أحمد داود أوغلو لرووداو: الجمهورية التركية هي دولة الترك والكورد

منذ 7 ساعات
الكلمات الدالة احمد داوود اوغلو
A+ A-
رووداو ديجيتال

بينما تشهد تركيا تطورات غاية في الأهمية، وتزداد توقعات عملية جديدة للحل، ولا تزال دعوة رئيس حزب الحركة القومية دولت باخجلي لأوجلان موضوعاً يجري تداوله، أجرت شبكة رووداو الإعلامية حواراً خاصاً مع رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو في المقر الرئيس لحزب المستقبل.
 
داود أوغلو الذي يعرف في الشارع الكوردي بـ(الرئيس أحمد) اللقب الذي يقول إن دولت باخجلي يستخدمه للاستخفاف به، لكنه اكتسبه لأنه لم يميز بين شعوب تركيا.
 
فيما يتعلق بعملية الحل، قال رئيس حزب المستقبل: "هناك نقطة في تركيا ذكرتها مراراً؛ إذا فهم الأتراك حقوق الكورد وتعاونوا معهم في قضاياهم وشاركوهم في حلها، ومنحوا الكورد الثقة في موضوع وحدة وأمن هذا البلد، فإن تركيا ستبلغ شاطئ الأمان". لذلك، فإنه يدعم خطوة باخجلي في هذا المجال.
 
داود أوغلو وصف خطوة باخجلي بالمهمة، وقال: "خلال اجتماع الكتلة، قلت للرئيس: إذا كنتم قد توصلتم إلى اتفاق مع باخجلي بشأن موضوع معين، أدعوكم للعمل فأنتم رئيس الجمهورية وتديرون الدولة. صحيح أن باخجلي يطلق مبادرة، لكن أنتم من ينفذها. فاعرضوا خططكم وقولوا سنفعل هكذا وهكذا، لكن إن كانت هنالك أي اختلافات بينكم يجب أن تتم معالجتها فيما بينكم، ولا تتركونا ننتظر. فعندما ارتفع المستوى إلى هذا الحد، لا تدعوه يتراجع. من المؤسف أن نفس الأسلوب ونفس المساندة لم تبدر عن رئيس الجمهورية".
 
وتحدث داود أوغلو عن أول لقاء له مع حزب الشعوب الديمقراطي في 2015، قائلاً إن الكل كان ضد ذلك، بما فيهم حزبه، "لكنهم استقبلوني بلا مبالاة واستخفاف، وكما تعلمون، قالوا سنسقيه شاياً مهرباً ونعيده إلى حيث أتى".
 
وأضاف: "لا يجب على أي شخص أن يتصرف بغرور في هكذا عمليات ولا ينبغي أن يضع المقابل في موقف صعب. "في 15 تموز 2015، جرى ذلك الاجتماع. كان صلاح الدين دميرتاش وسري سريا أوندر، والسيدة فيكن يوكسكداغ حاضرين. قلت لهم: ألمس نوعاً من الغرور منذ انتخابات السابع من حزيران، قلت أرى اعتداداً بالنفس مبالغاً فيه، أتظنون أن الحكومة لن تتشكل؟ قلت إنني كرئيس وزراء لن أسمح بأن يصبح الناس في فوضى فانتبهوا".
 
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع رئيس حزب المستقبل التركي، أحمد داود أوغلو:
 
رووداو: أود أن يكون سؤالي الأول عن أهم قضايا الساعة، وهي قضية الحل. نحن نسم هذا الموضوع بالترقب. فحتى الآن، لم يتم اتخاذ أي خطوات. خصوصاً بعد خطوات السيد باخجلي، فقد كان هناك ترقب في الشارع، ولكن من الجانب الآخر تم تعيين قيومين ويجري العمل على عملية أخرى. هل تتوقعون عملية حل في مثل هذه الظروف؟ وما هي الستراتيجيات التي يجب اتباعها وماذا يجب فعله؟
 
أحمد داود أوغلو: قبل كل شيء، أوجه تحياتي لجميع إخوتي وأخواتي في إقليم كوردستان، في أربيل والسليمانية ودهوك وزاخو وكل أخواتي وإخواني. جميعنا يعلم أني أراقب عن كثب ما يحدث في منطقتنا، ومدى حبي للمنطقة. لا شك أنني عندما أقيّم الأحداث، أركز أولاً على التطورات على المستوى العالمي، ثم على موقع الشرق الأوسط وتركيا في خضم الأحداث. ثم أفكر في: ماذا يجب أن نفعل في تركيا ومنطقة الشرق الأوسط؟ وماذا سيكون تأثيره على العالم؟ العالم يشهد تغييرات. يجب أن نعي ذلك. للأسف، هناك أحداث تغيير كبرى جرت في منطقتنا. لذا، عندما ننظر إليها في تركيا، نتساءل عن نوع العالم الذي نريد بناءه مع إخوتنا الذين يعيشون في هذه المنطقة؟ هكذا أنظر إلى الأمر. لهذا السبب دعمت تصريحات السيد باخجلي. ربما يكون الدعم العلني ومن خلال خطاب جماهيري مه جاء من جانبي، لكن لماذا دعمته؟ هناك نقطة في تركيا ذكرتها مراراً؛ إذا فهم الأتراك حقوق الكورد وتعاونوا معهم في قضاياهم وشركوهم في حلها، ومنحوا الكورد الثقة في موضوع وحدة وأمن هذا البلد، فإن تركيا ستبلغ شاطئ الأمان. في الواقع، هذا لا يسري فقط على تركيا بل أيضاً على العراق وبقية البلدان. تحدثتم الآن عن لقبي، عندما يصفونني بالرئيس، لكن السيد بالخجلي يشير إلى ذلك باستمرار كنوع من الإهانة، الإهانة لي وللغة الكوردية. فقلت إن السيد باخجلي يسميني الرئيس، فبها. قلت هذا في البرلمان وفي كل مكان. لماذا يقول الكورد لي (الرئيس أحمد) بينما أنا أصلاً (يوروك) وتركماني. لكنني كنت أردد دائماً إنني أتمنى لو كنت تركياً في جيش صلاح الدين الأيوبي وتركياً في جيش ألب أرصلان. في 2016، عندما ذهبت إلى دياربكر وكانت مرحلة متخمة بالتوتر. قلت وأنا في الحافلة وأمام الجامع الكبير إنني تركماني ولدت في جبال طوروس، وبقدر ما لي من حق على هذه الأرض، للطفل الكوردي المولود على ضفاف دجلة وفي هكاري نفس الحق، إنهما سيان، بلا زيادة أو نقصان، وبقدر قدسية لغتي التركية الموروثة من (يونس إمرة) فإن الكوردية الموروثة من (فقيي تيران) لها نفس القدسية. حينها نادى كل الذين في الساحة "الرئيس أحمد"، إن دولة الجمهورية التركية ملزمة بأن تكون ديمقراطية. الديمقراطية تعني احترام التعددية، لا أن ترى طبقة أعلى من طبقة، بل أن ينعم كل فرد بحقوق المواطنة. لذا عندما نتحدث في هذه الأمور، يعد السيد باخجلي هذا في أحيان كثيرة تهديداً لوحدة تركيا. لذلك عندما سمعت هذا من باخجلي، سعدت به كثيراً. حتى أنني قلت إنكم فعلتم ما لم يكن متوقعاً. قلت ذلك في اجتماع الكتلة أيضاً، بحضور برلمانيي حزب المستقبل وحزب سعادت، وجعلتهم يصفقون لباخجلي. رغم أن باخجلي انتقدني بشدة. لكن تعال وقل لماذا؟ لأنني كوردي وسني. لأنني إن حميت حقوق الكورد، سأكون قد تعاملت مع الكورد بإنصاف، وعندما أحمي حقوق العلويين سأكون دولة. لذا من المهم جداً الآن إزالة الموانع النفسية. سيد شوكت، أنا أهتم دائماً بالحالة النفسية في هكذا عمليات. فلو توفرت أجواء تزيل الموانع النفسية فإن سائر الأمور سيتم حلها عن طريق عملية تقنية. لهذا أجد كلام باخجلي مهماً. إضافة إلى ذلك، وفي كل أربعاء في اجتماع الكتلة خاطبت رئيس الجمهورية وقلت: إذا كنتم قد توصلتم إلى اتفاق مع باخجلي بشأن موضوع معين، أدعوكم للعمل فأنتم رئيس الجمهورية وتديرون الدولة. صحيح أن باخجلي يطلق مبادرة، لكن أنتم من ينفذها. فاعرضوا خططكم وقولوا سنفعل هكذا وهكذا، لكن إن كانت هنالك أي اختلافات بينكم يجب أن تتم معالجتها فيما بينكم، ولا تتركونا ننتظر. فعندما ارتفع المستوى إلى هذا الحد، لا تدعوه يتراجع. من المؤسف أن نفس الأسلوب ونفس المساندة لم تبدر عن رئيس الجمهورية. صحيح أنه ساند المبادرة، لكن كنت أتوقع أن يتحدث عن الأمر في خطاب وطني. ففي عملية الحل سنة 2013 أنا أيضاً زرت دياربكر وألقيت كلمة في جامعة دجلة. السيد أردوغان تحدث هناك أيضاً. الآن، الوضع مواتٍ لهذه العملية. لماذا؟ فالقوميون الأتراك وباخجلي شخصياً، قدموا توضيحات مهمة، ومن جانب آخر، هناك طرف آخر عليه أن يتحرك. في الواقع، من الآن فصاعداً تتحمل الأحزاب والتشكيلات والمثقفون الذين يدعون أنهم يدافعون عن حقوق المواطنين الكورد، على هؤلاء أن يعدوا هذه الأرضية. عندما بدأت عملية الحل، كنت وزيراً للخارجية وساندتها بإخلاص، لكن على الجميع تبني العملية لإنجاحها. كما لا يجوز إفلات الشارع. أي لا يجوز الركون إلى عمليات إرهابية وعنف وحفر خنادق وما إلى ذلك من الأمور التي تجعل حياة الأهالي صعبة.لتلك الأسباب فشلت عملية الحل. يجب الاعتبار من كل ذلك. إن اعتبرنا بذلك، أعتقد أننا سنبلغ مواقع إيجابية جداً. أنا نظرت دائماً بتفاؤل إلى هذا الموضوع. لذا لننظر من خلال توضيح باخجلي إلى المرحلة التالية. هناك أيضاً واجبات تقع على (دام بارتي)، فالتوضيح الذي نشره، دعني أقول هذا بصراحة، لا يرقى إلى مستوى تصريح باخجلي لأنه استخدم خطاباً آيديولوجياً يسارياً. لو اتخذ رئيس الجمهورية من هذا سياسة للدولة، ودام وكل العناصر ذات العلاقة، أدرنة وسيليفري، والجميع يعرف هذا. لدو دخلت أدرنة وإمرالي في الموضوع ربما تبدأ عملية جميلة في تركيا.
 
رووداو: نحن نعرف عن قرب مواقف سابقة للسيد باخجلي. في السابق، استخدم كلمة الرئيس مع انتقاد شديد وحولها إلى حديث الساعة، ولكن الآن فاجأ الجميع. ما هو السبب وراء هذه الخطوة؟ وكيف تفسرون عدم إقدام رئيس الجمهورية على تقديم توضيح مفصل حول هذه القضية، بينما يكتفى بإعلانه من جانب السيد باخجلي؟
 
أحمد داود أوغلو: في هذه المرحلة الحساسة، ومع أن موقف السيد باخجلي قد أصبح واضحاً ومصافحته وتحيته برلمانيي دام بارتي، الذي يمكن أن يوصف بعرض جميل، لم يعد مجرد عرض. إنه يقول منذ ثلاثة أسابيع، إنه متمسك بموقفه. إذا كانت هناك دعوة للدعم، سأدعمه مباشرة. لقد عانى الناس كثيراً. أنا لا أود أبداً أن تدخل تركيا مرحلة الصدامات العرقية والمذهبية في الشرق الأوسط، وسأفعل كل ما يلزم لتقديم الدعم. سآتي إلى شمال العراق إن شاء الله في الوقت المناسب. عندما دخلت عالم السياسة، هناك مكان خاص في أربيل، لا أدري إن كنتم تعلمون أم لا؟ في أواخر 2007 كانت هناك مرحلة الاستفتاء في كركوك. تقدمت المحادثات هناك بصورة من الصور. في تلك الأثناء كانت هناك عمليات لجنودنا في شمال العراق. كان البيشمركة وجنودنا جنباً إلى جنب، لكن عندما وقعت مواجهة بينها زرت بغداد. كان ذلك في شهر شباط. لولا تلك الأحداث كنت سأستقيل في كانون الثاني، فزرت بغداد في شباط وتناولنا وجبة شهية مع المرحوم الطالباني. كان يقدم وجبات ممتازة. ثم جاء السيد نيجيرفان بارزاني من أربيل. قلت لهم دعونا نحل المشاكل التي بيننا كلياً، لأنه كان يوجد حينها جين مخرب في تركيا، تمادوا لدرجة أنهم رأوا ضرورة قيام الجنود الأتراك بقصف أربيل. هل تذكرون، دعني لا أذكر أسماء الجرائد. كانت العناوين الرئيسة لكبريات الجرائد تقول: "لنقصف أربيل". أنا في المنصب وصحيح أننا نتحدث عن مواجهة الإرهاب لكن أربيل هي تراثنا جميعاً. هل يجوز شيء كهذا؟ هناك اجتمعنا مع السيد الطالباني ثم مع كاك مسعود. كاك مسعود ومام جلال. ثم مع كاك نيجيرفان. استطعنا حل التوتر. انسحب جنودنا. ثم بعد 15 أو 20 يوماً، في شهر آذار، زار السيد الطالباني تركيا بصفته رئيس جمهورية العراق. في تلك السنة وقعنا مع العراق 48 اتفاقية. القسم المهم من تلك الاتفاقيات كان يرتبط بالإقليم الكوردي. لماذا أتحدث عن هذا الآن؟ أريد القول إن مهامي مددت لهذا السبب. ثم في شهر آذار رفعت دعوى إغلاق حزب (آكبارتي). حينها قلت إن كان الأمر كذلك فلن أغادر المنصب، لأن إغلاق آكبارتي ليس إجراء ديمقراطياً. أقصد القول إننا يجب أن نقيم حولنا حزام سلام ليس في تركيا وحدها بل حولها أيضاً. هناك يقع العب على السيد أردوغان. هناك اختلاف في الرأي بيني وبين السيد أردوغان حالياً، والسبب معلوم للجميع. قانون الأخلاق السياسية ومواضيع كثيرة. لكني أقترح عليه كزميل قديم عملنا معاً، وقد قلتها مراراً، أن يتخذ من هذا الموضوع خطة ينشرها على الناس. بعد أن تنحيت عن رئاسة الوزارء، كان ذلك من الأمور التي حزت في نفسي كثيراً. حدثت التوترات كلها في وقت الاستفتاء، وحينها قلت لرئيس الجمهورية إن الموضوع يجب حله عن طريق حوار مباشر وجهاً لوجه. باختصار، لقد تسنت فرصة مواتية حالياً. إن انطلق ثلاثة أشخاص من ثلاث نقاط من الخارج باتجاه بعضهم البعض سيتحرك الذين في الداخل بسهولة أكبر. أي مهما كان الأمر، وعندما حدثت خلافات بين القوميين الترك والقوميين الكورد، سيتعرض المتواجدون في الوسط إلى الضغط، لكن إن أبدى أولائك المرونة سيتمكن الذين في الوسط من العثور على حل بصورة أفضل. كان السيد باخجلي على الطرف ومجيئه إلى الوسط أمر سار. لا أتحدث عن النتائج، لكني آمل أن تكون جيدة ويحدونا الأمل.
 
رووداو: بعد توضيحات دولت باخجلي رئيس حزب الحركة القومية، أثيرت تعليقات متباينة ولافتة. واحد من هذه التعليقات أشار إلى اختلافات تظهر بين الشركاء في تحالف جمهور. هل تعتقد أن السيد باخجلي بحث الموضوع مع السيد أردوغان قبل توضيحاته؟ أليس هذا موضوع سياسة مشتركة داخل تحالف جمهور؟ أم أن السيد باخجلي بادر إلى الأمر لوحده؟
 
أحمد داود أوغلو: لا أظن أن باخجلي سعى إلى القيام بحركة منفردة في هذا السياق. إنه يكرر هذا منذ ثلاثة أسابيع وقد تحول إلى نوع من الإصرار. أما مدى اختلافه مع السيد أردوغان فلست واثقاً منه، لأن الذي كنت أتوقعه من السيد أردوغان كان الدعم القوي. فالموضوع ليس ظهور أوجلان في البرلمان، لأن هذا شيء رمزي في الحقيقة وسيؤدي إلى توترات أيضاً. الموضوع هو تغيير في الجو. الموضوع هو مناقشة لهذه المواضيع. نعم، هناك خطر على كل دولة في الشرق الأوسط، إلا تركيا وأقولها بثقة إن تركيا ليس بلداً يمكن تجزئته. من ذا الذي سيقسمها؟ هكذا يزعم القوميون الترك، لكن من وكيف يقسمها؟ تركيا لا تشبه الدول الأخرى. كيف لا تشبه الدول الأخرى؟ عندما قلت هذا غضب السيد باخجلي، لكنه يعرف الآن ماذا كنت أقصد بقولي ذاك. قلت إن مدينة يعيش فيها أكبر عدد من الكورد ليست أربيل ولا دياربكر، بل هي إسطنبول. المدينة التي يعيش فيها أكبر عدد من الكورد وتضم أكثر كم من الهوية الكوردية على مستوى العالم، هي إسطنبول. إذن من وكيف يقسمها؟ علينا أن نثق بأنفسنا. الدول الواثقة من نفسها لا تخاف من لغة. الدول الواثقة لا تخاف تعدد الهويات. توجد في تركيا أقليات، يوجد الأرمن ويوجد غير المسلمين. لن يقسم تركيا منح هؤلاء حقوقهم. الذي يقسم تركيا هو عدم احتضانهم. دافعت عن هذا باستمرار. إن نظرنا إلى الأحداث هذه النظرة، سيحتضن الطرف المقابل أيضاً لغتك. لا يزال يوجد في تركيا من يدعي أنه يدافع عن حقوق الكورد عن طريق العنف والإرهاب، يحفر الخنادق في الشوارع ويعطل حياة المواطنين الكورد. يتسبب في دياربكر في إزهاق أرواح شباب مثل ياسين بوروك. نفس هذا الأمر حدث مراراً في شمال العراق. دخول مسعود بارزاني بدعم الجنود الأتراك ككان ضد الإرهاب. لن يحل شيء عن طريق العنف. هنا، يجب تبني دعوة السيد باخجلي من جانب أردوغان. من الجهة الأخرى، يجب أن لا يضيع دام بارتي وقنديل وسيليفري وإمرالي وغيرهم هذه الفرصة. إنها فرصة لا ينبغي تفويتها. أنظروا، عندما أقول هذا يتلقونه بصورة طبيعية، لكن عندما يقول باخجليي ذلك، فإنه يسهل علينا الأمر. لماذا قد نركز على مقاصده ونتساءل لماذا قال هذا؟ إن شاء الله يقصد خيراً، وليس قصده سيئاً، وحتى إن افترضنا أنه سيء فأنا أنظر إلى النتائج. هل ستكون النتيجة تعزيز أخوتنا ومصالحتنا؟ في كثير من المرات تصديت لباخجلي، ماذا قال لي؟ السياسة لا تمارس بالغضب، بقي ذلك طي الماضي. أنا لا أعتقد أنه أتى هذا الأمر لوحده. أجد نفسي مضطراً لأكشف عن حقيقة أنه لا يمكن أن يكون متفقاً مع السيد أردوغان، ولو كان متفقاً مع السيد أردوغان لدافع عن الأمر بصورة أفضل خلال الأسابيع الثلاثة. أرجو أن يزيلا خلافاتهما ويتفقا. نحن سندعم ذلك ولن نكون مانعاً أبداً.
 
رووداو: كما هو معروف، كانت هناك عملية حل في تركيا. لكن تلك العملية لم تنجح. لا يزال هناك تساؤل حول السبب في فشلها ومن الذي قلب الطاولة. من الجهة الأخرى، تعلمون أن فشل العملية أدى إلى مرحلة دموية وحفر الخنادق. هل تشعرون أنكم تتحملون المسؤولية عن تلك المرحلة؟ وكيف تنظرون إلى المسؤولية السياسية والعسكرية في هذه العملية؟
 
أحمد داود أوغلو: بداية، أود أن أقول إنني أتحدث بشفافية، لأن الحديث المغلف ليست له قيمة. يجب أن يتعلم الجميع. كيف بدأت عملية الحل؟ بدأت في نوروز 2013. التحضيرات لهذه العملية كانت طويلة ومعقدة، وكنت جزءاً منها، فدعنا لا نخوض فيها. في ذلك الوقت، كان وزير الخارجية الحالي هاکان فيدان، مستشار المخابرات الوطنية، وكان أردوغان يديرها، وكان السيد عبدالله غول، رئيس الجمهورية في تلك الفترة، يتبناها. كنا جميعاً نتبناها. المنطق الذي قام عليه الحل في تركيا كان يعتمد على عدم إدخال منح حقوق اجتماعية أو ثقافية للكورد في عملية مساومة. على سبيل المثال، عندما كنت أقدم الحقوق للمواطنين، لم أكن أرى في ذلك الوقت إدراجه في مساومة. على سبيل المثال، استخدام اللغة الكوردية لم يكن موضوع مساومة، وهو وارد في منهاج حزبنا. استخدام اللغة الكوردية في التعليم وفي كل مكان. أي لا يمكن أن يقال إنني منحت الحرية للغة الكوردية. فهذه الحرية موجودة أصلاً. في عملية الحل، كان هناك قرار بين الطرفين على أن تضع القوات العسكرية التابعة لحزب العمال الكوردستاني أسلحتها في حزيران، وكان هناك اتفاق على ذلك، ولكن في ذات الوقت، حدثت اضطرابات داخل التنظيمات الإرهابية. أول تلك الحوادث كانت أحداث (كزي). مع أحداث كزي قالوا حسناً لقد اتفقنا مع الحكومة، لكن إلى أين ستسير الأمور؟ كانت تساورهم شكوك. الثاني، في تلك الأثناء ظهر داعش. عن العام 2013، كتبت كتاباً جديداً بعنوان "الزلزال المنظم". في عام 2013، شهدت المنطقة تحولات كبيرة، مثل الانقلاب الذي حدث في مصر، واستخدام السلاح الكيمياوي في سوريا.
 
يتبع..
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب