رووداو ديجيتال
أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوكراني، أوليكساندر فيدينكو، ضرورة حصول أوكرانيا على "ضمانات مناسبة من الشركاء" لضمان عدم استمرار الحرب، معتبراً أن أي حلول مؤقتة، مثل وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، ستكون "صعبة التنفيذ".
وحول المطالب الأميركية لإنهاء الحرب، قال فيدينكو في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، إن بعض السياسيين الأميركيين يرون أن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل عن بعض أراضيها، لكنه شدد على أن هذا الطرح "لا يحظى بدعم المجتمع الأوروبي ولا فريق التفاوض الأوكراني".
يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض أن الموفد الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى موسكو هذا الأسبوع لإجراء محادثات تتناول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وحثت المتحدثة باسم الرئاسة كارولاين ليفيت روسيا على "القبول بمشروع وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً"، الذي تفاوض عليه الأميركيون والأوكرانيون.
وأشار فيدينكو إلى أهمية استمرار الدعم الدولي والأميركي لبلاده، قائلاً إن "العديد من الأسلحة الحديثة، حتى الأميركية منها، لم تعد فعالة في الخطوط الأمامية بسبب تغير طبيعة الحرب".
أدناه نص المقابلة:
رووداو: ما هو أفضل حل لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟
أوليكساندر فيدينكو: هذا سؤال صعب للغاية، لأنه حتى الآن لا يوجد حل واضح. فريق التفاوض يواصل العمل لإيجاد حلول مناسبة، ولكن الأهم هو الضمانات التي يجب أن تحصل عليها أوكرانيا لضمان عدم استمرار هذه الحرب. أي حلول مؤقتة، مثل وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، قد تكون صعبة التنفيذ، لأن روسيا ستعيد بناء قدراتها القتالية وقد تهاجم قواتنا مجدداً. لذلك، من الضروري خلال المفاوضات تأمين ضمانات مناسبة من الشركاء، ويجب توثيقها في وثائق قانونية موقعة.
أنا أفهم أيضاً موقف روسيا، لكن من الضروري منع اندلاع هذه الحرب مجدداً خلال عام أو عامين. أكرر أن أوكرانيا هي محور الاهتمام العالمي في حماية المجتمعات الأوروبية من العدوان الروسي، لذلك لا يوجد جواب نهائي بعد، لكن الضمانات ضرورية.
رووداو: رغم أنك لست مشاركاً مباشراً في المفاوضات، لكن ما المعلومات التي لديك حول مطالب الأميركيين لإنهاء الحرب؟
أوليكساندر فيدينكو: يمكننا الحديث فقط عن المعلومات المتاحة للجمهور، فهناك بعض التفاصيل السرية داخل فريق التفاوض. لكن علناً، هناك سياسيون أمريكيون يعتقدون أن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل عن بعض أراضيها، وهذا رأيهم.
من وجهة نظري، المجتمع الأوروبي لا يدعم هذا الطرح، كما أن فريقنا التفاوضي يرفضه أيضًا، لذلك التصريحات التي تصدر تعكس هذا الموقف. الشكل النهائي للاتفاق لن يكون واضحاً إلا بعد انتهاء المفاوضات.
رووداو: كيف ترى الوضع بعد 30 يوماً؟
أوليكساندر فيدينكو: لا أعتقد أن أي شيء سيتغير في الأيام القادمة. هناك شائعات عن احتمال وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، لكن حتى لو تم الاتفاق عليه، سيبقى الوضع العسكري كما هو.
يمكننا الموافقة على وقف القصف على المدن المدنية والموانئ، لكن فيما يخص خطوط الاشتباك، لا أعتقد أن شيئاً سيتغير قريباً. الحرب الحديثة تعتمد على التكنولوجيا وليس فقط على المشاة، وأوكرانيا أثبتت قدرتها على التصدي للهجمات باستخدام الطائرات المسيرة. لذلك، لا أتوقع أي تغييرات كبيرة في المدى القريب.
رووداو: أعلنت الولايات المتحدة استئناف توريد الأسلحة المتفق عليها مسبقاً. ماذا سيحدث إذا لم يتم تخصيص أسلحة جديدة لأوكرانيا؟ وما هو تأثير ذلك على الجنود في الجبهات؟
أوليكساندر فيدينكو: العديد من الأسلحة الحديثة، حتى الأميركية منها، لم تعد فعالة في الخطوط الأمامية بسبب تغير طبيعة الحرب. الأنظمة الصاروخية والمدفعية التي كنا نستخدمها أصبحت أقل كفاءة بسبب تقنيات الحرب الإلكترونية التي تستهدفها.
يجب علينا تحديث هذه الأنظمة باستمرار والبحث عن أسلحة جديدة. أوكرانيا من بين الدول القليلة التي بدأت بإنتاج أسلحتها الخاصة، مثل الألغام والطائرات المسيرة وأنظمة الحرب الإلكترونية. بالطبع، نحن بحاجة إلى دعم شركائنا، ومن الجيد أن إمدادات الأسلحة استؤنفت. لكن معظم هذه الإمدادات تتعلق بالمعدات الميكانيكية مثل المركبات والمدرعات أكثر من كونها أسلحة جديدة. سنواصل مراقبة التطورات في الجبهات، وربما تسعى فرق التفاوض إلى وقف إطلاق النار بشروط مناسبة، لكن علينا الانتظار لنرى ما سيحدث.
في الوقت الحالي، أعتقد أن لدى أوكرانيا القدرة الكافية لمواجهة الغزو الروسي باستخدام أسلحتها الخاصة، إلى جانب الدعم العسكري من الشركاء الدوليين.
رووداو: من الناحية القانونية، ما المطلوب لعقد انتخابات في أوكرانيا؟
أوليكساندر فيدينكو: أولاً، نحتاج إلى ضمانات أمنية، لأنه من المستحيل إجراء انتخابات حيث يمكن أن تسقط صواريخ في أي لحظة. البعض ينتقدنا لمقارنة وضعنا بدول أجرت انتخابات في ظل الحرب، لكن الحرب في أوكرانيا مختلفة تماماً، وربما يمكن مقارنتها بالحرب العالمية الثانية.
إجراء انتخابات في ظل القصف الصاروخي، حيث يمكن أن يُقتل المئات أو حتى الآلاف من المدنيين، غير ممكن حاليًا. ستنتهي الحرب في النهاية، ويجب أن تكون هناك ضمانات واضحة لإنهائها. بعد ذلك فقط يمكننا العودة إلى العملية الانتخابية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً