عارف طيفور: العبادي لا يلتزم بوعوده وليست لديه نية للإصلاح

25-04-2016
رووداو
الكلمات الدالة عارف طيفور العبادي التغيير
A+ A-

رووداو – أربيل

كان عارف طيفور أحد القادة الشباب في القيادة المؤقتة التي شكلت بعد ثورة أيلول، وهو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب، لدورتين متتالتين، لكنه عاد مرة أخرى ليحمل السلاح الآن، وهو مسؤول محور الخازر بقوات البيشمركة في الحرب ضد داعش، ويتحدث طيفور في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، عن الوضع العراقي الراهن، واصفاً رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بأنه "كذاب".

رووداو: شغلت منصب نائب رئيس البرلمان العراقي لدورتين، ما الذي يحدث الآن في البرلمان؟

عارف طيفور: هناك خلافات كبيرة بين الشيعة والسنة، كما أن هناك خلافات داخلية سنية سنية وشيعية شيعية، البعد بين هذه المكونات عميق لدرجة أنه من الصعب أن يعود العراق مرة أخرى إلى مساره، وأن يتم إصلاح الوضع.
                
رووداو: هل هذا يعني أن بداية نهاية العراق قد بدأت؟

طيفور: حتى لو لم تكن نهاية العراق قادمة بأقرب وقت، فإن تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم لن يتوقف بأي شكل من الأشكال.

رووداو:  كان الحديث يدور في البرلمان عن الإصلاحات الحكومية، لكن الأمر تغير فجأة إلى الاعتصام وإبعاد هيئة رئاسة البرلمان، لماذا حصل ذلك؟

طيفور: الإصلاحات التي يدعو إليها العبادي ويطالب بها الصدر ليست إصلاحات، بل هي ممطالة، وليست للعبادي نية في الإصلاح، لأن حزب الدعوة طرف رئيسي في الفساد الموجود في العراق حالياً، وهم من أداروا العراق ودمروه خاصة في السنتين الماضيتين، حينما كنا في البرلمان العراقي، كان العراق يملك نحو 80 مليار دولار كأموال احتياطية، ولكنه الآن يقترب من الإفلاس، العبادي غير قادر على إجراء الاصلاحات، وأنا أعرفه جيداً، لأننا كنا معاً في البرلمان لدورتين، إنه رجل كذاب جداً ولا يلتزم بوعوده، ويسعى أكثر لتحقيق مصالح حزبه. 

رووداو: ماذا عن الكورد في خضم هذه الظروف ببغداد، ماذا يفعل الكورد هناك؟

طيفور: لم يعد للكورد ذاك المركز القوي مثل السابق، كان للكورد في بغداد تأثيراً كبيراً على السياسة العراقية إلى الدورة الثانية، حتى أنهم كانوا يقولون لنا "أنتم تلك الجهة التي تستطيع ترجيح كفة أي طرف"، لم نسمح في السنة الأخيرة من الدورة البرلمانية الثانية بتمرير الموازنة بشكل يتعارض مع مصالح إقليم كوردستان، كما كنت ضد إضافة أية فقرة أو مادة إلى جداول أعمال الجلسات دون موافقة الكورد.

رووداو: هل منصب نائب رئيس البرلمان العراقي للكورد ليس جيداً الآن؟

طيفور: وضع الكورد في بغداد ليس جيداً بشكل عام، مركز الكورد ضعيف، وفقد الكورد العديد من المناصب التي كانت بيدهم.

رووداو: هناك انتقاد يوجه إليكم بأنكم تركتم بغداد بضعف؟

طيفور: وكان هناك من ينتقدنا بالقول إنكم تريدون إعادة بناء العراق وتقويته، ليكرر الاعتداء على كوردستان، لكن العبادي عمل على إضعاف الكورد في بغداد هذه المرة، كما أن نوري المالكي كان السبب الرئيس لإضعاف الكورد في بغداد، حيث قطع الموازنة عن إقليم كوردستان، وأبعد العديد من المسؤولين الكورد عن المواقع الحساسة.

رووداو: من أية ناحية أضعف العبادي الكورد؟

طيفور: قام العبادي باسم الإصلاحات، وبدعوى تقليل الوزارات، بإبعاد الأخ روز نوري شاويس من منصب نائب رئيس الوزراء، وبعد ذلك أبعد بابكر الزيباري من رئاسة أركان الجيش، ثم نائب رئيس المخابرات العراقية الذي كان كوردياً، لقد أبعد العديد من المسؤولين الكورد.

رووداو: الكورد بموقف ضعيف في بغداد، لكن لم تتخذ أية خطوة في إقليم كوردستان لحسم مصير الكورد هناك؟

طيفور: قلت ذلك مبكراً جداً، قلت إنه يجب أن يبتعد إقليم كوردستان في يوم من الأيام عن العراق، لكن ذلك لن يحدث بالشكل الذي نقول فيه إن علاقاتنا ستنقطع مع بغداد، هذا ليس صحيحاً، لأننا نرجع إلى بغداد في الكثير من المواضيع، ولكن يجب أن يكون الوضع الداخلي لإقليم كوردستان في الحسبان، متى ما استطعنا إدارة أنفسنا وحسم المشاكل، حينها نستطيع قطع الخيط الذي يربطنا ببغداد.

رووداو: يدعو البارزاني إلى إجراء الاستفتاء قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، ما هي الخطوات التي قام بها الكورد بهذا الشأن؟

طيفور: من المهم جداً إجراء الاستفتاء، لأنه يمثل سلاحاً لنا حين لا نتمكن من التوصل إلى نتيجة مرضية مع بغداد، عندها نستطيع تقرير مصيرنا، وهذا لا يعني قطع علاقاتنا مع بغداد، ومن المهم أن نعلم ماذا يريد الكورد من العراق، وهذا يتم عن طريق الاستفتاء، برأيي إن الفيدرالية هي أفضل نموذج لعلاقاتنا مع بغداد.

رووداو: ما هي معوقات إنجاز هذا الاستفتاء، ولماذا لا تجرونه؟

طيفور: لدى الكورد الكثير من الأعداء والمعارضين، سواء من داعش أو العرب الشوفينيين، بحسب خبرتي فإننا نصبح بلا أصدقاء في أوقات الأزمات ومواجهة المشاكل ومساعي تمرير قوانين ضد الكورد في بغداد، بل حتى الحلفاء يقفون ضدنا، أتذكر أنني ذهبت مع عدة أشخاص إلى إياد علاوي حينما كان رئيساً مؤقتاً للعراق، وهو عادة ما يظهر كصديق مقرب للكورد، تحدثنا معه عن كركوك وتنفيذ المادة الـ 58 من قانون إدارة الدولة، صدقني أنه لم يقم حتى بالرد علينا، وفي مرة أخرى كانت لدينا خلافات حول قانون الانتخابات، أرسلنا الدكتور فؤاد معصوم إلى عبد العزيز الحكيم رحمه الله، الذي كان يرأس اجتماع نواب المجلس الإسلامي الأعلى، ليمنحنا نصف ساعة من أجل التحدث إلى الأخ مسعود ومام جلال واستشارتهم، لكنه لم يكن مستعداً لذلك، وقال: لن ننتظركم لمدة دقيقة واحدة.
من كانوا يعتبرون حلفاء للكورد وأصدقاء لهم، كانوا يتركوننا لوحدنا في أوقات المشاكل الكبيرة، وأنا لا أتحدث هنا عن الأشخاص الشوفينيين، من عديمي القيمة مثل حنان الفتلاوي وعالية نصيف ومشعان الجبوري وعمر الجبوري، علينا إعادة توحيد البيت الكوردي، والعمل على إنشاء دبلوماسية قوية لنا في الخارج، لنحصل على الدعم لإجراء هذا الاستفتاء.

رووداو: يتم الحديث عن إعادة توحيد البيت الكوردي في بيانات المكتبين السياسيين لحزبي الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، كيف يتم إعادة التوحيد هذا؟

طيفور: الكورد على مر التاريخ لم يتنازلوا لبعضهم، ولم تتنازل أية عشيرة كوردية لعشيرة أخرى، لكنها لجأت للأعداء والغرباء، علينا أن نقبل الآخر الذي يختلف عنا بالتوجهات والآراء، وهذا أمر طبيعي، لكن توحيد البيت الكورد يأتي عبر قبول الآخر، نحن في الحزب الديمقراطي الكوردستاني كنا الحزب الوحيد في كوردستان، وخلال بناء قيادة الديمقراطي في عام 1975 كانت إحدى الشعارات هي قبول الآخر، لكن للأسف يريد بعض الأشخاص في كوردستان الآن فرض توجهاتهم فقط، وأن تكون الكلمة كلمتهم، وهذا أمر سيء، يجب على الأحزاب أن تقبل بعضها، وأن لا تغلق باب الحوار أمام بعضها البعض.

رووداو: إلى أي مدى الحزب الديمقراطي مستعد لإعادة الوضع إلى طبيعته مع التغيير؟

طيفور: الحزب الديمقراطي مستعد لأي تفاهم أو اتفاق.

رووداو: لكن التغيير يطالب بتطبيع البرلمان والحكومة؟

طيفور: نقطة الخلاف هنا هي أننا نعتقد أن الوضع لن يعود إلى السابق، لأننا نعتقد أن رئيس البرلمان هذا لا يستطيع القيام بدوره الرئيسي لتوحيد البيت الكوردي، إذا ما عاد مرة أخرى إلى البرلمان فإنه سيخلق المشاكل والفوضى فيه، وبين المواطنيين، وستظهر الأزمات مجدداً، وطالما كانت هذه نية الرجل، فلنغيره ونضع مكانه شخصاً مرناً ومتفهماً للوضع، فهناك أشخاص جيدون في التغيير، برأيي من الأفضل لحركة التغيير أن تكون جهة معارضة، حينها هي حرة في قول ما تشاء، لكن من غير المسموح لها الآن التحدث عن السلطة، لأنها بنفسها جزء من الحكومة ولا يمكن معاداتها.

رووداو: هل تسعون لإعادة تشكيل حكومة بالاشتراك مع الإتحاد الوطني الكوردستاني؟

طيفور: عدم مشاركة الأطراف الأخرى في الحكومة، لا يعني هدم وحدة الصف في البيت الكوردي، يمكن أن يكون التغيير والأطراف الأخرى في المعارضة، وأن تكون بيننا علاقات طبيعية، يجب على الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني أن يقررا بشأن طريقة التعامل مع هذه الأحزاب ومنها التغيير، لأنه لدى الديمقراطي والاتحاد خبرة في الحكم منذ عام 1992، ويفهمان بعضهما أكثر من أي طرف آخر.

رووداو: لكن لدى الإتحاد مشكلة في إصدار القرار، وليس لدى جناحي الحزب توجهات واحدة بخصوص تشكيل الحكومة مع الديمقراطي؟

طيفور: للأسف هناك خلافات كبيرة في الاتحاد، ولديهم أجنحة مختلفة، لكن هناك اتجاه قوي داخل الإتحاد للاتفاق والتفاهم مع الديمقراطي، ويمكن لهذا الإتجاه أن يقوم بدور رئيسي مع الديمقراطي بشأن مستقبل كوردستان، وليس شرطاً أن يشارك الجميع.

رووداو: من هو هذا الإتجاه في الاتحاد الوطني الكورردستاني؟

طيفور: نحن نرى الاتحاد الوطني الكوردستاني بنظرة واحدة، ولا نحب أن يصابوا بأية أزمة أو مشكلة، لأن أمتنا ستتضرر من أية أزمة يصاب بها الإتحاد، وتمثل كذلك ضرراً للديمقراطي، حتى حينما انشق التغيير نحن أسفنا لذلك كثيراً، شكل هؤلاء الرفاق حزبهم، وتحدثوا عن الإصلاح والتغيير، لكن منذ اليوم الذي أسس فيه التغيير لم يشهد إقليم كوردستان استقراراً.

رووداو: بالعودة إلى الشأن العراقي، لو قارننا بين المالكي والعبادي، أيهما كان أفضل للكورد، ألا تشعرون بأن الكورد خسروا بالموافقة على العبادي؟

طيفور: صحيح أن المالكي ضعيف الآن، لكنه يدير العراق من وراء الستار، لقد صرخت كثيراً وقلت إن العبادي ليس صادقاً، وهدفه خدمة حزبه وشخصه، لدي خبرة طويلة معه، عدم نجاح كل الاتفاقيات بين أربيل وبغداد كان بسبب العبادي، عندما كنا نصل إلى اتفاق في أي اجتماع، كان الشيعة يقولون سنستشير العبادي، لكنه كان يفشل الاتفاق وكانوا يختلقون الذرائع، وعندما ذهب الأخ نيجيرفان البارزاني لزيارة بغداد، العبادي بنفسه لم ينفذ الاتفاق بذريعة عدم توفر الأموال.

رووداو: كنت نائباً لرئيس البرلمان العراقي لمدة ثمانية سنوات، هل الديمقراطي لم يعد يشغل هذا المنصب لأنه فقد الأمل ببغداد؟

طيفور: كان هذا المنصب للحزب الديمقراطي، لكن السيد الرئيس منح هذا المنصب للتغيير من أجل وحدة الصف الكوردي في بغداد، وإلا فإنهم لم يكن لهم حق تولي منصب نائب رئيس البرلمان بتسعة مقاعد فقط في البرلمان، ربما تغيرت طريقة عمل البرلمان الآن، وربما بعض الامور التي كانت من صلاحياتي لم تعد من صلاحيات النائب الكوردي الحالي لرئيس البرلمان، أو أنني كنت أملك خبرة أكثر بحكم أنني كنت هناك لثماني سنوات، كما كنت عضو الجمعية الوطنية في مجلس الحكم بخدمة السيد الرئيس، وكانوا ينتقدونني سابقاً لأنني لم أكن أتكلم، لكن نائب رئيس البرلمان الكوردي الآن لا يتحدث أيضاً، هذا يتعلق بأن المكان ليس للتحدث، بل هو مكان للعمل، أو أنه في أغلب الأحيان لا يتم بث تصريحات نائب رئيس البرلمان.

رووداو: مؤخراً زار وزير الدفاع الفرنسي محور الخازر، هل وعدكم بأي شيء؟

طيفور: تعهد وزير الدفاع الفرنسي بإرسال الأسلحة والمساعدات إلى البيشمركة بشكل مباشر، من الجزء المخصص لقوات البيشمركة، وقالوا إنهم سيعلمون بغداد، لكن ذلك إجراء إسمي فقط، فبغداد لا ترسل الحصة المخصصة للكورد كما هي، وأريد أن أشير أيضاً إلى أن بعض المسؤولين يتاجرون بالأسلحة التي ترسل إلى البيشمركة، وبهذا فإنهم يسيؤون لسمعة الكورد.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب