رووداو ديجيتال
أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية انه ليس هناك أي تنسيق بين أنقرة وبغداد بشأن العملية العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، "وما كان ينبغي أن تنفذ تنفذ حملتها العسكرية من جانب واحد".
وقال الصحاف في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (25 نيسان 2022)، إن "إيران لم تقدم الأدلة الكافية بخصوص استهداف أربيل".
وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شكر الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان بخصوص التنسيق بينهما بشأن عملياتها، هل هناك بالفعل تنسيق بين الحكومة العراقية وتركيا حول ذلك؟
أحمد الصحاف: لا يوجد أي تنسيق بين الحكومة الاتحادية وحكومة أنقرة بشأن العمليات العسكرية الأخيرة واسعة النطاق، وبموجب ذلك أعرب العراق عن استنكاره وإدانته الشديدين للعمليات العدائية أحادية الجانب، ذات الطابع الاستفزازي، التي تقوم بها الجانب التركي بشأن متكرر، والتي من خلالها يطال سلامة أهالي العراق وأمن مواطنيه، ويزيد المشهد على طول الشريط الحدودي بين البلدين تعقيداً، فيما نعتقد أن مذكرة الاحتجاج شديدة اللهجة، التي سلمت إلى سفير تركيا في بغداد، وإجراءات أخرى تعمل وزارة الخارجية إلى الارتكان إليها، وسبق لنا أعلنا أن حواراً سياسياً ودبلوماسياً أمنياً يفترض أن يكون بين البلدين إزاء هذه العمليات من شأنه أن يرفع مستوى مواجهة التحديات المشتركة بين البلدين، إذا كانت هذه العملية العسكرية وغيرها من العمليات التي سبقتها الهدف منها مواجهة الجماعات التي تمثل خطراً على الأمن القومي التركي، فمن الصحيح والجدير بتركيا، أن ترتكن إلى التنسيق مع الحكومة العراقية في بغداد، وهي لن تدخر جهداً في استدامة التنسيق والتواصل لمواجهة التحديات المشتركة بين البلدين، مبادئ حسن الجوار، والمصالح الاقتصادية المشتركة، والعلاقات التاريخية والثقافية، كل هذه السمات في العلاقة، هي ميزات قوة من شأننا أن نحتكم إليها، ونرتكن إلى معاييرها، وأن لا نلجأ إلى أي عمليات أحادية الجانب من شأنها أن تسيء إلى مبادئ حسن الجوار، وتصنف هذه العلاقة التاريخية ضمن أجواء متوترة، لدينا المئات من القرى بإقليم كوردستان العراق من المواطنين الآمنين تركوا قراهم، وتعرضوا إلى خسائر مادية كبيرة، جراء عمليات النزوح التي طالتهم نتيجة العمليات العسكرية والتصعيد الجاري، هناك إلحاق للخوف والذعر والأذى لمواطني العراق في إقليم كوردستان، نحن نرى في ذلك مجافاة كبيرة لمبادئ حسن الجوار.
رووداو: مجلس الوزراء العراق لم يصدر أي بيان بخصوص هذه العمليات، فهل كانت إصدار بيانات الخارجية بالتنسيق مع مجلس الوزراء؟
أحمد الصحاف: وزارة الخارجية العراقية مؤسسة سيادية دبلوماسية وذراع تنفيذي للحكومة العراقية في مجال السياسة الخارجية والدبلوماسية والتخاطب السياسي، وهي الوزارة التي منها يبدأ الخطاب الذي يعزز المصالح، وإليها تنتهي قاعدة بناء الشراكات، والتنسيق والتواصل مع كل الأطراف، وبموجب ذلك، ما يصدر من وزارة الخارجية من بيان أو موقف أو أي تصرف، إنما هو يعكس رأي الحكومة العراقية بما يكرس لمصالح العراق ووحدته وسيادته ومصالح شعبه، نحن نخطو باتجاه تعزيز هذا المسار، بالتالي كل ما تقوم به وزارة الخارجية العراقية، هو في سياق التعبير عن الإرادة الكاملة للحكومة العراقية، ومصالح الشعب العراقي.
رووداو: وزير الخارجية العراقية وفريق من الوزارة كان في مجلس النواب واجتمعوا مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فهل طالبكم البرلمان لإصدار بيانات ومواقف أشد حيال التدخلات التركية والإيرانية؟
احمد الصحاف: شاركنا يوم أمس وزير الخارجية، فؤاد حسين، في جلسة الاستضافة بمجلس النواب من خلال لجنة العلاقات الخارجية والنواب بمختلف اللجان وشخصيات أخرى ووسائل إعلام كانت تغطي مشهد الاستضافة، الحوارات التي جرت كانت عبارة عن توجيه استفسارات إلى وزارة الخارجية العراقية، ماذا قمتم به من قواعدكم الإجرائية الدبلوماسية، جراء ما يطال السيادة العراقية من انتهاكات من بعض جيران العراق سواء تركيا او إيران في ضربتها الأخيرة على أربيل، استفسروا حول المواقف والاجراءات التي تتخذها وزارة الخارجية العراقية بهذا الشأن، وإلى أي هدف ومصلحة ترنو وزارة الخارجية الوصول إليهما من خلال ما تحمله من منطق سياسي ودبلوماسي دفاعاً عن مصالح العراق، وتعبيراً عن إرادة الحكومة العرقية، وبموجب ذلك عرض وزير الخارجية على النائب الأول لرئيس البرلمان والنائب الثاني، وكذلك رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وكل النواب الحضور، الصيرورة التاريخية لحزب العمال الكوردستاني في شمال العراق، وكيف تطور مشهد التواجد لهم في العراق، وماذا يحمل من تداعيات وانعكاسات، وفند وزير الخارجية خلال جلسة الاستضافة ما يرتكن إليه الجانب التركي، منها في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة والتي تستند إلى مبدأ الدفاع عن النفس، وأعرب وزير الخارجية عن أن هذه المادة بذاتها لا تجيز استعمال القوة وانتهاك سيادة دولة ذات استقلال وبسط النفوذ على أراضيها.
رووداو: لكن هي تستخدم اتفاق بينها وبين الحكومة العراقية لشن هذه الهجمات وتتخذه ذريعة، فهل هذا الاتفاق لازال سارياً بين البلدين؟
أحمد الصحاف: لا توجد أي اتفاقية ولا توجد اي مذكرة تفاهم ولا اي تنسيق مع الحكومة العراقية بشأن ما تتذرع به الجارة تركيا، فهم يطلقون ذريعة ان هناك اتفاقية بين الجانبين، لا توجد اي اتفاقية معهم تجيز لهم انتهاك سيادة العراق، كل ما هو موجود لدينا عبارة عن محضر اجتماع ثنائي جمع العراق مع تركيا في العام 1984، ومحضر الاجتماع الثنائي هذا أتاح بموافقة العراق، بالتنسيق معه فرصة الدخول للجانب التركي بمساحة 5 كم داخل الأراضي العراقية، ولأيام محدودة، واذا ما دعي أن يمارس الجانب التركي أي عمل عسكري آخر فعليه أن يعود مرة اخرى لينسق مع الحكومة العراقية، إذاً لا توجد اتفاقية ولا مذكرة تفاهم ولا تنسيق، في العام 2009 في مجلس النواب العراقي أصدر قراراً بنسخ جميع الاتفاقيات السابقة التي قد أبرمها سابقاً النظام السابق قبل 2003 مع الجانب التركي، بموجب ذلك أصبحت الجارة تركيا، امام التزامات جديدة مع سيادة العراق وحكومة العراقية الديمقراطية المنتخبة، وما قدر لها أن تقوم بأي عملية تحت ذريعة حماية أمنها القومي ومصالحها في المنطقة، لا بد لها أن تنسق بشكل مستقل لكل عملية ولكل مرحلة تقوم بها، لكن هذا لم يحصل لا في عمليته الأخيرة ولا في العمليات التي سبقتها، وإذا ما كان هناك تنسيقاً كما تدعي تركيا، فلماذا تستدعي الخارجية العراقية سفير تركيا لدى بغداد، وتسلمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وتعبر عن إدانتها واستنكارها الشديدين، جراء الانتهاك الذي يطال سيادة العراق، ووحدة أراضيه وأمن مواطنيه، إنما نرتكن إلى قواعدنا الدبلوماسية الاجرائية نتيجة عدم وجود تنسيق أو أي مذكرة تفاهم أو اتفاقية، وعملاً عما رشح عن مجلس النواب العراقي، ولا يمكن أن ننظر إلى السيادة العراقية بعين مجتزأة هي ذات الإجراءات اعتمدتها وزارة الخارجية يوم تعرضت مدينة أربيل إلى ضربات صاروخية من قبل إيران، قمنا بذات القواعد الإجرائية الدبلوماسية من بيانات واستنكار شديد اللهجة.
رووداو: ما هي نتائج التحقيقات حول القصف الذي طال ايران؟ وهل قدمت ايران دلائل على التهم التي وجهتها لإقليم كوردستان؟ وكيف ترى الحكومة هذه الحجج الإيرانية؟
أحمد الصحاف: إثر زيارة وزير الخارجية، فؤاد حسين، مؤخراً إيران حيث ترأس وفداً يضم مستشار الأمن القومي العراقي، وعدداً من القادة الأمنيين العراقيين ممن هم في عضوية لجنة التحقيق وتقصي الحقائق عن الضربة التي طالت مدينة أربيل، وفي جلسات الحوار التي تمت هناك، مع قادة أمنيين، وزير الخارجية طالب من الجانب الإيراني تقديم البراهين والأدلة والارتكانات القانونية والمبررات التي بموجبها عمدت إيران إلى قصف محافظة أربيل، الجانب الإيراني قدم جملة من المبررات فيما لم تقدم مواقف وأدلة واضحة تبرر الضربة الاخيرة التي طالت الموقع المشخص في محافظة اربيل، نحن نريد أدلة واضحة نستند إليها لتقوم الحكومة العراقية بالتعاطي معها بشكل جاد، رغم ما تتمتع بها ايران من علاقات عميقة وبالغة الأهمية مع الحكومة العراقية، فإن كل ذلك لا يتيح لا لإيران ولا لأي طرف آخر على مستوى العالم ان يبادر إلى عمليات أحادية عدائية تطال سيادة العراق وأمن مواطنيه، وتتسبب المزيد من الذعر والاذى للمواطنين الآمنين، إذا ما أردنا التأسيس لأمن المنطقة بشكل متكامل، وبشكل تشاركي لابد لنا من التنسيق واحترام سيادة الدولة الوطنية لكل طرف من الأطراف على مستوى المنطقة، وتقديم الأدلة والدفوعات الواضحة التي من شأن كل طرف أن يرتكن إليها، الدستور العراقي، ينص على أن لا تستعمل الاراضي العراقية مقراً او ممراً لإلحاق الأذى بأي دولة من دول الجوار.
رووداو: قالت وزارة الخارجية أن عناصر حزب العمال الكوردستاني دخلوا الى الأراضي العراقية بالاتفاق مع الحكومة التركية، كيف ذلك؟ وكيف يمكن أن يتم حل مشكلة تواجد حزب العمال الكوردستاني في العراق؟
أحمد الصحاف: اذا ما استدعيتم الذاكرة السياسية والإعلامية بشكل فاحص ودقيق اتفاقاً جرى بين حزب العمال الكوردستاني والحكومة التركية وهو ما عرف واشتهر عنه بأنه اتفاق السلام أو الأخوة، وبموجب ذلك تم الدفع بمعظم مقاتلي حزب العمال الكوردستاني إلى مناطق جبال قنديل والشريط الحدودي الممتد، لكن لاحقاً استمرت الجارة تركيا بالارتكان إلى هذا المبدأ بوصفه ذرائعية لانتهاك سيادة العراق، السؤال هنا إلى متى نبقى نستند إلى هذا المبدأ غير الواضح والذي يعده العراق انتهاكاً لسيادته، نحن بحاجة إلى طريقة جديدة في التعاطي تحفظ مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزز التنسيق والتواصل بين الحكومتين، ولا تخدش مبادئ حسن الجوار، وتعمد هذه العلاقة التاريخية بالمزيد من خطوات الثقة وبناء القدرة لمواجهة التحديات التي تطال الجانبين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً