رووداو ديجيتال
توقع السياسي العراقي ورئيس حزب (منقذون)، محمد توفيق علاوي، أن احتمالية التزوير في الانتخابات العراقية المقبلة سيكون أقل من السابق "لأنه ستكون هناك دوائر صغيرة، والدوائر الصغيرة أصعب من الدوائر الكبيرة في عملية التزوير".
وبخصوص الأوضاع الاقتصادية في العراق تنبأ علاوي بأن العراق سيواجه وضعاً لا يوجد فيه موارد لأنه تقريباً 5 ملايين موظف في الدولة ومليونان و800 ألف متقاعد أي حوالي 8 ملايين يعتمدون على الدولة". هؤلاء عندما يصل الوضع بهم أن يأخذوا ثلت معاشهم، سينهار الاقتصاد حينها انهياراً كاملاً والدينار سوف ينهار، هناك خوف كبير من انهيار الدينار العراقي والاقتصاد ينهار.
جاء ذلك في (حوار خاص) أجرته معه الزميلة شهيان تحسين، لشبكة رووداو الإعلامية، وهذا نص اللقاء:
رووداو: يشارك حزبكم (منقذون) في الانتخابات العراقية المبكرة في أكتوبر من السنة الحالية. كانت لكم اتصالات مع جهات دولية، خاصة مع الأمم المتحدة، ولكم خبرات في مجالات الاقتصاد والتجارة وحقوق الإنسان، هل ترون أن العراق مؤهل لهذه الانتخابات؟
محمد توفيق علاوي: نعم، طبعاً بالتأكيد. الآن أنا في تصوري هذه قضية أساسية جداً. نزاهة الانتخابات قضية مهمة جداً ويجب التأكيد على أن يصوت الجمهور ويأخذ حريته في التصويت من دون تزوير، ولكن أيضاً لا زال هناك خوف. في هذه المرة احتمال التزوير أقل من السابق لأنه ستكون هناك دوائر صغيرة، والدوائر الصغيرة أصعب من الدوائر الكبيرة في عملية التزوير، ونأمل أن تكون هناك انتخابات صحيحة وبعيدة عن التزوير، وأن يدلي المواطن بصوته. في المرة السابقة صوّت أقل من 20% من المواطنين للأسف الشديد، ولكن نأمل في هذه المرة أن يكون المواطن أوعى ويندفع ليشارك في العملية الانتخابية.
رووداو: كيف تقيمون قانون الانتخابات العراقي الجديد؟
محمد توفيق علاوي: أنظري، هو حقيقة، القانون القديم أفضل للأحزاب الكبيرة، أما الأحزاب الصغيرة والمستقلون فالقانون الجديد أفضل لهم. بالنسبة للتزوير، القانون الجديد أفضل بالتأكيد. لأنه في السابق، كانت هناك في بغداد مراكز، يبلغ مجموعها ما يقارب 2000 مركز، الآن يوجد بالدائرة الواحدة حوالى 100 مركز، هذه الـ100 مركز ممكن السيطرة عليها، ويمكن للمرشح أن يكشف الأصوات الموجودة فيها. عملية التزوير نسبياً أصعب من السابق. هذا إن شاء الله سينفع مستقبل الوضع في البلد.
رووداو: تقولون إن قانون الانتخابات الجديد هو في صالح الأحزاب الكبيرة، وفي نفس الوقت هناك من يرى أنه في حال لم تتخذ الأحزاب الكبيرة استعدادات جيدة، فإنها ستخسر أصواتها؟
محمد توفيق علاوي: هو أفضل للأحزاب الصغيرة وليس للكبيرة، لا، بالعكس الكبيرة ليس من مصلحتها. لكن الأحزاب الصغيرة، نعم بالتأكيد. أنا في تصوري هذا البرلمان الجديد ستظهر فيه أحزاب صغيرة كثيرة وكثير من المستقلين سيكون لهم دور في المشاركة في مجلس النواب.
رووداو: تحدثتم عن نسبة المشاركة في الانتخابات، وقلتم إن نسبة المشاركة كانت في الانتخابات السابقة أقل من 20%، هل تعتقدون أن هذه النسبة سترتفع في الانتخابات المقبلة؟
محمد توفيق علاوي: نحن الآن ندعوهم. الناس صارت عندهم حالة من الإحباط، وهذه الحالة تجعلهم ينفرون من الانتخابات. لكن أنا، في كل أحاديثي، أدعوهم للمشاركة في الانتخابات لسبب بسيط، الوضع السياسي وضع سيء في العراق ولا يمكن تغيير الوضع السياسي إلا بمشاركة واسعة. فالمواطن الرافض لهذا الواقع، هو بين أمرين إما أن يتخذ موقفاً سلبياً ويجلس في بيته ولا يصوت، وبالنهاية سيبقى هذا الوضع السيء، وإما أن يشارك حتى مع وجود تزوير، فعلى الأقل ستقل نسبة التزوير. لذلك أنا أنصح المواطن دائماً بالمشاركة في الانتخابات والإدلاء بصوته لتغيير الواقع السياسي نحو الأفضل.
رووداو: يفصلنا نحو شهر عن الانتخابات، ولم أر في شوارع بغداد صور المرشحين بكثافتها السابقة، بل رأيت تمزيقها وإزالتها، وأشعر أن المواطنين قرروا عدم المشاركة!
محمد توفيق علاوي: أجل، طبعاً. الناس صار عندها إحباط، والناس يائسون، والناس ينظرون وكأن الطبقة السياسية ستعود، وهذا ما يريد أن يوحي به السياسيون. للأسف الشديد، خلال 18 سنة قادنا هؤلاء من السيء إلى الأسوأ. لكننا نأمل أن تتحسن الأمور، ولكن المواطن محبط، لا نستطيع دفعه والقول له اذهب وصوت. لكننا نسعى. فلا يمكن تغيير الوضع إلا بخروج المواطن ومشاركته في الانتخابات. لكن كما تفضلت، بسبب إحباط المواطنين لا توجد رغبة، بل على العكس كل من يرشح نفسه يلقى نظرة سلبية في الشارع، وبالتالي هذا هو موقف المواطنين بشكل طبيعي.
رووداو: أليس من حق الشعب أن يفقد الأمل ويقول إنه سيكف عن المشاركة فالوجوه هي نفسها وليس هناك تغيير؟
محمد توفيق علاوي: نعم. انظري، هذا خوف الناس، الناس خائفون من هذا الأمر. لكن عندي قناعة كبيرة بأن هذه الدعوات لن تذهب سدى. هذه الدعوات إن استمع لها المواطنون وشاركوا مشاركة واسعة في الانتخابات، سيغيرون الوضع، وأنا متأكد أن الوضع إذا تغير فستتغير القاعدة السياسية كلها وستتغير الوجوه السياسية بشكل كبير. فلا نستطيع ولا أستطيع أن أعمم لكن نسبة كبيرة منها ستتغير.
رووداو: مثل مَنْ؟
محمد توفيق علاوي: لا نريد الآن ذكر أسماء، والأسماء لا أعرفها بصراحة. لكن وكما تعرفين، هناك قضية مهمة في مجلس النواب صارت في العام 2018، صار تزوير واسع جداً واحترقت مستودعات مفوضية الانتخابات، وأعلن أنها احترقت وأعلن الكشف عن الناس الذين شاركوا في الحريق وكانوا أعضاء في مفوضية الانتخابات ومن الشرطة، لكن التحقيق أغلق بعد فترة ولم يتخذ أي إجراء. على ماذا يدل هذا؟ يدل على أن الكثير من أعضاء مجلس النواب جاؤوا عن طريق التزوير، وبالنهاية ليس من مصلحتهم أن تغير النتائج أو يُكشف من هم الذين قاموا بالتزوير. آمل أن يتغير هذا الأمر في هذه المرة، وبالذات المشاركة الدولية وعلى مستوى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذا تدخلوا ولعبوا دوراً مهماً في هذه الانتخابات، أتوقع حينها، لا أتوقع تحسناً مطلقاً ولكن أتوقع تحسناً كبيراً عن المرات السابقة.
رووداو: سأسأل فيما بعد عن الضغوط التي تتعرض لها المفوضية، لكني أسألكم الآن كيف ستقنعون الناس والوضع هو الوضع الذي تحدثتم عنه، وقد كنتم نائباً في البرلمان لدورتين ووزيراً مرتين، وأنت قريب من الناس وشخصية سياسية، كيف للناس أن يثقوا بالسياسيين مرة أخرى؟
محمد توفيق علاوي: بتصوري وأقول هذا بأسف شديد، صار عندنا ما يسمى المحاصصة السياسية، وفي ظل المحاصصة السياسية بدأ كل حزب ينشئ لنفسه مكتباً اقتصادياً ويأخذون كل موارد الوزارات لصالحهم، هذا ولّد حالة من الإحباط، وهذا يزداد مرة بعد مرة وأصبح الوضع خطيراً. بالإضافة إلى هذا، قلّت موارد البلد بسبب هبوط أسعار النفط أقل بكثير من السابق، وبالتالي الناس بتصوري خائفون ويمكن أن تصير الحكومة في تشكيلها حكومة سيئة إذا استمر الوضع على ما هو عليه. لكن عندي ثقة كبيرة، ولذلك ندعو المواطنين لمشاركة أوسع حتى تتغير الأمور نحو الأفضل.
رووداو: بعد أن أعلنتم اعتذاركم عن تشكيل الحكومة، كنت قد أعلنت فيما سبق أن في العراق فصائل مسلحة تشكل خطراً على البلد، هل ترى أن تلك الفصائل تشكل خطراً على الانتخابات أيضاً، أم سيزيد خطرها؟
محمد توفيق علاوي: أنظري، للأسف الشديد يوجد ما يسمى بالسلاح المنفلت، وهذا الشيء نرفضه في الحقيقة. هؤلاء، فيما يسمى بالحشد الشعبي، لعبوا دوراً كبيراً ومهماً في القضاء على داعش، لكن قسماً منهم لا يخضع لسلطة الدولة وليس تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، هؤلاء بصراحة يشكلون خطراً على البلد ولا نقبل نحن بأي شكل من الأشكال بأي قوة خارج نطاق القائد العام للقوات المسلحة. القائد العام للقوات المسلحة يجب أن يكون قائداً حقيقياً لكل القوات المسلحة في العراق. فوجود هذه المجموعة خارج هذه السيطرة يخلق السلاح المنفلت، ونحن نشهد الآن على سبيل المثال، قتل كثير من الناس ونشهد ضرب السفارات وهذا لا يجوز، حتى لو كانت لدولة نعتبرها معادية لنا، هذا لا يجوز، يجب أن يسير البلد بطريقة صحيحة. هؤلاء يأتون ويضربون سفارة، وهذا ليس صحيحاً أبداً. نحن نفكر في اجتذاب رؤوس الأموال وفي استقدام مستثمرين إلى العراق. فإذا أنا ضربت السفارة، فهذا يعني أن البلد انتهى ولا وزن له ولا قيمة. لا يجوز أن نزج هذه الأمور وقناعاتنا في هذه الأمور، بل في السياسة. السياسة يجب أن... قد لا أتفق مع رئيس الوزراء، ولكن أقول يجب أن يكون رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة، ولا يجوز لأي فصيل من هذه الفصائل أن يتحرك بحرية ويضرب بسلاح منفلت، هذا غير صحيح أبداً، ولهذا آثار سلبية كبيرة جداً على البلد وعلى مستقبل العراق.
رووداو: في وقت الانتخابات، ألن تزيد خطورة تلك الفصائل المسلحة نتيجة كثرة السلاح المنفلت؟
محمد توفيق علاوي: بالتأكيد لأن هؤلاء الذين لديهم سلاح منفلت يتوجهون إلى المراكز الانتخابية ومن الممكن أن يؤثروا وهذا الأمر وارد.
رووداو: هل هناك طريقة لكبح جماح ذاك السلاح؟
محمد توفيق علاوي: الصورة لن تصبح وردية بالشكل الكامل في لحظة من لحظات الزمن وفي تصوري القضية تأخذ وقتاً، وأسميها مرحلة مخاض مثلاً ما بعد الثورة الفرنسية أعقبتها مرحلة الغيلوتين والمقصلة وروبسبير ودانتي وبعدها نابليون ولويس الثامن عشر أي مرحلة مخاض إلى أن استقرت الأمور بعد فترة من الزمن، وطبعاً استقر بعد عشرات السنين آمل أن تكون هذه الفترة تكون أقصر بكثير، هذا الوضع السلبي سيستمر لكن في تصوري تأخذ فترة محددة من الزمن وبعدها يجب أن يتحسن الوضع نأمل انه لن يطول مثل الثورة الفرنسية نأمل بعد سنين أن يتحسن الوضع.
رووداو: كم سنة تتوقع لهذا الوضع أن يستمر في العراق؟
محمد توفيق علاوي: التحسن سيكون بشكل تدريجي لأن كل المرحلة هي مرحلة انحدار منذ 2003 إلى 2021، آمل ان يكون هناك تحسن بعد 2021.
رووداو: نتيجة للانتخابات؟
محمد توفيق علاوي: المواطن العراقي بدأ يعاني من حالة إحباط خطرة ستنعكس على كل الوضع وهذا يولد انه من الممكن أن ينفجر الشعب ففي أول حكومة السيد العبادي خرج المتظاهرون وفرضوا اتخاذ اجراءات حتى مخالفة للدستور وأعضاء مجلس النواب صوتوا على أمور خارجة عن الدستور خوفاً من الشارع لكن صار تلاعب وخرج التشرينيون وتحركوا بقوة لكن للاسف بعض الجهات أفشلت تحركهم لأن الأحزاب السياسية أيضاً دخلوا ضمن التشرينيين، لكن بالنهاية الصوت النهائي هو للمواطن العراقي وللشارع العراقي سيكون هذا الصوت النهائي لهم، في تصوري الآن سيلعبون دوراً، ذكرتها سابقاً أحد رؤساء الوزراء في المنطقة الخضراء أخبرني اذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن قال إنني خائف ان يدخل المواطنون إلى المنطقة الخضراء ويسحبوا هؤلاء السياسيين إلى الشارع، لذلك نأمل من هؤلاء السياسيين أن يتحركوا بالشكل الصحيح إرضاء للمواطنين.
رووداو: حسناً، هل تتوقعون انطلاق التظاهرات مجدداً بعد الانتخابات؟
محمد توفيق علاوي: في تصوري موجود خوف حقيقي في رجوع التظاهرات إذا لم تتحرك الأمور بالشكل الصحيح، هذا الأمر موجود، ففي حال تكررت التظاهرات للمرة الثانية قد يجر خطورة الأمر إلى مواجهات مسلحة، ونطمح أن لا نصل إلى هذه الحال.
رووداو: تقولون إن الناس لن تخرج في مظاهرات إذا سارت الأمور في الاتجاه الصحيح، ما هو هذا الاتجاه الصحيح؟
محمد توفيق علاوي: الطريق الصحيح ان تكون هناك ديمقراطية حقيقية، ونطمح ان تجري الانتخابات بدون تزوير، والمواطن حين يدلي بصوته ينجح الشخص المناسب ليوضع في المكان المناسب، وإنهاء المحاصصة فهي قضية جداً مهمة لأن المواطن حين يشعر أن هذه الحكومة لصالح الأحزاب ضد مصلحة المواطن، ستؤثر حينها بشكل سلبي جداً على مصلحة المواطن ويشعر بأن أمواله تذهب إلى الجهات السياسية، ففي العالم بأسره الطبقة السياسية هي طبقة متوسطة، الأغنياء هم رجال الأعمال، لكن في العراق الأمر معكوس فالسياسيون هم أغنى طبقة، فمن أين لهم هذه الأموال؟ فقد حصلوا عليها نتيجة لوضعهم السياسي.
رووداو: تقول إن السياسيين في الدول الأخرى يستخدمون القطار والميترو في تنقلاتهم، وأنت في العراق سياسي. هل أنت مثل السياسيين هنا أم مثل سياسيي أوروبا؟
محمد توفيق علاوي: نعم بالتأكيد أنا سياسي عراقي، لكنني وقفت في وجه الفساد وقفة قوية، ولحد الآن لا أحصل على مخصصات تقاعد، لكن لدينا كعائلة دور في التجارة والصناعة في العراق، ولذك وضعنا مختلف، لكن أنا لا في السابق ولا في الحاضر أعتمد على أموال الدولة، فالعمولات التي يتلقونها أنا بعيد عنها.
رووداو: لنعد إلى الانتخابات؛ أعلنت الحكومة العراقية إلقاء القبض على مجموعة كانت تنوي تزوير الانتخابات. لم يعلن من هي هذه المجموعة، هل تتوقعون الضغط على أعضاء المفوضية في الانتخابات المقبلة من جانب فصائل مسلحة أو الجهات السياسية والكتل القوية في العراق، لتغيير نتائج الانتخابات؟
محمد توفيق علاوي: نعم بالتأكيد الجهات المسلحة ستستخدم السلاح، والجهات السياسية ستستخدم نفوذها السياسي، لكن عندما يقارب الـ100 مراقب كل مراقب يتوجه إلى المراكز الانتخابية، لكن التزوير يحصل أنه لا تعلن النتائج في نفس اليوم وإنما بعد أسبوعين أو ثلاثة قد تصل إلى شهر أيضاً، فضمن هذه الفترة يقومون هؤلاء الأشخاص في المفوضية بتغيير النتائج حيث يأتي شخص ويمنحهم مبلغاً من المال، كان يعين العضو في البرلمان بـ350 ألف دولار يدفعون لهم مقابل تسقيط مرشح آخر لكن الآن اختلفت الوضعية، ومن الممكن السيطرة على هذه الدوائر وممكن للمرشح في كل دائرة لديها ما يقارب 70 أو 80 أو 100 مركز ولديها 100 مراقب يستطيعون تصوير كل النتائج فهي تكون ظاهرة على كل المراكز وتعلق، لذلك في تصوري هذه المرة سيصعب، وأطمح ان تعلن النتائج في نفس اليوم بحيث لا تتيح الفرصة للتلاعب فيها.
رووداو: هل بالإمكان إعلان النتائج في نفس يوم الاقتراع؟ هل لدى المفوضية مثل هذه الإمكانيات؟
محمد توفيق علاوي: طبعاً لدينا الآلات يمكنها أن تظهر النتيجة مع ذكر كل شخص وعدد الأصوات، ففي كل منطقة انتخابية موجود تقريباً 100 مركز كل منها فيها 4 محطات، بالنتيجة 400 محطة من الممكن ان تحسب النتائج فيها في غضون ساعات، وأتصور سيتحقق ذلك، وهذا مدعاة للمواطنين ان يشاركوا وبسبب تخوفهم من التغيير، لكن لا اجزم ذلك مع احتمالية استخدام السلاح، لكن ستكون النتائج مصورة سيكون من الصعب تغيير النتائج .
رووداو: تقصد أن طريقة عد الأصوات هذه تشوبها نسبة أقل من التزوير؟ وكان هناك مطلب من بعض الجهات بأن يكون العد والفرز يدوياً...
محمد توفيق علاوي: النتيجة الإلكترونية ستكون صحيحة بالتأكيد، لكن الخلل هو في الجانب الالكتروني هو في الحاسبة الرئيسية أي تؤخذ النتائج ويتم التلاعب بها، ولكن في نفس الموقع العد اليدوي سيؤكد ذلك، لكن الخطورة في العد اليدوي اذا استغرق فترة طويلة، كما في السابق استخدموا العد اليدوي حتى يغيروا النتائج، اذا اعلنت في نفس اليوم في تصوري ستكون النتائج صحيحة، لان الشخص الموجود في المفوضية ويريد أن يكسب أموالاً في هذه الحالة يجب أن يتفاوض مع المرشح ويحصل على أموال وهذه تأخذ فترة زمنية طويلة.
رووداو: حسب الاستطلاعات الميدانية منها والإلكترونية، تبين أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستبلغ 35%، وهذه النسبة أدنى في المناطق الشيعية، لماذا؟ في حين أن السلطة في قبضة الشيعة منذ سنوات...
محمد توفيق علاوي: الناس في حالة إحباط لكن 35% أفضل من المرة السابقة حيث كانت حينها أقل من 20% أي أنه الآن ضعف المرة السابقة، ونأمل في الانتخابات التي بعدها ان تزداد النسبة.
رووداو: هل تقصد أن هذا اليأس أكثر في المناطق التي يقطنها الشيعة؟
محمد توفيق علاوي: نعم موجود إحباط من كل الوضع السياسية ليس فقط في الانتخابات.
رووداو: عندما كنت وزيراً للنقل، كان نوري المالكي أحد الأشخاص الذين كنتم على خلاف معهم، كيف هي علاقاتكم الآن؟
محمد توفيق علاوي: لدي بعض الخلافات المبدئية معه لكن بطبيعتي لا أحمل في نفسي أي نوع من الحقد، وجرى بيننا لقاء قبل أسبوعين، وعادت العلاقات بيننا فهذه بالنهاية سياسة.
رووداو: التقيتما قبل أسبوعين، كيف حصل هذا اللقاء؟ وماذا بحثتما؟
محمد توفيق علاوي: تحدثنا عن الوضع السياسي بشكل عام، فيجب أن يكون هناك تقارب بين السياسيين في الوضع الحالي، فمثلما يقول تشرشل أنه ليس هناك لبريطانيا صداقات دائمة وأعداء دائمون وإنما هنالك مصالح دائمة، فمصلحة البلد تستدعي ان يكون بيننا تواصل وتفاهم، ولتفكيري بمصلحة البلد الكبرى يستدعي أن أتواصل مع جميع السياسيين بدون استثناء.
رووداو: لمن كانت المبادرة؟ لأن خلافاتكما بلغت حداً شابَهُ التهديد..
محمد توفيق علاوي: أنا كنت المبادر ، اترك الماضي اشعر أنه توجد مصلحة كبرى للبلد وهذه المصلحة تستدعي أن يكون هناك نوع من التفاهم.
رووداو: لما كان المالكي واحداً من المعارضين لقيامكم بتشكيل الحكومة في 2020، أريد أن أعرف كيف كانت الأوضاع ستبدو اليوم لو أنكم توليتم رئاسة الحكومة؟
محمد توفيق علاوي: هذا الاحتمال يبقى وارداً، ففي كل حال من الأحوال يجب أن يكون لدي تنسيق وتفاهم مع كل الأطراف، لأنني لا أفكر بمصلحة ذاتية إنما بمصلحة البلد الكبرى.
رووداو: لو كنت رئيس الحكومة، هل كنت ستفعل شيئاً مختلفاً مقارنة بما تفعله الحكومة الحالية؟
محمد توفيق علاوي: الكثير، فالبلد مقدم على وضع ومستقبل خطير، أكرر دائماً نحن اقتصادنا ريعي نعتمد على النفط اعتماداً كلياً، فهو يمثل أكثر من 95% من موارد البلاد، النفط في العالم سوف تقل الحاجة إليه بشكل كبير عام 2030 دول العالم أغلبها تقريباً سوف توقف تصنيع وتصدير واستيراد السيارات التي تعمل على الوقود السائل وستعتمد على الطاقة النظيفة، استهلاك النفط في العالم 67 % هو لوقود السيارات، إذا توقف هذا يعني أن العالم سوف يحتاج إلى ثلث الكميات التي يستخدمها الآن هذا يعني أن النفط ستقل كميته، وأيضاً أسعاره ستقل لانها ستصبح هناك منافسة شديدة، الموازنة عندما تأتي وأموال النفط أغلبها لدفع المعاشات، ففي 2030 فقط لدينا ثلث المعاشات، لكن لن يحدث ذلك بلحظة في 2030 بل سيستمر إلى ذلك الوقت، لذلك سنواجه وضعاً لا يوجد فيه موارد لأنه تقريباً 5 ملايين موظف في الدولة ومليونان و800 ألف متقاعد أي حوالي 8 ملايين يعتمدون على الدولة. هؤلاء عندما يصل الوضع بهم أن يأخذوا ثلت معاشهم، سينهار الاقتصاد حينها انهياراً كاملاً والدينار سوف ينهار، هناك خوف كبير من أن ينهار الدينار العراقي والاقتصاد ينهار، في 2017 تحدثت مع مجموعة من الاقتصاديين ومستشارين اقتصاديين لرئيس الوزراء خلال حكومة حيدر العبادي في مؤتمر، واخبرتهم بأننا مقدمون على هذا الأمر وما هو الشيء الذي خططتم له لهذا اليوم، لكنهم غير مخططين، أشعر أن البلد على نار واخاف أن يحترق.
رووداو: هذا يعني أنك كنت ستركز على الجانب التجاري والاقتصادي للبلاد، لو كنت على رأس الحكومة؟
محمد توفيق علاوي: نعم الجانب الاقتصادي جداً مهم ويعكس على عدة جوانب، السياسية والأمنية، لذلك هذه القضية يجب أن تأخذ اهتمامنا الأساسي، ويجب الاهتمام بالجانب الأمني، كالسلاح المنفلت، ففي الجانب السياسي لا زالت المحاصصة، لذلك يجب التذكير بحل هذه الثلاثة جوانب والتي أحدها الجانب الاقتصادي البعيد عن تفكير الناس وتوجهاتهم الأساسية.
رووداو: في العام 2020 ساند كل من السيد مقتدى الصدر والسيد هادي العامري قيامك بتشكيل الحكومة، كيف تتوقع الوضع بعد الانتخابات؟ هل تعتقد أنك ستكون واحداً من الذين سيرشحهم السيد الصدر لتشكيل الحكومة؟
محمد توفيق علاوي: لا أعلم. هذه أمور مستقبلية وتلعب فيها الكثير من القضايا ولا أستطيع أن أتحدث نيابة عن سيادة مقتدى الصدر، ولا نيابة عن السيد هادي العامري، فهناك متغيرات كثيرة حصلت ضمن هذه الفترة. من الممكن أن تسأليهم، لكن أنا لا اتحدث على لسانهم، لكن هدفي هو إنقاذ البلد لأنني أشعر أنه يحترق، ويجب أن نبذل كل جهودنا لإنقاذه، أنا ليس لدي مركز تنفيذي الآن أنا فقط نظمت مؤتمراً، هذا الشيء الذي أستطيع أن اتحرك فيه وذلك بغية تجميع الطاقات العراقية النظيفة النزيهة، حتى في النهاية هذه الطاقات هي التي تسعى لبناء البلد ويمنح الناس الأمل بأنه الطبقة السياسية اذا كان فيها فساد، فموجودون أناس بعيدين عن الفساد، من الممكن أن يحلوا محل الطبقة السياسية القديمة.
رووداو: لكن تشكيل الحكومة هدف لكم وتريدونه؟
محمد توفيق علاوي: أنا شخصياً لا أريد الحصول على المراكز، في المرة السابقة طلب مني، نعم لدي رغبة لبناء وإنقاذ العراق، سواء كنت رئيس الحكومة أو حتى أكون مستشار رئيس الحكومة لنهوض البلد وخروجه من الوضع الاقتصادي والمأساة الامنية والسياسية لان لدينا عدة مشاكل، ولكن هذا الأمر محتمل ووارد، لكن يستحيل أن اقبل أن أكون في منصب رئيس الوزراء وهنالك محاصصة لأنه طالما موجود محاصصة يعني موجود فساد ولا اقبله إطلاقاً، سأكون شريكاً عندما أقبل بالفساد، وشريكاً للوزراء في سرقة أموال الشعب العراقي وهذا لا أرضاه.
رووداو: قلتم في 2020 إنكم وقبل كل شيء لن تقبلوا بالمحاصصة، ولم تتشكل حكومتك. ألا ترون أن ذلك سيكون عقبة في طريقك إن أردت تشكيل الحكومة مرة أخرى ولا يؤدي إلى مشاكل ومعوقات؟ ما الذي تغير منذ 2020 ليجعلكم تظنون أن المحاصصة ستنتهي؟
محمد توفيق علاوي: اذا ظلت مثل وضع 2020 يستحيل ذلك، لن أقبل. ففي 2020 أنا لم أقبل أن أتولى رئاسة الوزراء، وإذا بقي الوضع على ما هو عليه لن أقبل.
رووداو: ما الذي تغير في وقت لا تزال فيه متمسكاً بهذا الشرط؟
محمد توفيق علاوي: أملنا في الانتخابات، لذلك أدعو الأصوات الصامتة أن تشارك لكي يتغير الوضع، إذا بقي الوضع على ما هو عليه يستحيل حينها، في اليوم الذي اعتذرت به عن التكليف قلت لنفسي لن أعود إلى العمل السياسي في العراق، لأن الموجودين أغلبهم فاسدون، لكن بعد أن تركت البلد تواصل معي الكثير من كل المحافظات حتى من دهوك وأربيل والسليمانية.
رووداو: هل هم من السياسيين أم أكاديميون؟
محمد توفيق علاوي: أكثرهم أكادميون، وطلبوا مني بقوة ان آتي إلى العراق واقود العملية السياسية، لذلك غيرت رأيي وعدت إلى العراق وشكلت تجمع المنقذون، وبدأت بالتحرك على العملية السياسية، والآن لدي الأمل أن يتغير الوضع.
رووداو: هل أمام السيد مصطفى الكاظمي فرصة لرئاسة الحكومة مرة أخرى؟ هل تعتقد أن طرفاً ما سيختاره لهذا المنصب؟
محمد توفيق علاوي: كل الاحتمالات واردة. لكن حسب قناعتي لا أظن ذلك.
رووداو: لماذا؟
محمد توفيق علاوي: لانه لم يحقق شيئاً، لا على المستوى الاقتصادي، لأن البلد لا يزال في انحدار، ولم يستطع أن يوجد بدائل عن النفط لذلك نحن مستمرون نحو الانحدار.
رووداو: أليست المشاريع الهادفة لتحقيق بدائل عن النفط طويلة الأمد وستراتيجية بحيث لا يمكن تحقيقها في سنة واحدة؟
محمد توفيق علاوي: لا بالتأكيد، لكن نستطيع أن نضع الخطوة الأولى، ومن بعدها الاستمرار، لكن إذا لم تتخذ الخطوة الاولى هذا يعني أنك لم تسر على هذا الاتجاه.
رووداو: ما هي مآخذكم الأخرى على الكاظمي؟
محمد توفيق علاوي: ثبّت المحاصصة، قسّم الوزارات بين الأحزاب، وكل حزب بدأ يأخذ وزارة، وللأسف الأحزاب كلهم يعملون لمصالحهم الخاصة، لذلك عادت الوزارات كما كانت في السابق، الوزارة تصبح هي نفسها مصدراً لتمويل الأحزاب واستمر هذا الأمر كما هو في السابق. ومن الناحية الأمنية لا يزال السلاح المنفلت موجوداً، ونحن نشاهد يومياً إطلاق صواريخ ويجب انهاء ذلك.
الأمر الثالث وأخبرني به سفير الاتحاد الأوروبي الذي كان معترضاً على حكومة عادل عبدالمهدي بأنه "لن نساعد حكومة عادل عبدالمهدي لسببين هما الفساد و600 متظاهر لم يكشف عن قتلتهم". جاء الكاظمي ووعد بالكشف عن قتلة المتظاهرين، لم يكشف عن قاتل أي واحد منهم ودماء 600 متظاهر ذهبت هدراً، وبالنسبة للفساد أيضاً تكرر بسبب المحاصصة، وبالتالي بعد تسلّم الكاظمي لرئاسة الحكومة في أيار 2020 وضع الاتحاد الأوروبي العراق في حزيران على اللائحة السوداء بسبب الفساد وغسيل الأموال، كان يجب عليه إنهاء الفساد، ولو أنهى الفساد وكذلك المحاصصة سأدعمه بشكل مباشر، للأسف لم يحقق هذين الأمرين.
رووداو: ما هي الجهات التي تمارس الفساد؟
محمد توفيق علاوي: لا أريد أن أذكر الأطراف، ولكن استطيع ان أقول أن الكثير الكثير من السياسيين والأطراف السياسية تمارس الفساد، ولا أريد الدخول في تفاصيل هذا الأمر.
رووداو: سؤالي الأخير عن الانتخابات، ثم سأنتقل إلى موضوع آخر. مهما كانت النتائج في موضوع الانتخابات، هل تعتقدون بحدوث تقارب بين هادي العامري ومقتدى الصدر بعد الانتخابات؟
محمد توفيق علاوي: اعتقد أن الأمور ستتغير، وان لم تتغير بشكل كلي ستتغير بشكل نسبي، سيكون هناك وجود للمستقلين وكذلك وجود للمتظاهرين التشرينيين، ومن المؤمل أن يكون لهم وجود في البرلمان، كما سيقلّ التزوير وذلك سيؤدي إلى تغيير في الوجوه، لذا في تصوري سيحدث تغيير في البرلمان وسيسير الوضع نحو الأفضل.
رووداو: بخصوص فتح وسائرون، أو هادي العامري ومقتدى الصدر، هل تعتقد بأن تقارباً بينهما سيحدث؟
محمد توفيق علاوي: في النهاية المسألة ليست في تقارب أو عدم تقارب، يجب أن يكون هناك توافق في اختيار رئيس الوزراء بين جميع الأطراف وبالأخص بين الأطراف الشيعية، وفي تلك الفترة كان فتح والتيار الصدري يمثلان أقوى طرفين واتفقا فيما بينهم، لكن لا نعلم إن كان الطرفان سيستمران ويزداد عددهم أو ينقص لا نعرف ذلك.
رووداو: ماذا تتوقع؟ مَن مِن الشيعة ستريد أصواته ومَن سيخسر أصواته؟
محمد توفيق علاوي: إن الجهة الوحيدة الثابتة في عددها هي التيار الصدري، التيار لديه قاعدة ثابتة وبالتالي هم ثابتون في عددهم، أما الباقون فستحدث تغييرات كبيرة جداً في اعدادهم بتصوري.
رووداو: أريد أن أعرف رأيكم كشخصية سياسية في تواجد قوات عسكرية أجنبية في العراق؟
محمد توفيق علاوي: تحدثت مع السفير الأميركي ماثيو تولر وقلت له بأن هذه القضية ليست بيدي، كنت ساصبح رئيساً للوزراء والسلطة العليا في البلاد هي البرلمان، واخبرته بان مجلس النواب صوت على إخراج القوات الاجنبية من البلاد ولا أعلم إن كانت البلاد بحاجة لهذه القوات أو لا هذا الشيء تقرره القوات، مجلس النواب صوت على القرار وانا أريد ان اعرف وجهة نظركم بهذا، أجابني بصريح العبارة "نحن باقون لفترة سنتين في العراق" والظاهر الآن من التصريحات الاخيرة ان هذه الحقيقة ثبتت عند ذهاب رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن كذلك تم تثبيتها من قبل إدارة بايدن، لذا أرى بأن هذه المشكلة ستنتهي بخروج القوات الأجنبية بعد سنتين.
رووداو: لم أكن أقصد القوات الأميركية وحدها، فمثلاً هناك قوات تركية في العراق، وإيران شنت مؤخراً هجمات على حدود إقليم كوردستان، كيف يمكن إيقاف تدخل القوات الأجنبية؟ كيف يوضع حد لها في العراق؟
محمد توفيق علاوي: هذا الأمر غير مقبول بأي شكل، نحن لدينا سيادة ولا نقبل أن تتدخل لا القوات التركية ولا أية قوات اخرى في الشأن العراقي أبداً، لا يمكن ان نقبل بهذا الأمر مطلقاً.
رووداو: كيف يتم إيقافها، كيف تمنع تلك القوات من الاستمرار في التدخل في العراق؟ هل هناك خطة وستراتيجية؟
محمد توفيق علاوي: اعتقد أن اول وسيلة هي الحوار، أؤمن بمبدا الحوار والتفاهم السياسي، ومن الممكن الوصول إلى مشتركات تؤدي إلى الاتفاق، لست مع المواجهة ونستطيع ان نحل كل الأمور بالسياسة.
رووداو: كيف هي علاقاتكم مع القيادات في إقليم کوردستان؟
محمد توفيق علاوي: كان لنا لقاء، مؤخراً، مع فخامة الرئيس مسعود البارزاني وكان لقاء مثمراً جداً، تحدثنا عن الكثير من الأمور وكثير من القضايا، وتحدثنا عن التاريخ فنحن لدينا علاقات وتاريخ مع فخامة الرئيس، كذلك تحدثنا عن مستقبل البلد وكثير من الأمور الأخرى، وواحدة من أهم القضايا التي أؤكد عليها أخبرني بها الرئيس بارزاني وقال: "نحن نريد ان نكون شركاء في حكم البلد" وانا أخبرته بأنني مع ذلك، وهو طرح قضية أخرى حول مشكلة صرف رواتب الموظفين في الإقليم، فأكدت له أن هناك جانب رئيس الوزراء وجانب سياسي، في الجانب السياسي يمكن أن اختلف معه وهذا أمر وارد، لكن عندما اكون في موقع رئيس الوزراء فهذا يعني أنني في موقع الأبوة لكافة أفراد الشعب العراقي، ومن يكون في هذا الموقع لا يجوز له أن يفرق بين أي طرف من أطراف الشعب العراقي، لم اخبره بذلك مجاملة لكن هذا مبدأي وهذه هي القيم التي أؤمن بها.
رووداو: حول مسألة حقوق الكورد في العراق، عرضت رئاسة إقليم كوردستان قبل سنة 55 مادة دستورية لم تطبقها العراق، هل ترى أن العراق حرم الكورد حقوقهم؟
محمد توفيق علاوي: المادة 55؟
رووداو: 55 مادة دستورية.
محمد توفيق علاوي: 55 مادة.
رووداو: يقول إقليم کوردستان إنها لم تنفذ. لم ينفذها العراق وهي ترتبط بحقوق الكورد. هل ترى أن الكورد نالوا حقوقهم؟
محمد توفيق علاوي: أكدت في البرنامج السياسي الذي طرحته على أنه يجب حل جميع المشاكل السياسية حلاً جذرياً، وهذه قضية أساسية، لست مع تعليق المشاكل ولا مع الازدواجية في المواقف، لكن يجب طرح المشاكل على بساط النقاش وحلها بالحوار، عندما تصبح هناك نفس عدائية وانتقامية تفسد الأمور، وذلك حدث كثيراً في الفترات السابقة. آمل أن تحلّ جميع المشاكل في المستقبل القريب.
رووداو: لم تجب على سؤالي. هل ترى أن الكورد نالوا حقوقهم في العراق أم لا؟
محمد توفيق علاوي: إذا تحدثنا تاريخياً نجد أن الكورد ظُلِموا وتعرضوا لعملية الإبادة الجماعية في زمن النظام السابق، الآن توجد خلافات وليست لدينا دقائق الأمور حول تفاصيلها، لكن أرى ان لكل طرف وجهة نظر معاكسة للطرف الآخر، انا مع ان تطرح كل الأمور على بساط البحث، وليس مقبولاً أن يكون هناك طرف ظالم وطرف آخر مظلوم.
رووداو: الخلافات بين العراق وإقليم كوردستان عديدة، على الموازنة، النفط، المادة 140، كركوك، كيف ترى الحل لهذه المشاكل وخاصة مشكلة كركوك؟
محمد توفيق علاوي: اعتقد ان لدينا الدستور هو المرجع، وهو الوثيقة الوحدية الموجودة لدينا في الوقت الحالي وهي متفق عليها من قبل جميع أطراف الشعب العراق، وبالتالي يجب أن تحلّ كل المشاكل طبقاً للدستور، وأنا أيضاً مع إجراء تعديلات دستورية وان تجري هذه التعديلات باتفاق كل أطياف الشعب العراقي، ويجب إجراء نوع من الحوار لإجراء التعديلات الدستورية. لكن بالنهاية يجب أن تكون لدينا وثيقة مرجعية لحلّ المشاكل والخلافات وهذه الوثيقة هي الدستور.
رووداو: بخصوص مسألة الموازنة وحصة إقليم كوردستان من المستحقات المالية للعراق، كيف يمكن حل هذه المشكلة؟ هذه المشكلة تبرز كل سنة، كيف يمكن حلها؟
محمد توفيق علاوي: حقيقة، تحدثنا مع فخامة الرئيس خلال لقائنا مؤخراً، واخبرته بأننا نشاهد تطوراً كبيراً يشهده إقليم كوردستان وأربيل، وأن الوضع في باقي مناطق العراق مأساوي، وقال: "نحن نأخذ 17% من الموازنة العامة، ماذا حلّ بالـ 83% الباقية من الموازنة؟" وقلت نحن أيضاً لا نعلم اين ذهبت هذه الأموال، وللأسف هذا واقع موجود لدينا، وبتصوري أن يكون هناك عدالة في التعامل مع هذه القضية وجميع الخلافات الأخرى، يجب على كل طرف أن ياخذ حقه.
هناك قضية أخرى، قبل ما يقارب 10 سنوات جرى استفتاء في اسكتلندا للانفصال عن بريطانيا، وتم حينها طرح قبول الاستفتاء في حال مشاركة 50% من الشعب الاسكتلندي وتصويت أكثر من 50% منهم بالانفصال، لكن لم يشارك منهم سوى حوالى 20% وذلك لأن الشعب الاسكتلندي لا يشعر بتمييز يمارس بينهم وبين باقي الشعب البريطاني، وأنا أريد أن نصل في العراق إلى هذا المستوى، ان يشعر المواطن بعدم وجود اي فرق أو تمييز بينه وبين باقي المواطنين، وان لا يوجد مواطن مميّز عن آخر، وعندما يتحقّق ذلك سيعيش الجميع كأخوة في البلد الواحد، ونحن في العراق خصوصاً نحتاج إلى تكاتف الشعب من اجل بناء العراق وتطوير اقتصاده.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً