أبو عزرائيل لرووداو: أدعو الحكومة العراقية إلى الكف عن قطع موازنة إقليم كوردستان

21-12-2016
رووداو
الكلمات الدالة أبو عزرائيل الحشد الشعبي البيشمركة
A+ A-

رووداو – بغداد

تسببت الحرب بتدمير منازل مئات الآف العراقيين، لكنها أصبحت بالنسبة له مناسبة للحصول على الشهرة حيث تزخر مواقع التواصل الاجتماعي باسمه الذي اختاره على اسم ملك الموت "عزرائيل"، وكثيراً ما يظهر في مقاطع فيديو وهو يهدد بنزع أرواح مسلحي داعش.

أبو عزرائيل واسمه الحقيقي أيوب فالح حسن، من مواليد البصرة عام 1978، وهو أحد قادة كتائب الإمام علي إحدى فصائل الحشد الشعبي.

أبو عزرائيل هنأ في هذه المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الاعلامية معه من حي الشعب في بغداد، "بدولة كوردستان"، مشيراً الى أن القادة الشيعة الذين يقولون أن حربهم المقبلة ستكون مع الكورد يملكون "قلوباً سوداء".

رووداو: لماذا إخترت هذا اللقب المخيف لنفسك؟

أبو عزرائيل: أنا معروف باسم "أبو فاطمة"، وإلى الآن أنا موظف في وزارة البلديات، لكنني تطوعت في الحشد الشعبي، وأنا أب لثلاثة أبناء، البعض يلقبونني بسفاك دماء وبالقاتل لكنني لست كذلك، والكثيرون يسألونني عن لقب أبو عزرائيل، وهو مستوحى من الحرب ضد داعش الذي اعتقل ابناءنا وقطعهم الى اشلاء، ففي أحد الايام اسرت مسلحاً من داعش فلسطيني الجنسية، وكان آتياً للعراق بزعم الجهاد، قمت بتقطيعه ارباً ارباً وحرقه، ومنذ ذلك اليوم يلقبونني بأبو عزرائيل.

رووداو: تنشر مقاطع فيديو بشكل مستمر في جبهات القتال، لماذا؟

أبو عزرائيل: داعش يقوم باخراج مقاطع فيديو ذات جودة عالية وفق سيناريوهات موضوعة لاظهار قتل ابنائنا، لذا كان يجب أن يكون لدينا ردٌ مماثلٌ عليهم، لم تكن لي القدرات لتوفير كاميرات حديثة ذات جودة عالية، لذا فإنني أسجل مقاطع الفيديو بهاتفي النقال أثناء قيامي بقتل مسلحي داعش وتلك المقاطع تلقى الكثير من الأصداء، واستطيع أن أقول ان هذه المقاطع كانت تشفي غليل الأمهات الشيعيات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن على يد داعش.

رووداو: لكنك تقوم في بعض تلك الفيديوهات بمهاجمة الكورد، لماذا؟

أبو عزرائيل: الكورد هم أخوتي. ومكانهم فوق رأسي وأنا أحبهم، فأخوالي كورد، وبعض أصدقائي كذلك، لكنني لست راضياً عن سياسات البارزاني، لذا فإني لا أحب مؤيديه فهم ينتهجون سياسة سيئة جداً. لأنهم بعد تحرير أي منطقة يقولون انهم لن ينسحبوا منها وأنهم حرروها بدمائهم، وهل قمنا نحن بتحريرها بالماء؟ كلا نحن قدمنا أغلى الدماء لذلك.

رووداو: هل تقصد أنه ليست لديك أي خلافات مع جميع الكورد؟

أبو عزرائيل: الكورد أخوتي وأنا احبهم، على الرغم من أنهم يسبونني في مواقع التواصل الاجتماعي، ويمدحون في تعليقاتهم البارزاني وبعضهم يشبهونه بالله، لكن ليست لدي مشكلة مع البارزاني. واعلم ان هناك قرارات بالقاء القبض علي في أربيل ودهوك ولهذا لا ازورهما،  لكنني ارغب كثيراً برؤية عاصمة الدولة التي يخطط لها الكورد، ومع ذلك أقول اذا لم ينقسم العراق وظل موحداً، فإنه في حال حدوث اي خطر على كوردستان، ثق بانك ستراني في جبهات الدفاع عن كوردستان بدون أي تردد.

والكورد سيرتكبون خطأ كبيراً اذا ما قاموا بمعاداتي، لأن لدي أعداءً أكثر بين الشيعة، وأنا متأكد بأنني سأقتل على يدهم، فلماذا توجه الاتهامات للكورد حينها. وتكمن مشكلة الكورد في الانفصال عن العراق أنا لا احب ان يحدث ذلك، لا اريد أن ينفصل أخوتنا الكورد وأن نزور كوردستان بجواز سفر، لكنهم اذا أصروا على قرار تأسيس دولة كوردية، فهذا يعني أنهم لايحبوننا ويريدون الانفصال عنا، وفي هذه الحالة لا نملك إلا أن نقول مبارك عليكم الدولة الكوردية.

رووداو: هجومك تخطى حدود العراق فأنت تقوم بمهاجمة السعودية وقطر وتركيا، لماذا؟

أبو عزرائيل: جميعهم يساعدون داعش، فتركيا تقوم بتقديم دعم كبير لداعش في حين أنها قامت الان باستقدام قوات الى بعشيقة بزعم محاربة داعش، ويريدون بعد كل هذا أن لا اهاجمهم! الدواعش يتجولون بحرية في تركيا الى حد انهم يرتدون ملابس تحمل شعارات داعش. قسماً بالحسين اذا لم ينسحبوا من بعشيقة ولو اطلقوا رصاصة واحدة في معركة تلعفر سنحولهم الى طحين "إلا طحين". وكذلك لم تبقَ فتاة في قطر والسعودية دون ارسالها الى داعش لممارسة جهاد النكاح، لقد اخزوا العرب، هؤلاء يستحقون الهجوم ليلاً ونهاراً.

رووداو: تُعتبر عملية الحويجة نقطة خلاف بين الحشد الشعبي والبيشمركة الآن، إلمَ تهدفون من هذه المعركة؟

أبو عزرائيل: نريد تحرير الحويجة وتسليمها الى أهلها بعد ذلك، لكن هذا لا يعني اننا سنسامح الخونة الذين جلبوا داعش ووفروا مأوى للدواعش، لكننا لن نحرق الاخضر واليابس مرة واحدة، لأن الحشد الشعبي مقدس وهو للكورد والعرب والتركمان، لكن حينما يقال ان الحويجة كوردستانية ويقول الآخر انها منطقة سنية، ماذا عسانا أن نقول ولماذا نضحي بدمائنا؟ لا، هي ليست كوردستانية بل منطقة مهمة في العراق. ونحن مستعدون لتقديم المزيد من الدماء لحمايتها ولا نريد أن يقسم العراق.

رووداو: لكن القادة الكورد يؤكدون أن الحدود الكوردستانية تمتد حتى حمرين؟

أبو عزرائيل: فليقولوا ذلك، هذا حلم لن يتحقق، في اي مكان كتب أن تلك المنطقة هي ارض كوردستانية. هذه انانية، ألا يوجد في هذه المناطق شيعة وسنة؟ لا أعتقد أنه سيتم ابقاء أحد في حال اصبحت هذه المنطقة كوردستانية، استحلفكم بالله أن لا تمزقوا العراق الى اشلاء، اذا لم نكن موحدين سيتمكن الأعداء منا بسهولة،  الاستيلاء على المناطق وعدم اعادة تسليمها الى اصحابها من عادات الكورد فقط، أتحدى أن نكون قد حررنا منطقة وزعمنا انها لنا.

رووداو: السنة يقولون انكم تدمرون مناطقهم بعد تحريرها، فلماذا تقدمون الدماء من أجلهم؟

أبو عزرائيل: الدواعش من يقولون ذلك وهم من السنة الذي رحبوا بداعش وهاجموا البيشمركة والحشد الشعبي المقدس، فليسكتوا، نحن نعلم جيداً من هم الذين يقولون هذا الامر، هم الدواعش في البرلمان العراقي، هؤلاء يؤيدون داعش بالسياسة والهتافات ومن الأفضل لهم أن يسكتوا.

رووداو: انشأتم قوة للسنة وهم الآن يحاربون تحت راية الحشد الشعبي، لكنهم يشكون من التهميش، هل هذا صحيح؟

أبو عزرائيل: لماذا هم مهمشون! ابناء البصرة والعمارة جاءوا الى الموصل وقتلوا هناك من أجل تحرير منطقتهم. لقد سلحناهم من أجل تحرير مناطقهم، هل هناك أفضل من ذلك؟ ماذا يريدون أكثر من ذلك؟ هل يريدون منحهم منصبهم هادي العامري؟ أين كانوا في السابق؟ لقد كشفنا العشرات من الحشد السني ممن كانوا يمدون داعش بالمعلومات، وفي العديد من المرات كانت تتم مهاجمتنا دون أن يتعرضوا لأي اضرار، قسماً بالحسين لا يزال هناك العشرات من داعش بينهم.

رووداو: بعض قادة الحشد الشعبي يؤكدون أن حربهم المقبلة ستكون مع البيشمركة، هل هذه التصريحات تعبر عن قناعات بقية المنخرطين في صفوف الحشد الشعبي؟

أبو عزرائيل: لا أنكر أنه يوجد في الحشد الشعبي بعض القادة الذين قلوبهم سوداء ويطلقون هذه التصريحات التي لاقت ردود فعل من قبل البيشمركة وهذا ما لا أتمناه، أعلم جيداً ان البيشمركة قوة شجاعة ولديها العديد من الشهداء الأبطال، لكن ليست لدى كل البيشمركة نية محاربة الحشد الشعبي، لذا فإننا نصغِ فقط للبيشمركة الذين يتعاملون مع الشيعة والحشد الشعبي كأخوة.

رووداو: حينما هاجم داعش كركوك في 21/10/2016 اتيت الى حدود طوزخورماتو برفقة قوة مسلحة، لكن البيشمركة لم تسمح لك بالدخول، ويقال أنك كنت تنوي جعل قوتك تتمركز داخل كركوك، ما مدى صحة هذا الامر؟

أبو عزرائيل: كان شعوري سيئاً جداً حينما رأيت عدداً من الدواعش يتجولون في كركوك. أمضيت وقتاً لدفع كتائب الإمام علي للقدوم الى كركوك. كان هدفي طرد داعش من المدينة وليس البقاء فيها، ورغم اصراري لكن البيشمركة لم تسمح لي بذلك، وبعد دخول اللواء 16 من الحشد الشعبي الى كركوك طُلب مني عدم الدخول اليها، وعدت بعد ذلك الى بغداد بعد بقائي في طوزخورماتو لمدة يومين.

رووداو:  كثيراً ما تتحدث عن الانتقام لما وقع في سبايكر، من هم الذين يجب أن يدفعوا ثمن المجزرة؟

أبو عزرائيل: ليس كل سني داعشياً، لكن 95% من داعش هم من السنة. ومن هؤلاء من ارتكبوا جريمة سبايكر، وبعضهم من أهالي الحويجة، سيكون مصيرهم في الثلاجة (ثلاجة الموتى) اذا ما وقعوا في يدنا، لكن نحن لا نستهدف المواطنين السنة بشكل عام، نحن قوة حكومية، ونريد في البداية تحرير الحويجة، وسنقتل من يقف بوجهنا. ولن نقبل بأن تقوم البيشمركة بالانتقام لاسراها في الحويجة.

رووداو: هل لديك ارتباطات بأي مسؤول كوردي؟

أبو عزرائيل: أنا أحب مام جلال فقط، وكنت أتمنى أن أكون أنا مريضاً بدلاً عنه، وللأسف ليست لدي علاقة مع اي مسؤول كوردي، ولست سعيداً بأن الامر وصل الى هذا الحد وأتمنى رؤية كوردستان، وقد أزور السليمانية خلال الفترة المقبلة، لكنني أريد رؤية أربيل أيضاً.

رووداو: هل تعتقد أن العراق بعد داعش سيكون أفضل من العراق ما بعد صدام حسين؟

أبو عزرائيل: لا اعتقد أنه سيكون أفضل أبداً، هناك الكثير من المؤشرات لوقوع المزيد من الدمار، حينما كنت طفلاً كثيراً ما كنت اتساءل متى سيموت صدام وكنت أرد بنفسي وأقول: "حينما أكبر سيصبح صدام عجوزاً وسيموت"، والان أتمنى ان اعود للماضي وأقول يا ليتني لم أكبر، وأعتقد انه بعد داعش سَنَحِنُ للعودة لهذه الايام، وأتمنى أن لا يحدث ذلك.

رووداو: ما هي رسالتك الأخيرة؟

أبو عزرائيل: أدعو الكورد الى احياء العلاقات التي كانت موجودة بين الشيعة والكورد في الماضي، كما أدعو الحكومة العراقية للكف عن قطع موازنة كوردستان وأن تهيأ الاجواء المناسبة لاتحاد الاخوة، لأن الشيعة هم الان من يتولون الحكم وممارسات الحكومة تحسب على الشيعة، لذا فإن المساس بموازنة كوردستان يؤدي الى دمار العراق.

ترجمة: شونم عبدالله خوشناو

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب