إصدارها، من قبل حكومة عبد الكريم قاسم في بغداد، وتعرض للملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية العراقية آنذاك.

لعب طالباني دوراً رئيسياً في "ثورة أيلول" 1961، وشارك كقائد عسكري في معارك طرد القوات العراقية من المناطق والمدن الكوردية، وبعد سقوط حكومة قاسم، قاد الوفد الكوردي للمحادثات مع رئيس الحكومة الجديد عبد السلام عارف في 1963. ولتعريف العالم بالقضية الكوردية، توجه الطالباني في العام ذاته إلى مصر، حيث التقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وزار الجزائر، والتقى الرئيس الراحل أحمد بن بلا، وزار أوروبا أيضا لحشد الدعم للكورد.

تزوج الطالباني في 1970 من هيرو، ابنة الشاعر الكوردي إبراهيم أحمد، وأنجب منها ولدين هما بافيل وقباد. وبعد توقيع الكورد والحكومة العراقية اتفاقية 11 مارس (آذار) 1970، أصبح الطالباني ممثلاً للكورد، وعاش خلال تلك الفترة متنقلاً بين بيروت والقاهرة ودمشق حتى 1975، حين وقعت اتفاقية الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين.

وأسس الطالباني مع مجموعة من زملائه في يونيو (حزيران) 1975 حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، ووضع خريطة لاندلاع "الثورة الكوردية الجديدة" التي أعلنها في 1976، وأصبح أميناً عاماً للحزب.

وقاد الطالباني بالتنسيق مع "الحزب الديمقراطي الكردستاني" وأحزاب كوردية أخرى خلال ثمانينات القرن المنصرم، القتال ضد نظام حزب "البعث" من جبال كوردستان، ولعب دوراً بارزاً في تأسيس "الجبهة الكوردستانية" مع الراحل إدريس البارزاني في 1986، حتى تمكنت القوى الكوردية في ربيع 1991 من السيطرة على محافظات أربيل والسليمانية ودهوك من الجيش العراقي. وشارك مع مسعود البارزاني في تأسيس حكومة الإقليم في العام التالي. 

كان لطالباني دور بارز في قيادة المعارضة العراقية إلى حين إسقاط نظام صدام حسين في أبريل (نيسان) 2003، وشارك في تأسيس العراق الجديد، وانتخب في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته عضواً في مجلس الحكم الذي قاد البلاد خلال الفترة الانتقالية. وكان له دور بارز في توحيد الأطراف المتنازعة، والتقريب بينها لإنجاح العملية السياسية.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب