رووداو ديجيتال
أعلن الرئيس الجديد لمؤتمر ميونخ للأمن، د. كريستوف هيوسغن، لشبكة رووداو الإعلامية أنه "في حال اتحادنا في مواجهة الجرائم العدوانية وجرائم الحرب، أعتقد أننا حينها نستطيع أن نتلافى وقوع حرب عالمية ثالثة".
في يوم (10 شباط 2023)، تحدث د. كريستوف هيوسغن في برلين لمراسلة رووداو آلا شالي، وقال إن "نحو 150 رئيس دولة ومسؤولاً حكومياً" سيشاركون في مؤتمر السنة الحالية، وسيكون نيجيرفان بارزاني واحداً من الرؤساء المشاركين في المؤتمر الذي سيباشر أعماله في 18 شباط الجاري في مدينة ميونخ الألمانية.
وأضاف هيوسغن أنه لكي لا يكون المؤتمر مزدحماً مثل مؤتمر العام 2020 "اضطررنا للأسف لأن نقول لا" لكثير من المسؤولين والصحفيين والمنظمات، وقال أيضاً إن إيران ليست مدعوة هذه السنة للمشاركة "بسبب انتهاكاتها الواسعة لحقوق الإنسان والتعامل المرفوض مع النساء في إيران"، في حين سيشارك في مؤتمر هذه السنة أكبر وفد أميركي.
وكشف الرئيس الجديد لمؤتمر ميونخ للأمن عن أن المؤتمر سيبحث هذه السنة أوضاع إيران وسوريا وشرق إيران، كما دعي عدد من الإيزديين للمشاركة "لأننا نريد تذكير العالم بأن المعاناة الإنسانية لا ينبغي أن تُنسى"، وسيكون الموضوع الرئيس للمؤتمر هو الحرب الروسية الأوكرانية "والهدف الأول هو البحث في كيفية إقرار السلام وإنهاء هذه الحرب".
رووداو: د. هيوسغن، ستتولون اعتباراً من العام الحالي رئاسة مؤتمر ميونخ للأمن، ما الذي سيكون مختلفاً في مؤتمر السنة الحالية؟
د. هيوسغن: سيبدأ المؤتمر أعماله هذه السنة في موعد قريب من الذكرى السنوية للهجوم الروسي على أوكرانيا. بالتأكيد سيكون مؤتمر الأمن هذا بداية لنجري تقييماً ونعرف أين نقف مما أسميه أنا انتهاك المدنية من جانب فلاديمير بوتين. أين نقف من الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، ومن حماية القانون الدولي على أساس التقاليد. في الأمم المتحدة صوتنا بـ143 صوتاً لإدانة الهجوم الروسي. نريد أن نعرف ماذا سيكون رد فعل المجتمع الدولي من المزيد من العمليات. ما سنولي به اهتمامنا الكبير في مؤتمر ميونخ هذه السنة، أكثر من السنوات السابقة، هو أن هذا المؤتمر يركز أكثر على الناحية الجغرافية، وسيكون الضيوف والممثلون كثيرين، مما أسميه دائماً الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية. في نفس الوقت، سنعود قليلاً إلى أصل مؤتمر ميونخ للأمن، المؤتمر الذي بدأ بالدرجة الأولى من عبر الأطلسي. هذا ينعكس هذه السنة في استضافة أكبر وفد أميركي من الكونغرس. كما سيكون المؤتمر مفتوحاً في وجه جنوب الكرة الأرضية. سنستمر أيضاً في نهج يهمنا من هذا المؤتمر، وهو الإبقاء على عدد كبار الشخصيات في مستوى مقارب للسنة الماضية، لكن أقل بكثير مما كان سنة 2020، لأن ذلك سيسفر عن زحام كبير، لهذا اضطررنا للأسف إلى أن نقول لا لكثير من السياسيين والمنظمات الحكومية والصحفيين الراغبين في المشاركة في المؤتمر. أقول في أحيان كثيرة مازحاً، ستتقلص دائرة معارفي وأصدقائي. النقطة الثانية هي: نريد الاستمرار كثيراً في هذا النهج المتمثل في أننا في مؤتمر ميونخ نمضي باتجاه المزيد من الشباب وزيادة مشاركة المرأة، وهذا واضح من عدد المشاركين. أما من حيث الموضوع، فقد أسلفت أنه يهمنا أن نعيد التقييم مرة أخرى لنعرف أين نحن واقفون.
أما عن العدوان الروسي، فلا شك أننا نريد توسيع رؤانا. كما سنركز في يوم السيت على الأوضاع في جنوب الكرة الأرضية. سنتحدث أيضاً عن صدامات كثيرات تجري حالياً. كما أسلفت، سنبحث مع ممثلي كل القارات مسألة الأمن كأساس لكل الأوضاع. سنخوض في الأمن والتغير المناخي والصحة والتهديدات الإلكترونية ومواضيع كثيرة. في يوم الجمعة، نرغب في البحث في القضايا العالمية، واستعراض الأزمات الإقليمية، وفي يوم الأحد سنركز على النظر في الردود الألمانية والأوروبية على التحديات المختلفة. أما عن المشاركين، عندنا الآن نحو 150 رئيس دولة ومسؤولاً حكومياً، بينهم أكثر من 40 رئيس دولة ورئيس حكومة، ومن بينهم نائب الرئيس الأميركي، الرئيس الفرنسي، الرئيس البولندي، وكذلك الأمين العام وكبار مسؤولي المنظمات الدولية، أمين عام ناتو، الاتحاد الأوروبي والمنتدى الدولي للمرأة IWF، كما وجهت دعوات لوزراء داخلية وخارجية دول مختلفة.
رووداو: تعرض الأمن العالمي والأوروبي للتهديد نتيجة للهجوم الروسي على أوكرانيا. هل يواجه الأمن العالمي حالياً خطر وقوع حرب عالمية ثالثة؟
د. هيوسغن: علينا أن نفعل كل شيء لتجنب ذلك. من المهم جداً أن يكون العالم موحداً في الدفاع عن الاستقرار على أساس القوانين، وأن نقول بكل وضوح إن تصعيد التوترات، كما شهدناها من جانب روسيا، ليس مقبولاً ويجب أن نكون متحدين لنبلغ الرسالة لبوتين ونقول له إن ما يفعله من انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وعدم احترام للمدنية، مرفوض. لهذا يجب أن يكون المجتمع الدولي قوياً. إن كنا متحدين في مناهضة الجرائم العدوانية وجرائم الحرب، أعتقد أننا حينها سنتمكن من منع وقوع حرب عالمية ثالثة.
رووداو: في مؤتمر ميونخ، هل ستقفون على انتصار أوكرانيا عسكرياً، أم على الحث على إقامة السلام وإنهاء الحرب؟
د. هيوسغن: الهدف الأول هو كيف نقيم السلام وكيف ننهي هذه الحرب. هذا سيكون موضوعاً رئيساً، وكل الأمور الأخرى وسائل نريد من خلال الإفادة منها أن نتوصل إلى هذا الهدف.
رووداو: الحروب في الشرق الأوسط مشتمرة منذ عشرات السنين، ألا تعتقدون أنه يجب الاهتمام بإنهاء الحروب في دول الشرق الأوسط مثل اهتمامكم بإنهاء الحرب في أوكرانيا؟
د. هيوسغن: الوضع في الشرق الأوسط مأساوي، خاصة إذا أخذنا بالوضع في فلسطين وإسرائيل. بعد فترة الرئيس أوباما، لمسنا تخلي أميركا عن التزامها السياسي المتمسك بحل الدولتين، الأمر الذي عزز من الاستقطاب، ومع استمرار إنشاء المستوطنات، اشتد الصراع، وعندنا من جهة حكومة إسرائيلية متهمة حالياً بأنها لم تعد ملتزمة بالقواعد الأساس للديمقراطية، إذ يجب التصويت على تعديل الدستور ثم صدور قرار المحكمة بشأنه، أو قرار السلطة التنفيذية أو غالبية أصوات البرلمان، وهذا يعني إلغاء الفصل بين السلطات، وهو حدث غاية في السوء. ما نلاحظه الآن هو غياب أي مبادرة سياسية ذات شأن لوضع حد لهذا الوضع. أجبت في وقت سابق وقلت إن مشاكل الشرق الأوسط كانت تهمنا دائماً. الصدامات في الشرق الأوسط كانت مدرجة في جدول أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، وفي هذه المرة أيضاً سنتناول الصدامات في تلك المنطقة معاً ضمن بند واحد، لأننا نرى أن إغفال وإهمال المشاكل ليس بديلاً، بل يؤدي إلى المزيد من الاستقطاب والتوتر ثم تقوية وتعميق الصراعات.
رووداو: وقع زلزال في سوريا، والحرب حالت دون وصول المساعدات إلى الأهالي، وإلى موت الكثير من الناس. هل ستبحثون المشكلة السورية في هذا المؤتمر؟
د. هيوسغن: سنعيد التركيز على الشرق الأوسط هذه السنة. أنا أوافقك، الوضع في سوريا سيء للغاية، فما يجري في سوريا هو كارثة حقيقية. لا زال أمامنا وضع، يوجد في دكتاتور في السلطة ينتهك حقوق البشر، وقد أجرينا المحاكمة الأولى في المحاكم الألمانية، ضد ممارسي التعذيب التابعين للأسد. نظام الأسد نظام خطير ومخيف وهو لا يزال في السلطة هناك. كذلك ليس هناك أي تغير من الناحية السياسية. مثلاً، الوعود التي قطعت بشأن تشكيل مجلس، أحبطتها سوريا وروسيا، لكن هذا لا ينبغي أن يتحول إلى عائق يمنع إدراج سوريا في برنامجنا. لذا، ستكون سوريا بالتأكيد ضمن برنامج مؤتمر هذه السنة وفي إطار أوسع.
رووداو: د. هيوسغن، أتولى ضمن فريق شبكة رووداو الإعلامية ومنذ نحو تسع سنوات تغطية أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، وعلى ما أذكر كان المسؤولون الإيرانيون مشاركين باستمرار، فهل ستشارك إيران في هذه السنة أيضاً؟
د. هيوسغن: نحن في المؤتمر نتعامل مع إيران أيضاً. لاحظنا في مؤتمر ميونخ للسلام بأن المحادثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي أو التوصل إلى واحد جديد، لا تتقدم، لا توجد أي تحركات دبلوماسية في هذا السياق، هذا ما أكدته لنا الحكومات التي تواصلنا معها. ثم واجهنا السؤال: إن لم يكن هناك أي احتمال للاتفاق بشأن السلاح النووي الإيراني، وإن لم تكن هناك محادثات، هل ينبغي أن ندعو مسؤولي هذا النظام الإيراني؟ توصلنا في النهاية إلى نتيجة مفادها أنه مع كل الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وذلك التعامل المرفوض مع المرأة في إيران، قررنا عدم دعوة أي مسؤول إيراني وقررنا أيضاً دعوة ممثلي الجمعيات المدنية الإيرانية، بالتأكيد ليكون هذا الموضوع ضمن جدول أعمال المؤتمر.
رووداو: رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، معروف عنه أن زعيم يقرب بين الأطراف المختلفة في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة، ما مدى أهمية حضوره في هذا المؤتمر، خاصة وأن الكورد شعب شرق أوسطي يبلغ تعداده 50 مليون نسمة؟
د. هيوسغن: نعم، من المهم جداً أنه يشارك في مؤتمر ميونخ للأمن. في هذا المؤتمر سنتحدث عن الحرب الأوكرانية التي يمكنني القول إنها ألقت بظلالها على كل شيء. لن ننسى هذه الحرب التي لا تزال مستمرة. في سنوات عديدة سبقن، تحدثنا في مؤتمر ميونخ عن الحروب والصدامات ولا نريد فقط الحفاظ على هذا التقليد، بل نريد أن نبعث بإشارات تدل على مدى قلقنا مما يجري في المنطقة.
رووداو: إلى أي حد يُعد تهديد داعش خطراً كبيراً يهدد الأمن العالمي؟
د. هيوسغن: نعم، التهديد لا يزال قائماً، لكن من دواعي الارتياح أنه لم يعد كما كان، في نفس الوقت نشعر بالارتياح لتقديم قسم من مرتكبي تلك الجرائم البشعة للمحاكمة. سيكون معنا أيضاً إيزديون في ميونخ، لأننا نريد تذكير العالم بأن مآسي الإنسانية لا تُنسى. كما يجب أن نفكر في كيفية تقديم منفذي أعمال العنف تلك للمحاكمة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً