شيخ عشائر الكورد في حماة لرووداو: 700 ألف كوردي بالمحافظة و70 ألفاً في حمص

18-02-2025
نالين حسن
 مهدي العلي شيخ عشائر الكورد في حماة وريفها والمنطقة الوسطى
مهدي العلي شيخ عشائر الكورد في حماة وريفها والمنطقة الوسطى
الكلمات الدالة الكورد حماة حمص
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد مهدي العلي، شيخ عشائر الكورد في حماة وريفها والمنطقة الوسطى، أن الوجود الكوردي في المنطقة يعود إلى آلاف السنين، مشيراً إلى أن الكورد يشكلون نسبة كبيرة من سكان حماة وريفها، حيث يبلغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، بالإضافة إلى 70 ألفاً في حمص.

وقال مهدي العلي، في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية إن الأوضاع الأمنية مستقرة إلى حد كبير، لكن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على حياة المواطنين، مؤكداً أن الكورد في الداخل السوري يسعون للحفاظ على هويتهم وحقوقهم، وسط تساؤلات حول مستقبلهم في المرحلة المقبلة.

كما شدد على ضرورة توحيد الصف الكوردي، معبراً عن أمله في أن يتمكن الكورد من المشاركة الفاعلة في بناء سوريا الجديدة، مشيراً إلى أهمية احترام الحقوق المتساوية بين جميع مكونات المجتمع السوري.

وأدناه نص المقابلة:

رووداو: كيف وصل أجدادكم إلى مدينة حماة؟ وما هو تاريخ الوجود الكوردي في المنطقة؟

مهدي العلي: الكورد موجودون هنا منذ زمن جدنا صلاح الدين الأيوبي، والحقيقة أننا المالكون الأصليون لهذه الأراضي منذ القدم، أي منذ آلاف السنين.

رووداو: كم يبلغ عدد الكورد حالياً في مدينة حماة والمنطقة الوسطى بشكل عام؟

مهدي العلي: في حماة وريفها، يبلغ عدد الكورد حوالي سبعمائة ألف نسمة، بينما في حمص يقارب العدد سبعين ألفاً.

رووداو: كم عدد القرى الكوردية في محافظة حماة؟ وأين تقع بالتحديد؟

مهدي العلي: معظم الريف الحموي يضم قرى كوردية بالكامل، كما أن المكون الكوردي متداخل في معظم القرى. في مدينة حماة، يشكل الكورد حوالي 65 إلى 70% من السكان.

رووداو: وهل يعترفون بقوميتهم ككورد؟

مهدي العلي: بالطبع.

رووداو: أم أن لهم جذوراً كوردية لكنهم لا يعترفون بها الآن؟

مهدي العلي: لا، نحن كورد ونفخر بذلك، ولكن بسبب نظام الحكم السابق، كان من الصعب علينا التصريح علناً بأننا كورد.

رووداو: قلت إن أغلب القرى في ريف حماة هي قرى كوردية، هل تقصد الريف الغربي فقط أم ماذا؟

مهدي العلي: أقصد أن غالبية الريف الحموي فيها قرى كوردية، وهناك قرى أخرى تحتوي على مكون كوردي جزئي، لكن ليست جميعها ذات أغلبية كوردية.

رووداو: كيف هي أوضاع الكورد في هذه المنطقة من الناحية الثقافية والاجتماعية والسياسية؟

مهدي العلي: تعرضنا خلال الخمسين إلى خمسة وخمسين عاماً الماضية لضغط شديد وتهميش كامل، حيث كنا محرومين من حقوقنا الأساسية. بالتأكيد، عند دراسة التاريخ السياسي السوري، نجد أن العديد من القادة السياسيين الذين أسسوا الدولة السورية كانوا من حماة، مثل أديب الشيشكلي، وعبد الحميد السراج، وعائلة البرازية، والحوراني.

رووداو: من أصول كوردية أيضاً؟

مهدي العلي: نعم، بالتأكيد، كانت هناك سياسة ممنهجة لتغييب هؤلاء الأشخاص وتشتيتهم، وكان المكون الكوردي هو الأكثر تضرراً. منذ خمس سنوات، بدأنا التفكير بضرورة تأسيس كيان يمثلنا، فاستطعنا توحيد العشائر الكوردية، وتمكنا من الترشح لانتخابات مجلس الشعب، في واحدة من أصعب المعارك الانتخابية. لم يحصل الكورد على أي مقعد برلماني منذ خمسة وخمسين عاماً، لكننا تمكنا العام الماضي من الحصول على مقعد مستقل، وكان ذلك انطلاقة جيدة.

لكن الحقيقة أن الأوضاع حالياً ضبابية، ولا نعلم مصير الكورد في الداخل خلال المرحلة القادمة، وهل سيتم تحييدنا كما فعل النظام السابق.

رووداو: هل تعرضتم لأي أذى أو هجوم بعد سقوط الأسد؟

مهدي العلي: في الحقيقة، لا، لكن هناك ضغوطات على بعض الشخصيات الكوردية، ومنهم أنا، لأننا كنا محسوبين على النظام سابقاً.

رووداو: ماذا يطلبون منكم؟

مهدي العلي: أفضل عدم الإجابة على هذا السؤال.

رووداو: هل أنتم ممثلون في هيكلية الحكومة المحلية في محافظة حماة؟

مهدي العلي: لم يتم استشارتنا في أي أمر، وحالياً لا.

رووداو: هناك أنباء تتحدث عن دعوتكم لحضور مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في دمشق، هل هذا صحيح؟

مهدي العلي: لم يصلنا أي شيء بهذا الخصوص.

رووداو: وهل كنتم مشاركين في الجلسة التشاورية التي جرت منذ يومين في محافظة حمص؟

مهدي العلي: لا، لم نتلقَ أي دعوة.

رووداو: أقصد، هل شاركت العشائر الكوردية في محافظة حمص؟

مهدي العلي: لا، لم يشارك أحد.

رووداو: كيف هي الأوضاع الأمنية والخدمية في المناطق الكوردية في سهل الغاب؟

مهدي العلي: الوضع الأمني مستقر للغاية في هذه المرحلة، رغم أن الأمور كانت مضطربة في البداية بسبب تداخل القرى بمكوناتها المختلفة، لكن بعد دخول الهيئة وإدارة العمليات، استقر الوضع بنسبة 95%.

أما الوضع المعيشي، فهو صعب للغاية، حيث يعاني الناس أوضاعاً اقتصادية سيئة جداً، وهذه مرحلة انتقالية صعبة، ولكننا نأمل أن يتحسن الوضع مع مرور الوقت.

نحن ككورد في المنطقة الوسطى، وكذلك كجزء من كورد حلب، قمنا بتأسيس تكتل سياسي مع الكورد السوريين في الداخل. نؤكد دائماً أننا سوريون أولاً وأخيراً، ونقف مع من يخدم مصلحة سوريا. كما نرفض الاستقواء بالأطراف الخارجية ضد أبناء وطننا.

رووداو: هل لديكم قنوات تواصل مع الإدارة الذاتية أو الأحزاب السياسية الكوردية؟

مهدي العلي: بعد سقوط النظام، أصبح هناك تواصل محدود، لكنه ضمن إطار وطني، وهدفنا هو حقن الدماء وتوحيد الصف الكوردي لما فيه مصلحة جميع السوريين.

رووداو: وما هي مطالبكم من الإدارة السورية الجديدة؟

مهدي العلي: نريد حقوقنا كمكون سوري، فأنا كوردي وعانيت بما فيه الكفاية، وأطالب بحق كل السوريين، وليس فقط الكورد. نحن نريد العيش بكرامة وأمان، ونريد أن نأخذ حقوقنا المشروعة بعيداً عن الحروب والصراعات التي يدفع ثمنها الفقراء وحدهم.

رووداو: كيف يمكن صيانة هذا الحق الكوردي في سوريا الجديدة؟

مهدي العلي: عبر توحيد الصف الكوردي، فإذا كنا متحدين، سنأخذ حقوقنا وسنشارك في بناء سوريا، لأن الاحترام المتبادل بين الجميع هو الحل الأمثل.

رووداو: هل هناك مجلس معين ينسّق بينكم وبين الأحزاب السياسية أو الإدارة الذاتية؟

مهدي العلي: لا يوجد أي مجلس تنسيقي حالياً. نحن 14 عشيرة كوردية في محافظة حماة، ولسنا خبراء في السياسة، لكننا نملك خبرة واسعة في التعايش المشترك. قدمنا صورة إيجابية عن المكون الكوردي، وكنا فاعلي خير لمساعدة الجميع.

رووداو: هل هناك تنسيق مستقبلي بينكم وبين الإدارة الذاتية أو المجلس الوطني الكوردي؟

مهدي العلي: لا يوجد شيء ملموس حتى الآن، لكن الإدارة الذاتية أبدت استعدادها للحوار والتنسيق معنا. نحن منفتحون على أي تعاون وطني يخدم الجميع.

رووداو: هل لا تزال العائلات الكوردية في حماة تتحدث اللغة الكوردية؟

مهدي العلي: في بعض القرى الريفية، لا يزال الناس يتحدثون الكوردية، لكن معظم كورد الداخل باتوا مستعربين بسبب سياسات الحكم السابق.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

ماتياس بابنديك وبيام سربست

مرشح عن "SPD": ألمانيا تحتاج للمهاجرين لتعويض 400 ألف مغادر لسوق العمل سنوياً

أكد عضو البرلمان الألماني والمرشح عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، أن ألمانيا بحاجة إلى مزيد من المهاجرين لسد الفجوات في سوق العمل، مشيراً إلى أن 400,000 شخص يغادرون سنوياً سوق العمل، في حين أن عدد الوافدين الجدد غير كافٍ لسد هذا النقص.