جنكيز تشاندار لرووداو: مؤشرات على ترحيب مسؤولي "PKK" بدعوة أوجلان

27-02-2025
رووداو
الكلمات الدالة تركيا حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان
A+ A-
رووداو ديجيتال

أكد جنكيز تشاندار البرلماني عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام) عن دائرة ديار بكر (آمد) أن الرأي العام يترقب دعوة من عبد الله أوجلان لإنهاء الكفاح المسلح، منوّهاً إلى أن المؤشرات تدل على أن حزب العمال الكوردستاني مرحب بالدعوة.
 
تشاندار تحدث في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، حول عملية السلام في في تركيا، ومسألة إلقاء حزب العمال الكوردستاني للسلاح، ورسالة عبد الله أوجلان.
 
وصف تشاندار الرسالة المنتظرة من عبد الله أوجلان، الزعيم المسجون لحزب العمال الكوردستاني، بأنها "دعوة"، مشيراً إلى أن محتواها سيكون أوسع وأكثر شمولاً من مجرد إعلان أو توضيح، مضيفاً أن "الدعوة ستمنح الأمل لجميع الأطراف" كما هو متوقع.
 
ولفت إلى أن المؤشرات تدل على ترحيب مسؤولي حزب العمال الكوردستاني في قنديل بدعوة أوجلان، موضحاً أن "تصريحاتهم تعكس التزامهم بها".
 
أدنا نص المقابلة:
 
رووداو: كيف تسير عملية السلام أو الحوارات؟
 
جنكيز تشاندار: لا تتراجع، بل تسير كما لو أنها في مرحلتها النهائية. أو بعبارة أخرى، إنها البداية الأولية، لأنه في المستقبل القريب، حقاً في المستقبل القريب جداً، ربما خلال يومين أو ثلاثة، أعتقد أنها لن تصل إلى ثلاثة أيام وفقاً للمؤشرات والتطورات التي تصلنا، ستُنشر الدعوة المنتظرة من عبد الله أوجلان. لذلك أقول "دعوة"، لأن محتواها أوسع ومختلف عن التوضيح والإعلان. الدعوة، كما هو متوقع، ستمنح الأمل لجميع الأطراف. لذلك، عندما أقول الجميع، أقصد كل من يتمنى السلام. بالتأكيد، دولة تركيا من بينهم، والرأي العام ينتظر دعوة أوجلان لإنهاء الكفاح المسلح.
 
ستكون الدعوة من أجل دفع القضية الكوردية إلى الأمام وتأمين حقوق الكورد، وبذلك لن تكون هناك حاجة لاستخدام السلاح. لذلك، دعونا نتخلى إلى الأبد عن الأسلحة الموجهة ضد تركيا. لننهِ الكفاح المسلح، وهذا الكفاح المسلح الذي استمر حتى اليوم، لم يعد من الضروري أن يستمر حزب العمال الكوردستاني كمنظمة أو تنظيم. دعونا لا نتلاعب بالكلمات، المقصود هنا هو أن يحل حزب العمال الكوردستاني نفسه.
 
كيف سيتم ذلك؟ بأي شكل؟ بأي آلية سيتم تنفيذه؟ في الحقيقة، لا نعرف. لكن المؤشرات التي تصلنا - أقصد تلك المؤشرات التي تأتي من مسؤولي حزب العمال الكوردستاني في قنديل - أقصد بالمؤشرات التوضيحات التي ينشرونها في وسائل إعلامهم. أي أنها ليست شيئاً خفياً، بل علنية. لذلك أردت أن أقولها بهذه الطريقة، أن المؤشرات تتجه في هذا الاتجاه وفقاً لتصريحاتهم.
 
لذلك، حزب العمال الكوردستاني وقنديل يرحبان بدعوة عبد الله أوجلان. تصريحاتهم تخبرنا أنهم سيلتزمون بها. لكن يجب أن نرى هذه الأمور، وبعد رؤيتها يمكننا التحدث عنها بوضوح أكثر. لكن كما قلت، ستكون الدعوة في المستقبل القريب. ربما خلال 24 ساعة أو 48 ساعة، أو على أقصى تقدير خلال 72 ساعة قادمة، لكن لا يبدو أنها ستستغرق أكثر من هذه المدة.
 
هذا هو تقديري لوقت الدعوة، حتى في منتدى أربيل، أشار الرئيس نيجيرفان بارزاني في حديثه إلى الدعوة ونشروا رسالتهم. وعلى أساس رسالة سيادته، يتضح لنا صحة قراءتنا بأن حزب العمال الكوردستاني يرحب بدعوة عبد الله أوجلان. تحدث الرئيس نيجيرفان بارزاني بلغة أعادت إلينا الأمل، ربما هكذا فهمت من كلام السيد نيجيرفان بارزاني.
 
روداو: إذا وضع حزب العمال الكوردستاني سلاحه، ماذا سيحدث؟ وإذا جاءت الدعوة ولم يلتزم حزب العمال الكوردستاني بوضع السلاح، ما مصير العملية؟
 
جنكيز تشاندار: دعنا لا نفكر في الخيار الثاني من الآن، لأننا لن نصل إلى أي مكان. نريد أن نتمسك بالآمال، آمال الشعب الكوردي ليس فقط في تركيا، بل في كل مكان. أنا الآن في أربيل، وأعرف جيداً مدى اهتمام الكورد هنا بهذه الرسالة، وأرى الكثير من الأمل والحماس. كل شخص يسألني بعد الحديث عن السلام مباشرة عن الرسالة: "ماذا كانت؟ إلى أين وصلت؟" كما يسألون: "متى يبدأ السلام؟ هل سيكون هناك سلام؟" إنهم يتحدثون عن السلام بشكل مباشر.
 
أنا متأكد من أن روجافا، أقصد الكورد في سوريا، ينظرون إلى السلام بنفس الأهمية التي تراها أربيل. كل الآمال معلقة بالسلام، وكل الكورد يتطلعون إليه. ومع دعوة عبد الله أوجلان، سينهي حزب العمال الكوردستاني الكفاح المسلح ويتخذ الإجراءات اللازمة. أما إذا لم يلتزم، وهو أمر لا أريد حتى التفكير فيه حتى لا أفقد الناس الأمل، فلن يكون الحديث عنه في هذه المرحلة ذا فائدة لأحد.
 
رووداو: لنفترض أنهم التزموا بالدعوة ووضعوا السلاح. كيف تبدأ العملية السياسية؟ كيف تتقدم؟ الكورد لديهم توقعات كثيرة، فما هي مكاسبهم؟
 
جنكيز تشاندار: هذا السؤال الذي تفضلتم به يُطرح منذ فترة في مختلف الأماكن، سواء في النقاشات العامة أو اللقاءات الخاصة للدراسة والتحليل. "إذا تخلى حزب العمال الكوردستاني عن السلاح، ماذا سيُقدم له بالمقابل؟" عندما تذهبون إلى تركيا وتتحدثون مع الدولة أو تطرحون هذا السؤال على ممثليها، يكون الرد المباشر: هذه ليست صفقة أو مساومة، وليست مفاوضات.
 
هذا الموقف تحديداً يعكس رؤية رئيس حزب الحركة القومية (MHP)، الذي هو شريك في السلطة وليس شريكاً في الحكومة. هناك تحالف يسمى "تحالف الجمهور"، ويُعتبر حزب الحركة القومية مكوناً رئيسياً فيه. وفي ظل هذا التحالف، أُعيد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً للجمهورية. ولو انسحب حزب الحركة القومية من هذا التحالف، ربما لم يكن أردوغان ليُنتخب أو يتمكن من تشكيل حكومة. على أي حال، هذا موضوع آخر للنقاش. في النهاية، بدأ حزب الحركة القومية وزعيمه، الذي كما ذكرت هو شريك في السلطة، هذه العملية. يقول دولت بهتشلي إن هذه الخطوة تأتي في إطار "الأخوة الألفية بين الكورد والأتراك"، وأنه يريد استمرارها. كما أشار إلى أن حزبه يضم عدداً كبيراً من الكورد، وأنهم أيضاً يرغبون في تحقيق السلام. دولت بهتشلي، الذي كان يُعرف بتوجهاته القومية المتشددة ولم يكن يذكر كلمة "كوردي" سابقاً، بدأ لاحقاً باستخدام مصطلح "المواطنون ذوو الأصول الكوردية"، والآن يتحدث عن "الأخوة الألفية بين الكورد والأتراك". كما يصف العملية بأنها مشروع سلام، مؤكداً أن الكورد أيضاً لديهم رغبة في تحقيقه. وهنا في أربيل، خلال لقاءاتنا وتبادل التحيات، كان الحديث عن السلام دائماً محور النقاش.
 
كيف ستتطور العملية من الآن فصاعداً؟ إلى أين تتجه؟ منذ شهر تشرين الثاني الماضي، أصبح هذا الموضوع في صدارة جدول أعمال تركيا. السؤال الذي طرحتموه يُطرح يومياً في النقاشات المستمرة بين السياسيين وصناع القرار. ما هي المكاسب المتوقعة؟ عندما يُطرح هذا السؤال، يكون الجواب: "ما الذي تنتظرونه؟ أي مكاسب؟ السلام سيتحقق." هم يركزون على رؤية أردوغان التي تحمل شعار "تركيا بلا إرهاب"، ويقولون: سيتم بناء تركيا خالية من الإرهاب، وماذا يمكن أن يكون أفضل من ذلك؟ لكن هذا لا يطمئن الكثيرين، لذلك يبدو أن هذه الأسئلة ستظل مطروحة. أقول هذا من خلال تجربتي الشخصية؛ ففي أنقرة نتحاور مع الأطراف السياسية والسياسيين، وأستخلص هذه المؤشرات من أحاديثهم. لذلك أقول "مؤشرات"، لأنه لا توجد أدلة واضحة أو شيء ملموس. إذا تحقق ذلك، فسيكون أمراً إيجابياً للغاية، لأن الناس فقدوا الثقة ولا يصدقون بسهولة. يسألون: "إذا وُضع السلاح وانتهى الكفاح المسلح، فماذا بعد ذلك؟"
 
عندما ينشر عبد الله أوجلان رسالته ويقدم هذا الطلب بوضوح وصراحة، يريد مسؤولو أنقرة معرفة ما إذا كان حزب العمال الكوردستاني سيلتزم أم لا. وإذا التزم، فماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل ستبدأ الدراسة باللغة الأم؟ هل ستصبح اللغة الكوردية لغة رسمية؟ هل سيتم تعديل تعريف المواطنة في الدستور؟ ما مصير الإدارات المحلية؟ يقولون إن كل هذه الأمور ستظهر واحدة تلو الأخرى، ويؤكدون أنه بدون وضع السلاح، لا يمكن تنفيذ أي شيء. لذلك، يرون أن الخطوة الأولى يجب أن تكون إنهاء الكفاح المسلح، وبعد ذلك يمكن الحديث عن الأمور الأخرى. بعبارة أخرى، يعتبرون أن أي مناقشة لهذه القضايا قبل هذه الخطوة ليس لها أي معنى، ولهذا السبب لا تُطرح في المفاوضات والحوارات الحالية.
 
كما قلت، عندما نسأل صناع القرار في الدولة: "ماذا سيحدث بعد وضع السلاح؟"، يكون الجواب المباشر أنه لا توجد تنازلات، وليس هناك مجال للتفاوض. حسناً، أليس هذا جزءاً من حل القضية الكوردية؟ هم يعتبرونها خطوة نحو "تركيا بلا إرهاب" كما يقولون. بالنسبة للبعض، هذه عملية سلام، أما بالنسبة لشخص مثل دولت بهتشلي، فهي إعادة بناء "الأخوة الألفية بين الكورد والأتراك". ما يُناقَش حالياً ليس له علاقة مباشرة بحل القضية الكوردية، لكن بعد وضع السلاح، لن تختفي هذه القضية، بل سيتم البدء بمناقشتها حينها. حسناً، لقد تحقق ما أرادوه، وهم يصرون دائماً على أنه طالما السلاح موجود، فلن يكون هناك شيء، وطالما أن هناك سلاحاً، فلن تكون هناك مفاوضات.
 
رووداو: إذن، ما نوع الخطوات التي ستتخذها الدولة؟
 
جنكيز تشاندار: حسناً، وأنا أيضاً أقول نفس الشيء، عندها سنقول جميعاً للدولة: أيها السادة، لقد تم تنفيذ ما أردتموه وطلبتموه، فلننتقل الآن إلى القضية الكوردية، التي لم تُتخذ أي خطوات بشأنها حتى الآن. لا يتم احترام الانتخابات، وخلال هذه الفترة تم تعيين أوصياء على العديد من البلديات. وهناك لغة تُدعى اللغة الكوردية، أليس هذا واقعاً؟ ألا ينبغي أن نحصل على هذا الحق؟ فيما بعد، لا أحد لديه مشكلة مع كون اللغة التركية هي اللغة الرسمية، لكن لماذا لا نناقش على الأقل مسألة أن تصبح اللغة الكوردية اللغة الرسمية الثانية؟ كذلك، فيما يخص تعريف المواطنة في الدستور، الكوردي لا يرى نفسه كمواطن تركي. والمقصود هنا ليس فقط مجرد ذكر اسم الكورد. يمكننا تبسيط التعريف إلى أقصى حد، على سبيل المثال: "كل من تتوفر فيه الشروط القانونية يصبح مواطناً رسمياً في الجمهورية التركية." هنا، لا يوجد ذكر للتركي، ولا للكوردي، ولا للعربي، ولا للأرمني، ولا للروم. كل هذه الأمور ممكنة، وهي مرتبطة بتعديل الدستور. لكن، للحديث عن هذه التفاصيل، علينا أولاً تجاوز الخطوة الأولى. بعد تجاوز هذه الخطوة، لا يحق للدولة أن تقول: "انتهى عملي"، بل على العكس، عملها يبدأ حينها.
 
رووداو: تحدثتم عن القيّمين، فمن جهة يتم الحديث عن السلام والأخوة، ومن جهة أخرى يتم تعيين قيّمين، كيف يمكن التوفيق بين الأمرين؟
 
جنكيز تشاندار: دعوني أتحدث باسمي كبرلماني، وكشخص ومثقف. هذا موضوع لا أحبه أبداً، ولطالما كان لدي رد فعل قوي تجاهه وأغضب كثيراً بسببه. على سبيل المثال، عندما تقومون بتحليل سياسي، أنتم لستم نشطاء، ولا خبراء قانونيين، ولا برلمانيين، بل محللون سياسيون في الأرجنتين أو كندا، تدرسون تركيا وتنظرون إلى الوضع من هناك، فتقولون: "حسناً، هؤلاء يتحدثون عن السلام وينتظرون الدعوة، وفي الوقت نفسه يعينون قيّمين، هل هذا منطقي؟ يمكنكم أيضاً، كشخص كندي أو أرجنتيني، أو أي شخص ينظر إلى الموضوع من بعيد، أن تقولوا: "هذا غير منطقي، ولو لم يكن ذلك موجوداً لكان أفضل." لكن في السياسة، هناك حسابات مختلفة، وكأنها لعبة سياسية، حيث تقول الدولة، قبل أن تصل القضية إلى مرحلة السلام، لأحد الأطراف: "انظر، العصا بيدي، ولدي القدرة على معاقبتك في أي وقت."
 
في تركيا، هناك مناخ قومي، وأقصد به مناخاً معادياً للكورد، وهذا شيء لا ينبغي أن يكون موجوداً، لكنه للأسف واقع قائم. يجب إزالة هذا المناخ، لأنه قد يشكل عائقاً أمام الخطوات اللاحقة المتعلقة بعملية الحل. ولذلك، ينبغي تهدئة الأجواء حتى لا تواجه هذه العملية ردود فعل سلبية أو عراقيل. ومع ذلك، أكرر أن هذا ليس أمراً جيداً، ولا ينبغي أن يكون موجوداً. لكن تعيين القيّمين لا يعني أن السيد أوجلان لن يطلق الدعوة، أو أن مطالبه لن تُنفذ. هذه العملية بالغة الأهمية، وإذا وصلت إلى مرحلة معينة، ستبدأ مرحلة جديدة، وسننتقل إلى الحديث عن قضايا أخرى.
 
رووداو: في الأيام الماضية، زار وفد إمرالي، (دام) بارتي، إقليم كوردستان وعقد عدة اجتماعات مع قادة مختلفين في كوردستان، ثم عادوا. هل تحدثوا معكم عن محتوى هذه الاجتماعات؟
 
جنكيز تشاندار: عندما زار الوفد هنا وعاد، لم أكن في تركيا. لكن من الواضح أن هناك تبادل معلومات بين الحزب والبرلمانيين، وقد زودوني ببعض المعلومات، لكنها لم تكن مفصلة. وحسب علمي، لم تكن هناك مناقشات معمقة. بعد وصولي إلى أربيل، اجتمعنا بشكل خاص مع الدكتور عبد اللطيف رشيد، رئيس العراق، ونحن أصدقاء قدامى. وفي الوقت نفسه، عندما استمعت اليوم إلى نيجيرفان بارزاني، وخلال اليومين الماضيين عندما تحدثت مع أشخاص قريبين من هذا الموضوع، أدركت أن بعض المعلومات التي لم أحصل عليها مع الوفد، تمكنت من معرفتها هنا من خلال الأطراف الكوردية العراقية. أما بشأن ما ناقشه وفد إمرالي الذي ذهب إلى إمرالي، فنحن نعرف من الزيارتين السابقتين ما قاله أوجلان لهم، وما الذي طرحه، وكيف ينظر إلى القضية.
 
رووداو: هل يمكنكم أن تخبرونا بهذه الأمور؟
 
جنكيز تشاندار: في الحقيقة، هناك وضع غريب، حيث يوجد جانب غامض ومخفي للغاية، وفي الوقت نفسه، جانب شفاف جداً. ما نعرفه نحن كبرلمانيين في الحزب في تركيا، وما نعرفه من المعلومات المرسلة من قبل أوجلان، يعرفه أيضاً السيد مسعود بارزاني، والسيد نيجيرفان بارزاني، والسيد مسرور بارزاني، وبافل طالباني، وقوباد طالباني، على الأقل بقدر ما نعرفه نحن. وعلى الأرجح أن الدكتور عبد اللطيف رشيد، رئيس العراق، الذي هو أيضاً كوردي، لديه نفس المعرفة التي لديهم. عندما ننظر إلى هذه المعلومات، لا يبدو أن هناك شيئاً مخفياً أو غير معلوم. مسعود بارزاني، نيجيرفان بارزاني، الإخوة الطالباني، ومسرور بارزاني، جميعهم أبدوا دعمهم للعملية، وأكدوا أنهم سيفعلون ما بوسعهم لإنجاحها. وقد عاد وفدنا بروح إيجابية وسعادة.
 
كان واضحاً أن كسكين بايندر كان سعيداً ومتفائلاً خلال المؤتمر الصحفي، وشاهدت ما حدث في أربيل والسليمانية عبر التلفزيون. نحن نعرف صديقنا كسكين بايندر جيداً، وملامح وجهه ونبرة صوته كانت تعكس سعادتهم الكبيرة. تونجر باكرهان قدم بالأمس خطاباً في اجتماع الكتلة البرلمانية في أنقرة، وأشار إلى أن أهم ما ظهر في زيارات وفد إمرالي إلى إقليم كوردستان هو خلق جو يعزز إعادة الوحدة الوطنية الكوردية، إذ لا معنى لأن نعرف جميعاً أمراً ونخفيه عن بعضنا البعض. لفترة طويلة، كان يتم تصوير العلاقة بين حزب العمال الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وكأنهما متنازعان، كما كانت الأطراف الكوردية في تركيا، التي تتأثر بحزب العمال الكوردستاني، في حالة تباعد مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني. ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح عند متابعة مؤسساتهم الإعلامية، وعناوين أخبارهم، ولغة كتاباتهم. على سبيل المثال، صحيفة "يني ياشام" تعكس هذا التباعد بشكل جلي.
 
في الواقع، حتى هذه القناة (قناة رووداو) التي نتحدث عبرها الآن، لم تكن الأطراف القريبة من حزبنا تنظر إليها بإيجابية، وكان يُقال: "متى ما واجهت رووداو، لا تعطها تصريحاً." هذا لا يعبر عن الوحدة الوطنية الكوردية. يأتي وزير خارجية تركيا ويقول في البرلمان، عندما تحدث عن وحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية، إنهم لا يمثلون كورد سوريا، وقال: "الكورد الذين نحن على اتصال بهم لديهم ممثلون حقيقيون للأكراد"، وكان يقصد المجلس الوطني الكوردي (ENKS). منذ ذلك اليوم، هناك حوار بين المجلس الوطني الكوردي وقوات سوريا الديمقراطية. زار مظلوم عبدي هنا، واستقبله مسعود بارزاني، وعقدا اجتماعاً. والآن، حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكوردي يفكران في تشكيل وفد للتحاور مع دمشق. لاحقاً، نقل برلمانيو الحزب والرئيس المشارك لحزب المناطق الديمقراطية رسائل أوجلان إلى مسعود بارزاني، نيجيرفان بارزاني، مسرور بارزاني، بافل طالباني، وقوباد طالباني، وعقدوا مؤتمراً صحفياً بسعادة. هذا ما يسمى بالوحدة الوطنية الكوردية.
 
رووداو: اليوم تبادلتم الحديث قليلاً مع نيجيرفان بارزاني، قال لكم بعض الأشياء. كنت أراقبكم من بعيد، وكنتم تضحكون مع السيد نيجيرفان بارزاني، ماذا قال لكم؟
 
جنكيز تشاندار: لم نتحدث عن العملية أو السياسة. لدي علاقة قديمة جداً مع السيد نيجيرفان بارزاني، نعرف بعضنا البعض منذ عام 1991، وكنا معاً كثيراً، خاصة في الأوقات الصعبة. في عام 2003، عندما لم يكن وضع العراق مستقراً بالكامل بعد، كنت أزور أربيل كثيراً، وفي كل زيارة كنت ألتقي به. كان كريماً جداً، وتناولنا معه الكثير من وجبات الإفطار. كما أنه أهداني الكثير من عسل بارزان، وكان يقول لي دائماً إنه أفضل عسل في العالم. لذلك، لدينا صداقة قديمة تعود إلى ذلك الوقت. لم نلتقِ وجهاً لوجه منذ أربع أو خمس سنوات.
 
رووداو: وماذا قال لكم اليوم؟
 
جنكيز تشاندار: قال لي: "مر وقت طويل منذ أن رأينا بعضنا"، ثم عانقنا وقبّلنا بعضنا البعض. وأضاف: "تبدو شاباً جداً"، فقلت له: "عندما تنشغل بقضايا المنطقة، تتألق بهذه الطريقة". ثم، بعد أن أنهى حديثه ونزل من المنصة، كنت بجانب إسماعيل بيشكجي، وعندما رآه، قال له بحب: "أبي" واتجه نحوه. ثم قال له كلاماً جميلاً، لكن إسماعيل بيشكجي لم يسمعه، فطلب مني أن أترجمه له إلى التركية، فقمت بذلك. ثم التفت إليّ مجدداً وقال: "ما هذا الشباب كله؟" فقلت له: "وأنت أيضاً كذلك!" وهكذا، كصديقين، تبادلنا المزاح والكلمات اللطيفة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

 الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد

إلهام أحمد لرووداو: وجود إدارات ذاتية في سوريا سيخفف العبء عن كاهل دمشق

أفادت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أن المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) قد بلغت مرحلتها النهائية، مشيرةً إلى ضرورة عقد المؤتمر الكوردي خلال الشهر الجاري.