ممثل سلوفينيا بمجلس الأمن: المجلس يتوقع أن يكون لجميع المجموعات الإثنية دور في سوريا

10-04-2025
الكلمات الدالة سلوفينيا مجلس الأمن الدولي سوريا
A+ A-
رووداو ديجيتال

أعلن صامويل زبوغار، ممثل سلوفينيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن "مجلس الأمن يتوقع أن يكون لكل فرد في سوريا، وجميع الأقليات، وجميع المجموعات الإثنية، وجميع شرائح المجتمع، والنساء والمجتمع المدني، دور ومكان في النقاش حول مستقبل سوريا ودستور سوريا المستقبلي".
 
في مقابلة لشبكة رووداو الإعلامية أجراها سنان تونجدمير في نيويورك يوم 28 آذار 2025، أكد زبوغار بخصوص مطالب الكورد بالحكم الذاتي في سوريا: "نحن نترك ذلك للنقاش السوري الداخلي"، موضحاً أنه "يجب إيجاد الإجابات داخلياً ومن خلال الحوار".
 
بخصوص التوازن بين وحدة الأراضي وحقوق المكونات، قال زبوغار: "نحن لا نرى أي تعارض بين وجود الأقليات ووحدة الأراضي"، مؤكداً أن "الشيء الذي ناقشه مجلس الأمن وهو مهم بالنسبة لنا هو وحدة أراضي سوريا ووحدتها، يجب الحفاظ على ذلك، وفي نفس الوقت تشارك جميع الأقليات وجميع المجموعات في تلك العملية".
 
أدناه نص المقابلة:

رووداو: بدأت عملية سلام جديدة بين روسيا وأوكرانيا، ما هو دور مجلس الأمن في عملية السلام بين روسيا وأوكرانيا؟

صامويل زبوغار: أصدر مجلس الأمن في بداية عملية السلام هذه قراراً بعنوان "طريق نحو السلام"، والذي أثبت فقط أن الحرب مستمرة منذ ثلاث سنوات. لقد فقد الكثير من الناس حياتهم في الحرب، وحان الوقت لبدء حوار حول السلام. تم تبني ذلك في المجلس. الآن، بالطبع، الحوار مستمر بين روسيا وأوكرانيا عبر الولايات المتحدة. لكنني متأكد من أن مجلس الأمن سيشارك في كل خطوة، بما في ذلك في النهاية عندما يكون هناك اتفاق. أنا متأكد من أن المجلس سيتبنى مرة أخرى قراراً للتأكيد على اتفاق السلام الذي نأمل جميعاً أن يتحقق في النهاية.
 
رووداو: حرب غزة مستمرة منذ ما يقرب من عامين، والجميع يتوقع المزيد من مجلس الأمن. كيف يمكن لمجلس الأمن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وحل الدولتين مع وجود حق النقض (الفيتو) الأميركي؟

صامويل زبوغار: ناقش المجلس ملف غزة بانتظام. طوال العام الماضي، انضممنا إلى المجلس في كانون الثاني، وخلال العام الماضي، في كل شهر وكل أسبوع تقريباً، كنا نناقش الوضع في غزة. لقد تبنينا أربعة قرارات بشأن غزة، طالبنا بوقف إطلاق النار، وطالبنا بوصول المساعدات الإنسانية، وطالبنا بالإفراج عن الرهائن. كنا سعداء جداً عندما تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في كانون الثاني بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة مع كلا الجانبين. دور المجلس الآن هو مراقبة وقف إطلاق النار هذا، الذي للأسف لم يعد قائماً الآن، وكذلك التأكد من أننا نراقب غزة في المستقبل. يمكنني التحدث لاحقاً عن الوضع الحالي. لكن فيما يتعلق بحل الدولتين، وهو هدف متوسط وطويل الأمد للمنطقة، تحدث المجلس عدة مرات وأعلن أن الحل النهائي هو حل الدولتين. 
 
الحل الوحيد الذي سيجلب السلام إلى المنطقة هو حل الدولتين، عندما يكون لفلسطين دولتها الخاصة، وتشعر إسرائيل أيضاً بالسلام والأمن في تلك المنطقة. كيف يمكننا تحقيق حل الدولتين؟ هذا سؤال صعب للغاية بالنظر إلى الوضع اليوم. هناك مؤتمر تنظمه فرنسا والمملكة العربية السعودية في الصيف. أعتقد أنه سيكون لدينا بعض المناقشات في المجلس للتحضير لهذا المؤتمر بشأن حل الدولتين. بالطبع، دور المجلس ضروري، لا أحد يستطيع أن يحل محل المجلس. المجلس هو الهيئة الوحيدة المسؤولة عن السلام والأمن. بالطبع، يمكن أن تحدث الوساطة خارج المجلس. ولكن في النهاية، يجب إعادة جميع النتائج إلى داخل المجلس حتى نتمكن من المصادقة على الاتفاق، وعندها يصبح حقاً نوعاً من السلطة الدولية. أعتقد أن المجلس سيستمر في مناقشة حل الدولتين، وآمل أن يكون مؤتمر الصيف دافعاً نحو حوار جاد أو بدء عملية سياسية توصلنا إلى حل الدولتين.
 
رووداو: أود أن أنتقل قليلاً إلى سوريا. كما تعلمون، هناك سلطة انتقالية جديدة في سوريا وخلفيتها هيئة تحرير الشام. كأعضاء في مجلس الأمن، هل تعتقدون أن هيئة تحرير الشام يمكنها إدارة سوريا؟

صامويل زبوغار: هذا لا يتعلق بنا، لا يمكن للمجلس أن يتخذ موقفاً من ذلك. أعتقد أن هذا شأن السوريين. نحن نفهم أن هناك سلطة انتقالية لإعداد المرحلة الانتقالية نحو دستور وعودة الديمقراطية، وتأسيس الديمقراطية، وإعادة إحياء وبناء سوريا. ستكون هذه عملية طويلة الأمد. أعتقد حقاً أن الشعب السوري عانى كثيراً خلال الـ 14 عاماً الماضية، 14 عاماً من حرب أهلية مروعة للغاية. نحن جميعاً سعداء بانتهاء الحرب. كلنا نتمنى مستقبلاً أفضل للسوريين، تماماً كما يأمل السوريون ويتطلعون إلى مستقبل أفضل. 
 
أعتقد أن مسؤولية السلطة الجديدة هي العمل على هذا المستقبل، ولكن في النهاية، يجب أن يكون ذلك بقيادة سورية وتوجيه سوري وملكية سورية. لا يحق لأحد من الخارج أن يقول كيف يجب أن يتم ذلك. ولكن بالطبع، نريد سوريا يشعر فيها جميع السوريين بحقوقهم، ويشعر جميع السوريين بالراحة، ويشعر جميع مواطني سوريا وجميع المجموعات الإثنية بالسلام.
 
رووداو: كما تعلمون، تم إعلان دستور انتقالي جديد، ونعلم أنهم سيضعون دستوراً آخر أكثر عمومية، لكن ما يحدث الآن في سوريا هو أن الدروز والعلويين والكورد رفضوا الدستور الجديد. كعضو في مجلس الأمن، ما هو موقفكم أو ما هي آمال مجلس الأمن لدستور جديد يحمي حقوق المكونات؟

صامويل زبوغار: أعتقد أن مجلس الأمن يتوقع أن يكون لكل فرد في سوريا، وجميع الأقليات، وجميع المجموعات الإثنية، وجميع شرائح المجتمع، والنساء والمجتمع المدني، دور ومكان في النقاش حول مستقبل سوريا ودستور سوريا المستقبلي. نتوقع أن يشعر جميع مواطني سوريا بأنهم مرحب بهم في وطنهم. سوريا هي موطن للعديد من القوميات، موطن للعديد من المجموعات الإثنية، لقد أشرتم إلى بعضها، هي موطن للنساء والرجال، ونريد أن يشعر الجميع بالراحة. نأمل أن تدير السلطة الجديدة العملية بطريقة تشارك فيها كل هذه المجموعات في التفكير حول كيف يجب أن تكون سوريا في المستقبل؟ كيف يجب أن يكون دستور سوريا في المستقبل؟ لأن السبيل الوحيد نحو السلام في سوريا هو أن يشارك الجميع في الحوار.
 
رووداو: مجلس الأمن الدولي يطالب بوحدة الأراضي السورية. كيف ترون التوازن بين وحدة الأراضي وحقوق المكونات؟

صامويل زبوغار: لم يناقش المجلس بعد هذه القضايا بهذه التفصيل، لأنه ليس من شأن مجلس الأمن حقاً التدخل في دستور سوريا، يمكننا فقط التعبير عن أملنا في ما يتوقعه المجتمع الدولي من السلطة الجديدة في كيفية إدارة العملية، وكيفية العمل مع الجميع، وكيف لا تطول المرحلة الانتقالية كثيراً، حتى نصل في النهاية إلى انتخابات. ولكن من وجهة نظر سلوفينيا، يمكنني القول إننا لا نرى أي تعارض بين وجود الأقليات ووحدة الأراضي. لدينا أقليتان في سلوفينيا، الإيطالية والمجرية، لديهما كل الحقوق، ولديهما حقوق في البرلمان. لا نعتقد أن وجودهم في أراضينا يقلل من وحدة أراضينا. على العكس من ذلك، أعتقد أنه يمكن أن يعزز العلاقات مع دول الجوار، ويمكن أن يعزز ثقة الأمة بنفسها. إذا شعرت الأقليات بالراحة في بيت مشترك. بالطبع، الشيء الذي ناقشه مجلس الأمن وهو مهم بالنسبة لنا هو وحدة أراضي سوريا، يجب الحفاظ على ذلك، وفي نفس الوقت تشارك جميع الأقليات وجميع المجموعات في تلك العملية.
 
رووداو: نعلم أن هناك إدارة كوردية في شمال شرق سوريا. كعضو في مجلس الأمن، كيف ترون الإدارة الكوردية هناك؟ على سبيل المثال، يطالب الكورد في سوريا بالحكم الذاتي أيضاً. برأيكم، هل يمكن لمجلس الأمن دعم هذا المطلب؟

صامويل زبوغار: نحن نترك ذلك للنقاش السوري الداخلي. كما قلت، لا ينبغي للمجلس أن يتدخل في تفاصيل تحديد كيف يجب أن تكون تلك الدولة. هذا حقاً للسوريين، لجميع السوريين أن يناقشوا، وأن يكون لديهم حوار، وعملية سياسية، وأن يجدوا حلاً يكون هو الأنسب لمصالح سوريا، لمصالح الكورد الذين يعيشون في سوريا، أو أي مجموعة إثنية أخرى. نحن لا نعطي أي توجيهات، لأنه لا يمكن لأحد من الخارج تقديم الإجابات الصحيحة. يجب إيجاد الإجابات داخلياً ومن خلال الحوار. كما تعلمون، غالباً في الحوار يمكننا أن نكتشف لماذا تريد شيئاً ما؟ كيف هي المشاعر، إذا كنتُ سورياً، لماذا يريد الكورد هذا وذاك؟ يجب أن تفكر حينها، لماذا يشعرون بهذه الطريقة؟ كيف يمكنني مساعدتهم ليشعروا بالراحة في إطار وحدة سوريا؟ كل هذا جزء من العملية السياسية والحوار. هذا ما نطالب به. أما ما ستكون عليه النتيجة، فهذا متروك للسوريين.
 
رووداو: ماذا يمكن لمجلس الأمن أن يفعل لحماية حقوق الكورد، هل يمكنكم إعطاؤنا بعض التفاصيل؟

صامويل زبوغار: أعتقد أن هناك قراراً لدى مجلس الأمن يناقش سوريا، كيف ننظر إلى العملية السياسية، عملية سياسية تقودنا نحو دستور في سوريا. هناك ممثل خاص للأمين العام يقدم المساعدة والدعم. وهو يقدم تقريراً بانتظام كل شهر إلى المجلس حول الوضع في سوريا. أعلم أنه بسبب الـ 14 عاماً الماضية، هناك مشاعر مختلفة حول الأمم المتحدة في سوريا، ودور الأمم المتحدة، وكيف لم تتمكن الأمم المتحدة من مساعدة الشعب السوري، نحن ندرك ذلك. زار وزيري سوريا قبل شهرين، وحصل على صورة واضحة جداً حول وجود شعور قوي بأن الشعب السوري لم يتلق المساعدة الكافية خلال الـ 14 عاماً الماضية، نحن نتفهم ذلك. ولكن في نفس الوقت لدى الأمم المتحدة خبرة كبيرة وهي مستعدة ويمكنها المساعدة. يتمتع غير بيدرسون بالدعم الكامل من مجلس الأمن ويمكن أن يكون مفيداً في تلك العملية. في نفس الوقت، كما قلت، هو يُطلع مجلس الأمن كل شهر. بالطبع، نحن نراقب كيف تسير العملية السياسية، هل تسير في الاتجاه الصحيح، أم أن المجلس بحاجة إلى التعبير عن رأيه.
 
رووداو: تعلمون، بدأت عملية سلام جديدة بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني. في الأربعين سنة الماضية كانوا في حالة حرب وبدأت عملية السلام الجديدة هذه. برأيكم، هل يمكن لمجلس الأمن أن يلعب دوراً في عملية السلام هذه؟

صامويل زبوغار: تركيا ليست على جدول أعمال مجلس الأمن، لذلك نحن لا نناقش ذلك في مجلس الأمن. لا أعتقد حقاً أن تركيا تريد أن يناقشها المجلس لأنهم يعتبرونها قضية داخلية، إنها قضية داخلية. يمكنني القول إننا في سلوفينيا نرى إعلان حزب العمال الكوردستاني إلقاء السلاح كعلامة إيجابية، أعتقد أن هناك وقفاً لإطلاق النار أو نهاية، على الرغم من أنها لم تكن حرباً، لا أعرف ماذا كانت. ولكن يبدو بطريقة ما أنها مرحلة جديدة في العلاقة بين حزب العمال الكوردستاني والحكومة التركية. نأمل أن يقودنا هذا إلى مستقبل أفضل لتركيا، وكذلك للكورد الذين يعيشون في تركيا.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

 الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد

إلهام أحمد لرووداو: وجود إدارات ذاتية في سوريا سيخفف العبء عن كاهل دمشق

أفادت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أن المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) قد بلغت مرحلتها النهائية، مشيرةً إلى ضرورة عقد المؤتمر الكوردي خلال الشهر الجاري.