رووداو ديجيتال
ترى النائب اللبناني المستقل بولا يعقوبيان، بأن "الحرب الاسرائلية ضد لبنان ستكون حرباً طويلة وغير معروفة الأهداف للاسف، واسرائيل لن تعلن عن أهدافها، غير إعادة مستوطني شمال اسرائيل وأمنهم وغير ذلك".
بولا يعقوبيان أعربت في حوارها مع شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (14 تشرين الأول 2024)، عن خشيتها من اندلاع الحرب الاهلية، قائلة إن "أكثر ما أخاف منه اليوم هو الكابوس الابشع والاصعب، ليس هجوم اسرائيل الذي اصبح واقعا في حرب مفتوحة، بل إن الكابوس الاسود والاسوأ هو العودة الى الحرب الاهلية".
النائب بولا يعقوبيان، هي اول لبنانية حازت على أصوات الناخبين ووصلت الى مقاعد البرلمان اللبناني في أيار 2018 بصفتها مستقلة ومعارضة، وما زالت، ولم يعرف عنها اية ميول طائفية، فهي تنتمي الى لبنان وتدافع بقوة عن الشعب الليناني.
استهلت حياتها المهنية مبكرا في حزيران 1995 وهي في سن السابعة عشرة في محطة ICN اللبنانية، تلفزيون لبنان في قسم الاخبار ثم تسلمت مركز سكرتيرة التحرير في الاخبار الإقليمية والدولية في القناة نفسها، كما قدمت في الوقت عينه برنامجا سياسيا حمل اسم "السلطة الرابعة"، قبل ان تعمل بمحطات فضائية مهمة اخرى، منها: إم تي في اللبنانية وشبكة راديو وتلفزيون العرب، وقناة الحرة وتلفزيون المستقبل.
وفيما يلي نص الحوار:
رووداو: إلى أين تذهب الاحداث الراهنة في لبنان؟
بولا يعقوبيان: نحن فعليا ندخل الآن إلى المجهول في ظل ادارة اميركية لا تحرك ساكناً، وإسرائيل لا ترد في الأصل على الادارة الاميركية، ومحليا غياب كامل للدولة اللبنانية التي هدمتها أحزاب السلطة للأسف، ومشكلة لبنان أنه يواجه عدواً متوحشاً لا حدود لشهية القتل عنده وإجرامه، وللأسف لا توجد عندنا إمكانيات للمواجهة والصمود في ظل أسوأ ازمة اقتصادية مالية يمر بها لبنان منذ سنوات. لبنان المدمر مطلوب منه اليوم الكثير من المسائل ان يواجها وهو بلا امكانيات المواجهة.
سيناريو الحرب الاهلية
رووداو: هل تعتقدين بأن هذه الحرب ستؤثر على الوحدة الوطنية اللبنانية؟
بولا يعقوبيان: إن اكثر ما أخاف منه اليوم هو الكابوس الابشع والاصعب، ليس هجوم اسرائيل الذي اصبح واقعا في حرب مفتوحة، الكابوس الاسود والاسوء هو العودة الى الحرب الاهلية ومن المؤكد ان اسرائيل ستعمل بكل ما في وسعها لاشعال اقتتال لبناني لبناني داخلي، لذلك نحن نحذر ونعلي الصوت ونناشد اهلنا بان يتصرفوا بحكمة ودراية وبعد النظر ان لا ننجر الى خلافات ومشاكل داخلية. من السهل جدا اليوم اشعال الفتنة في اي مكان بلبنان، هناك للاسف طائفة باكملها تشعر بانها مهجرة ومتروكة ومجروحة، بعض من هذه الطائفة مثلنا لم يكونوا يريدوا هذه الحرب بل فرضت عليهم، والبعض من هذه الطائفة لديهم انتماءات مختلفة ليست كلهم مع حزب الله، مع ان جزء كبير منهم مع الحزب، وبغض النظر عن هذه الاختلافات فانا اليوم ادعوا اللبنانيين جميعا للتضامن والوقوف صفا واحدا بوجه العدو الاسرائيلي المعروف بهمجيته، هذا ما علينا فعله، لقد كنت وما زلت من الاصوات التي حذرت وعلى مدى طويل واحذر من ان نعيش هذا السيناريو وقلنا الكثير لحزب الله وطالبناه بالعقلنة واللبننة والعودة الى مصلحة لبنان وليست تنفيذ اجندة ايران، ولكن كل هذا الكلام اليوم لا ينفع، ما ينفع هو رص الصف الداخلي ومنع الفتنة والاقتتال الداخلي هذا اهم تحدي يواجهنا.
رووداو: تعتقدين بأن إيران سحبت أو خففت من دعمها لحزب الله اليوم؟
بولا يعقوبيان: ايران لم تسحب تأييدها لحزب الله، بل العكس، ايران اليوم بغياب القيادات اللبنانية لحزب الله، خاصة السيد حسن نصر الله، فهي من تدير الحزب وتدير الحرب مباشرة. لم يعد اليوم وجود للهامش اللبناني الذي كان يمثله حسن نصر الله الذي كان صاحب قرار فيما يخص النفوذ الايراني في المنطقة وليس في لبنان فحسب بل في اليمن والعراق والبحرين، كان لقراراته صدى مسموعا ومؤثرا لدى القيادة الايرانية ومؤثرا وبغيابه اصبح الايراني هو من يدير حزب الله وهذه الحرب مباشرة، اظن ان هذا واضح تماما بان لبنان تحول الى الجبهة المتقدمة لايران وهذه الصواريخ التي مولتها طهران منذ سنوات ستدافع عن المصالح والاجندة الايرانية وليست عن الاجندة او المصالح اللبنانية.
العراق نقطة الضوء
رووداو: هل تشعرون ان الدول العربية والغربية غدرت بلبنان ؟
بولا يعقوبيان: لا أظن ان هنالك دول غدرت بلبنان، لبنان غدر بنفسه للاسف، ولبنانيين اخوة لنا في هذا الوطن غدروا بالوطن، اضافة الى الغدار الاكبر نيتنياهو واسرائيل، على العكس تماما الدول العربية تقف الى جانب لبنان ، والعراق الشقيق هو من اكثر الدول العربية التي تساعد لبنان، يعني اذا بعد عندنا (شوية) نور وضوء فهو بفضل العراق وكل الشكر للدول العربية التي ساعدت لبنان للتخفيف من هذه الازمة.
أما الدول الغربية فهي تحاول ايجاد حل ما..وكل الدول لها مشاكلها، الولايات المتحدة غائبة عن الساحة بشكل دائم نحن على مقربة من الانتخابات الرئاسية الاميركية ، التي يتدخل فيها تاثير دولي لحسم الرئاسة لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب او مرشحة الديمقراطي كامالا هاريس، البعض يعتقد ان هاريس هي مرشحة ايران المفضلة بينما اسرائيل تريد ترامب، بوتين اليوم هو الاخر منحاز الى ترامب بينما الصين ترغب بفوز هاريس، الموضوع معقد وتوقيت هذه الحرب لعين جدا بحق لبنان، لا احد متفرغ، اوربا مشغولة بحرب ضروس بين اوكرانيا وروسيا اضافة الى مشاكلها الداخلية، وبالنتيجة لبنان متروك لوحده وفي نفس الوقت هناك اهتمام بان لا تصبح هذه الحرب اقليمية او قد تتوسع لتصبح عالمية ربما وما يجري هنا لا يبقي شيئا على الارض.
التراجع التكتيكي
رووداو: هل تعتقدون بان اسرائيل سوف تجتاح لبنان بريا، خاصة في الجنوب؟
بولا يعقوبيان: اسرائيل بدأت فعليا بهجومها البري واجتياح جنوب لبنان. هنالك تصد لهذه الهجمة، انا كنت على التلفزيون من يومين وسالت لماذا لا يقوم لبنان بالتراجع التكتيكي الذي يتحدث عنه خامنئي ، المرشد الايراني الاعلى، الذي تحدث عن التراجع التكتيكي والصبر الاستراتيجي لماذا هذه التعابير تصح في حالة ايران ولا تصح في حالة لبنان المنهك اصلا، لذلك هنا اناشد العالم وقد اضيف ايران ايضا واقول ان التراجع التكتيكي قد يحمي بعض القرى في جنوب لبنان، ويحمي ما تبقى من حجر وبشر صامد في ارضه ولا اعتقد ان الاستمرار في هذه الحرب سيؤدي الى اية نتائج سوى المزيد من القتل والدمار وهذه من مصلحة اسرائيل، فهل يتم التفكير مليا بالرد على محاولات اسرائيل اليوم بهذا الوهن والضعف الذي يعاني منه لبنان بسبب المافيا الحاكمة؟ كل هذه الاسئلة يجب ان تكون على الطاولة ويجب ان نحصل على اجوبة شافية، لم نعد في جبهة إشغال او اسناد بل اصبحنا في جبهة مفتوحة على مراعيها، نحتاج اليوم من يسند الجبهة اللبنانية .. السؤال الكبير الآن هو من يدير هذه الحرب وكيف تدار وما هي المصلحة اللبنانية خاصة النازحين واهل الجنوب؟
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً