رووداو ديجيتال
أكد أول حاكم مدني أميركي في العراق دستورية استفتاء إقليم كوردستان، مشيراً إلى أن الحشد الشعبي استخدم دبابات أبرامز في الدخول إلى محافظة كركوك، منتهكاً القوانين الأميركية.
وقال جاي غارنر خلال استضافته في برنامج "رووداوي ئمرو"، من قناة رووداو، إنه "عندما أعلن الرئيس مسعود بارزاني استفتاء أيلول، أميركا بقيت صامتة ولم تعلق، بعدها أعلنت أن الاستفتاء لا يعارض الدستور، وإذا ما قرأت الدستور العراقي فالقوانين التي لم يتم تخصيصها بالحكومة الفيدرالية، تعود للأقاليم، الاستفتاء لم يتم تحديده كسلطة اتحادية، لذا بإمكان الأقاليم إجراء الاستفتاء، وفقاً للدستور، إلا أن أميركا لم تقبل بذلك رغم ذلك".
وأشار إلى أن "الاستفتاء لم يكن إعلاناً مباشراً للاستقلال، بمعنى أن الاستفتاء لم يعني أن يعلن إقليم كوردستان استقلاله بعد الاستفتاء مباشرةً، الرئيس بارزاني أوضح ذلك خلال تصويت المواطنين على الاستفتاء، وقال: أنا كرئيس أحاور إيران وتركيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وأميركا، وكذلك بغداد، إذا قبلوا كلهم بذلك، وقتها سنعلن الاستقلال، إلا أن التصويت كان لمعرفة رأي الناس وليس اعلان الاستقلال".
أما بشأن الصمت الأميركي، حول إجراء الاستفتاء في جنوب كوردستان، الذي جاء في 25 أيلول 2017، أوضح غارنر: "لم تقف أميركا صامتة، كان شخص واحد فقط يقول لا تقوموا به، وهو ريكس تيلرسن، وزير الخارجية لم يقل شيئا حتى يوم السبت أو الجمعة الذي سبق يوم الاستفتاء الذي جاء يوم الأحد".
الحاكم المدني الأميركي الأسبق في العراق، لفت إلى أن "بارزاني كان يريد إجراء الاستفتاء لأنه كان يعلم أنه غير مخالف للدستور، ورغم ذلك كان الكثيرون ضد إجرائه، لكن أحداً لم يصرح ما الذي سيحدث وماذا سيكون رد فعلهم إذا تم إجراؤه، لذا رأى ذلك إشارة بإمكانية إجراء الاستفتاء".
غارنر تحدث أيضاً عن زيارة الرئيس مسعود بارزاني إلى واشنطن عام 2015، واجتماعه مع أوباما وبايدن، وهناك تحدث عن الاستقلال، مردفاً: "هم لم يرفضوا، لم يقولوا نعم أو لا، وحين غادر واشنطن، قال بما أنهم لم يقولوا لا تجري الاستفتاء، إذن بإمكاني إجراؤه".
أما بخصوص ردود الفعل الدولية عقب الاستفتاء، رأى غارنر، أن ما حدث لإقليم كوردستان، "كان شبيهاً بما فعلته كورونا، حين أغلق العراق مطاراته، وأغلقت إيران وتركيا حدودها، تماماً كما حدث في زمن كورونا، في 2017 تم إغلاق كل شيء، ما أثار تعجب الكورد، لأنهم لم يتوقعوا ذلك".
وبشأن الهجوم على كركوك عقب الاستفتاء في أواسط تشرين الأول، ذكر غارنر أنه "لا أعلم تماماً ماذا حدث هناك، حيث يتم سرده بعدة طرق، الحزب الديمقراطي الكوردستاني يقول ان الاتحاد الديمقراطي انسحب، وفتح الباب أمام بغداد، لا أعلم اذا كان ذلك صحيحاً أم لا".
وبخصوص استخدام قوات الحشد الشعبي، الدبابات الأميركية في الهجوم على كركوك، لفت غارنر إلى أن "الحشد الشعبي استخدم دبابات أبرامز، منتهكاً القوانين الأميركية، فنحن منحنا دبابات ابرامز للجيش العراقي وليس لطرف آخر، إذا كان الجيش العراقي قد أعطى تلك الدبابات لأي طرف كان عليه الاستذان من أميركا، لكنه لم يستأذن، وبذلك يكون كل ما فعلته أميركا في العراق خاطئاً، أعتقد أن الإدارة الأميركية تعلم جيداً ما هو الخطأ، إلا أن ذلك جاء متأخراً جداً".
غارنر الذي جاء إلى اقليم كوردستان عام 1991، قارن بين إمكانيات قوات البيشمركة في ذلك الوقت والوقت الحالي، ورأى اختلافاً شديداً، قائلاً: "برز اسم البيشمركة في الأربعينيات والخمسينيات والثمانينات والسبعينيات والتسعينات، وفي ذلك الوقت لو كنت شاباً كوردياً، بعمر 14 أو 15 أو 16 عاماً، كنت بين صفوف البيشمركة، وكنت سأتستخدم أي سلاح يمكنني الحصول عليه"، مبيناً أن "كل مجموعة من البيشمركة كانت لديها أسلحة مختلفة، وكان من الصعب تسليحهم، إلا أنهم كان يحاربون دائماً وكبروا في الحرب، لتصبح جزءاً من طبيعتهم، اعتقد معنى كلمة البيشمركة من ينتظر الموت، شهد هؤلاء الشباب الكثير من المعارك ولا يهابون الموت".
وأضاف أنه "بمرور الوقت من 1991 حتى عام 2003، بعد كل تلك السنوات، هناك أحفاد أكثر شباباً ضمن البيشمركة، لم يقضوا حياتهم كلها في الحرب، عاشوا حياةً سلمية جداً، اذا كنت مولوداً خلال الأعوام من الأربعينيات إلى الستينات من القرن الماضي، لم تكن لتعش أي سلام وهدوء في حياتك، إلا أن هؤلاء الذين جاؤوا في نهايات التسعينات وبداية الألفية الثانية، عاشوا حياةً سلمية وجميلة، والآن يتم تسليح قوات البيشمركة من قبل أميركا، أي من دولة أخرى، وهكذا تم تنظيم أسلحتهم، أي أن الكل يحمل نفس النوع من البنادق ويستخدمون ذات الأسلحة، إلا أنهم ليست لديهم تجربة في الحرب، مثل آبائهم وأجدادهم وأخوتهم، لذا لم يتمكنوا من مواجهة داعش كما يجب عام 2014، ما دفع الرئيس مسعود بارزاني حينذاك لدعوة قدامى البيشمركة للعودة للقتال وقال لهم لقد تلقيتم التدريب في شبابكم".
واستشهد غارنر بمثال: "كان الجنرال البيشمركة الذي كنت أتعامل معه هو الجنرال علي، لقد كان جنرالاً جيداً وشخصاً صالحاً، تقاعد في عام 2014، لكنه عاد إلى الخدمة. زرت علي، كان يقود جميع القوات على طول نهر دجلة، بقينا معاً لبعض الوقت، قال لي أريد أن آخذك إلى وحداتي، وأريك كيف ندافع عن المكان ونحميه"، واضفاً إياه بأنه "قائد متمرس ومقاتل جيد، وكان يعرف ما كان عليه أن يفعله. رافقته إلى وحداته، وكان البيشمركة في الحفر والمقرات، كان أحد قوات البيشمركة واقفاً على رابية برشاشته، فقلت له: "ماذا تفعل؟" قال: انا استعد لإطلاق النار، سألته عن عمره قال: 85 عاماً".
وتابع غارنر أنه قال للبيشمركة: "هذه طريقة جيدة للموت، أنت أكبر بكثير من أن تكون في ساحة المعركة، وكان جوابه: ما فعله مسعود بارزاني، هو أنه علّم شباب البيشمركة بهذه الطريقة، وهو عملٌ جيد".
ولفت غارنر إلى أن "البيشمركة الذين نراهم اليوم تلقوا تدريباً جيداً، لديهم قائد جيد، لديهم أسلحة ووفاق، نعم ليست لديهم طائرات هليوكوبتر عسكرية وليس لديهم كل شيء، الا أنهم يمتلكون سلاحاً جيداً ولديهم قاذفات وعجلات عسكرية، لذا فإن وضعهم أفضل من قدامى البيشمركة 300%".
"البيشمركة جيدون جدا الآن ولديهم بعض الخبراء والنخب، أعتقد أنهم جيدون جداً، صحيح ليست لديهم خبرة بالقتال مثل قدامى البيشمركة، على الرغم من أن لديهم القليل من الخبرة في عام 2017 وتجربة داعش، لكن أعتقد أن البيشمركة اليوم جيدون جدا"، وفقاً الحاكم المدني الأميركي الأسبق في العراق.
غارنر أضاف: "لديكم 12 الى 14 لواء متحدين، لكن من جهة أخرى لديكم 70 ولواء 80، كل منه يضم 50 ألفاً من البيشمركة، أحدهما ينتمي الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني والآخر ينتمي إلى الاتحاد الوطني الكوردستاني، وإن لم يتحد البيشمركة تحت قيادة الوزارة، لن يكونوا على ما يرام تماماً، الآن نقول البيشمركة في زاخو والبيشمركة في أربيل والبيشمركة في السليمانية لكن يجب أن تكون هناك قوات بيشمركة واحدة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً