
مقابلة رووداو مع النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع ومسؤولة ملف الشرق الأوسط في إدارة بايدن دينا سترول
رووداو ديجيتال
تقول النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع ومسؤولة ملف الشرق الأوسط في إدارة بايدن، دينا سترول: "أنقرة تعارض تحالف أمريكا مع قوات سوريا الديمقراطية."
وفي حوار أجراه معها مسؤول مكتب شبكة رووداو الإعلامية في واشنطن، ديار كرده، حذرت دينا سترول تحذيراً لإدارة ترمب وقالت: "أعود وأقول إن [قسد] جماعة مقاتلة، قدمت خدمة كبيرة، ليس فقط لسوريا والسوريين وليس فقط للشرق الأوسط، بل للعالم أجمع".
وعما إذا كانت أمريكا مارست ضغوطاً على قوات البيشمركة لإجراء إصلاحات، قالت مسؤولة ملف الشرق الأوسط في إدارة بايدن: "بشكل عام، لا أعتقد أن التهديد مع الشركاء نافع. لكن ما قامت به الولايات المتحدة هو توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع ووزارة شؤون البيشمركة في أربيل".
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع ومسؤولة ملف الشرق الأوسط في إدارة بايدن، دينا سترول:
رووداو: شكراً جزيلاً دينا لوجودك معنا. في الأيام القادمة، ستأتي إدارة جديدة إلى البيت الأبيض. ما هي توقعاتك بشأن السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط؟ هل تعتقدين أن تغييراً كبيراً سيطرأ على هذه السياسة، أم لا تتوقعين تغييرات تذكر؟
دينا سترول: قبل كل شيء، يتحدث الرئيس ترمب عن السلام من خلال القوة، وعندما يتحدث عن القوة، أعتقد أنه يقصد القوة العسكرية والاقتصاد القوي والقيادة على المستوى الدولي. لكنه أوضح أيضاً أنه لا يريد أن تكون أمريكا الشريك والممول الوحيد في كل مشكلة وفي كل مكان. أعتقد أن هذا يعني أن إدارة ترمب لا تريد أن تكون أمريكا في مقدمة كل عملية إعادة إعمار ومساعدات إنسانية. فلبنان، غزة، سوريا، اليمن، ليبيا، هذه المشاكل موجودة دائماً. يريد ترمب أن يتولى آخرون قيادتها.
رووداو: عندما تتحدثين عن قوة عسكرية قوية، هل يعني ذلك أن أمريكا سترسل المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط، أم لأننا سمعنا الرئيس ترمب في الإدارة السابقة يقول، نحن لا نحمي دول الشرق الأوسط ولن نكون هناك إلا إذا حصلنا على شيء. ما هي توقعاتك في هذا الصدد؟
دينا سترول: قبل كل شيء، كان ترمب صريحاً جداً عندما رأى أن حرب الخليج الثانية، أي غزو العراق من قبل أمريكا، لإزاحة صدام حسين من السلطة كان خطأ. كما يرى أن عقوداً من التدخل العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان كان خطأ كلف الشعب الأمريكي الكثير من الدماء والثروات، ونعلم من إدارته الأولى أنه حاول عدة مرات سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، لكن القسم الأكبر من تلك المحاولات أُحبط من قبل فريق الأمن القومي، لأنهم اعتقدوا أن داعش لا يزال يشكل تهديداً كبيراً. أعتقد الآن أن ترمب يأخذ المنطقة في الحسبان ويمكن إقناعه بأن للجيش الأمريكي دوراً مهماً، لكن ليس لدرجة أن لا يستثمر ويشارك آخرون في اللعبة.
رووداو: هل تقصدين التحالف الدولي بهؤلاء الآخرين، أم الدول الأوروبية، أم الدول العربية ودول الشرق الأوسط أيضاً؟
دينا سترول: التهديدات البحرية من الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن مثال جيد على ذلك. إذا نظرت إلى ما تفعله أمريكا، لديها عملية حماية الرفاهية التي تدعم الدفاع والمراقبة في البحر الأحمر، ثم هناك الهجمات متعددة الأطراف مع بريطانيا على سبيل المثال. أعتقد أن دونالد ترمب ينظر إلى هذا ويقول، حسناً لماذا يقوم الجيش الأمريكي بكل هذا عندما تكون حرية الملاحة مهمة للعالم كله، على الجميع أن يعملوا من أجل حرية الملاحة وحرية حركة التجارة. إذن، لماذا أقوم أنا كأمريكا والجيش الأمريكي بمعظم هذا العمل؟ أنا مستعد للقيام ببعضه، لكنني أريد أن يأتي آخرون أيضاً.
رووداو: كيف تجدين هذا؟ هل تجدين التفكير بوضع الشرق الأوسط بهذه الطريقة، سياسة جيدة؟ لأنه في النهاية، ربما... تحدثت مع بعض الجنرالات الأمريكيين وقالوا إن أمريكا في بعض الأحيان لا تحل المشكلة بل تديرها، وفي النهاية، تصبح المشكلة أكبر ويتعين على أمريكا التعامل معها؟
دينا سترول: أعتقد أن المثير للاهتمام في فريق الأمن القومي الذي يشكله دونالد ترمب هو أن الكثير من القادة الذين لديهم خدمة عسكرية وخبرة عملية في العراق وأفغانستان سيكونون قريبين جداً من الرئيس. ما نسمعه من كلا الجانبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن هو مرونة بشأن ما يمكن لواشنطن أو أمريكا أن تفعله بمفردها. لذا أعتقد أنهم ينظرون إلى هذه القضايا ويقولون، هناك دور لأمريكا، لكنه ليس الدور الوحيد، لأنه من ناحية أخرى، سمعنا الكثير من فريق ترمب حول الحاجة إلى التركيز على تهديد الصين وعلى منطقة المحيط الهادئ. التحدي بالنسبة لهم سيكون كيفية إدارة ما هو مطلوب في منطقة المحيط الهادئ، وما هو مطلوب لإدارة الحرب الروسية - الأوكرانية في الساحة الأوروبية، ثم يريدون معرفة كيفية دعم الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط. قد لا يستطيعون إنجاز كل هذا بالمستوى الذي يريدونه وفي وقت واحد. ستكون هذه قرارات صعبة جداً.
رووداو: أعتقد أننا عندما نتحدث عن الشرق الأوسط، هناك دول في حالة فوضى، هناك دول لديها فصائل مسلحة، والعراق وسوريا اثنتان من هذه الدول. مع وجود قوة جديدة في سوريا، مع هيئة تحرير الشام بماضيها المرتبط بالقاعدة والجماعات الأخرى. هل تعتقدين أن الوجود العسكري الأمريكي مطلوب الآن أكثر من قبل، أم وكما نرى، لم يعد نظام بشار الأسد موجوداً في سوريا، وهناك حكومة في العراق لديكم علاقات معها، لم تعد هناك حاجة لذلك الوجود؟
دينا سترول: في رأيي، أدى الجيش الأمريكي والولايات المتحدة عملاً مهماً جداً في قيادة التحالف الدولي لهزيمة داعش. لم يعد لدى داعش أراضٍ تحت سيطرته في العراق وسوريا، لكنه لا يزال يشكل تهديداً جدياً. الآن، توجد أمثلة جيدة جداً للعمليات العسكرية المشتركة في العراق، لأننا نعلم أن تهديدات داعش لا تزال موجودة ويمكنها إلحاق الضرر بالمواطنين العراقيين وتقويض الإنجازات المهمة التي حققتها قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة.
وفي شمال شرق سوريا، لا يزال هناك 9000 مقاتل من داعش في سجون تديرها قوات سوريا الديمقراطية. هناك أيضاً 40 ألف نازح في المخيمات يريدون العودة إلى ديارهم. لكن هذه المشاكل لم تحل، إذا لم يكن لدينا حل للتعامل مع هؤلاء الناس، من المحتجزين والنازحين، علينا أن نعلم ونحن بالفعل نعلم أن داعش كان نشطاً جداً في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد. منذ أن هرب الأسد واختبأ في موسكو، سارع الجيش الأمريكي عملياته العسكرية، ما يخبرنا بأنه لا تزال هناك مشكلة حقيقية وخطيرة جداً في سوريا، وأعتقد أن هناك دوراً ليلعبه الجيش الأمريكي.
رووداو: كنتِ جزءاً من الإدارة الحالية. مشكلة داعش والمعتقلين من عناصره ومراكز الاحتجاز في سوريا ليست جديدة. لماذا لم تتمكنوا - وعندما أقول هذا أعرف أنك لم تعودي في منصبك - لكن لماذا لم تتمكن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من حل مشكلة المعتقلين من داعش في سوريا، الموجودين هناك منذ فترة طويلة. هذه ليست مشكلة جديدة؟
دينا سترول: هذه وصمة على جبين المجتمع الدولي. دعني أكون صريحة، كان ينبغي بذل جهد أكبر بكثير، وإرادة سياسية أكبر بكثير، واستثمار أكبر للموارد لحل هذا. ما يحدث منذ سنوات عديدة هو أن وزارة الخارجية الأمريكية تقود المفاوضات هنا لإعادة هؤلاء الناس إلى أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، وهذه عملية بطيئة جداً، لأن حكومات هذه الدول قلقة جداً من إعادة الإرهابيين إلى بلدانهم حيث قد يشكلون تهديدات إرهابية فيها لاحقاً.
رووداو: لكن يجب أن يكون هناك حل. حسناً، إن كانوا لا يقبلون عودتهم إلى بلدانهم، يجب أن يكون هناك حل، لأنه إذا بقوا هناك، عندما يكون لديك وضع مثل وضع سوريا الحالي، قد يصبحون تهديداً أكبر للأمن القومي الأمريكي وأمن المجتمع الدولي؟
دينا سترول: أتفق معك تماماً، الحل هو أن هناك برامج إعادة تأهيل للأطفال الذين يخرجون من هذه المخيمات. يجب أن تكون هناك أيضاً مراكز احتجاز آمنة لأولئك الذين يمكن محاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبوها عندما كانوا أعضاء في داعش. لكن هذا يتطلب الكثير من العمل في هذه البلاد. أكرر، يتطلب الأمر كلاً من الإرادة السياسية والالتزام بالموارد. لكننا لم نر ذلك.
رووداو: لنبق في سوريا، حيث أحمد الشرع (الجولاني). نعرف ماضيه. كان في جبهة النصرة، وكانت له صلات بالقاعدة وداعش. الآن تغير خطابه. هل تتوقعين أن يتمكن أحمد الشرع من إقامة نظام ديمقراطي في سوريا؟
دينا سترول: أعتقد أن علينا الآن أن ننتظر، خاصة من العواصم الأوروبية، نرى كلمات مثل الديمقراطية والمشاركة وحقوق الأقليات وحقوق المرأة، وكل هذه القضايا. أهم شيء هو أن ما نعرفه عن بشار الأسد وهو أن أسلوب حكمه لم يكن تشاركياً ولم يعكس إرادة الشعب السوري. أعتقد أننا يجب أن نرى ما إذا كان أحمد الشرع سيحكم من أجل جميع الشعب السوري ويتخذ قرارات تعكس رغباتهم في كيفية تقديم الخدمات الحكومية لهم.
رووداو: هل لمست هذه الرغبة لدى أحمد الشرع؟
دينا سترول: الآن يقول كل الكلمات الصحيحة. يتحدث عن الحكم لكل سوريا، يتحدث عن دور لجميع السوريين في حكومتهم، بغض النظر عن العرق أو القبيلة أو الجغرافيا وما إلى ذلك. يتخذ خطوات صحيحة لإدانة الإرهاب، وإبعاد التأثير السلبي والضار لإيران.
رووداو: ما رأيك في عملياتهم ضد العلويين، وضد الأقليات الأخرى التي لا تنتمي إليهم؟ هل رأيت الفيديوهات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف يتعاملون مع هؤلاء الناس؟
دينا سترول: نعم، لقد رأيتها وأعتقد أنها مقلقة للغاية. يجب عليه وعلى الأجهزة الأمنية التي تقدم تقاريرها له أن يثبتوا أنهم سيوقفون هذا النوع من العنف الانتقامي ويمنعون دورة العنف هذه. أرأيت أن الولايات المتحدة تريد من خلال تخفيف العقوبات اختبار فرضية أن أحمد الشرع يمكنه الحكم بشكل شامل وحماية تلك المجتمعات المعرضة للخطر. سبب كون مدة تخفيف العقوبات الأمريكية ستة أشهر فقط هو أنه اختبار لمعرفة ما إذا كان سيضيف الأفعال إلى كلماته الجيدة وسيحمي هذه المجتمعات.
رووداو: فيما يتعلق بالحكومة السورية الجديدة، هل تعتقدين أن هناك فرصة لحكومة فيدرالية في سوريا ووجود إقليم للإدارة الذاتية الكوردية؟ هل تتوقعين شيئاً من هذا القبيل في مستقبل هذه المنطقة؟
دينا سترول: أعتقد أن أحد التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي هو أن الجميع يقول إن مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون، لكن المشكلة هي أن السوريين لديهم آراء مختلفة حول كيفية حكم بلادهم. هل يجب أن تكون حكومة مركزية قوية في دمشق؟ أم يجب أن تكون حكومة فيدرالية تتشارك المناطق المختلفة الموارد فيها. لقد رأيت بعض قادة شمال شرق سوريا يقولون أشياء صحيحة حول تقاسم الموارد وهذا مهم جداً. علينا أن نعمل كثيراً مع جميع المكونات.
رووداو: أفهم تماماً، هل تجدين إمكانية أن يصبح روجآفا دولة فيدرالية أو إقليماً فيدرالياً في سوريا؟
دينا سترول: أتحدث عن السياسة الأمريكية، وأعتقد أن ما هو واضح في السياسة الأمريكية هو أنها تريد دولة سورية موحدة يكون لكل مكون فيها دور بغض النظر عن العرق أو القومية.
رووداو: أليس هذا مناقضاً لتلك السياسة؟
دينا سترول: صحيح، وإذا استمعت الآن إلى تصريحات قادة إدارة بايدن، فإن ما يسعون إليه هو التسهيل لدور ولدرجة من الحكم الذاتي لشمال شرق سوريا ضمن دولة سورية موحدة. لكنني أعتقد أن الكثير من هذا يعتمد على التفاصيل والإرادة السياسية لجميع هؤلاء القادة لوضع احتياجات شعبهم في المقدمة والتفكير في كيف يكون الجميع آمنين ويرعون عائلاتهم ويحصلون على الدعم الضروري للحياة.
رووداو: بخصوص وجود دولة موحدة في سوريا، هل يعني هذا أن قوات سوريا الديمقراطية يجب أن تكون جزءاً من النظام الدفاعي الجديد لسوريا. هل تعتقدين أنهم يمكن أن يندمجوا في هذا النظام الدفاعي الجديد؟
دينا سترول: نعم. بالتأكيد أعتقد أنه يجب أن يكون لقوات سوريا الديمقراطية دور في القوات الأمنية الوطنية المستقبلية لسوريا. لقد قدمت قوات سوريا الديمقراطية خدمة كبيرة للعالم في هزيمة وطرد داعش من المناطق التي كانت تسيطر عليها ومراقبة هؤلاء الناس حالياً...
رووداو: هل تعتقدين أن هناك فرصة لوجود نموذج البيشمركة في شمال شرق سوريا من خلال المشاركة في هذا النظام الدفاعي الجديد، أم سيكون هناك نظام دفاعي واحد وجيش واحد وزي موحد في جميع أنحاء سوريا؟
دينا سترول: لا أريد الحديث عن كيفية نجاح هذا في سوريا. هذا سياق مختلف عن تاريخ العراق. لكن إذا نظرت إلى الولايات المتحدة، على سبيل المثال، لدينا جيش وطني ثم لدينا ألوية الحرس الوطني المرتبطة بكل ولاية وتتلقى مواردها من وزارة الدفاع، كما ترى في دول أخرى لوزارات الدفاع دور فيها.
رووداو: هل هذا نموذج يصلح لسوريا؟
دينا سترول: لا أعتقد أن هذا نموذج كامل لسوريا، لكن ما أقوله هو أن هناك نماذج مختلفة لنجاح هذا حيث لديك قوات أمنية وطنية مركزية ثم أدوار مختلفة للقوات الأمنية المحلية أو الإقليمية في المناطق المختلفة.
رووداو: أعتقد أن أمريكا لا تزال متواجدة في سوريا لهزيمة داعش، الجميع هنا في هذه العاصمة يقول إن داعش لم يهزم نهائياً، لكننا نعلم أيضاً أن أحداثاً تقع في تلك المنطقة حيث يتخلى حلفاؤكم في هزيمة داعش عنكم، عندما يكونون على الأرض. لماذا لم تتمكن أمريكا من التوصل إلى تفاهم أو وقف إطلاق نار، أو أي اتفاق مع تركيا بشأن ذلك الجزء من سوريا وتجعلهم يجتمعون معاً ويكون هناك نوع من السلام في تلك المنطقة؟
دينا سترول: قبل كل شيء، أعتقد أن هذا هو بالضبط ما تفعله الولايات المتحدة. لذلك رأيتم أن الجيش الأمريكي يتفاوض على بعض الأمور...
رووداو: إنهم يفعلون ذلك، لكن لماذا لم يتمكنوا من تنفيذه؟
دينا سترول: عندما يتعلق الأمر بالعمل مع تركيا، كانت هذه لفترة طويلة جداً منطقة توتر وخلاف بين أنقرة وواشنطن. أنقرة تعارض تحالف أمريكا مع قوات سوريا الديمقراطية، والولايات المتحدة دعمت قسد لعقد أو أكثر، نصيحتي لإدارة ترمب هي أن هذا تحالف مهم جداً وهؤلاء جماعة مقاتلة، وأكرر، قدموا خدمة كبيرة، ليس فقط لسوريا والسوريين وليس فقط للشرق الأوسط، بل للعالم، لأن لا أحد يريد عودة داعش، لذلك علينا العمل مع قوات سوريا الديمقراطية.
رووداو: بما في ذلك تركيا؟
دينا سترول: أعتقد أن تركيا لديها دور واضح الآن ويمكن أن يكون لها تأثير على ما يحدث في سوريا. لديهم علاقات صريحة ومباشرة مع هيئة تحرير الشام وأحمد الشرع ودمشق. لذا، نعم، يجب على الولايات المتحدة التنسيق مع تركيا والتوافق معها. لذلك رأيتم أن العديد من المسؤولين من واشنطن ذهبوا إلى تركيا وأعتقد أن هذا سيستمر في الإدارة القادمة.
رووداو: بخصوص العراق، العراق معقد جداً. لدينا حكومة إتحادية. ثم لدينا وزارة دفاع. من ناحية أخرى، لدينا الحشد الشعبي. تنتشر تقارير في الإعلام العراقي تقول إن أمريكا أبلغت الحكومة العراقية بوجوب حل الحشد الشعبي، إلى أي مدى تعتقدين أن أمريكا قادرة على فعل هذا مع الحكومة العراقية؟
دينا سترول: لا يمكنني الحديث عن تلك الشائعات، لكنني أعتقد أن من المهم توضيح ما تريده الولايات المتحدة. العراق لديه نظام يلزم القوات الأمنية بأن تقدم تقاريرها إلى القائد العام الذي هو رئيس الوزراء في النظام العراقي. ما عارضته الولايات المتحدة دائماً هو تسليح أو توجيه أو دعم الميليشيات التي لا تحترم سلطة رئيس الوزراء وبغداد، وهذه عموماً هي القوات التي تتلقى الدعم من طهران وتستهدف القوات الأمريكية وتحاول قتل القوات الأمريكية. في حين أن القوات الأمريكية موجودة هناك بناء على طلب الحكومة العراقية للدعم في الحرب ضد داعش. إذن هذا ما تفعله الولايات المتحدة. تريد أن تتمكن قواتها من دعم العراق والشعب العراقي بسلام. لكن عمل الميليشيات خارج سلطة الحكومة المركزية مشكلة للعراق وللشعب العراقي.
رووداو: هل هي مشكلة للعراق فقط أم لأمريكا أيضاً؟
دينا سترول: واضح أنها مشكلة للاثنين، لأنه قبل كل شيء، إذا كانت الحكومة العراقية لم تستهدف القوات الأمريكية، وإذا كانت هناك ميليشيات لا تحترم سيادة العراق، فهذه مشكلة للعراق وتهديد للقوات الأمريكية.
رووداو: أسألك هذا لأنك لست في منصب رسمي الآن. إذن، هل تعتقدين أن الحكومة العراقية تهتم حقاً بهذا؟ لأن بعض هذه الفصائل جزء من الحشد الشعبي والحشد الشعبي ويتلقى أموالاً من الميزانية العراقية، حيث تلقوا في آخر مرة 2.7 مليار دولار من الميزانية العراقية. إذن، إذا كانوا يهتمون كثيراً بهذا، لماذا يمنحون هذه الموارد لهذه المجموعات لتنفيذ هذه الهجمات وترتكب هذه الانتهاكات؟
دينا سترول: قبل كل شيء، هناك مجموعات ميليشياوية استجابت لنداء آية الله العظمى السيستاني عندما احتل داعش الأراضي العراقية، هبوا لدعم الجهود التي شاركت فيها الولايات المتحدة والعراق وآخرون لإنقاذ حياة العراقيين، وتحرير الأراضي العراقية وطرد داعش. ثم هناك ميليشيات أخرى مختلفة، تعمل خارج سلطة حكومة بغداد، وتتلقى المال والأسلحة والتدريب من الذين لا يريدون نجاح العراق. في الحقيقة، كثير منهم في طهران. لذا أعتقد أن هناك اختلافاً وأعتقد أن ما تريد الولايات المتحدة فعله مع مرور الوقت هو مساعدة العراق، والتأكد من أن جميع القوات العسكرية المناسبة التي تعمل لدعم السيادة الوطنية العراقية تقدم تقاريرها إلى الحكومة المركزية في بغداد.
رووداو: هل تعتقدين أن العراق سينجح في هذه العملية؟
دينا سترول: آمل ذلك كثيراً. لأني أعتقد أن العراق شريك ستراتيجي مهم جداً للولايات المتحدة، وهذا أكثر من علاقة أمنية. أعتقد أن هناك آمالاً واستثماراً كبيراً في نجاح الشعب العراقي، شباب العراق، وبعد الأمور السيئة التي فعلها داعش يجب القيام بعمل أكبر بكثير.
رووداو: إذن، لدي بضع دقائق أخرى وسأطرح بعض الأسئلة عن البيشمركة الكورد. لقد زرت إقليم كوردستان وعملت مع المسؤولين الكورد على الإصلاحات. إذن، إقليم كوردستان يعمل على هذا الإصلاح منذ 1992. برأيك، لماذا لا يستطيعون توحيد البيشمركة الكورد في نفس الإقليم تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة التابعة لحكومة شكلها هذان الحزبان السياسيان؟
دينا سترول: لا أعتقد أنه خاف أن السياسة في كوردستان العراق وفي حكومة إقليم كوردستان لعبة صعبة. لفترة طويلة، شجعت الولايات المتحدة الأحزاب المختلفة على العمل معاً ووضع شعب إقليم كوردستان ودورهم في العراق في المقدمة. أنت محق، كان التقدم بطيئاً، لكن الولايات المتحدة لديها صبر كبير عموماً، وتاريخ العراق مليء بالصراع وإراقة الدماء. لذا فإن رأيي الشخصي هو أنه يجب أن نكون صبورين مع شركائنا وهذا ما رأيتموه مع خارطة الطريق الطويلة هذه حيث قدمت الولايات المتحدة عملية استشارية لدعم توحيد البيشمركة تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة.
رووداو: هل مارست حكومة الولايات المتحدة في أي وقت، إذا كان لديك معلومات أو عندما كنت في منصبك، أي ضغط على إقليم كوردستان أو قالت لهم بصراحة، أيها الأصدقاء، إذا لم تفعلوا هذا، فإن صبرنا له حدود؟
دينا سترول: لا أعتقد أن التهديدات تعمل مع الشركاء عموماً. كما أعتقد أنه يجب أن يكون هناك مستوى من الاحترام بين الشركاء، لكن ما فعلته الولايات المتحدة هو توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع ووزارة شؤون البيشمركة في أربيل وجزء من التوقعات لهذه الوزارة، لكي تستمر الولايات المتحدة في تقديم التدريب العسكري والتعاون الأمني وتوفير المال لدعم رواتب البيشمركة حتى تتخذ خطوات نحو الإصلاح. أعتقد أنه تم عقد اجتماع مؤخراً لمراجعة التقدم في تلك الجهود الإصلاحية. كما أعتقد أن هناك توقعات مستمرة بأن يطبق القادة في كوردستان معايير الإصلاح.
رووداو: سأعد هذا سؤالي الأخير، ما الذي على المحك، عندما لا يوحد إقليم كوردستان قوات البيشمركة في هذا الإقليم المحاط بالعديد من الفصائل الميليشياوية والعديد من الدول غير المستقرة؟
دينا سترول: دعني أبدأ بأهم نقطة وهذا كان رأيي عندما كنت في وزارة الدفاع وأعتقد أن الذين يخدمون في وزارة الدفاع المستقبلية يريدون الأمن والسلامة والنجاح لشركائهم. لكي ينجح العراق، هناك حاجة إلى إقليم كوردستان ناجح. لكي تنجح القوات الأمنية العراقية وتحمي الشعب العراقي، هناك حاجة إلى البيشمركة الكوردية التي قدمت تضحيات ودماء كثيرة لحماية العراق وطرد داعش من العراق. لكن لكي يتحقق هذا، يجب أن تحدث بعض الأمور. هناك حاجة إلى بيشمركة مقاتلة قوية موثوقة ومحترفة. هذا يعني أنه يجب بذل بعض جهود إصلاحية مهمة جداً ويجب توحيد الألوية المختلفة تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة. بعض هذا التقدم لم يحدث بعد. ما نعرفه عن إدارة ترمب هو أنهم ينتظرون من شركائهم اتخاذ خطوات، وأعتقد أنهم ينتظرون من القادة في أربيل اتخاذ خطوات.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً