رووداو ديجيتال
يعود جزء كبير من حوادث السيارات الى نوعية السيارة وأجزائها، من بينها الإطارات وهي تعدّ سبباً رئيساً في بعض الحوادث. لذا قامت شبكة رووداو الإعلامية بإجراء تحقيق حول جودة إطارات السيارات في إقليم كوردستان، وأظهر ان تلك الإطارات مستوردة من عدّة دول وهي مختلفة من حيث النوع والجودة، بعضها لا يتحمل توقف مفاجئ للسيارة ما يتسبب بالحوادث والجزء الأكبر من تلك الإطارات غير مضمون.
خلال التحقيق، تمت المقارنة بين نوعين مختلفين من الإطارات، بنفس الحجم، لكن يزيد وزن أحدهما عن الآخر كيلوغراماً واحداً.
هزير أبو بكر، خبير ميكانيكي قام بتوضيح الاختلاف بين الإطارين لشبكة رووداو الإعلامية بقوله: "يتم تقليص فرق الوزن (كيلوغرام) من كامل أجزاء الإطار، بالتالي يصبح أضعف ولا يتحمل توقّف مفاجئ حيث سينقطع جزء من الإطار او تنكسر الأسلاك التي بداخله".
وذكر الخبير الميكانيكي، أن "جودة هذه الإطارات رديئة، مع مرور الوقت على صناعتها تزيد حرارتها خلال القيادة، أو تنحرف، ما يؤثر على توازن السيارة وخروجها عن سيطرة السائق في سرعة محدّدة".
يتم كبس بعض الإطارات داخل بعضها البعض عند تصديرها، بهدف تقليل المساحة والكلفة التي تشغلها عملية النقل لإقليم كوردستان، ما يصبح سبباً في كسر او تلف نسيج تلك الإطارات.
وأكد أحد تجار الإطارات ان "هناك أربعة أنواع من الإطارات الصينية، تحمل مئات الأسماء (العلامات) المختلفة، بعضها بنوعية رديئة لا يحمل أي ضمانات".
وقال: "يتم بيع الإطارات الرديئة على أنها عالية الجودة، والسائق لا يعرف عن جودتها شيئاً. تلك الإطارات غير مضمونة للقيادة في الطرق الخارجية، لأنها يمكن ان تنفجر في أصغر مطبّ".
أظهر التحقيق ان معظم المركبات التي تتعرض لانفجار الإطارات هي الشاحنات الكبيرة.
آلان بكر، سائق شاحنة، أكد ذلك ويقول: "قمت بشراء إطارات لم تدم معي لشهر، وبعضها انفجر مع أول حمل قمت بنقله بواسطتها، رغم أنني اشتريتها على أنها عالية الجودة".
فيما ذكر رنج عبدالله، وهو سائق شاحنة أيضاً، أن "إطارات شاحنتي الأمامية انفجرت، وتكبدت خسارة بلغت نحو 800 الى 1000 دولار، بسبب سوء جودة تلك الإطارات".
اما رزكار عبد الرحمن الذي يعمل ميكانيكياً ولديه خبرة في إطارات السيارات ونوعيتها، فأشار الى ان ثلاثة من أقربائه تعرضوا لحوادث، في العامين الماضيين، حيث انفجرت إطارات سياراتهم خلال قيامهم بتعبئتها بالهواء، ما أدّى الى وفاة شخصين منهم وإصابة الثالث.
أوضح عبد الرحمن "توجد بعض الكتابات على الإطارات تتضمن معلومات، مثلاً هناك عبارة تشير الى وجود 20 طبقة من الأسلاك في الإطار، لكن في الحقيقة هي لا تحتوي سوى 12 طبقة. يجب إخضاع الإطارات الى الفحص، لكن عندما تأتي هذه الإطارات من بغداد لا نعلم إن تم فحصها أم لا".
ويوجد مخزنان للإطارات التالفة، ويتم فيهما شراء نحو 300 طن من الإطارات التالفة، شهرياً.
وقال المشرف على مخزن شراء الحديد وإطارات السيارات، محمد جليل، لشبكة رووداو الإعلامية: "أُحضرت إطارات مصنوعة في عامي 2020 و2021 ومع ذلك تلفت وقمنا بشرائها، وفيها إطارات من عام 2023 لكن تم إحضارها مع إطارات اخرى، أي انها لم تتلف لوحدها".
وتختلف أسعار إطارات السيارت حسب النوع والجودة، فمثلاً يبلغ سعر أربعة إطارات عالية الجودة لسيارة لاندكروزر 700 دولار، في حين يصل سعر اربعة إطارات أخرى رديئة الجودة لنفس السيارة 300 دولار. وتصل قدرة النوع الأول الى تحمل السير لمسافة 90 ألف كيلومتر، فيما لا يتحمل النوع الثاني السير لأكثر من 20 ألف كيلومتر.
أظهر تحقيق رووداو إن هناك عشرات الأنواع من إطارات السيارات وبجودات متفاوتة في اسواق اقليم كوردستان، يتطلب التمييز بينها خبرة كبيرة لا يمتلكها سائقوا المركبات، وهم لا يستطيعون معرفة نوعية إطاراتهم إلا بعد تلفها او انفجارها على سياراتهم. ليتم بيع الكيلوغرام الواحد من تلك الإطارات التالفة بسعر 45 دينار فيما بعد، وتقطيعها واستخدامها في مراكز تصليح السيارات لاحقاً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً