جيمس جونز: لا أدعم انفصال الكورد

15-03-2015
رووداو
الكلمات الدالة جيمس جونز
A+ A-

رووداو – واشنطن 

الجنرال جيمس ال جونز، جنرال أمريكي، تولى مناصب عسكرية قيادية مهمة، له تجربة مع سكان اقليم كوردستان عندما تولى مهام تتعلق بالإغاثة في التسعينيات.

شارك في حرب فيتنام، وقاد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، قبل أن يعين موفدا خاصا للولايات المتحدة لشؤون الأمن في الشرق الأوسط.

في عام 2012 عين رئيسا للمجلس التجاري الكوردي الامريكي، الذي هو عبارة عن مجموعة استثمارية امريكية في كوردستان.

وقد أجرت شبكة رووداو الاعلامية مقابلة مع الجنرال جونز، وأدناه نص الحوار: 

رووداو: كيف دخلت في المشكلة الكوردية؟.

الجنرال جونز: تجربتي مع كوردستان تعود إلى عام 1991، عندما تم تكليفي بواجب، بعد حرب الخليج شاركنا في حملة لانقاذ الكورد مع 25 ألف عسكري دولي كان غالبيتهم أوروبيون، واستغرقت عدة أشهر، عندما التجأ الكورد إلى الجبال خشية استهدافهم بالسلاح الكيمياوي والبايولوجي من قبل نظام صدام حسين، كان هذا أول اختلاط لي مع الكورد، ومنذ ذلك الحين وأنا اكن لهم الود.

وعندما حان الوقت لأترك البيت الابيض لعمل آخر، فكرت في أن الكورد كانوا حليفا جيدا لامريكا في كل الاوقات، وفي الحرب العراقية عام 2003 قدموا لنا مساعدة ملحوظة، كنت أرغب في المساعدة في اعمار العراق، الذي تعد كوردستان مثالا له، والآن على الرغم من ظهور داعش في المنطقة إلا أن هناك حلولا اقتصادية طويلة الامد تلوح في الافق، لكن الوضع أصعب من السابق.

رووداو: هل تدعم مطلب الكورد في الاستقلال؟.


الجنرال جونز: لا أدعم انفصال الكورد، فهذا الامر لن يعود بالنفع على الكورد لا الآن ولا على المدى البعيد، بعد النتائج غير المرجوة المتمخضة عن سياسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، آمل أن تكون هناك رؤيا أوسع لدى حكومة العبادي حول مستقبل العراق، قد يكون أحد الحلول اقامة ثلاثة اقاليم مستقلة متصلة بحكومة مركزية، هذا هو المسلك الذي انتهجناه، لكن من الذي يعرف ماذا سيحدث في المستقبل، بعض المشاكل الامنية تشكل عاملا ضاغطا، لكنني اعتقد أنه اذا استطعنا مع الحكومة العراقية الجديدة ايجاد حل فإنهم سينفذون ما يقولونه، وأرى أننا سننجح.

رووداو: ما مدى ثقتك بقدرة الجيش العراقي على استعادة الموصل من قبضة داعش؟.


الجنرال جونز: أنا واثق من استعادة الموصل، لكن يجب عدم المباشرة بذلك قبل التأكد من النتائج بشكل واضح، هذا يحتاج وقتا، كما يجب أن نعرف كيف تجري التطورات في عمليات تكريت، كعديد القوة، فالجيش العراقي استقدم ثلاثة أضعاف داعش، وهذا كاف لادارة العملية، ثم ستكون هناك حاجة إلى قوات برية، لست واثقا من أين تأتي هذه القوات لكن داعش سيفشل في النهاية.

رووداو: ما هو رأيك بردود أفعال الرئاسة الامريكية ضد داعش؟.


الجنرال جونز: أرى أنها كانت خاطئة، لم يكن لديها رد فعل قوي عندما تجاوز الرئيس السوري بشار الاسد الخطوط الحمراء (التي وضعتها ادارة اوباما حول استخدام السلاح الكيمياوي)، العديد من حول العالم كان لهم مواقف غير مفرحة حيال الامر، اعتقد أنه كان من الخاطئ أن تعلن امريكا عدم ارسالها قوات برية، انت لا تستطيع ارسال نيتك شن عملية أو لا عبر جهاز تلغراف، هذا ليس عملا ذكيا، وإذا لم تكن تنوي ارسال قوات برية لا يجوز اعلان ذلك لانه سيرفع من عزيمة العدو.

اعتقد أنه كانت لدينا خطوات خاطئة في سياستنا الخارجية ايضا وهناك محاولات لتصحيحها الآن، معلوم أنه تم ارسال قوات برية، قد لا تشارك في القتال لكن تم ارسالها، وأنا خلال تلك الفترة كنت اعتقد أن الهجمة الجوية ليست كافية بمفردها لايجاد حل سريع لمشكلة داعش.

كل ما نأمله التقدم حتى حين القضاء على داعش بالكامل عبر قوات ارضية فعالة ودعم جوي، أعتقد أن هذه مسألة استراتيجية، يجب التعامل معها من الناحية التكتيكية، ومن ثم المشاركة الفعالة في هذه الحرب لايصال رسالة إلى جميع الذين يستلهمون من داعش في العالم باسره.

رووداو: بلا شك، أفضل تكتيك في سوريا هو دعم الاسد لافشال داعش؟.


الجنرال جونز: في الحقيقة لست متأكدا، لكن بعض الامور التي تحدث مفرحة، اعتقد أن امريكا وتركيا بامكانهما التوصل لاتفاق مشترك حول سوريا، إذا كنت تريد وجهة نظري حول ما يجب فعله في سوريا فأنا اقول: كان يجب اقامة منطقة عازلة للاجئين في شمالي سوريا بعدما تم تجاوز الخطوط الحمراء لاستخدام السلاح الكيمياوي، وبمشاركة قوات دولية كامريكا وتركيا، وهذا من شأنه مساعدة الاردن في تقليص حجم اللاجئين اليه، وفي هذه الحالة سيفقد الاسد بعضا من بلاده بسبب استخدام اسلحة الابادة الجماعية، فذلك الجرم الخطير لم تتم اتخاذ خطوة للمحاسبة عليها حتى الآن.

أنا أعتقد أن استراتيجية تطهير العراق من داعش والذي نريد فعله في سوريا يحققان تقدما جنبا إلى جنب، وباعتقادي يجب أن لا نتوقف في العراق.

رووداو: كيف تقيم المفاوضات الجارية حول برنامج ايران النووي؟.


الجنرال جونز: تجربتي مع ايران تخبرني بأنه يجب التوثق من مدى حفظ هذه الدولة لوعودها قبل الاتفاق معها، العقوبات الاقتصادية ألحقت ثقلا بايران وهو ما دفعها إلى الجلوس على طاولة التفاوض، وأنا افتخر بكوني واحدا من الذين حددوا تلك العقوبات، ارى أنه يجب أن لا نطالب باتفاق مع ايران مالم تكن هناك ضمانات.

رووداو: هل أنت قلق من أن يسمح الاتفاق لايران بأن تمتلك خزينا نوويا كبيرا؟.


الجنرال جونز: في تاريخ تطور السلاح النووي، غالبية الدول التي استخدمت السلاح النووي فهمت بسرعة أنها بمجرد استخدامه ستكون في مواجهة فورية جدية، ولولا خوفها من هذه المواجهة لكانت غالبيتها قد استخدمتها. 

أنا افهم قلق ومخاوف اسرائيل، لكني اعتقد –وقد أكون مخطئا- أن فرص اندلاع حرب نووية بين ايران واسرائيل ضئيلة، الولايات المتحدة لن تسمح بذلك ابدا، من المهم أن تفهم ايران أن الولايات المتحدة مصرة على حماية اصدقائها وحلفائها.

رووداو: إلى أي مدى يوافقك المجلس التجاري الكوردي الامريكي في رؤاك حول استتباب المنطقة؟.

الجنرال جونز: أعتقد أن المشاركات في القرن الواحد والعشرين مختلفة عن القرن الماضي الذي كان جزءا كبيرا من المشاكل تحل فيه عبر استخدام قوة عسكرية، الحرب الباردة لم تكن حرب اطلاق النار بل كانت حرب قيام جهة بحفظ موازين القوى العسكرية والقدرات الاقتصادية على حساب الجهة الاخرى، افشال الراديكالية يحتاج إلى اتحاد ثلاث مقومات: الامن، التطور الاقتصادي والاداري، وسلطة القانون، وهذا الاتحاد بامكانه احداث تغييرات في بعض المناطق التي تشهد مشاكل في العالم.

منظمة مثل المجلس التجاري الكوردي الامريكي، على الرغم من صغرها وأعمالها في المناطق الصغيرة، لكن لديها استراتيجية، مع هذا هناك تساؤلات حول ما يمكن فعله إذا وقف اطلاق النار ولم يبق داعش، نحن باجة إلى خطة لمراجعة الوضع الاقتصادي، والاستخدام الامثل للطاقة، ودعم الاقتصاد، وتربية الشباب وتوعيتهم حول داعش والمجاميع الراديكالية.

اذا اقتصر الامر على استخدام القوة العسكرية على مدى قصير ومن ثم الانسحاب، عندها سنزيد من اعدائكم، ثم أن العراق كبلد واحد موحد أفضل من أن يكون في صراع لا متناهي بين سلسلة من العشائر والقبائل.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب