رووداو ديجيتال
أكد محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، أن الوفد الذي يزور واشنطن، وجد "تفهماً كبيراً و"استعداداً للعمل المشترك في سبيل تسهيل وتوسيع منافذ التحويلات الخارجية، وكذلك توسيع الفئات المشمولة بعملية التحويل".
وقال محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، إن السعر الرسمي لصرف الدولار يجب ألا يتجاوز 1320 دينار، منوّهاً إلى أنه مع الإجراءات والتعليمات التي صدرت والتي سوف تصدر "لن نجد هناك سبباً للدفع بأكثر من السعر الرسمي".
واعتبر أن النظام الجديد للتحويلات "سيحرر المصارف من مشكلة القلق بشأن ما تقوم به من تحويلات خارجية".
بشأن القيود الأميركية على البنك المركزي العراقي، قال العلاق: "الحقيقة لم نجد أية قيود على عملية التحويل الخارجي، مادامت الأغراض ومصادر الأموال مشروعة".
يشار إلى أن وفداً عراقياً برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، وصل إلى واشنطن يوم الأربعاء (8 شباط 2023)، وبدأ في اليوم التالي اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين، حيث عقد عقد سلسلة اجتماعات مع وزارتي الخزانة والخارجية وموسسات أميركية أخرى.
أدناه نص المقابلة:
رووداو: ما هي نتائج اجتماعاتكم مع وزارة الخزانة والفيدرالي الأميركي؟
علي العلاق: الهدف من الزيارة والمباحثات التي تمت، هو كيف يمكن للنظام الجديد للتحويلات الخارجية، أن يكون إطاراً يستوعب هذه العمليات بقدر كبير من المرونة والانسيابية، وفتح قنوات للتحويل الخارجي عبر مصارف موثوقة عالمياً، يكون الغرض منها هو عدم تأثير المنصة على التحويلات الخارجية، وعلى العكس، كي تكون العملية سهلة وتجري بانسيابية، كي لا تخلق مشكلة بين العرض والطلب. وقد وجدنا تفهما كبيراً في هذا الإطار، واستعداداً للعمل المشترك في سبيل تسهيل وتوسيع منافذ التحويلات الخارجية، وكذلك توسيع الفئات المشمولة بعملية التحويل.
رووداو: هل هناك أي قيود على البنك المركزي العراقي من قبل وزارة الخزانة والفيدرالي الأميركي؟
علي العلاق: في الحقيقة لم نجد أية قيود على عملية التحويل الخارجي، مادامت الأغراض ومصادر الأموال مشروعة، ليست هناك أي قيود مفروضة على عمليات التحويل الخارجي، بل بالعكس، المنصة الجديدة توفر حماية للمصارف العراقية والبنك المركزي والبنوك المراسلة، لأن عملية التدقيق على التحويل الخارجي من خلال المنصة تحولت من تدقيق لاحق إلى تدقيق سابق، أي قبل أن تنفذ عملية التحويل بشكلها النهائي، تخضع لعملية المراجعة والمصادقة، لكي لا تتعرض المصارف فيما بعد لأية عقوبات، أو غرامات مثلما كان يحصل في السابق، حيث كان البنك المركزي يوجه عقوبات وغرامات على المصارف، وكذلك البنك الفيدرالي كان يدرج بعض المصارف في القائمة السوداء بعد أن يكتشف أن هناك عمليات غير سليمة. هذا النظام سيحرر المصارف من مشكلة القلق بشأن ما تقوم به من تحويلات خارجية، ويوفر لها الاطمئنان لعدم الوقوع في أية إشكالات مستقبلية، ويحميها من العقوبات والغرامات المختلفة التي تقع عليها.
رووداو: ما هو الحد الأدنى للدولار الذي تطرحونه في السوق؟ ومتى يعود الوضع إلى ما قبل تشرين الأول 2022؟
علي العلاق: ما نقوم ونركز عليه داخلياً وخارجياً هو محاولة تسهيل وتبسيط دخول التجار خاصة وطالبي الدولار إلى المنصة. وكلما كان دخولهم إلى المنصة سريعاً، كلما اقتربنا من تحقيق الاستقرار والتوازن بين العرض والطلب. هذه مهمتنا وسنصدر عدداً من التعليمات والتوجيهات للمصارف والمؤسسات المالية الأخرى في سبيل أن تكون الأمور واضحة وسهلة، حتى يتمكنوا الدخول إلى المنصة بأسرع وقت ممكن. كلما تحقق السرعة في الالتحاق بهذه المنصة، كلما حصل توازن بين العرض والطلب.
رووداو: لماذا قمتم بتغيير سعر صرف الدولار؟ وهل سيستقر عند 1300 دينار مقابل الدولار؟
علي العلاق: القرار يستند إلى دراسة معمقة في هذا المجال، والسبب الرئيس هو ارتفاع نسبة التضخم، ولا نريد أن نحمل المواطن تبعات هذا السعر، خاصة مع ارتفاع المستوى العام للاسعار. إن الهدف الرئيس للبنك المركزي في كل العالم هو الاستقرار العام للاسعار، أو منع التضخم وعبور المستويات غير المرغوب بها، وهذه واحدة من أدواتنا التي نستخدمها في تعديل سعر الصرف، بما يخفّض من نسبة التضخم.
رووداو: لماذا هناك اختلاف في سعر الصرف بين الدولار الذي تبيعونه في البنك المركزي والسوق؟
علي العلاق: السعر الرسمي يجب ألا يتجاوز 1320 دينار مقابل الدولار في السوق، نحن نعتقد بأنه لا يوجد أي سبب أو مبرر لبيع الدولار بأكثر من هذا السعر، طالما أن البنك المركزي ملتزم بتوفير الدولار بالسعر الرسمي لكل طالبي الدولار، سواء كان لأغراض تجارية أو للأغراض الشخصية أو لكل الأغراض الموجودة، وإذا كان البنك المركزي يوفر الدولار لكل طالبيه بالسعر الرسمي، لم يعد هناك مبرر لسعر آخر، إلا إذا كان لأسباب تتعلق بالمضاربة أوعمليات غير مشروعة، لذلك لا نعتقد بأن هذا السعر هو السعر الحقيقي.
رووداو: هل لديكم أي منصة أو موقع إلكتروني تمكّن رجال أو سيدات الأعمال من شراء الدولار من البنك المركزي؟ هل هناك امتيازات أو إعلانات تشجع المواطنين على شراء الدولار منكم وليس من السوق؟
علي العلاق: لا يستطيع البنك المركزي أن يقوم بعمليات تجارية كمصرف تجاري، إنما يقوم بعملياته من خلال المصارف وشركات الصرافة، ولدينا متابعة ومراقبة وتعليمات للالتزام بالسعر الذي يقرره البنك المركزي، وقد نشرنا خطاً ساخناً للشكاوى، بإمكان المواطن والشركات تبليغ البنك المركزي بواسطته، حيثما يجدون أن السعر أعلى من السعر الذي حدده البنك المركزي. أكثر من ذلك، علي المواطن والشركة التي تدفع أكثر من السعر المقرر تزويدنا بالوصل، وسندفع له الفرق ونخصمة من حساب الشركة أو المصرف الذب باع بالسعر غير الرسمي.
رووداو: إذاً لماذا يقوم رجال وسيدات الإعمال بشراء الدولار بسعر يبلغ أكثر من 20 ألف دينار للـ 100 دولار من السعر المحدد من قبلكم؟
علي العلاق: مع الإجراءات والتعليمات التي صدرت والتي سوف تصدر لن نجد هناك سبباً للدفع بأكثر من السعر الرسمي، طالما نحن نوفره للجميع، وايضاً باستطاعة الجميع أن يبلغوا البنك المركزي عن حالات التجاوز على السعر الرسمي، ونحن نغطي الفرق، ولم يعد هناك أي سبب لوجود مشكلة في موضوع السعر.
رووداو: ما الذي سيحدث لسعر الدولار في المستقبل؟ ولماذا يعيش الناس في قلق ولا يعرف رجال أعمال لا يعرفون ما الذي عليه القيام به؟
علي العلاق: كما هو واضح يتمتع الدينار العراقي بقوة تستند إلى الاحتياطيات الكبيرة التي تغطي هذا الدينار، وتشكل قوة حقيقية. قيمة الدينار قيمة حقيقية وليست مختلقة، باعتبار أن هناك احتياطيات أجنبية كبيرة تغطي هذا الدينار. وطالما يؤكد البنك المركزي ويعمل على تحقيق هدفه في الاستقرار العام للأسعار والحفاظ على قيمة الدينار مقابل الدولار، القوة الخارجية له متمثلة بسعر الصرف، ينبغي أن يكون هناك اطمئنان كبير بأن هذا هو هدفنا ونعمل عليه وسنحققه.
تحرير: اياد عاشور
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً