رووداو ديجيتال
دعا مرشد الحركة الإسلامية في كوردستان العراق، عرفان عبد العزيز الكورد في سوريا إلى "تجنب التفسيرات الخاطئة" تفادياً لـ "نتائج عسكية"، داعياً إياهم إلى التصرف بـ "حكمة شديدة" والمشاركة في الحكومة المقبلة.
جاء ذلك في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، بعد اسقاط فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام نظام بشار الأسد.
بشأن علاقته مع قائد هيئة تحرير الشام، قال عرفان عبد العزيز إنه تحدث مع بعض الكورد في صفوف الهيئة وقالوا له إن الجولاني يكن له "محبة كبيرة".
أدناه نص مقابلة مع عرفان عبد العزيز:
رووداو: هل هنأت أبو محمد الجولاني؟ هل تعرفان بعضكما؟
عرفان عبد العزيز: لديه معرفة بنا من بعيد، لكن لم تجمعنا علاقة بسبب المسافة.
رووداو: كيف ومتى تعرفتما على بعضكما؟
عرفان عبد العزيز: تحدثت مع بعض الكورد في صفوف تحرير الشام. قالوا لنا إن الشيخ أحمد الشرع يعرفك ويكن لك محبة كبيرة، ونود أن تكتب رسالة له، فقلت: حاضر.
رووداو: هل يؤمن الجولاني بحقوق الكورد ووجود كوردستان؟
عرفان عبد العزيز: لا أعتقد أن هناك مشكلة لديهم مع الكورد، ولكن على الكورد أن يتجنبوا التفسيرات الخاطئة. في كوردستان، نصحنا حزب العمال الكوردستاني مراراً بتجنب هذه الأخطاء في التفسير. على سبيل المثال، في المرة الأخيرة التي شهدت انفجاراً في أنقرة، أدان حزب الاتحاد الديمقراطي العملية قبلنا، ولم نكن نتوقع أن يتبنى حزب العمال الكوردستاني المسؤولية عنها. ورغم ذلك، أعلن مسؤوليته في وقت كانت عملية السلام جارية، بينما كانت بعض الأطراف تروج أن أردوغان سيسقط وستتشكل إمبراطورية كوردية، ولكن الواقع كان عكس ذلك. لذا، فإن مثل هذه التفسيرات الخاطئة مضرة للغاية. وعلى الأعزاء هناك أن يتحلوا بالحكمة، وأن يشاركوا في الحكومة التي تتشكل حالياً، مع التخلي عن مثل هذه التفسيرات التي تؤدي إلى نتائج عكسية.
رووداو: هل تعتقدون أنه سيوافق على منح الحكم الذاتي لكوردستان سوريا؟
عرفان عبد العزيز: فيما يتعلق بمسألة الحكم الذاتي، لا أستطيع التنبؤ بشكل نظام الحكم هناك، حيث لا يزال الطريق في بدايته. الأولوية الآن بالنسبة لهم هي تحقيق الأمن والاستقرار في بلادهم. الحديث الذي كان يدور عن إنشاء دولة للعلويين وأخرى للسنة لم يعد مطروحاً، خاصة بعد دخولهم طرطوس واللاذقية، مما يؤكد أن الدولة العلوية لم تعد قائمة. كذلك، لا أعتقد أن أي دولة، سواء الولايات المتحدة، روسيا، أو أوروبا، ستسمح بتقسيم سوريا. لهذا السبب، يجب على الكورد هناك التصرف بحكمة فائقة. إن وضع كوردستان سوريا يختلف عن وضع كوردستان هنا، تركيا وإيران، ليس متشابها حيث الظروف والتحديات مختلفة، وهما في سياق مختلف تماماً، لذا يتطلب الأمر التكيف مع هذه الظروف بحذر وعقلانية.
رووداو: هل يمكنكم العمل على تحقيق السلام بين قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام؟
عرفان عبد العزيز: لقد حاولنا عدة مرات وأرسلنا رسائل إلى جميل بايك طالبين منه أن يتجنب هذا النهج وأن يسعى للتفاهم مع تركيا. اليوم، نرى أن إيران وتركيا لم تعيرا اهتماماً كبيراً لمصير بشار الأسد. ربما كان من الأفضل له أن يصاب بجلطة في تلك الليلة، بدلاً من أن يسمع: "ارحل مع السلامة، لا يمكننا الدفاع عنك". كيف يمكن للولايات المتحدة مواجهة 21 مليون شخص الآن؟ بالتأكيد لن تفعل ذلك. بالأمس، وأمام أنظار روسيا، توغلت إيران في المناطق الكوردستانية في قامشلو والحسكة. كيف ستبقى هناك إذا سيطرت على دمشق غداً؟ من الطبيعي أنها ستنتقل إلى هناك. لهذا السبب، يجب على الأطراف المعنية التصرف بحكمة شديدة. نحن مستعدون للعب دور إيجابي في تقريب وجهات النظر بينهما. حتى مظلوم عبدي نفسه أكد أن القتال لم يندلع بين قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام، بل إن المواجهات الحالية تدور مع الجيش الحر. لذلك، من الضروري أن يتصرفوا بعقلانية وينخرطوا في الدولة الجديدة التي تتشكل الآن، مع الحرص على عدم تحويل أنفسهم إلى أعداء لها.
رووداو: هل يستطيع الجولاني إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة؟
عرفان عبد العزيز: إيران تقول الآن إنها مستعدة لتطبيع العلاقات مع الجولاني. هذا بالنسبة لإيران، فما بالك بالولايات المتحدة والدول الأخرى؟ هذا هو عرف السياسة التي لا أخلاق فيها، حيث تكون المصلحة هي الأساس.
رووداو: هل الجولاني قادر على إدارة سوريا؟
عرفان عبد العزيز: هذا من بين أكثر الأسئلة تعقيداً التي ستواجهها هيئة تحرير الشام خلال الأشهر المقبلة، مما يستدعي التصرف بعقلانية ووعي. حتى الآن، لم يعتدوا على حقوق أحد، فالوزراء ورئيس الوزراء مستمرون في أماكنهم، ولم يتعرضوا لأي محاسبة. بل على العكس، أوصى باحترامهم والاستمرار في أداء مهامهم. هذا النهج يُظهر أهمية السلوك العقلاني. لقد شهدت الحركة الإسلامية تطوراً كبيراً، ولم تعد على نفس النهج الذي كان سائداً في التسعينيات. أصبحت أكثر واقعية في رؤيتها وتتعامل مع الحقائق بحكمة. إذا استمر هذا التوجه، فإنه سيعزز فرص سوريا في تحقيق الأمن والاستقرار، بدلاً من الانزلاق نحو الفوضى.
رووداو: هل سيشكل الجولاني حكومة ديمقراطية أم إسلامية إذا تسلم السلطة في سوريا؟
عرفان عبد العزيز: النظام السياسي ينبثق دائماً من إرادة المواطنين ويعكس تقاليدهم وأعرافهم. على سبيل المثال، في أفغانستان، الشعب اختار هذا النظام، وفي الولايات المتحدة يعكس النظام تطلعات مواطنيها. سوريا بلد ذو حضارة عريقة، وأعتقد أن نظامها السياسي سيكون جميلاً، لا إسلامياً بالكامل، ولا ديمقراطياً أو علمانياً، بل نظاماً جميلاً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً