وزير ألماني لرووداو: يجب ضمان أمن السكان الكورد في شمال شرق سوريا

27-01-2025
توبياس ليندنر، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية والمنسق الخاص للشؤون السورية في وزارة الخارجية الألمانية ونوينر فاتح
توبياس ليندنر، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية والمنسق الخاص للشؤون السورية في وزارة الخارجية الألمانية ونوينر فاتح
الكلمات الدالة المانيا روجافا
A+ A-
رووداو ديجيتال

أكد توبياس ليندنر، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية والمنسق الخاص للشؤون السورية في وزارة الخارجية الألمانية، أنه يجب ضمان أمن السكان الكورد في شمال شرق سوريا.
 
وقال توبياس ليندنر في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، أجراها معه نوينر فاتح، أن "الحكومة الألمانية تعتقد أن هناك طريقاً سياسياً للأمام من أجل تحقيق الأمن والتنمية لجميع السوريين، وللكورد السوريين".
 
وأدناه نص المقابلة:
 
رووداو: التقيتم أمس مع نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، ووفقاً لبيان الرئاسة كان تشكيل الحكومة أحد المواضيع التي بحثتموها. هل يثير قلقكم تأخير تشكيل الحكومة مع الأخذ بالوضع الحالي في المنطقة؟
 
توبياس ليندنر: كما تعلم، يهمنا دائماً مع من نتحدث في أي منطقة في العالم، وفي أي بلد، لقد رأينا أن الانتخابات جرت في إقليم كوردستان العراق ونسبة المشاركة فيها كانت أكثر من 70% وهذه قصة نجاح كبيرة. الآن، يمهمنا أن مع من نتحدث ومن هي الحكومة المقبلة. أقول هذا لأننا لسنا على عجل، لكننا نراقب المحادثات ونهتم بها، نحن نعرف جيداً أن المفاوضات لتشكيل ائتلاف قد تستغرق بعض الوقت، لكن يجب أن تصل إلى نتيجة في أي منطقة في العالم.
 
رووداو: التقيت أيضاً مع الرئيس مسعود بارزاني، وناقشتما أوضاع شمال شرق سوريا، وقبل بضعة أيام، كان قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، هنا (في أربيل) والتقى مع الرئيس بارزاني، وهناك مفاوضات الآن. كذلك أجرى مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الألمانية محادثات مع مظلوم عبدي في نهاية شهر كانون الأول، وكان واضحاً أن هناك مخاوف حقيقية بشأن الوضع هناك. بعد اجتماعك مع الرئيس بارزاني، هل أنت متفائل الآن بشأن الوضع؟
 
توبياس ليندنر: تعتقد الحكومة الألمانية أن هناك طريقاً سياسياً للأمام من أجل تحقيق الأمن والتنمية لجميع السوريين، وللكورد السوريين. من الواضح تماماً لنا، أنه يجب أن نميز بوضوح بين PKK، الذي يصنف كمنظمة إرهابية في ألمانيا أيضاً، وبين الكورد. الكورد ليسوا PKK وهذا مهم جداً، لذلك الأمن مطلوب للجميع، وكذلك لتركيا، وهذا يتطلب عملية سياسية، نحن نشجع جميع الأطراف، أي السلطات في دمشق وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، أشرت إلى مظلوم عبدي، على المشاركة مع جميع الأطراف في العملية السياسية، نحن نعتقد أنه في الخطوة القادمة يجب أن تندمج جميع الميليشيات في سوريا، وليس فقط الميليشيات الكوردية، بل جميع الميليشيات مع القوات المسلحة السورية، أو القوات الأمنية السورية، أو سمّها ما شئت.
 
رووداو: هل تعتقد أن جهود الرئيس بارزاني يمكن أن تقنع تركيا بشكل ما بوقف عملياتها، أو على الأقل البدء بمحادثات سياسية مع قادة شمال شرق سوريا؟
 
توبياس ليندنر: نحن نقدر حكومة إقليم كوردستان التي تتواصل مع أنقرة، كما نفعل نحن بشكل مستمر، أعتقد أنك تعلم بأنني رافقت وزير خارجيتنا قبل عيد الميلاد إلى أنقرة، من المهم أن نوصل نفس الرسالة لجميع الفاعلين، للذين في دمشق وللجنرال مظلوم وكذلك لأصدقائنا الأتراك، أنا أفهم أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تهديد من سوريا تجاه تركيا، ويجب أن يتم الحفاظ على سلامة الأراضي السورية، ويجب أيضاً ضمان أمن السكان الكورد في شمال شرق سوريا، كما قلت نحن نعتقد أن هناك طريقاً سياسياً للمضي قدماً للوصول إلى ذلك، وليس طريقاً عسكرياً.
 
رووداو: هل تعتقد أن هذا الطريق السياسي ممكن الآن؟
 
توبياس ليندنر: ممكن، إذا كانت هناك إرادة من جميع الأطراف.
 
رووداو: لكن، هل تلمس هذه الإرادة الآن؟
 
توبياس ليندنر: ألمس هذه الإرادة، لكن ما سمعته في محادثاتي مع نظيري التركي هو أنهم يريدون التعامل بحذر، هكذا أسميه. لديهم دور مختلف عن دور ألمانيا، وبالتأكيد إنهم دولة مجاورة لسوريا وأكثر تأثراً بهجمات PKK، في نفس الوقت لا يريدون عزل أنفسهم. لقد أدركوا أن لديهم خياراً سياسياً ونحن ندعم هذا الخيار السياسي، نحن نعرف أن الأمر يحتاج إلى فاعلين آخرين على الأرض، لذلك قلنا أيضاً يجب على PKK أن يلقي سلاحه ويدرك أن الوضع في سوريا مختلف الآن وأن الفترة التي كان يمكن فيها استخدام سوريا كقاعدة للهجوم على تركيا قد انتهت بالتأكيد.
 
رووداو: إذن لا مستقبل لـPKK في سوريا في هذا الوقت؟
 
توبياس ليندنر: إذا سألتني عن رأيي الشخصي، سأقول ليس لديهم مستقبل ويجب أن يلقوا أسلحتهم، إنهم ليسوا مدافعين عن الكورد السوريين، حتى يصبحوا جزءاً مما يجري.
 
رووداو: الوضع في كوباني في تصعيد، وبشكل محدد بالقرب من سد تشرين، كان هناك بيان صدر عن قوات سوريا الديمقراطية يطالب بقوة حفظ سلام دولية تتمركز في منطقة السد المهددة الآن، هل تعتقد أن شيئاً من هذا القبيل يمكن أن يحدث؟
 
توبياس ليندنر: قوة السلام الدولية هي من شأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أعتقد أنه على المدى القصير، الآن. نحن نتابع بقلق شديد المعلومات حول ما يحدث في السد، أعتقد أنه من المهم أن تظهر الأطراف كلها ضبط النفس، السد مهم جداً للمنطقة، لذلك نحن جميعاً، وليس فقط الحكومة الألمانية، بل أصدقاؤنا الأمريكيون أيضاً نتصل بجميع الأطراف ونوجه لهم نفس الرسالة، وهي أن يظهروا ضبط النفس ويوقفوا القتال ويبحثوا عن حل سياسي.
 
رووداو: في حال بقاء المشكلة الحالية في سوريا بدون حل، هل تعتقد أن هناك احتمالاً للتصعيد أكثر ولوقوع حرب الأهلية؟
 
توبياس ليندنر: تعلم، يجب أن نفعل كل شيء للتوصل إلى حل في سوريا، اللحظة التي ترك فيها الأسد البلاد كانت لحظة سعيدة للكثير من السوريين. الآن بالتأكيد ليس لدينا ضمان بأن كل شيء سيكون أفضل، لكن لدينا خياراتنا وفرصنا، التي يمكن أن يكون لسوريا معها مستقبل أفضل، استثمر بلدي سياسياً الكثير في سوريا في الماضي، منحنا حق اللجوء لأكثر من مليون سوري، نحن أكبر مانحي المساعدات الإنسانية للسوريين، ليس فقط في سوريا، بل في الدول المجاورة أيضاً، لذلك حاولنا أن نفعل كل شيء حتى يتمكن السوريون من العيش في المستقبل في بلد تحترم فيه حقوق الإنسان، وتحترم فيه حقوق المرأة، ويكون فيه انتقال سياسي شامل، يشمل الجميع، يشمل جميع السوريين، سواء كانوا كورداً أو علويين أو دروزاً أو مسيحيين أو مسلمين، أعتقد أن هذه هي النقطة المهمة التي يجب أن نعمل عليها. الآن، لدينا الفرصة للقيام بذلك.
 
رووداو: فيما يتعلق بالنقاط التي أشرت إليها بخصوص سوريا، هل أنت متفائل بالإشارات التي تتلقاها من دمشق؟
 
توبياس ليندنر: في بداية هذا الشهر رافقت وزيرة خارجيتنا ووزير خارجية فرنسا إلى دمشق، وتحدثنا مع أحمد الشرع لأكثر من ساعتين، ما قاله يستحق التقدير وقد قال الأشياء الصحيحة، لكن من الواضح أننا لا ننظر فقط إلى كلمات هيئة تحرير الشام والمسؤولين في دمشق، بل أيضاً إلى أفعالهم، نحن نحاول المشاركة، نحاول في الخطوة الأولى رفع بعض العقوبات ونحاول المشاركة في تعاف سريع وإعادة إعمار سريعة، لكن لذلك يجب تنفيذ بعض الشروط المسبقة على الأرض، نحن لا نحاول الاستثمار في بلد سيصبح بلداً إسلامياً أو شيئاً ما، نريد سوريا ومستقبلاً للشعب السوري يحترم حقوق الإنسان، وتكون جميع المجتمعات بجميع قومياتها وأديانها، النساء والفتيات والرجال، حاضرين ومشاركين فيها جميعاً.
 
رووداو: إذن هناك شروط من جانب ألمانيا لهذا الدعم الذي أشرت إليه لسوريا؟
 
توبياس ليندنر: المساعدة يجب ألا تكون أبداً غير مشروطة، نحن نبذل جهداً ونحن منفتحون وأصدقاء للشعب السوري، نريد مساعدتهم حتى يتمكنوا من بناء مستقبل أفضل. لكننا نريد الاستثمار فقط في بلد سيكون جزءاً من المجتمع الدولي ويحترم ميثاق الأمم المتحدة، وتكون فيه شمولية وضم للجميع في العملية السياسية.
 
رووداو: هذه الشروط تتعلق بحقوق الإنسان، هل هناك أي شروط سياسية أيضاً؟ أقصد، على سبيل المثال، أن سوريا كانت دولة مركزية، حيث يطلب الكورد الآن نوعاً من الحكم الذاتي، ليس فيدرالياً تماماً، لكن يريدون بعض الحقوق؟ الأقليات في سوريا بشكل عام هي إحدى المخاوف وهناك قلق بشأن مستقبلهم، هل تحدثتم عن هذا مع أحمد الشرع؟
 
توبياس ليندنر: ليس عملي، ولا من ضمن اختصاصنا، أن نقدم المشورة بشأن مثل هذه التفاصيل لنقول للسوريين نموذج دولة مثل فرنسا المركزية أو مثل ألمانيا الاتحادية، هذا ليس من اختصاصنا، لكنك أشرت إلى الكورد والمجتمعات الأخرى في سوريا، وهذا واضح تماماً أن احترام حقوق الإنسان يعني القدرة على التحدث بلغتك وممارسة ثقافتك وممارسة دينك، وهذا يجب أن يكون جزءاً من سوريا المستقبل.
 
رووداو: هل أنت قلق من إدراج الشريعة الإسلامية في دستور سوريا المستقبلي؟
 
توبياس ليندنر: نعم. نعم. بالتأكيد، لدينا مخاوف كثيرة، سمعنا بعض الأشياء التي تقلقنا، على سبيل المثال بشأن برنامج التعليم في المدارس. يجب أن أقر بأنني لا أستطيع التأكد من المعلومات التي وصلتنا بالتفصيل، لكن تعرف يجب أن يكتب الدستور، لا أن يستنسخ من الشريعة أو أي كتاب ديني آخر، يجب أن يتم إقراره من قبل الشعب ويجب أن يحمي ويضمن حقوق الإنسان.
 
رووداو: هل شعرت بذلك خلال زيارتك لدمشق؟
 
توبياس ليندنر: بالنسبة لي كانت زيارة واحدة، كما قلت ما سمعناه بدا جيداً، لكن ما هو مهم الآن هو الخطوات المستقبلية، في بلدي ألمانيا استغرق الأمر أربع سنوات للوصول إلى دستور، أنا لست الشخص الذي سيناقش التفاصيل حول عامين أو ثلاثة للوصول إلى دستور. لكن المهم حقاً هو الخطوات المستقبلية في الأسابيع والأشهر القادمة، متى سيجتمع هذا المجلس الوطني لأول مرة، ماذا ستكون تركيبته وكم سيكون عدد النساء فيه، هل سيشمل جميع المجتمعات وجميع القوميات؟ ما هي أهداف هذا المجلس وما هي صلاحياته؟ هذه أسئلة مهمة وملحة جداً الآن.
 
رووداو: لكن لا توجد أفعال حتى الآن، على الأقل لطمأنتكم؟
 
توبياس ليندنر: كما تعلم هذا المجلس لم يجتمع بعد، سمعنا عن لجنة تحضيرية له، نحن نراقب عن كثب وكما أسلفت هناك شروط مسبقة يجب تنفيذها حتى نشارك.
 
رووداو: هل هذه الشروط شروط ألمانية أم أوروبية؟
 
توبياس ليندنر: آمل أن تكون هذه شروطاً دولية، لأنني لا أتحدث كشخص يريد نسخ نمط الحياة الغربية لمنطقة، هذه ليست مبادرتي، احترام ميثاق الأمم المتحدة الذي يحمي الحقوق الأساس للإنسان هو أمر عالمي، يجب أن يتم التأكيد عليه على المستوى العالمي.
 
رووداو: هناك أيضاً قلق بشأن الفراغ في سوريا، الذي قد يستغله داعش، كيف تراقبون ذلك وما هو تقييمكم الحالي له؟
 
توبياس ليندنر: تعرف أننا نحاول قدر الإمكان الحصول على معلومات، نتحدث مع الدول المجاورة وهذا أحد أسباب وجودي اليوم في أربيل، لقد وضحنا جيداً أنه لا يجب أن يكون هناك فراغ أمني، خاصة في شمال شرق سوريا، داعش يمثل تحدياً أمنياً للجميع، للكورد هنا في إقليم كوردستان ولنا في ألمانيا، لقد شهدنا هجمات في ألمانيا، لذلك نحن نبذل قصارى جهدنا لمنع حدوث أي فراغ أمني.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب