وزير بريطاني أسبق يدعو بغداد إلى الامتناع عن معاقبة الكورد واعتبارهم "ميزة"

13-02-2025
رووداو
الكلمات الدالة العراق إقليم كوردستان نديم الزهاوي
A+ A-

رووداو ديجيتال

دعا الوزير الأسبق نديم الزهاوي، بغداد إلى الامتناع عن تبني سياسات تهدف إلى معاقبة الكورد، والنظر إليهم على أنهم "ميزة".
 
وقال الزهاوي الذي تولى عدة حقائب وزارية في بريطانيا، آخرها المالية، لموفد شبكة رووداو الإعلامية إلى القمة العالمية للحكومات في دبي، سنكر عبد الرحمن: "بدلاً من معاقبة الكورد، إذا عملوا معاً، وإذا عملت بغداد مع أربيل، ونظرت إلى الكورد على أنهم ميزة، وشيء إيجابي، وطريقة لتنمية الاقتصاد العراقي، فإن ذلك لن يعود بالفائدة إلا على العراق بأسره".
 
الزهاوي دعا الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان إلى "تنحية خلافاتهما جانباً" والاقتداء بالنموذج الإماراتي في العمل المشترك لتحقيق الازدهار.
 
كما شدد على ضرورة استئناف صادرات نفط إقليم كوردستان عبر خط أنابيب العراق - تركيا.

أدناه نص المقابلة:
 
رووداو: تقاربت حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية لاستئناف تصدير نفط الإقليم. وبما أنك كنت قريباً من الطرفين ولديك علاقات معهما، هل تعتقد أن تصدير نفط إقليم كوردستان سيُستأنف قريباً؟

نديم الزهاوي: أعتقد أنه من المهم جداً إعادة تشغيل خط الأنابيب. وكما تعلمون، بسبب - كيف أقول ذلك - عدم القبول السياسي المتبادل، تم خسارة مليارات الدولارات، وهذا لا يجب أن يحدث. وأعلم أن رئيس وزراء إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، قد أكد مراراً على حل أي مشاكل متبقية.
 
دعونا ننظر إلى موقعنا الحالي. نحن في قلب الإمارات السبع في دبي، إحدى الإمارات التي تجاوزت خلافاتها. لقد تمكنوا من العمل مع الإمارات الست الأخرى وزادوا من الكعكة الاقتصادية الإماراتية، مما جعلها أسرع اقتصاد نمواً في المنطقة، حيث سجلت نمواً محلياً تجاوز 5٪ في العام الماضي. الدرس للعراق هو أنه بدلاً من معاقبة الكورد، إذا عملوا معاً، إذا عملت بغداد مع أربيل ورأت الكورد كميزة، كشيء إيجابي، كطريق لتوسيع الكعكة الاقتصادية العراقية، فيمكن أن يعود ذلك بالنفع على العراق كله، وخاصة على شعب كوردستان.
 
رووداو: هل لدى العراق الرغبة أو النية لاستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان؟

نديم زهاوي: التقيت برئيس الوزراء السوداني عندما زار بريطانيا، وأعتقد أن الرغبة موجودة، وأنا سعيد بذلك وأعتقد أنه يجب الاعتراف بذلك ودعمه. كما أعتقد أنه إذا نظرت إلى استراتيجية الرئيس الأمريكي الجديد، فإنه يريد إعادة تلك البراميل إلى السوق الدولية. أعتقد أن هذا مهم. والأهم من ذلك هو أن يحصل الكورد على حصتهم العادلة من الميزانية العامة للعراق. كان من المؤلم أن نرى كوردستان تُعاقب شهراً بعد شهر من أجل أهداف سياسية، أو دعنا نعتبرها، رغبات سياسية. عندما لا تُدفع الرواتب، وعندما تتضخم الخلافات الصغيرة بشكل كبير فقط لمعاقبة الكورد، فهذا لا يمكن أن يكون صحيحاً. أعتقد أنه إذا عملت جميع الأطراف على إزالة بعض هذه العوائق، فإن المكسب الفعلي، المكسب العام، سيكون أكبر بكثير من هذه التفاصيل الموجودة من نواحٍ كثيرة. بالتأكيد، يجب أن تطمئن شركات النفط الدولية إلى أنها ستحصل على أموالها عندما تتلقى حصتها العادلة من البراميل. كوردستان لديها عقود نفطية جيدة مع شركات النفط الدولية.
 
رووداو: هل تعتقد أن عقود حكومة إقليم كوردستان مع شركات النفط متينة ومتكاملة؟

نديم زهاوي: نعم. أعتقد أن حكومة إقليم كردستان قد قامت بعمل لا يصدق وتم تحقيق تقدم مذهل في تطوير قطاع الطاقة، وأعلم أن رئيس الوزراء يريد المضي قدماً في تطوير الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة وكذلك الهيدروكربون، وقد عمل بشكل جيد جداً. من الواضح أن هناك صعوبة مع بعض شركات النفط الدولية التي، في رأيي، تفرض معدلات فائدة مرتفعة جداً ويجب أن تفكر مرتين. رسالتي إلى شركات النفط الدولية هي أنه يجب أن تكونوا حذرين جداً في كيفية التعبير عن رغبتكم في مواصلة الاستثمار في وقت تكونوا منصفين مع البلد المضيف.
 
رووداو: هل ناقشتم في لقائكم مع السيد السوداني في لندن المشاكل بين أربيل وبغداد؟ ماذا قلتم له بشأن حلها؟

نديم الزهاوي: تمت مناقشة الكثير من الأمور. أعتقد أن إجابته كانت أنه يريد إصلاح الأمور، والتأكد من أن النفط يتدفق عبر الأنبوب، وضمان أن تكون العلاقة بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد إيجابية قدر الإمكان. إنه يرى فوائد وجود اقتصاد قوي ونشط في كوردستان، ولكن في النهاية، الكلام شيء يجب تحويله إلى نتائج. برأيي، ومن خلال كل ما مررت به في السياسة، يمكنني أن أقول لك إن السياسيين يلقون خطابات كبيرة، لكن احكم عليهم من خلال أفعالهم. في النهاية، سيتم تقييم العراق بناءً على أفعاله من قبل المجتمع الدولي، سواء من قبل المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية. الجميع يراقب أفعال السياسيين في بغداد للتأكد من أنهم يتخذون القرارات الصحيحة بشأن الكورد.
 
رووداو: وقعت الحكومة العراقية والحكومة البريطانية مجموعة من الاتفاقيات في مجالي الطاقة والعمل الإنساني. دعنا نبدأ بمجيء شركة BP. ما الذي يمكن أن تقدمه BP للعراق؟ وهل يمكنها زيادة إنتاج النفط، خاصة في كركوك والمناطق المحيطة بها؟

نديم الزهاوي: نعم، يمكنها ذلك. هناك عدة أمور يجب مراعاتها. أولاً، من الواضح أن تحسين قطاع الطاقة بشكل عام يعد أمراً مهماً، ولكن هناك أيضاً مسألة الغاز. بعض أنواع الغاز أكثر تعقيداً بسبب احتوائها على نسبة عالية من الكبريت، مما يجعله غازاً حامضياً، لكن مع ذلك، هناك فرصة كبيرة للاستثمار في مجال الغاز، سواء في إقليم كوردستان أو في أجزاء أخرى من العراق. أعتقد أن هذا يمثل مكسباً حقيقياً للطرفين. كما أن تطوير بعض الحقول الكبيرة في العراق يشكل فرصة كبيرة، وأعلم أن أدنوك هنا في الإمارات تنظر بجدية إلى الاستثمار في العراق.
 
لكن هناك فرصة حقيقية في مجال الطاقة المتجددة، ولهذا تحدث رئيس الوزراء بارزاني عن الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى. هناك تكنولوجيا جديدة، حيث أخبرني وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، أمس أن هناك الآن تقنيات قادرة على توليد الطاقة حتى من النسيم الخفيف، دون الحاجة إلى رياح قوية. مع بعض هذه الابتكارات الجديدة القادمة من العالم والتي تُستخدم هنا في الإمارات، لدينا الكثير لنتعلمه من تجربتهم. أعتقد أن التعاون بين العراق والإمارات، وبين كوردستان والإمارات، سيكون مهماً جداً في هذا المجال.
  
رووداو: اتفاقية جديدة بشأن إعادة المهاجرين غير الشرعيين من بريطانيا إلى العراق. هل تعتقد أن هذا الاتفاق ستنفذ؟ وإذا كان ذلك ممكناً، فمتى؟ وإن لم يكن ممكناً، فما العقبات التي تعترض طريقه؟

نديم الزهاوي: لم أعد في الحكومة الآن، فالحكومة الحالية هي حكومة العمال. لذلك، من نواحٍ عديدة، يقع على عاتق زملائي في هذه الحكومة مسؤولية محاولة معالجة بعض المخاوف التي يثيرها العراق، وبالطبع ضمان أن هذه العلاقة، التي أعتقد أنها تسير في الاتجاه الصحيح، يمكن أن تسهل بالفعل إعادة أولئك الذين دخلوا بلدي بشكل غير قانوني. إنه الإجراء الصحيح الوحيد، فإذا دخلت البلاد بشكل غير قانوني، فيجب أن تُعامل بطريقة مختلفة تماماً. يجب أن يكون الأمر مختلفاً عن دخولك بشكل قانوني، سواء كنت ترغب في الدراسة أو العمل. لهذا السبب، أعتقد أنه من الضروري التمييز بين هذين الأمرين بوضوح شديد.
 
رووداو: خلال الأيام القليلة الماضية، سمعنا تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حول غزة، بما في ذلك إخلاؤها، وإعادة إعمارها، ونقل سكانها إلى مصر والأردن. ما رأيك في هذا الموضوع؟ وهل تعتقد أن ما يطالب به ترمب يمكن تنفيذه؟

نديم الزهاوي:
حسناً، انظر، الرئيس ترمب رجل أعمال، وهو شخص يسعى لحل المشاكل وليس خلقها، هذه تجربتي معه. أعتقد أنه يرى فرصة في الشرق الأوسط، من خلال التعاون مع حلفاء أميركا، لحل بعض المشاكل طويلة الأمد، بما في ذلك القضية الفلسطينية. أرى أنه من الحكمة التفكير في كيفية إنشاء دولة فلسطينية مستدامة، فهذا يصب في مصلحة المنطقة بأكملها. يجب أن يشعر الشعب الفلسطيني، كما يقول الأميركيون، بأنه "جزء من اللعبة". عندما يمتلك الناس شيئاً ويشعرون بأن لديهم ما يخصهم، فإنهم يسعون لحمايته وتطويره وتنميته، وعندها يمكن أن تحدث المعجزات. انظر إلى الإمارات وما حققته من معجزة اقتصادية، هذا مثال حي على ما يمكن إنجازه عندما يكون هناك استقرار ورؤية واضحة للمستقبل.

أنا مع أجندة الرفاهية، لكن المسألة تكمن في كيفية تحقيقها في النهاية، وقد يكون ذلك غير مريح. أعتقد، من نواحٍ عديدة، أنني أفضل شخصاً يكون رجل أعمال وفعالاً على شخص لا يُعرف موقفه بوضوح. إلى حد ما، أرى أن العالم قد عانى من أزمات عديدة، سواء في أوروبا بسبب الحرب في قارتنا نتيجة هجوم بوتين على أوكرانيا، أو في الشرق الأوسط، حيث كانت أميركا مترددة في كثير من الأحيان وأقل وضوحاً في موقفها تجاه المنطقة. وجود الرئيس ترمب وما يتمتع به من وضوح في الموقف قد يكون، في نهاية المطاف، أمراً إيجابياً.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

 الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد

إلهام أحمد لرووداو: وجود إدارات ذاتية في سوريا سيخفف العبء عن كاهل دمشق

أفادت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أن المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) قد بلغت مرحلتها النهائية، مشيرةً إلى ضرورة عقد المؤتمر الكوردي خلال الشهر الجاري.