رووداو ديجيتال
أكد المؤرخ محمد علي الصويركي، من كورد الأردن، أن عدد الكورد في المملكة يتراوح بين 70 و100 ألف شخص، منوّهاً إلى أن تاريخهم يمتد لـ 900 عام، "عندما أسس السلطان صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية في بلاد الشام ومصر".
جاء ذلك في مقابلة مع رووداو، أجراها دلبخوين دارا، وبُثت يوم الاثنين (12 تشرين الثاني 2024)، تناولت تاريخ الكورد في الأردن ودورهم في تأسيس المملكة الهاشمية، إلى جانب وضعهم في الوقت الحاضر.
الصويركي أكد أن الكورد يُنظَر إليهم في الأردن بشكل عام على أنهم "متساوون، مثلهم مثل أي أردني"، مستطرداً أن "عصرهم الذهبي كان في بداية تأسيس الإمارة وفي الخمسينيات والستينيات، حيث تسلموا مناصب قيادية وإدارية وعسكرية".
أدناه نص المقابلة:
رووداو: سنتحدث عن الكورد الموجودين في الأردن. هناك سؤال مهم بالنسبة لنا يتعلق بعدد الكورد الموجودين في الأردن.
محمد علي الصويركي: هناك نحو 70 إلى 100 ألف كوردي أردني. الوجود الكوردي في الأردن يمتد إلى 900 عام، عندما أسس السلطان صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية في بلاد الشام ومصر. أنت تعرف أن عماد جيشه كان من الكورد، لذلك استقطب الفرقة الهكارية، وهم كورد من منطقة هكاري في كوردستان الشمالية، ووضع هذه الفرقة في مدينة السلط، التي تقع غرب عمان بحوالي 300 كيلومتر، وأوكل إليهم مهمة مراقبة الحركات الصليبية في غور الأردن، خوفاً من المد الصليبي إلى شرقي الأردن. قامت هذه الفرقة بواجبها العسكري، وبعد انتصار صلاح الدين على الصليبيين في معركة حطين وأصبحت المنطقة تحت السيطرة الأيوبية، بقيت هذه الفرقة في السلط، وظهر منهم علماء ومدرسون، ويعود إليهم الفضل في إنشاء المدرسة السيفية في السلط. لكن بعد فترة يُقال إن هذه العائلة رحلت إلى القدس وسكنوا فيها، وسمّوا الحارة التي نزلوا بها "حارة السلطية" نسبة إلى السلط، وتولوا هناك لفترة طويلة إمامة المسجد الأقصى، وأُطلق عليهم اسم "عائلة الإمام"، وهم الآن موجودون في القدس كأحفاد الهكاريين الكورد الذين سكنوا فيها.
السلط خضعت للحكم الأيوبي، وأنشأ الملك عيسى الأيوبي قلعة السلط، وهي القلعة الجميلة التي هدمها محمد إبراهيم باشا المصري عندما غزا بلاد الشام، وحدثت مناوشات مع الإمبراطورية العثمانية.
لا تزال في السلط حتى اليوم "حارة الأكراد" كمساحة جغرافية، فالسلطية الآن منقسمون إلى قسمين: "الحارة" و"حارة الأكراد"، ومعظم العشائر العربية يقولون إنهم من "حارة الأكراد"، وأنا كوردي نسبي لهذه المنطقة، وفيها "وادي الأكراد".
أيضاً، الأيوبيون أسسوا في الأردن إمارة الكرك الأيوبية التي امتدت لثمانين عاماً، وقد أسسها الملك الناصر داوود الأيوبي، ويُعزى إليه الفضل في تحرير القدس مرة أخرى بعد صلاح الدين.
رووداو: هل يرد ذكر الكورد كقومية في الدستور الأردني؟
محمد علي الصويركي: أكمل ما بدأت به. الكورد بقوا موجودين في العهد المملوكي وكانت لهم إمارات، وكانت هناك أسماء كوردية. كما توجد قرية تُسمى "قرية الكوردي" في منطقة بشمال الأردن "لواء بني الأعسر". وكان المالك الإقطاعي كوردياً، وهناك عائلات في الأردن لا تزال تدّعي أنها من أحفاد هذا الأيوبي أو الملك الكوردي. لدينا 81 عشيرة في الأردن من أصول كوردية.
أما الدستور الأردني، فيقول في إحدى مواده إن جميع الأردنيين متساوون في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق والدين واللغة. الأردن فيه أقليات عرقية مثل إخواننا الشركس، الشيشان، الأرمن، وأقليات دينية مثل الدروز إخواننا الموحدين، وأيضاً المسيحيون. وهؤلاء يُنظر إليهم نظرة خاصة، ومنحوا كوتا في البرلمان، ولهم حسابات أخرى في الدولة وفي تشكيل الحكومات. نظامنا الملكي متسامح مع الجميع، وأيضاً فُتح المجال للجميع ليحصلوا على مكتسبات الدولة.
رووداو ديجيتال: في أي محافظة تتواجد أغلبية الكورد؟
محمد علي الصويركي: جئنا إلى الأردن بشكل فردي وذكوري، وكل واحد له قصة. لم نأتِ مثل الإخوة الشركس الذين جاؤوا قبائل، الشابسو وعشائر معينة، بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم، واختلفت بالنسبة لهم الجغرافيا فقط. لذلك سكنوا في عمان، وادي السير، الزرقاء، وشكلوا ثِقلاً اجتماعياً كبيراً مقرباً للسلطة، وبالتالي حصلوا على الكوتا ومكاسب أيضاً. أيضاً، الإخوة المسيحيون يُقدر عددهم بحوالي 300 ألف ولهم كوتا وتمثيل في الوزارات وفي البرلمان. أما نحن فقد سكنّا في القرى والأرياف والمدن؛ أي أن جميع المدن الأردنية لا تخلو من عائلة كوردية. مثلاً: إربد، الرمثا، الصمرا، الغور، الصافي، العقبة، عمان، السلط، الزرقاء، جرش، وعجلون، كلها توجد بها عائلات كوردية.
رووداو: هل ساهم الكورد في إنشاء الدولة الأردنية واستقلالها؟ ماذا كان دور الكورد؟
محمد علي الصويركي: قبل مجيء الأمير عبد الله بن الحسين، طيب الله ثراه، شارك الأردنيون في الدولة السورية التي أسسها الملك فيصل، والتي سُميت المملكة الفيصلية من سنة 1918 إلى 1920، وكان ممثل الأردن من الكورد هو سيدو الكوردي الذي ذهب إلى دمشق وحضر المؤتمر السوري العام الذي نادى بوحدة سوريا الطبيعية. كما وقف مع الأردنيين في إرسال برقيات الاحتجاج وتأليف لجان وطنية لدعم سوريا والملك فيصل ضد الاستعمار الفرنسي، الذي قام بعد مؤتمر سان ريمو بتقسيم المنطقة بين النفوذ الفرنسي والبريطاني. كان هناك أيضاً رجال إدارة موجودون في المحاكم وفي المدن الأردنية.
عندما جاء الملك عبد الله إلى معان ليحرر سوريا من الفرنسيين، استقبله ضباط كورد، منهم خليل بكر زازا الذي كان قائد الحرس الأميري للملك فيصل، وكذلك نظمي بدر الدين، وعائلات من ضمنها عائلة مصطفى الملي. كذلك أرسل الشريف حسين أحد الكورد إلى عمان ليمهد لقدوم الأمير، وهو العلامة السوري خير الدين الزركلي، الذي مهد القدوم مع أحد الشرفاء من عائلة الحارثي. وكان في استقبال الأمير عند قدومه كورد عمان، منهم علي السيد الكوردي، علي الكوردي، وخير الدين الزركلي، إضافة إلى العديد من الضباط الكورد الذين خدموا في الجيش العثماني، منهم خليل بكر زازا، نظمي بدرخان، وضابط من عائلة البرزنجي، وكذلك رشيد باشا المدفعي، أحد قادة الثورة العربية الكبرى الذي بقي في عمان وتولى منصب وزير داخلية، ليكون أول كوردي يتولى وزارة في الأردن. كما تولى منصب مدير الأمن العام والشرطة، وكان من مؤسسي الدرك والجيش الأردني خليل بكر زازا.
هؤلاء ساهموا في تدريب الجيش الأردني، ويذكر فريدريك بيك، قائد الجيش الأردني، أن نسبة الضباط الكورد كانت تبلغ نحو 3-4%، مما يعني أن الدولة استفادت من خبرات الكورد الذين كانوا في الجيش العثماني في تأسيس الدرك والجيش الأردني، وبقوا مع الأمير حتى أسسوا المملكة الأردنية الهاشمية.
رووداو: ساهموا بشكل جيد في تأسيس المملكة. ما هي طبيعة العلاقة بين الكورد والعائلة المالكة في الأردن قديماً وحديثاً؟
محمد علي الصويركي: علاقتنا مع آل عون والهاشميين تعود إلى العهد الأيوبي، عندما جاء جدهم قتادة من ينبع، وكان هناك صراع في المدينة ومكة على الشرافة. في تلك الفترة، وفي عهد الملك العادل، تم تعيين آل قتادة، وهم أجداد آل عون، أشرافاً على مكة. لذلك، الأشراف الذين خدموا مكة منذ العهد الأيوبي، وكان آخرهم الشريف حسين بن علي، هم من أحفاد قتادة، وهو من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب. كذلك، في الثورة العربية الكبرى، شارك ثلة من الجيش الكوردي، منهم جعفر باشا العسكري، ورشيد المدفعي، في قيادة الثورة العربية، خاصة مع الملك فيصل الأول رحمه الله، وكانوا طلائع له، حيث دخلوا الأردن وبلاد الشام وحرروها.
أيضاً، خليل بكر زازا كان ضابط استخبارات لدى الملك فيصل وقائد الحرس الأميري، وكان أول من رفع علم الثورة العربية في دمشق، وفي حلب، وفي بيروت كوردي، وبقوا مع الهاشميين حتى في العراق. نتذكر جعفر باشا العسكري، مؤسس الجيش العراقي، وهو كوردي أيضاً. وهناك الكثير من آل بابان وشخصيات كوردية أخرى شغلت مناصب وزارية. في الأردن، بقي رشيد باشا المدفعي من الرجال الذين قاتلوا في الثورة العربية الكبرى وتولى مناصب مدير الأمن ووزير الداخلية. كما لدينا علي سيدو الكوردي، الذي كان من وجهاء الأحزاب الأردنية وشارك في الحركة السياسية الأردنية. نتذكر كذلك علي الكوردي، أحد وجهاء عمان. وقد عمل علي سيدو الكردي في المجلس التشريعي، حيث كان سكرتير المجلس التشريعي، وهو ثالث أردني ينال الشهادة من الجامعة الأمريكية في بيروت في عهد الإمارة.
رووداو: مساهمات كثيرة للكورد في تأسيس الدولة الأردنية. السؤال، ما هي حقوق الكورد في الأردن؟
محمد علي الصويركي: يُنظر إلى كورد الأردن بشكل عام على أنهم متساوون، مثلهم مثل أي أردني. أي أن الوظائف العامة في الجيش، والإدارة، والمجال العام متاحة لهم. تدرس وتثبت وجودك، وبالتالي تستطيع أن تتسلق الهرم الإداري حتى تصل، والدليل أن كوردياً وصل إلى رئاسة الوزراء وهو جمعة الأيوبي.
رووداو: هل كان يعترف بكورديته؟
محمد علي الصويركي: نعم، نعم، كان يعترف. هم كورد أيوبيون من ديار بكر. كان والده محمد جمعة، أو شيخو، رئيس بلدية الطفيلة في العهد العثماني، وهذا الرجل كان رئيس وزراء في عام 1967، العام الذي حصلت فيه نكسة حزيران وضياع الضفة الغربية. وأيضاً كان قائد سلاح الجو في تلك الفترة هو صالح باشا الكوردي.
رووداو: الكورد كانوا في القمة إذن.
محمد علي الصويركي: كذلك كان طيار الملك الخاص بدر الدين زازا من الطيارين المحببين إلى جلالة الملك الراحل، ولذلك وصل الكورد إلى مناصب إدارية، خاصة في جهاز الجيش والإدارة والمخابرات العامة.
رووداو: هل يشغل الكورد مناصب عليا في الأردن حتى الآن؟
محمد علي الصويركي: كان عصرهم الذهبي في بداية تأسيس الإمارة وفي الخمسينيات والستينيات، حيث تسلموا مناصب قيادية وإدارية وعسكرية. لكن بعد أن شهدت الأردن حركة علمية، تلاشى الكثير من دور الكورد الإداري والسياسي، والسبب المباشر هو أن الكورد لم يحصلوا على الكوتا التي تمنحهم مقعداً برلمانياً، بحيث يمكن لهذا النائب تحت قبة البرلمان أن يدافع عن حقوقهم ومكتسباتهم، ويتوسط لهم لدى مؤسسات الدولة. الكورد يشكلون مستودعاً للأصوات، ولذلك كنت أدعو دائماً إلى وجود كوتا للكورد، مثلهم مثل إخواننا الشركس، والشيشان، والمسيحيين، والبدو، والمرأة، ليضمن لهم حقوقاً سياسية توصلهم إلى البرلمان.
رووداو: هل الكورد لم يطلبوا الكوتا أم هناك سبب آخر؟
محمد علي الصويركي: كتبت مرة مطالباً جلالة الملك الراحل بمنح الكوتا للكورد، وأوصلتها نخبة من الكورد. أعتقد أن الظروف الإقليمية لم تكن مشجعة على إعطاء الكورد هذا الحق، لأن الكورد في بلدهم الأصلي لم يحصلوا على حقوقهم. وأيضاً جاء الرد بأنكم أردنيون وأن جميع الدوائر الانتخابية لكم، ولا نريد أن نفصلكم عن الأردنيين. هذا شرف لنا أن نكون أردنيين 100%، لكن في الانتخابات الأخيرة حاول بعض الكورد الدخول إلى البرلمان، إلا أن الطبيعة العشائرية والحزبية وتفرق الكورد حالت دون وصول نائب كوردي. لم يوجد كوردي داخل البرلمان الأردني منذ المجلس التشريعي في عهد الإمارة إلى اليوم، ولم يجلس كوردي تحت قبة البرلمان ليدافع عن الكورد.
رووداو: ليس هناك ممثل كوردي في البرلمان الأردني؟
محمد علي الصويركي: نعم، لا يوجد.
رووداو: هل هناك دعم حكومي لإحياء اللغة الكوردية والثقافة والتاريخ الكوردي في الأردن؟
محمد علي الصويركي: نعم، لدينا جمعية صلاح الدين الأيوبي في عمان. نشاطات هذه الجمعية اجتماعية وليست سياسية، وتبقى تجمع الكورد. كانت لدينا محاولة تشكيل جمعية أردنية كوردية للثقافة، وكان لها فرع في عمان وآخر في إربد، ونشاطها كان جيداً، حيث عقدت دورات للغة الكوردية، وكنا نشارك أيضاً في المهرجانات القومية والوطنية بمناسبات الاستقلال وعيد نوروز.
الدولة الأردنية تحترمنا، حيث تسمح لنا بالاحتفال بعيد نوروز. نعقد دورات وندوات في الجمعيات، وفي المناهج المدرسية يُشار إلى أن الكورد هم أحد مكونات المجتمع الأردني كأقلية عرقية، وتذكر بعض الكتب الاجتماعية الزي الكوردي والثقافة الكوردية. نحن لم نكن فاعلين بشكل كبير في الحركة السياسية والثقافية.
رووداو: هل هناك حزب كوردي في الأردن؟
محمد علي الصويركي: كلا، يمنع تأسيس حزب على أسس قومية أو طائفية أو دينية. الحزب ينبغي أن يكون مفتوحاً لكل أطياف المجتمع الأردني.
رووداو: ألا توجد أحزاب على أساس قومي في الأردن؟
محمد علي الصويركي: كلا، لا يوجد. يمنع القانون وجود حزب سياسي على أسس مثل المسيحيين أو الشركس. حتى الجمعيات، فهي كوردية، لكن يحق لأي مواطن أن يكون عضواً فيها.
رووداو: يسمح لهذه الجمعيات بنشاطات ثقافية وليست سياسية؟
محمد علي الصويركي: نعم، لأنها مقيدة. أي ندوة تُقام في أي جمعية لا بد من موافقة وزارة الثقافة، وأيضاً موافقة المحافظ والأجهزة الأمنية، لضمان سلامتهم، وللإحاطة بما يُدار ويُطرح في هذه الندوات الاجتماعية من أفكار معينة.
رووداو: كيف حفظتم كورديتكم في الأردن؟ تقول إنكم موجودون في الأردن منذ أكثر من 900 سنة.
محمد علي الصويركي: الكورد الذين جاؤوا مع صلاح الدين، خاصة في فلسطين، وهاجروا إلى الأردن بعد نكسة حزيران و1948، هؤلاء انسجموا مع العرب وذابوا. لم يبق منهم إلا بعض ملامحهم الجسدية، وبعض المعلومات التاريخية أو بعض أسماء العائلات. 900 سنة كفيلة بذوبان الشخص في البيئة التي يعيش فيها. لكن لا يزال الكثيرون عندما تذكر لهم أنك كوردي يقولون نعم، أنا أصلي كوردي، لكن تصرفاتهم وسلوكياتهم لا تدل على ذلك. الذين حافظوا على كورديتهم هم الكورد الذين جاؤوا إلى الأردن وفلسطين في القرن التاسع عشر، يعني لم يمض على وجودهم سوى جيل أو جيلين فقط.
أيضاً في دفاتر العائلة، تُحفظ العائلات الكوردية، حيث تُسجل فيها أسماء مثل آغا، زارا... على عكس دول عربية يمنع فيها كتابة هذه الأسماء... البرزنجي، بابان، عسكري، ديركي، أبو رسول.
رووداو: هل هناك عائلات كوردية مشهورة في الأردن؟
محمد علي الصويركي: نعم، هناك عائلات معروفة.
رووداو: حافظتم من خلال هذه الأسماء الكوردية على وجودكم في الأردن.
محمد علي الصويركي: نعم.
رووداو: أصلك من صويرك، وهي مدينة مشهورة في شمال كوردستان. وهناك كاتب كوردي مشهور، شاهين بكر صويركلي، يعيش في أستراليا. لديك كتاب عن علي سيدو الكوردي، وهو شخصية كوردية مشهورة. هل تجيد اللغة الكوردية قليلاً لو تحدث معك أحد بها؟
محمد علي الصويركي: لا أفهمها. لم نستخدمها في الأردن خلال القرنين التاسع عشر والعشرين والقرن الحادي والعشرين، أي نحو 150 عاماً؛ ما لا تستخدمه تنساه. وكما قلت لك، فإن الوجود الكوردي كان فردياً وليس جماعياً. نحن كعائلة كنا نسكن بين الوسط العربي، فلم تكن لنا حاجة إلى اللغة الكوردية، بل أردنا أن نفهم العربية وليس الكوردية، لكن بعض الإخوة في الجمعية كانوا يعقدون دورات للغة الكوردية.
رووداو: هل هناك دورات لتعليم اللغة الكوردية في الأردن؟
محمد علي الصويركي: نعم، كانت لدينا جمعية تعطي دروساً، وكذلك الجمعية الأردنية الثقافية الكوردية تعطي دروساً للطلبة أو لمن يريد أن يتعلم الكوردية.
رووداو: كم كلمة كوردية بإمكانك أن تتقن؟
محمد علي الصويركي: روز باشه، سر جاو، سوباس، هربجي، كوردستان.
رووداو: جيد، حبذا لو كنت قد عملت المقابلة باللغة الكوردية؟
محمد علي الصويركي: في بلاد الشتات، لا يزال لدينا الشعور القومي متقداً. القومية تحتاج إلى عنصرين هما اللغة والجغرافيا، وعندما تفقد الجغرافيا ستذوب في المجتمع الآخر. يُقال إن الكوردي لا ينسى أصله، ولذلك كثير من الكورد في السودان، تشاد، جنوب أفريقيا، أفغانستان، الهند، وباكستان يتغنون بأصولهم الكوردية. نحن في الأردن لنا وطنان، الأردن الذي عشنا فيه، ونعتز حقيقة بأردنيتنا وبالمجتمع الأردني، حيث ننظر إليهم كزملاء وأصهار وإخوة في الدين والطموحات، ولا نجد أي تمييز. ينظرون لنا بكل احترام، وعندما يعرف أحدهم أنك كوردي يقول "يكفي أنك حفيد صلاح الدين". هذا يعني أن جميع العائلات الأردنية بعشائرها المشهورة قد تداخلت مع الكورد ونحن أيضاً مرتبطون بأصهارهم. أنا مثلاً أصهاري من آل التل، وهي عشيرة كبيرة في الأردن، ومنهم وصفي التل، ويعتزون بالأصول الكوردية لأن شاعر الأردن تزوج مونيفة بنت بابان التي أنجبت للأردنيين أجمل رجالهم وهو وصفي التل.
رووداو: شكراً جزيلاً على هذه المقابلة.
محمد علي الصويركي: أود في نهاية الحديث أن أشكرك طبعاً وأشكر المحطة التلفزيونية وأوجه الشكر الجزيل لسعادة الرئيس مسعود بارزاني، حفيد صقر كوردستان. سررت بما رأيته من إنجازات عمرانية وشوارع ومكتبات، وأشعر أن هذا التطوير كان بجهودهم وجهود الشعب الكوردي.
كما أوجه كلمة شكر إلى رئيس إقليم كوردستان الحالي، نيجيرفان بارزاني، نجل إدريس بارزاني رحمه الله، المجاهد المعروف، وأيضاً لرئيس الوزراء مسرور بارزاني، وكذلك إلى ابن الزعيم العظيم (جلال طالباني) قوباد طالباني، وإلى إخواننا في السليمانية ولكل الكورد. وأتمنى أن يحقق الشعب الكوردي حريته واستقلاله مثل باقي الأمم الأخرى.
وكما قال الأستاذ علي سيد الكوردي، الكورد لن يموتوا، سيبقون لأنهم منذ أيام الميديين وإلى اليوم حافظوا على تراثهم وثقافتهم ولم ينسوا أصلهم. لكن التغيُرات الإقليمية والظروف هي التي وضعتهم في هذه المشكلة. ومع ذلك، تذكر أن هناك أقواماً كانوا أقوى منا؛ الأشوريين، البابليين، الكنعانيين، الفينيقيين، والفراعنة، كلهم ذهبوا وبقي الكورد.
كما أوجه كلمة شكر إلى رئيس إقليم كوردستان الحالي، نيجيرفان بارزاني، نجل إدريس بارزاني رحمه الله، المجاهد المعروف، وأيضاً لرئيس الوزراء مسرور بارزاني، وكذلك إلى ابن الزعيم العظيم (جلال طالباني) قوباد طالباني، وإلى إخواننا في السليمانية ولكل الكورد. وأتمنى أن يحقق الشعب الكوردي حريته واستقلاله مثل باقي الأمم الأخرى.
وكما قال الأستاذ علي سيد الكوردي، الكورد لن يموتوا، سيبقون لأنهم منذ أيام الميديين وإلى اليوم حافظوا على تراثهم وثقافتهم ولم ينسوا أصلهم. لكن التغيُرات الإقليمية والظروف هي التي وضعتهم في هذه المشكلة. ومع ذلك، تذكر أن هناك أقواماً كانوا أقوى منا؛ الأشوريين، البابليين، الكنعانيين، الفينيقيين، والفراعنة، كلهم ذهبوا وبقي الكورد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً