رووداو - أربيل
أكد المتحدث الأسبق للحكومة العراقية علي الدباغ، أن الحكومات السابقة أهدرت أموالاً طائلة على مشاريع لم تجدي نفعاً، مشيراً إلى أن هناك بلدان لا تمتلك النفط ونسبة الفقر لديها لا تصل إلى ما وصل أليه العراق.
وفي حديث لشبكة رووداو الإعلامية، قال الدباغ إن الأحزاب الإسلامية فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة السلطة، وجاءت بالنقمة على احزابها من قبل الشعب العراقي، وفشلت بتقديم الأفضل للبلاد، لأن هذه الأحزاب الدينية قامت بالمتاجرة بالدين وهي بعيدة عن الدين بعد أن مارسوا الكذب والغدر.
رووداو: لماذا محكوم على العملية السياسية في العراق بالفشل؟
الدباغ: قد أختلف معك؛ ويمكن وصفه بعدم النجاح بسبب التحديات الكبيرة التي مر بها العراق، ولو تقارن الظروف بالنسبة للعراق مع دول اخرى لإنهارت تلك الدول، في سوريا هناك شبه انهيار، وفي ليبيا حصل انهيار كامل، بينما العراق صمد بسبب شجاعة شعبه، ولا يمكن وصفه بالفشل بقدر ارتباطه بعدم النجاح. ولكن الناس اليوم يتطلعون إلى المستقبل وتطالب الحكومة بتحقيق مطالبها وهي ملزمة بإعطاء جرعة تطمينية إلى الشارع العراقي بأنها تعمل لمصلحته.
رووداو: وهل هذه الجرعة موجودة فعلاً لدى الحكومة العراقية؟
الدباغ: هناك أمل في الحكومة العراقية الحالية لوجود توافق سياسي وهذا مهم جداً، وعلى نقيض الحقبة الماضية التي أوجدت التجاذب والصراع السياسي وخلق الفرصة أمام داعش، وهناك أيضاً توافق اقليمي جيد من خلال الإنفتاح على دول الجوار، وبالرغم من الأوضاع التي تشهدها المنطقة والصراع الأمريكي – الإيراني وأحداث سوريا، ولكن هناك بصيص من الأمل ويجب أن يتحول ذلك إلى فعل ملموس لدى المواطن العراقي والذي يبحث عن الخدمات وفرص العمل.
رووداو: وبما أن الدكتور علي الدباغ تولى منصب حكومي من خلال منصب المتحدث لحكومة المالكي.. هل كانت معاناة المواطن العراقي تصل إلى رئيس الحكومة؟
الدباغ: أن المالكي لم تكن لديه رؤية ومشروع لمعالجة قضية معاناة المواطن وخاصة خلال فترة ولايته الثانية، حيث تحول الأمر إلى قرارات فردية من المالكي وفشل في بناء مؤسسات الدولة، ومسك بزمام الأمور للملف الأمني والذي تسبب بفشل كبير فيه نتيجة الرأي الواحد وبعيداً عن الرأي المؤسساتي أو رأي الدولة، وبالرغم من الأداء الجيد للسيد المالكي خلال ولايته الأولى وهذا من باب الإنصاف، ولكن في فترة ولايته الثانية كان المسؤول الأول عن سقوط الموصل تحت سيطرة داعش، والحكومة مضت 8 سنوات في زمن المالكي ولم تجد الحلول لأزمات الكهرباء والماء خاصة في محافظة البصرة التي تطفو على بحر من النفط.
نحن وصلنا إلى الحكم لتحقيق العدالة إلى الناس وإنصافهم، وهذا الحلم كان يراودنا طيلة حياتنا ولكن أحيانا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
رووداو: خلال دورتين من الحكم ..مازال المواطن العراقي يسأل أين ذهبت أموال الدولة؟
الدباغ: اذا نظرنا إلى قطاع الكهرباء على سبيل المثال والذي شهد هدراً كبيراً في الأموال ولكن ماذا كانت النتيجة؟ هناك سوء في الإدارة والتخطيط ولقد تم استيراد مولدات للكهرباء بنحو 10 مليار دولار ولكن لم تكن هناك القدرة على تشغيل هذه المولدات، ومشروع ماء بغداد الذي شُرع به في 2008 ونحن في 2018 ولغاية اليوم لم يتم انجازه ونحن لدينا نهري دجلة والفرات. فيما تخشى الكتل السياسية من أصحاب العقول في العراق لأنها تخشى الفشل كما أنها تبحث عن الشخصيات المطيعة لتوجهاتها والحصول على المكاسب المالية، لذلك ترى أن أغلب الشخصيات البارزة وأصحاب العقول تفر من سلطة هذه الأحزاب.
رووداو: العراق يصدر يومياً نحو 4 مليون برميل نفط بينما هناك 8 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر؟
الدباغ: هناك بلدان لا تمتلك النفط ونسبة الفقر لديها لا تصل إلى ما وصل أليه العراق، ونحن نفتقر إلى توزيع الموارد في العراق، ولم نملك سابقاً النفط بينما كان يسمى العراق بأرض السواد ويفيض بخيراته على دول الجوار، بينما اليوم نملك النفط ولكن نرى هذه النسب المخيفة والمرعبة من مستوى الفقر، وهناك أزمة في الحكم بالنسبة للعراق.
رووداو: هل فشلت الأحزاب الإسلامية في حكم العراق؟
الدباغ: هذه الأحزاب فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة السلطة، وجاءت بالنقمة على أحزابها من قبل الشعب العراقي، وفشلت بتقديم الأفضل للبلاد، لأن هذه الأحزاب الدينية قامت بالمتاجرة بالدين وهي بعيدة كل البعد عن الدين بعد أن مارسوا الكذب والغدر.
رووداو: وهل حزب الدعوة من بين تلك الأحزاب التي فشلت في حكم العراق؟
الدباغ: دون استثناء، لأن حزب الدعوة كان له الجزء الأكبر من السلطة بعد توليه للحكم لـ4 دورات متعاقبة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً