نائب المبعوث الروسي إلى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي: نشجع العلاقات بين سوريا والكورد

25-08-2024
الكلمات الدالة اقليم كوردستان روسيا سوريا اوكرانيا
A+ A-
رووداو ديجيتال

قال نائب المبعوث الروسي إلى الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي إنهم يشجعون بقوة العلاقة بين الحكومة السورية والكورد، مشيراً الى أنه يعتقد أن هذه العملية هي "الطريق الوحيد للتوصل إلى حل، وستكون في صالح الكورد".
 
تحدث ديميتري بوليانسكي يوم (22 آب 2024) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في حوار مع شبكة رووداو الإعلامية، وذكر أن الحكم الذاتي لروجآفاي كوردستان "يجب أن يقر من داخل سوريا"، وعن العلاقات بين روسيا والأمة الكوردية عموماً، قال: "نحن نرتبط بعلاقات تاريخية عريقة مع الكورد في وسريا والعراق، ومستمرون في الاحتفاظ بعلاقة طيبة معهم".
 
وعن تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، قال نائب المبعوث الروسي إلى الأمم المتحدة: "لمسنا إشارات إيجابية للغاية من القيادتين التركية والروسية".
 
وأشار نائب المبعوث الروسي إلى الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، إلى آخر تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا بالقول: ليس أمامنا طريق غير العمل على تحقيق أهداف عمليتنا العسكرية الخاصة بالطرق العسكرية".
 
وأدناه نص الحوار الذي أجراه معه سنان تونجدمير:
 
رووداو: أود أن أبدأ بالحرب الأوكرانية. لم يتمكن أحد بعد الحرب العالمية الثانية من مهاجمة روسيا واحتلالها، لكن أوكرانيا دخلت منذ أسبوعين في أراضي إقليم كورسك. ماذا يجري هناك؟

ديميتري بوليانسكي: ما يجري هو تصرف قاتل وغبي لرجل مجنون هو زيلينسكي. ما أقوله هو ما يراه العديد من الخبراء العسكريين. في الحقيقة، أراد زيلينسكي بذلك لفت الأنظار عن الجبهة الشرقية لكنه يخسر المزيد من الأرض باستمرار. كذلك، كان زيلينسكي يسعى للوصول إلى محطة كورسك النووية لإنتاج الكهرباء، ثم يطرح مجموعة مقترحات بشأن مفاوضاتنا وفق ما أملته أحلامه العقيمة، كما أراد تغيير اتجاه القوات الروسية عن الجبهة الشرقية لتخفيف بعض الضغط عن الجنود الأوكرانيين.
 
لكن زيلينسكي فشل في تحقيق أي من الهدفين، صحيح أنهم تمكنوا من دخول أراضي بلادنا واحتلال عدد من القرى، لكن ما يفعلونه الآن هو خسارة قدرات بشرية وأسلحة غربية. عدد الجنود الذين خسروهم كبير. الخطوة لم تؤد إلى تحسين وضع الجيش الأوكراني في الجبهة الشرقية. بل على العكس، يتعرض زيلينسكي للانتقاد من جانب كثير من الخبراء داخل بلده، ويقولون إنه أضعف جبهة القتال وروسيا تتقدم الآن بوتيرة أسرع. كذلك، سيطرنا على مواقع كثيرة كان يجري تحصينها بصورة جيدة لسنوات، منذ 2014. لهذا، خسرت أوكرانيا في الأيام الأخيرة مواقع مهمة في جبهات القتال. من المؤكد أن على الأوكرانيين أنفسهم أن يناقشوا الانتصار والفكرة التي كانت وراء هذه المغامرة، لكن من الواضح تماماً أن نهايتها لن تكون في مصلحة أوكرانيا.
 
رووداو: هل تظن أن أوكرانيا كانت قادرة على هذا بدون مساعدة أمريكا والدول الأوروبية؟

ديميتري بوليانسكي: احتمال حدوث ذلك ضئيل للغاية. من المؤكد أن حلفاءنا الغربيين السابقين يتعاملون الآن كما النعامة، ويقولون إنهم لم يكونوا يعلمون بأمر ذلك الهجوم وأن أوكرانيا فعلت ذلك بمفردها، لكننا نعلم أن أوكرانيا ليست قادرة على شن أي عملية عسكرية بمفردها، وبدون تلقي الدعم الذي يبدأ بالسلاح وصولاً إلى المعلومات الاستخبارية، ودعم تنفيذ العملية والعملاء الغربيين. كل هذا يتم تأمينه من جانب الغرب. لقد تحولت أوكرانيا وبوضوح إلى شركة عسكرية يسيطر عليها الغرب.
 
رووداو: اندلعت الحرب قبل الآن بسنتين ونصف السنة ولا زالت مستمرة. هل من المتوقع أن يجتمع الطرفان ويباشرا الحوار من أجل السلام؟

ديميتري بوليانسكي: مؤكد أنه كان يجب أن يكون هناك سلام وسيتحقق السلام، لكن الأمور الكبرى تقوم على الأجزاء الأصغر. كما تعلمون، جئنا إلى أوكرانيا لإيقاف حرب كانت مستمرة منذ 2014. جئنا لنوقف إبادة الناس في شرق أوكرانيا. لهذا يجب أن نحقق أهداف عمليتنا العسكرية، وهي أهداف واضحة، وقد طرحنا مقترحات على أوكرانيا. أحدها كان سنة 2022 في إسطنبول، بعد بدء العملية العسكرية الخاصة بشهر واحد. كان مقترحاً جيداً للغاية لأوكرانيا، وطرحتها الوفود الأوكرانية بنفسها، لكن حدث بعدها تدخل من جانب حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، وخاصة بوريس جونسن (رئيس الوزراء البريطاني آنذاك).
 
تحدث جونسن مع زيلينسكي ودفعه لعدم قبول تلك النقاط وهو الآن نادم كثيراً، لأن ذلك الاتفاق كان سيشكل طريقاً جيداً للغاية أمام أوكرانيا. لاشك أن الاتفاق كان سيحول دون الدمار وسقوط الضحايا وكل ما حدث، لكنهم رفضوه.
 
قدمنا في حزيران مقترحاً آخر. بناء على الأوضاع في جبهات القتال، قدم رئيسنا مقترحاً رحيماً لتوافق عليها أوكرانيا. حذرنا أيضاً من أن أي انفتاح آخر على أوكرانيا لن يكون أفضل من هذا المقترح. بدأت أوكرانيا مناقشته، وأرسلت رسائل مختلفة عن محادثات السلام ما شجع العديد من شركائنا العالميين في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية، لكن في النهاية حدث ما حدث في مدينة كورسك ونحن نفسره بأنهم يختارون طريق تصعيد الصراع ويرفضون السلام صراحة. لذا ليس أمامنا الآن أي طريق غير العمل على تحقيق أهداف عمليتنا العسكرية الخاصة بالطرق العسكرية.
 
رووداو: أود أن أطرح عليك أسئلة عن غزة. الحرب هناك دائرة منذ أكثر من عشرة أشهر. هل تعتقد أن بمستطاع مجلس الأمن إيقاف إطلاق النار في غزة، فهناك الكثير من الانتقاد لمجلس الأمن هذه الأيام، ويقال إنه عاجز عن أداء واجبه المتمثل في إحلال السلام؟

ديميتري بوليانسكي: مجلس الأمن في هذا السياق بات رهينة لواحد من أعضائه وهو أمريكا. لذا، لا أوافقك الرأي عندما تتحدث عن المسؤولية الجماعية لمجلس الأمن. لقد عمل 14 من أعضاء المجلس باستمرار على العثور على حل لهذه الأزمة.
 
قدر تعلق الأمر بروسيا، قدمنا المسودة الأولى لغرض إعلان وقف فوري لإطلاق النار في 16 تشرين الأول الماضي. يمكن أن تتصوروا عدد الأشخاص الذين كان سيتم إنقاذهم في حال قبول ذلك المقترح. لكن الولايات المتحدة رفضته. أتعلم أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض خمس مرات لحماية إسرائيل. تمت الموافقة على مسودتين تقضيان بوقف إطلاق النار، أحدهما لشهر رمضان، لكن بعد المصادقة عليهما لم يصوت لهما المبعوث الأمريكي ولم يصوت ضدهما، بل صرح بأن القرار غير ملزم، وكان ذلك فضيحة كبرى هنا في الأمم المتحدة.
 
كان هناك مشروع قرار آخر، مشروع القرار 2735، وهو آخر قرار صودق عليه ويضم ما يعرف بخطة بايدن للسلام، لم نؤيده ولم نرفضه، لأننا قلنا إنه ما من دليل على أن الأطراف ستلتزم به وبصورة رئيسة إسرائيل. كان الأمريكيون يقولون إن إسرائيل تساند هذه الخطة بكل الصور، لكن تبين أن ذلك كذب. المقترج جاء في 10 حزيران ونحن الآن في 21 آب ولا يوجد حتى الآن أي اتفاق سلام أو اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، والمفاوضات مستمرة وتغير إسرائيل قواعد اللعبة باستمرار، وهذا الوضع لا يخدم أحداً.
 
لايزال مجلس الأمن يعلق الآمال على هذه المفاوضات. الحقيقة هي أننا حذرنا من البداية، وقلنا كيف ستكون هذه المسودة المقترحة. المسودة باتت وسيلة تخريب تمنع مجلس الأمن من اتخاذ المزيد من الخطوات لفرض وقف إطلاق النار، وبصورة خاصة على إسرائيل.
 
لذا، عندما تتحدث عن مجلس الأمن عليك أن تميز بين مجلس الأمن وعضو في المجلس يفعل باستمرار كل ما من شأنه مساعدة إسرائيل وحمايتها من أي انتقاد ويدمر كل جهود مجلس الأمن لكي لا يتحقق سلام في الشرق الأوسط. هذه هي الصورة الحقيقية.
 
رووداو: ماذا يمكن أن تقولوا عند الحديث عن سوريا؟ صادق مجلس الأمن على مشروعين بشأن سوريا، لكنهما لا ينفذان. هل المشروع الأخير كاف لتحقيق السلام بسوريا أم هناك حاجة لاقتراح المزيد من المشاريع؟

ديميتري بوليانسكي: لا أجد حاجة إلى قرار جديد بشأن سوريا. ففي القرار 2254 مثلاً يوجد كل ما هو لازم. القرار يتيح لنا الوسائل اللازمة للعثور على حل سياسي لسوريا والتي يقبلها كل الأطراف. تعلمون أيضاً أن المحادثات تجري في إطار هذا القرار، وهناك جهود عديدة.
 
نحن ندعم العملية، وكذلك تركيا وإيران تدعمان العلمية. نحن ندعم العملية بقوة. لكن لاشك أن الأزمة السورية صعبة للغاية ومؤلمة وليست سهلة الحل. نحن مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها. نعتقد أن هناك حاجة للوقت ليتحد السوريون ويمضوا قدماً.
 
لكن على الجانب الآخر، هناك الكثير ممن يعمل على التخريب. لا نستطيع أن نتغاضى عن طريقة تعامل الدول الغربية مع الحكومة السورية، فهي تفرض عقوبات وإجراءات من جانب واحد ضدها. بتلك الإجراءات، أغلقوا الطريق على تحسن الوضع في سوريا. يجب الأخذ بهذه الحقيقة.
 
من الأمور الأخرى، مسألة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة. إذ تفيد معلوماتنا بأن أغلبهم يريد العودة، لكن ذلك يمثل سيناريو سيئاً للدول الغربية. لهذا، يعمدون إلى إظهار الوضع هناك وكأنه لا يناسب عودة اللاجئين. إنهم فعلاً يسدون طريق عودة اللاجئين، ويعملون على عدم عودتهم. لذا ليست المسألة السهولة التي يجري الحديث عنها، لكنها مقلقة للغاية. لهذا نرى أن هذه المحاولات لها آثار سلبية على عملية السلام في سوريا، ونستنكر هذا النوع من السياسات.
 
رووداو: نعلم أن لروسيا دوراً مهماً جداً في سوريا. هل تدعو روسيا الكورد والحكومة السورية للاجتماع وبدء حوار حول السلام في سوريا؟

ديميتري بوليانسكي: نشجع بقوة العلاقة بين الحكومة السورية والكورد، ونعتقد أن هذه العملية هي الطريق الوحيد للعثور على حل يكون في مصلحة الكورد أيضاً. لدينا علاقات تاريخية وعريقة مع الكورد في سوريا والعراق، ومستمرون في الحفاظ على علاقة جيدة معهم. توجد في روسيا جالية كوردية كبيرة جداً تمارس دوراً مهماً للغاية، أي أننا مستعدون لتوطيد العلاقات ونعتقد أن من الضروري الاستفادة من هذه الفرصة من الآن.
 
رووداو: يطالب الكورد بحكم ذاتي في شمال شرق سوريا. هل تدعم روسيا هذا المطلب؟

ديميتري بوليانسكي: أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال يجب أن تقرر من الداخل السوري. هذا أمر مرتبط بسوريا وحدها، وأعتقد بوجود أن لا يتدخل أحد في هذا الموضوع أو يدلي برأي فيه.
 
رووداو: ما مدى خطورة داعش في العراق وسوريا؟

ديميتري بوليانسكي: يصعب الجزم بهذا، لوجود معلومات متضاربة في هذا المجال. لاشك أن داعش موجود، ونعلم أن تقارير الأمين العام تبين بأن خطر داعش قائم.
 
من الغريب أننا عند الحديث عن خطر داعش، نسمع غالباً عن الأخطار القادمة من المناطق التي تحتلها أمريكا بطريقة غير شرعية. مرة أخرى، نذكر بأن زملاءنا الأمريكيين متواجدون هناك بصورة غير قانونية بحجة محاربة داعش والإرهاب، ورغم مرور سنوات عدة لايزال الخطر مستمراً. نحن نعتقد أن أمريكا ليست صادقة جداً في محاربة الإرهاب وتستغل ذلك للبقاء في سوريا بطريقة غير قانونية وبدون موافقة هذه الدولة، من أجل نهب ثرواتها الطبيعية ومنع استعادة وحدة البلد.
 
رووداو: هل لروسيا أي دور في إعادة بناء العلاقات بين سوريا وتركيا؟

ديميتري بوليانسكي: نحن نشجع المصالحة بين سوريا وتركيا وقد لمسنا إشارات إيجابية جداً من قيادتي تركيا وسوريا. أعتقد أن تطبيع العلاقات يصب في مصلحة المنطقة كلها، كما أن مصالح تركيا وسوريا تكمن في تطبيع علاقاتهما والمضي إلى أمام، لأن هناك أخطاراً كثيرة تأتي من أماكن أخرى، وجهود الدولتين في مواجهة الأخطار ستتعزز (في حال تطبيع علاقاتهما).
 
رووداو: قلتم إن علاقات روسيا مع الكورد جيدة ونعلم أن شركات روسية تعمل في إقليم كوردستان. كيف هو مستوى العلاقات؟

ديميتري بوليانسكي: علاقاتنا تنمو. نحن نرى كوردستان العراق جزءاً من العراق ونعمل بوضوح وبعلم الحكومة المركزية في بغداد. لدينا قنصلية عامة في أربيل ولها دور مهم جداً، أقصد أن علاقاتنا مع إقليم في بلد ما ليست خطوة معاكسة لتعزيز علاقاتنا مع ذلك البلد. أعتقد أن هذا هو نهجنا مع كوردستان العراق (قال كوردستان تركيا خطأ – رووداو). نرى أن بغداد أيضاً تتفهم علاقاتنا مع كوردستان العراق. نحن نشجع الحوار بين السلطة المركزية وكوردستان من أجل حل المشاكل المتبقية التي يجب أن تحل ضمن الدولة الواحدة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب