نجم الدين كريم: متفائل بأن كركوك لن تبقى كما هي الآن

21-01-2018
رووداو
الكلمات الدالة نجم الدين كريم كركوك كوردستان
A+ A-

رووداو – أربيل

لدى مشاركته في برنامج (رووداوي أمرو = حدث اليوم) من إذاعة وتلفزيون رووداو الذي يقدمه الصحفي هيوا جمال، قال نجم الدين كريم محافظ كركوك المبعد: "كركوك كمدينة ومحافظة محتلة دخلت إليها قوات غريبة عنها، وقد تغير الوضع الطبيعي الذي كان سائداً فيها إدارياً وأمنياً". وأعرب عن أنه متفائل بأن وضعها الحالي لن يدوم.

وعن الأوضاع السائدة في كركوك، قال نجم الدين كريم وهو عضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني وواحد من القياديين الذين بذلوا الكثير من الجهد لإنجاح استفتاء 25 أيلول 2017: "أعضاء الاتحاد الوطني الذين تسببوا في حلول هذه الكارثة بكركوك، بدأوا يغيرون مواقفهم ويذرفون دموع التماسيح عليها".

وأكد أن العبادي عندما يقول بأن ما حصل في كركوك هو فرض للقانون وليس تحريراً للمدينة ولهذا لم يقم بزيارتها، مخالف للواقع تماماً.

وعند الإشارة إلى أنه في حال جرت الانتخابات في كركوك في ظل الوضع الحالي، فإن الخاسر فيها سيكونون الكورد والاتحاد الوطني الكوردستاني، قال كريم: "من المحال إجراء انتخابات في ظل الاحتلال، وأرى أن من الصعب جداً إجراؤها في ظل الظروف القائمة حالياً، وحتى لو أجريت الانتخابات من المحتمل أن لا يتمكن حوالي 40% من الناخبين الكورد في كركوك من الإدلاء بأصواتهم". وأشار إلى أنه ليس على استعداد للترشح في ظل هذه الظروف.

رووداو: ما تقييمكم للوضع في كركوك؟

نجم الدين كريم: لقد تغيرت الأوضاع الإدارية والأمنية في كركوك بسبب دخول قوات إليها، فهذه القوات التي جاءت إلى كركوك قوات غريبة عن أهل كركوك ولا علاقة بها بالأجواء السائدة في كركوك ولا تعرف مَن هم أهل كركوك وما هي أفكارهم ولا تعرف عن مكونات كركوك شيئاً.

رووداو: يقول رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن ما حدث في كركوك كان فرضاً للقانون ولم يكن تحريراً لها، ولهذا فإنه لم يزر كركوك، السؤال هو: لماذا تصفون كركوك بأنها محتلة؟

كريم: هذا الكلام مخالف للواقع، ولو كان صحيحاً فهذا يعني أن القانون كا غائباً عن كركوك منذ العام 2003، فكيف كانت تسير الأمور القانونية فيها؟ ولو كان القانون غائباً عن كركوك بماذا يبرر الكتب والمخاطبات الرسمية التي كانت بيننا وبين بغداد وكنا نتلقى الردود عليها من رئيس الوزراء أو من الوزراء والوزارات المعنية، ولماذا كانوا يخصصون موازنة لكركوك ويتعاملون معها؟ هذا يدل على أن ذلك القول مخالف للواقع وأنها كلمة يقولها العبادي ليدفع الحرج، وليقال بأنه تم تطبيع الوضع في كركوك، ولكن أي تطبيع لوضع كركوك هذا الذي تم بدخول قوات الحشد الشعبي بدباباتها ومدفعيتها وعرباتها المصفحة وبالآلاف من مسلحيها المدينة لتبعد قواتها الشرعية عنها وتقوم بتغييرات في إدارات الدوائر الرسمية فيها دون أن تستند إجراءاتها على أي أساس يبررها! أنظر إلى حال كركوك اليوم، لو أنّك تمتلك سيارة جيدة فلن تستطيع ركنها إلاّ في مكان مغلق، لأنهم سيأخذونها، ولو علموا بأنك ثري سيدهمون دارك ويسلبونك مالك، ولو كنت مقاولاً أو مالك شركة يجبرونك على دفع المال لهم وإذا رفضت أن تدفع لهم يغلقون محل عملك، هذه كلها أمور واقعية تحدث في كركوك حالياً.

رووداو: ألا ترون بأنّ هناك تضخيماً مبالغاً فيه لهذه الأمور، فهناك مواطنون يعيشون في المدينة وهناك أحزاب، وهناك الاتحاد الوطني الكوردستاني وأنتم عضو في مكتبه السياسي، ولو كانت الأوضاع كما ذكرتم لكانت المدينة الآن خالية من السكان ؟

كريم: يبلغ تعداد سكان كركوك مليون نسمة، وهؤلاء هم أبناء المدينة ويحبونها ولن يغادروها، ألم تكن أصناف الظلم تمارس ضدهم في أيام صدام حسين وحزب البعث أيضاً؟ كانت هناك الاعتقالات والقتل والترحيل القسري، ومع ذلك تمسك المواطنون بالبقاء في المدينة، كان المواطنون أيامها يفضلون ترحيلهم من المدينة على أن يقوموا بتغيير قوميتهم إلى القومية العربية، إن بقاء الناس هناك لا يدل على أن الوضع هناك جيد. سكان كوريا الشمالية يبلغون الملايين، هل هذا دليل على أن الحياة فيها طبيعية؟ هل يدل ذلك أن الناس راضية عن أحوالها؟

رووداو: من خلال ما تتناقله وسائل الإعلام، وحتى إعلام حزبكم، لا يبدو أنّ الوضع بهذه الخطورة، فلو سمع أحدهم ما تقولون دون أن يكون قد زار كركوك، ربما لن يجرؤ حتى على المرور بها حين يكون حاملاً مبلغاً ولو قليلاً من المال.

كريم: الذين تسببوا في حلول هذه الكارثة بكركوك، بدأوا بتغيير نغمتهم، ويقولون بأن الوضع في كركوك سيء، ولو بقيت كركوك على هذه الحال يجب أن نتصرف، لا ينبغي أن تبقى على هذه الحال. وهذا يدل على أن هذه الحال كانت قائمة في كركوك منذ اليوم الأول، والذين كانوا يدعون الناس للعودة ويزعمون أن الوضع هادئ ومستقر، هم الآن أكثر من يتباكى ويذرف دموع التماسيح عليها، لأن الناس تعرف ما يجري، ولدي اتصالات مع مواطني كركوك، وأتلقى في الاسبوع أربع أو خمس زيارات منهم وألتقيهم ويحدثونني عن الوضع في كركوك، وهؤلاء الذين ألتقيهم فيهم المواطن العادي والكاسب وصاحب المحل التجاري والمالك لشركة والمقاول، وحتى أعضاء من الاتحاد نتصل بهم أو نلتقيهم ونبحث معهم الوضع. لنتحدث مثلاً عن قوات الآسايش التابعة للاتحاد، لا يسمح لها بحمل السلاح كما في السابق وليس مسموحاً أن تكون لديها مفارز لأداء مهامها، فقد تم تحديد ما يسمح لهم به من سلاح بخمس بندقيات كلاشينكوف وفي داخل مقرهم فقط، وإذا أرادت قوة منها الخروج بسلاحها فعليها أن تستأذن الجهات المعنية، هذه هي الحال في كركوك.

رووداو: وفقاً لما يقوله الذين تحدثوا إلينا، فإن قوات الآسايش التابعة للاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني ومسؤولي الحزبين كانوا يتجولون في شوارع وأحياء المدينة بسياراتهم ذات الزجاج المظلل وكانوا في بعض الحالات (يعتدون) على الناس دون أن يجرؤ أحد على الاعتراض، ويقول الفقراء إن أحوالهم الآن أفضل حيث لم يعد هناك من يتبختر ويتعالى عليهم، هل هذا صحيح؟

كريم: هذا الكلام لا يخلو من الصحة في بعض جوانبه، كانت هناك سيارات ذات زجاج مظلل وكان هناك بعض المعتدين، لكننا كنا نتخذ إجراءات صارمة بحقهم وكنا نحتجز تلك السيارات وأولئك المعتدين ونحقق معهم، ولا وجه للمقارنة بين الوضع الذي كان قائماً حينها وبين الأوضاع الحالية، فلو قمت بزيارة إلى أسواق المناطق الكوردية في هذه الأيام لوجدت أنّها تغلق أبوابها ويعود الجميع إلى بيوتهم من الساعة الخامسة مساءاً ولا يخرج أحد في الليل، هذا هو عكس ما ذكرتم عندما تقولون بأنه ليس هناك من يتعالى على المواطنين وليس هناك من يعتدي عليهم.

رووداو: يقول رئيس مجلس محافظة كركوك إنهم يرسلون إليه البريد ويقوم هو بالتوقيع عليه، هل تتولون تصريف أية أمور إدارية؟

كريم: كلا، مجلس المحافظة مختلف، لأن توقيع مجلس المحافظة هو لتصريف الأعمال ويجب أن يتم من قبل رئيس المجلس حصراً، فالمصارف لا تعمل بغير توقيع رئيس مجلس المحافظة، وهذا بخصوص التعاملات اليومية، ويقبل من تبقى في كركوك من أعضاء المجلس بتوقيع السيد ريبوار الطالباني حفاظاً على رواتبهم وفي سبيل تصريف أمورهم.

رووداو: هل الوضع في كركوك ملائم حالياً لإجراء انتخابات فيها؟

كريم: أعتقد أن إجراء الانتخابات في كركوك صعب جداً، في ظل الظروف السائدة حالياً.

رووداو: لماذا؟

كريم: كركوك اليوم محتلة، وهناك قوة عسكرية دخلت كركوك، وتلك القوة العسكرية ترهب الناس، ولو جرت انتخابات غداً فستقوم تلك القوات بوضع عربتي همر عسكريتين عند دورة "مامة ريشة" ودبابة عند دورة "رحيماوا" وشيئاً آخر في "بنجة علي" وآخر في "دور الفيلق"، وهذا سيخيف الناس بطبيعة الحال وربما يجعلهم يعزفون عن الخروج للتصويت.

رووداو: هل هؤلاء أسوأ من حزب البعث؟

كريم: سواء أكانوا أسوأ أم أحسن، هذه هي الحال، لم تكن هناك انتخابات كثيرة في أيام حزب البعث.

رووداو: السؤال هو: قلتم إن أهالي كركوك يحبون مدينتهم ولن يغادروها وأنّهم تشبثوا بالبقاء فيها في أيام الحكم البعثي ومازالوا هناك، فلماذا سيخافون عند الانتخابات؟ بينما لا يخافون الآن؟

كريم: أولاً، سيخافون لوجود تلك القوات، فقد يخشون أن يكون سبب تواجدها مراقبة وتشخيص المشاركين في الانتخابات، أو أن يكون تواجدها للاطلاع على خيار المواطن عند التصويت، هذه المخاوف قائمة، وفي كل مكان من العالم وليس في كركوك وحدها، لا يمكن أن تجري الأمور وفقاً للروتين المتبع في الظروف الطبيعية في ظل الاحتلال. ثانياً، تم استقدام العرب إلى كركوك وقد تطرقت قناتكم إلى ذلك من قبل، العرب الوافدون الذين تلقوا تعويضات تعادل ضعف التعويضات التي تلقاها المرحلون من أبناء المدينة وعادوا إلى مواطنهم أعيدوا اليوم إلى كركوك وتم تقديم كل التسهيلات لهم ليتمكنوا من التصويت في كركوك. ثالثاً، هناك عشرات آلاف من الكورد نزحوا من كركوك إلى السليمانية وأربيل ومناطق أخرى من الإقليم، هؤلاء مع ما بين 80 و 90 ألف ناخب كوردي يقيمون بصورة دائمية في إقليم كوردستان هم أصلاً من كركوك ولكنهم لم يعودوا إليها، هؤلاء يمثلون ثلث عدد الناخبين الكورد في كركوك، لن يستطيع هؤلاء ولا النازحون الجدد العودة إلى كركوك، وكانوا فيما مضى يعودون للمشاركة في الانتخابات وكانت نقاط التفتيش تسمح لهم بذلك لكن هذا لن يحصل اليوم، وهذا يعني احتمال حرمان 40% من الناخبين الكورد من المشاركة في الانتخابات في كركوك، فيبقى 60% منهم ولا نعلم كم من هذه الـ60% سيشارك في الانتخابات، وحتى لو شاركوا جميعاً، وأعتقد أنهم لن يشاركوا جميعاً بل أن عدداً كبيراً منهم لن يشارك في الانتخابات، وهذا يعني أنك ستخوض انتخابات لن تسفر بطبيعة الحال عن مكاسب.

رووداو: كل هذه الأمور أو جزء منها مرتبط بأن الاتحاد الوطني يتوقع أن يتدنى عدد أصواته، كما قال ملا بختيار، هل تعتقدون بأن الأصوات التي سيحصل عليها الاتحاد في كركوك ستتراجع؟

كريم: سيتراجع عدد أصوات الكورد، وأرى أن الشعب أعظم شأناً من الحزب، أكبر من الاتحاد ومن الديمقراطي ومن التغيير والآخرين جميعاً، ولو تراجع عدد أصوات الكورد عندها لن يكون من المهم هل حصل الاتحاد على أصوات أكثر أم أن الديمقراطي حصل عليها، لدينا الآن ثمانية نواب ولو شاركنا في الانتخابات بهذه الحال فأعتقد أننا سنكون محظوظين لو استطعنا الحصول على ثلاثة مقاعد، وستكون معجزة لو حصلنا على أربعة.

أما فيما يتعلق بالاتحاد الوطني، فقد سبق أن قلت إن المتضرر الأكبر مما جرى في كركوك في 16 أكتوبر كان الشعب الكوردي، والمتضرر الأكبر بعد الشعب كان الاتحاد الوطني الكوردستاني، لأن أفراداً من الاتحاد عقدوا ذلك الاتفاق دون الرجوع لأحد وتسببوا في تلك الكارثة التي حلت بالكورد وخاصة بالاتحاد الوطني.

رووداو: قلتم إن كركوك محتلة ولهذا لا تريدون إجراء الانتخابات فيها، ماذا عن المناطق الكوردستانية الواقعة خارج إدارة إقليم كوردستان كالموصل والمناطق الأخرى، التي هي أيضاً "محتلة" حسب رأيكم، لماذا لا يريد الديمقراطي الكوردستاني خوض الانتخابات في كركوك بينما يرحب بها في الموصل؟

كريم: أعتقد أنّ هذا خطأ كبير، أن تجري الانتخابات في الموصل ولا تجري في كركوك، أو أن تجري في خانقين ولا تجري في طوزخورماتو.

رووداو: أي أنكم ترومون عدم إجراء الانتخابات في جميع المناطق الكوردستانية الواقعة خارج إدارة إقليم كوردستان ؟

كريم: أوضاع جميع تلك المناطق متماثلة، كيف يصح عزل منطقة عن غيرها، نحن نركز كثيراً على كركوك، لكن هل هناك مَن سيصوّت في طوزخورماتو إذا جرت الانتخابات في شهر أيار وهل بقي هناك أحد، أين هي شرعية الانتخابات في مكان تم إخلاؤه من أحد مكوناته، وفي خانقين بدأ العرب الوافدون الذين استقدموا إليها قبل 2003 وأعيدوا إلى مواطنهم بعد 2003 يعودون إلى خانقين، أي أن الوضع ليس طبيعياً، ولو أننا عقدنا الأمل على أن هناك عدداً كبيراً من الأخوة الأيزيديين هنا وأن صناديق الاقتراع ستجلب إلى حيث يقيمون وسيتمكنون من الإدلاء بأصواتهم، فهذا لا يسوغ إجراء الانتخابات في منطقة تعلم أنك ستفوز فيها واناتع عنها في منطقة أخرى، بل يجب التعامل مع كل المناطق بنفس الطريقة، ومن هنا أدعو قيادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والتغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والكيانات الجديدة وقائمتي السيد برهم والسيد شاسوار، إلى الاتفاق جميعاً على عدم إجراء الانتخابات في هذه المناطق أو ربط إجرائها بشرط تطبيع أوضاعها، وبخروج تلك القوات منها وعودة المستقدمين إليها إلى ديارهم، وعودة النازحين والمرحلين منها إليها، في ظل تلك الظروف يمكن إجراء الانتخابات وإلا فإنني أرى أن خوض انتخابات سيؤدي إلى فرض أمر واقع وشرعنته وهذا ظلم للشعب الكوردي.

رووداو: قد يكون هناك على الأقل 215 ألف شخص صوتوا لك من قبل، وهم الآن ينتظرون قرارك، فهل لديك نية الترشح للانتخابات القادمة؟

كريم: في انتخابات كالتي أتحدث عنها الآن، كلا. لكن إذا عادت الأمور إلى نصابها وتم تطبيع الأوضاع وعادت المياه إلى مجاريها، كما ذكرت من قبل، فذلك بحث آخر. أما الآن فلماذا قد يخوض أحدهم الانتخابات، ولنفرض أني شاركت فيها ونجحت ماذا سيكون تأثير ذلك، يوجد لدينا الآن ثمانية نواب من كركوك ومجموع النواب الكوردستانيين في بغداد هو 63 نائباً، لكن مجلس النواب العراقي أصدر القرارات التي كان يريد إصدارها ضد كوردستان وضد شعبنا، بدءاً بقضية الاستفتاء وعلم كوردستان ووصولاً إلى إقالة المحافظ وكل الأمور الأخرى واحتلال كركوك.

رووداو: هناك مسألة هامة أخرى هي مسألة النفط والحقول النفطية، وقد عملتم على هذا الملف منذ توليكم منصب محافظ كركوك. قبل بضعة أيام وقعت الحكومة العراقية عقداً مع شركة BP (بريتش بتروليوم)، هل عملتم من قبل على التعامل مع هذه الشركة لكي تعمل في كركوك. في البدء أود الحصول على رأيكم بخصوص هذا العقد، لأن المحافظ بالوكالة يقول "تم العمل من أجل التوصل إلى هذا العقد من قبل، وهو ليس وليد اللحظة"؟

كريم: الذي تم التوقيع عليه مؤخراً هو مذكرة تفاهم، لكن المباحثات مع BP قد بدأت من العام 2013 عندما كان الدكتور الشهرستاني نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الطاقة، فكان أن استدعانا للاطلاع على المحادثات مع الشركة، وتم التوقيع على أن تعمل BP في حقول كركوك وتباشر في أعمال التنقيب لمدة سنة لترى إن كانت تستطيع أن ترفع الطاقة الانتاجية لتلك الحقول بمقدار 300 ألف برميل يومياً ورفعها إلى ما يقارب ضعف الانتاج الحالي، كانت كلفة تنفيذ ذلك العقد 100 مليون دولار، وجرى الاتفاق على أنه في حال نجحت العملية وزادت الطاقة الانتاجية فإن العراق سيدفع عن كل برميل يضاف إلى الانتاج القائم دولارين للشركة البريطانية، أما إذا لم تنجح فإن العراق سيدفع لهم الـ100 مليون دولار فقط. كان ذلك في العام 2013 عندما زار عبدالكريم اللعيبي وزير النفط العراقي وروبرت دتلي مدير BP مع ممثل الشركة في العراق والمنطقة، مايكل تاوزن، محافظة كركوك وكانت لنا جلسة معهم وباشروا أعمالهم التي ركّزت في أغلبها على الاستقرار هناك وإقامة المنشآت الخاصة بهم، أي أنهم لم يباشروا العمل الحقيقي ولم يحصلوا على نتيجة، واستمر ذلك حتى العام 2014، وكان الإقليم يعارض عمل تلك الشركة، أما نحن فكنا نستحسن أن يقبل به الإقليم، لماذا؟ لأن إضافة 300 ألف برميل إلى إنتاج تلك الحقول كان من شأنها زيادة حصة كركوك من البترودولار، كما كان ذلك سيزيد من حصة الإقليم من الموازنة والتي كانت حينها 17%، لكن المعارضة كانت سياسية في أغلبها.

رووداو: هل هذا الذي حصل جيد أم لا؟

كريم: أعتقد أنه لا ضير فيه، وسيكون جيداً في المستقبل، لأنني شخصياً متفائل بأن الوضع القائم في كركوك لن يدوم، وستتغير الأمور، وهذا يصب في مصلحة العراق وكوردستان. كان صدام يدمر تلك الحقول النفطية، وقد توقف استخراج النفط من جميع أنحاء العراقي خلال الفترة من 1986 وحتى 1988 إلا من حقول كركوك، التي كان يستخرج منها مليون و 400 ألف برميل يومياً.

رووداو: هل طالبتم حينها بحصة لكركوك، وحسب معلوماتكم هل هناك الآن حصة لكركوك؟

كريم: سيكون ذلك من خلال البترودولار.

رووداو: لماذا برأيكم اعترض إقليم كوردستان على المشروع حينها، لكنه لم يحرك ساكناً هذه المرة؟

كريم: يمر الإقليم حالياً بأزمة كبرى ويريد التحاور مع العراق من جديد، وهناك ضغوط خارجية، أي أن أوضاع اليوم تختلف عن أوضاع 2013، فحينها كانت أوضاع العراق غير جيدة وكانت هناك أصوات المعارضة وساحات الاعتصام والإضرابات وتلك الأمور التي أدت في النهاية إلى ظهور داعش، وكان الإقليم أقوى سياسياً وبغداد هي الطرف الأضعف، أما اليوم فالأوضاع هي كما نراها.

رووداو: في العام 2014 عندما جاءت شرطة النفط والغاز التابعة للإقليم إلى (آفانا) و(باي حسن)، كان اعتراضكم شديداً، لكنكم تغاضيتم عن الأمر فيما بعد، هل كان هناك أي اتفاق؟

كريم: كان اعتراضنا بسبب عدم إخطار إدارة كركوك بتلك التحركات، وفعلاً أقروا بأنهم أخطأوا، ثم قلنا بأن كركوك تستحق البترودولار لكن بغداد أوقفت صرفه منذ العام 2013، فكان أن اتفقنا مع سيادة رئيس وزراء الإقليم وتعاقدنا على تزويدنا بعشرة ملايين دولار شهرياً.

رووداو: تقاضيتم حوالي 180 مليوناً على 18 دفعة، السؤال هو كيف تم إنفاق تلك المبالغ؟ وهل كان مجلس المحافظة يعلم بطريقة التصرف بها؟

كريم: نعم، كان مجلس المحافظة مطلعاً على كل شيء، وقد أطلعنا بغداد على الأمر، ووجه رئيس الوزراء إلينا كتاباً يسمح لنا بتقاضي تلك المبالغ وفقاً لإجراءات الصرف المالي، وكان جميع الشيكات، مهما كان المبلغ، يحمل توقيع المحافظ، وهو أنا، وتم تدقيقها جميعاً من قبل مسؤولي المحاسبة والتدقيق، وهكذا لم يهدر دينار واحد من تلك المبالغ.

رووداو: كان هناك تساؤل يدور في أذهان أعضاء المجلس، لكني سأعيد صياغته، هل كان المجلس أقل سلطة عندما كنت محافظاً أم هو أقل سلطة اليوم؟

كريم: المجلس ليست له أية سلطات الآن، ومن الطبيعي أن نكون قد تعرضنا لنقد من المجلس من قبل كما انتقدناهم نحن أيضاً في بعض الأحيان.

رووداو: لكنك قمت بتغيير مدير عام دون عرض الأمر على المجلس؟

كريم: ليس هذا صحيحاً، لدينا في كركوك مديران عامان، مدير عام شركة النفط ومدير عام شركة الغاز لا يدخلان ضمن صلاحياتنا لأنهما شركتان خاصتان، وهناك مديران عامان آخران للصحة والتربية، وقد جرى التصويت على مدير عام الصحة في المجلس، أما عندما حل نائب مدير عام التربية محل المدير العام، فلم يعرض على التصويت لعدم وجود اتفاق فقد كان المدير العام السابق تركمانياً وكانت وزارة التربية قد عيّنت عربياً لشغل المنصب، وإلاّ فإنني لم أقم بتعيين أي مدير عام دون علم من المجلس.


 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب