ممثل الـ UNHCR في العراق لرووداو: الإيزديون يريدون الأمان والخدمات للعودة إلى سنجار

12-03-2024
دلبخوين دارا وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في العراق جان نيكولاس
دلبخوين دارا وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في العراق جان نيكولاس
الكلمات الدالة اللاجئين النازحين سنجار إقليم كوردستان
A+ A-
 
رووداو ديجيتال 

أكد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في العراق، جان نيكولاس، أن الإيزديين يريدون الأمان والخدمات والدعم للعودة إلى قضاء سنجار. 
 
في مقابلة خاصة، أجراها مذيع رووداو دلبخوين دارا، قال المسؤول الأممي، إن المنظمات الدولية قلصت مساعداتها للاجئين والنازحين في إقليم كوردستان لأنهم يتلقون الخدمات من خلال المؤسسات الحكومية، مبيناً أن هناك 300 ألف طالب لجوء بإقليم كوردستان. 
 
حول إمكانية غلق المخيمات في المستقبل القريب، أيد نيكولاس هذا التوجه، عازياً ذلك إلى كون "المخيمات تفصل السكان بدلاً من دمج النازحين ومنحهم الفرصة للاعتماد على أنفسهم من خلال العمل في المجتمع للمشاركة في اقتصاد المجتمع". 
 
وأدناه نص الحوار: 
 
رووداو: عندما نستطلع أوضاع اللاجئين، نجد بأن شكواهم الرئيسية هي لماذا قطعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المساعدات عن المهاجرين؟ لماذا توقفت المساعدات؟

جان نيكولاس: قلصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والشركاء الإنسانيون الآخرون، سواء أكانوا تابعين للأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية المحلية والكوردية، مساعداتهم للاجئين السوريين والأجانب والنازحين العراقيين في إقليم كوردستان.
 
 اتخذنا هذه الخطوة لأن معظم هؤلاء النازحين واللاجئين يتلقون الخدمات من خلال المؤسسات الحكومية. يمكنهم تسجيل أطفالهم في المدارس الحكومية، ويمكنهم الذهاب إلى المراكز الحكومية. ونحن نثني حقاً على حكومة إقليم كوردستان لقبولها طالبي اللجوء العراقيين والنازحين داخلياً وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات الحكومية على قدم المساواة مع مواطنيهم.
 
وهذا يجعلهم في حاجة أقل إلينا، وهو أمر جيد عندما نعلم جميعاً أن هناك أزمات في جميع أنحاء العالم، مثل غزة وأوكرانيا وإثيوبيا وبنغلاديش وميانمار. لذلك فإن العراق ليس في المقدمة عند الدول المانحة والغرب والولايات المتحدة بشكل عام. ومن الجيد أن يتمكن النازحون الآن من الوصول إلى الخدمات الحكومية التي تقدمها حكومة إقليم كوردستان.
 
رووداو: إلى متى ستستمر خطوتكم من قطع المساعدات؟
 
جان نيكولاس: ستستمر في المستقبل المنظور، لأننا نعتقد أن العراق في وضع يسمح له بتقديم الخدمات للنازحين، وتزويدهم بخدمات عالية الجودة ومتاحة. نرى ذلك كل يوم. كنت هذا الصباح مع وزير التربية، وقمنا مع محافظ أربيل بافتتاح مشروع جديد لثلاث مدارس في أربيل. لذلك من مصلحة الحكومة الاستمرار في تقديم هذه الخدمات لجميع طلاب اللجوء السوريين والأتراك والإيرانيين والفلسطينيين والنازحين داخلياً بسبب حرب داعش في الماضي ودعمهم من خلال الجهات الحكومية.
 
للقيام بذلك، نحتاج إلى دعم المانحين. نحن نعتمد على المانحين لمواصلة تقديم مساعداتنا. لكننا نفهم أيضاً أن الوقت قد حان للذهاب إلى مكان آخر باستثناء العراق للبحث عن الذين يتعرضون لضغوط كثيرة ويحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل.
 
رووداو: لقد تعاملت مع قضية اللاجئين في العديد من البلدان المختلفة لأكثر من 20 عاماً، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يتصلون باللاجئين باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويقولون إننا سنرسلكم إلى بلدان ثالثة. هل أنت على علم بذلك أم لا؟ يأخذون المال منهم باسمكم.

جان نيكولاس: للأسف، هذا هو واقع جميع الأماكن التي زرتها والتي تقع فيها المفوضية. يحاول بعض الأشخاص كسب المال من طالبي اللجوء الذين يعانون من أوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة باستخدام أسمائنا. يأخذون منهم المال ويعدونهم بأحلامهم، أحلام مثل الذهاب إلى أوروبا أو أمريكا أو أستراليا. الأمور لا تجري هكذا. ونحن على علم تام بهذا الاحتيال ونحاربه. ولذلك، أكرر أن جميع خدمات الأمم المتحدة، وخاصة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هي دائما مجانية. لا يحتاج أحد إلى الدفع للحصول على دعم المفوضية أو الأمم المتحدة. لذا، نقوم بحملة مع النازحين داخلياً لتوعيتهم بحقيقة أنه لا ينبغي عليهم أن يدفعوا أي أموال، لأن أولئك الأشخاص محتالون. إنهم أشخاص فاسدون يحاولون استغلال اسمنا لابتزاز الأموال منهم. نحن نحقق في تلك الحالات. أيضاً، يجب على أي شخص لديه معلومات حول الأفراد الذين يطلبون الدفع مقابل الخدمات نيابة عنا وعن شركائنا الآخرين الاتصال بنا. بالتأكيد سنقوم بالتحقيق ولدينا علاقات جيدة مع سلطات تنفيذ القانون هنا في إقليم كوردستان للتحقيق معهم ومعاقبتهم، لأنهم مذنبون حقاً.
 
رووداو: كيف يتم نقل المهاجرين إلى دول ثالثة؟ ما هي السبل؟

جان نيكولاس: من الصعب جداً نقل طالب اللجوء من الدولة الأولى التي يطلب اللجوء فيها إلى أي دولة أخرى. لكنني أعتقد أن المهم في سؤالك هو حقيقة أن طالبي اللجوء والنازحين داخلياً تم استقبالهم بشكل جيد للغاية في إقليم كوردستان. يمكنهم الذهاب إلى المدرسة، والقطاع الصحي متاح لهم. معظمهم يعملون. إنهم يعملون يومياً كأجيرين. وهي ليست وظيفة مرخصة، وليست في القطاع الرسمي، وليسوا موظفين. لكن لا يزال بإمكانهم إيجاد طريقة لتغطية نفقاتهم.
 
ما نريد الاعتراف به هو أن طالبي اللجوء يتلقون معاملة جيدة هنا من قبل الحكومة والمجتمع الكوردي الذي يجب أن أشيد به لمساعدة اللاجئين وكانوا لهم مثل الإخوة والأخوات وفتحوا أبواب منازلهم وقلوبهم لهم حتى يشعروهم بالأمان.
 
الذهاب إلى بلد آخر أمر صعب للغاية. عدد قليل فقط من الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية خاصة أو الأشخاص الذين ينتمون إلى أقلية عرقية أو دينية يحتاجون إلى إرسالهم إلى بلد ثالث، لأن فرص بقائهم في كوردستان منخفضة للغاية. لكن 99% من طالبي اللجوء يمكنهم الانتظار حتى يحين وقت العودة بأمان وكرامة إلى بلادهم. وهذا لا ينطبق على السوريين الآن، ولكننا نأمل أن يتمكنوا من العودة يوماً ما.
 
رووداو: هل تنقلون المهاجرين إلى بلدان ثالثة أم تلك البلدان هي من تريدهم؟ أريد معرفة الطريقة لأنه تأتيني أسئلة كثيرة، يقولون ليس هناك عدالة في الإرسال (إلى الدولة الثالثة)، مَن الذي يتم نقله إلى الدولة الثالثة؟ يقول البعض إنهم يدفعون مقابل إرسال ملفاتهم من وإلى الخارج.
 
جان نيكولاس: دعني أكرر ذلك وأكون واضحاً للغاية، لا يحتاج أحد إلى الدفع مقابل أي خدمات تقدمها المفوضية. إذا طلب منهم المال من قبل أشخاص من خارج المفوضية أو داخلها، فيجب عليهم إدانة هؤلاء الأشخاص. لدينا إجراءات الشكاوى ويمكننا التحقيق في هذه الحالات. إذا ثبت أن موظفي المفوضية مذنبون، فسيتم طردهم على الفور لأن ذلك غير مقبول قطعاً.
 
ثم أن الأشخاص الذين تختارهم المفوضية، يتم اختيارهم على أساس الحاجة الماسة والحالة الصحية، مثل شخص ليس لديه علاج هنا أو عائلة لديها طفل معاق، لأنه لا يزال من الصعب جداً عليهم العيش هنا. أو قد ينتمي الأشخاص إلى مجموعة معينة ويتعرضون لخطر الاعتقال بسبب هويتهم كأقلية. هذه هي الحالات القليلة التي نعمل عليها ونطلب من بعض البلدان استقبالهم.
 
لدينا هنا دعم سخي من الولايات المتحدة وكندا والدول الأوروبية وأستراليا، لكن دعمهم السخي محدود. ليس هناك الكثير من الناس. على الصعيد العالمي، لدينا 1% من اللاجئين الذين يتمكنون من خلال إجراءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية من التوطين في بلد ثالث في العالم الغربي.
 
رووداو: كم عدد الأشخاص الذين تنقلونهم إلى الدولة الثالثة كل عام؟

جان نيكولاس: ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف شخص سنوياً.
 
رووداو: هل هذا هو العدد السنوي؟
 
جان نيكولاس: نعم، إنه محدود جداً. وهو رقم صغير لأن لدينا أكثر من 300 ألف طالب لجوء. يتم اختيار ما بين خمسة إلى عشرة آلاف شخص لإعادة توطينهم في بلد ثالث كما ذكرت سابقاً. لكن القرار النهائي هو عند دول ثالثة وهي من الدول الغربية ذات الالتزامات العالمية لقبول عدد من اللاجئين من دول مثل سوريا.
 
ولكن يجب أن نقر أيضاً بأن تركيز العالم قد تحول؛ تحول من الأزمة السورية إلى الأزمة الأوكرانية والأحداث اليومية في غزة. ولكم أن تتخيلوا جيداً أن التركيز قد تحول من الدعم المادي والدعم العالمي إلى المزيد من الضغط والحاجة الملحة لمساعدة الفلسطينيين على وجه الخصوص.
 
رووداو: هناك أكثر من 10-15 ألف مهاجر إيزديي من سنجار في مخيم شاريا، يقولون ماذا عن مستقبلنا؟ ما هو رأي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأنهم؟

 جان نيكولاس: كلنا نعلم جميعا أن مخيمات النازحين العراقيين ليست دائمية. لقد كنت في دهوك الأسبوع الماضي، جميع المسؤولين والبلدية والمحافظ وإدارة زاخو، التي لديها رؤية جيدة جداً لما يجب القيام به هناك، كلهم قالوا نفس الشيء: يجب أن نجد حلاً مشرفاً للإيزديين النازحين. لا يمكنهم البقاء في المخيمات. هذه ليست حياة. إنه يؤلم قلبك حقاً؛ اعتصر الألم قلبي لرؤية هؤلاء النازحين الإيزديين يعيشون في هذا الوضع. لذلك نحن بحاجة إلى إيجاد حل. أحد هذه الحلول هو العودة إلى سنجار لمن يريد ذلك، ولكن هناك من لا يستطيع أو لا يريد العودة إلى سنجار. لذلك، علينا إيجاد بعض الحلول لهم مثل إعادة دمج السكان المحليين والاستقرار خارج المخيمات أو تحويل المخيمات إلى أماكن إقامة رسمية حتى يتمكنوا من العيش حياة كريمة.
 
نحن نعمل كثيراً مع الحكومة الاتحادية، ونعمل مع حكومة إقليم كوردستان على جميع المستويات، من البلديات إلى المحافظين ووزارة الداخلية، لمعرفة نوع الحلول التي يمكننا تقديمها لهؤلاء النازحين، لأننا في النهاية نريدهم أن يختاروا بحرية وبوعي ما سيكون عليه وضعهم. العلاج مختص تماماً بحالاتهم الشخصية.

رووداو: برأيك، ما هو سبب عدم عودة النازحين إلى سنجار؟ لماذا لا يعودون؟

جان نيكولاس: لا علاقة لذلك برأيي، بل يتعلق بما يقوله لي النازحون الإيزديون. وقال عدد من النازحين الإيزديين: "نعم، نرغب في العودة ونستطيع ذلك، لكننا بحاجة إلى بعض الدعم". وهذا ما تحاول الحكومة الاتحادية القيام به من خلال وزارة الهجرة والمهجرين لمحاولة تقديم المساعدة المالية وإعادة إعمار سنجار لأولئك الذين يريدون العودة. لكن كثيرين آخرين قالوا لي: "لا أريد العودة لأنني أشعر بعدم الأمان. أشعر أنني لا أستطيع إرسال أطفالي إلى المدرسة. لا توجد مياه صالحة للشرب. بيوتنا مدمرة. لا أريد العودة إلى تلك الأوضاع، لأن عودتي لن تكون دائمية".
 
الشيء الوحيد الذي تأثرت به كثيراً هو أن معظم الإيزديين قالوا لي: "أنتم تريدون أن نعود، لكن لم تتحقق حتى الآن عدالة حقيقية، ولا مصالحة حقيقية بشأن حدث في سنجار قبل 10 سنوات. لم يدفن والداي بعد بالطريقة اللائقة في مقبرة، لا يزالان مدفونين في باحة منزلنا ولا نستطيع دفنهما. نحن نعلم أنه لا تزال هناك مقابر جماعية. إذا كان هناك شخص نجا من الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، كما حدث للنساء الإيزديات، وهي واحدة من أسوأ المآسي وأعمال العنف، من الصعب للغاية العودة إلى المكان الذي شهدت فيه ذلك وأصبحت ضحية". لذلك، يجب علينا أن نحترم إرادة هؤلاء الأشخاص المختلفين. بعضهم يستطيع العودة إلى سنجار، والحكومة الاتحادية ملتزمة بمساعدتهم على الاندماج. لكن بالنسبة للآخرين، من السابق لأوانه العودة لأن الصدمة التي تعرضوا لها ونقص الخدمات اللازمة للعودة، مثل نقص سبل العيش والفرص وانعدام الشعور بالأمان، يعني أنهم يشعرون أن الوقت ليس مناسباً لهم الآن للعودة إلى سنجار. لكن هذا لا يعني أنهم لن يعودوا على المدى الطويل، ولكن علينا أن ننفذ ذلك في الوقت المناسب وفق الاختيار الحر والواعي للأهالي.
 
رووداو: هل سيتم إغلاق المخيمات في المستقبل القريب؟
  
جان نيكولاس: عندما نزح الناس بسبب العنف والحرب والعنف العسكري والتمييز والتهميش، فإن إسكانهم في مخيمات لن يكون حلاً جيداً أبداً. تتمتع المفوضية بأكثر من 70 عاماً من الخبرة، ولا ننصح أي حكومة أو سلطة بوضع الناس في المخيمات لأنها كافة هذه المخيمات باهظة. والمخيمات تفصل السكان بدلاً من دمج النازحين ومنحهم الفرصة للاعتماد على أنفسهم من خلال العمل في المجتمع للمشاركة في اقتصاد المجتمع. إذا وضعتهم في المخيمات فقد عزلتهم، وهذا ليس حلاً جيداً أبداً، لأنه يعني أنك بحاجة إلى خدمات للمخيمات فقط. وما نريد أن نفعله هو تعزيز الخدمات العامة للجميع. ليس فقط للأشخاص الموجودين في المخيمات، ولكن أيضاً للأشخاص في المنطقة، لأننا نعلم أن السكان المحليين في العراق، مثل العديد من البلدان الأخرى في العالم، يحتاجون إلى مساعدتنا. لذلك كنا دائما ضد المخيمات. ليس علينا العودة بالزمن إلى الوراء عندما تم بناء المخيمات. أنا متأكد من أن هناك بعض الأسباب وراء إنشائها، لكن ما نريده هو حل خارج المخيمات. هنا أيضاً، تأخذ المفوضية زمام المبادرة لتقديم المشورة للحكومات بشأن الخيارات والنماذج المختلفة والنماذج البديلة، بحيث يكون لدى النازحين داخلياً وطالبي اللجوء خيارات مختلفة تناسب وضعهم الشخصي أثناء إقامتهم في المخيمات.
 
رووداو: اللاجئون من روجآفا كوردستان يقيمون بإقليم كوردستان، الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر، ماذا تفعل بشأنهم؟ ما رأيك بمستقبلهم؟

جان نيكولاس: عدد الكورد السوريين الذين تمت استضافتهم بسخاء هنا هو نحو 270 ألفاً وهذا رقم كبير، لكنه ليس كبيراً لدرجة أن الدولة والمؤسسات والمجتمع الكوردي لا تستطيع استيعاب هذه التركيبة السكانية الإضافية. ونعلم أنه تم الترحيب باللاجئين السوريين واختلطوا بهم، وأن معظمهم، حوالي 70%، لا يعيشون في المخيمات، بل في أحياء أربيل والسليمانية ودهوك. لقد أعادوا تنظيم أنفسهم، فهم يدفعون الإيجار، ويدفعون فواتير الخدمات، ويساهمون في الاقتصاد المحلي. أرسلوا أطفالهم إلى المدارس المحلية. هناك تكامل اجتماعي جيد بين طالبي اللجوء والمجتمع الكوردي.
 
جزء من هذا يعود إلى أن معظم الكورد كانوا طالبي لجوء لجزء من حياتهم ومروا بأوقات عصيبة في ظل النظام السابق. لذلك، تعرف الحكومة والمجتمع ما يعنيه أن تكون طالب لجوء ويردون معاملة إخوانهم وأخواتهم السوريين بنفس الطريقة التي يعامل بها الذين لجأوا إلى الدول المجاورة أو أوروبا. لأنهم يعلمون، كما تعلم الحكومة الكوردية، أنهم سيعودون ذات يوم إلى بلدهم ويعيدون بناءه. كان جميع القادة الكورد لاجئين. في كل مرة أقابل فيها وزراء ومحافظين وغيرهم، يخبرونني عن كونهم طلاب لجوء. لكن أتيحت لهم الفرصة للدراسة وتعلموا أنهم قادة الشعب. صدقوني، في يوم من الأيام، سيصبح اللاجئون السوريون الموجودون حالياً في إقليم كوردستان قادة جدد في سوريا. يمكنهم إعادة بناء بلدهم، لكن ذلك يعتمد على الوقت. نحن ندرك هذا التاريخ ونعلم أن سوريا، وخاصة شمال سوريا، سوف تستقر وتستعيد قوتها الاقتصادية والثقافية. من المهم جداً أن يعود الكورد السوريون لأن هذه هي حياتهم ويمكنهم القيام بذلك لأنهم عوملوا بشكل جيد هنا ليصبحوا الجيل القادم من القادة في سوريا.
 
رووداو: بعض اللاجئين يقيمون في إقليم كوردستان منذ 15 عاماً، عندما يقيم الشخص في مكان ما هذه المدة، على سبيل المثال في أوروبا، يصبح مواطناً في ذلك البلد خلال 5-6 سنوات، لكن هنا يقيمون دائماً بتصريح إقامة لمدة سنة واحدة.

جان نيكولاس: أود أن يكون ما ذكرته واقعاً في تلك الدول الغربية. هكذا كانت الحال منذ زمن طويل، وأنا متأكد من أن العديد من الكورد العراقيين حصلوا على جنسية ثانية، مثل الكندية والأمريكية والفرنسية. أعلم أن هناك علاقة طويلة بين بلدي وبين كوردستان. أعلم أن العديد من الكورد العراقيين تمكنوا من الحصول على جنسية ثانية. للأسف، يتراجع هذا بشكل كبير. هناك الآن العديد من المظاهرات الشعبوية في العالم الغربي التي تحرض الناس ضد طالبي اللجوء. نحن في وضع حيث منطقة اللجوء مقيدة ولا يتم التعامل مع الأشخاص الذين يصلون كطالبي لجوء بشكل مناسب. على سبيل المثال، هنا في كوردستان يمكنك الذهاب إلى المستشفى على الفور والحصول على العلاج، ولكن الآن في أوروبا لا تقدم معظم البلدان العلاج الطبي على الفور. عليك الانتظار ثلاث إلى أربع سنوات. يجب أن يتم تقييم طلبك من قبل محكمة أو مكتب قبل أن يتم الاعتراف بك كطالب لجوء حتى تتمكن من الحصول على الخدمات الصحية أو إرسال أطفالك إلى المدرسة. ولهذا السبب نحن فخورون جداً بشراكتنا مع حكومة كوردستان، لأنكم تقومون بعمل مختلف هنا وتفعلون الشيء الصحيح. أعتقد أنه بدلاً من النظر إلى أوروبا والولايات المتحدة كنموذج، يجب على تلك الدول أن تنظر إلى إقليم كوردستان العراق كنموذج لكيفية التعامل مع اللاجئين. الأمر معكوس.
 
رووداو: جزيل الشكر جان نيكولاس، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في العراق. 
 
جان نيكولاس: شكراً جزيلاً لرووداو التي دائماً ما تسلط الضوء على هذه المواضيع الإنسانية، أنتم بالنسبة للأمم المتحدة وحتى لحكومة إقليم كوردستان، رواد في توعية الناس بما يجب أن يقدم لطالبي اللجوء والنازحين. شكراً جزيلاً لكم.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

لقاء الرئيس مسعود بارزاني واياد علاوي

إياد علاوي لرووداو: لا أرى العراق بدون الأخ مسعود بارزاني

سعى السياسي العراقي إياد علاوي، أول رئيس وزراء للعراق بعد تغيير نظام صدام حسين، لبناء دولة مؤسسات مدنية وفق نظام ديمقراطي اتحادي بعيداً عن المحاصصات الطائفية والفساد وحصر السلاح بيد الدولة، يكون فيه لكل الأطياف العراقية، وفي مقدمتهم الكورد باعتبارهم القومية الثانية وكونهم ناضلوا وضحوا من أجل حقوقهم ومن أجل عراق جديد، دوراً متميزاً.