رووداو ديجيتال
أكد المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، محمود محمد، ان منصبي رئيس الجمهورية ومحافظ كركوك هما من استحقاق الكورد ويتم التباحث بشأنهما، لافتاً الى انه نتطلع لأن تكون الكابينة الحكومية الجديدة كابينة شراكة حقيقية بين مكونات العراق.
جاء ذلك في لقاء خاص لمحمد مع شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الثلاثاء (4 كانون الثاني 2021)، عقب وصول وفد من التيار الصدري لإقليم كوردستان مساء أمس الاثنين، واجتماعه مع رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني.
وذكر المتحدّث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن زيارة وفد التيار الصدري جاءت كامتداد للاجتماعات واللقاءات الرامية لبناء المزيد من التفاهم والتقارب بين الكتل السياسية الفائزة في انتخابات تشرين الأول الماضي، مؤكداً أن "نحن عندنا برنامج عمل ونريد أن يتم التوفيق بين برنامجنا وبرامج المشاركين الآخرين في تشكيل الكابينة، وان تجد المواضيع التي تهمنا مكاناً لها في برنامج الكابينة ويتم تثبيتها فيه".
وفيما يلي نص المقابلة مع المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني:
رووداو: ما الذي حمله لكم وفد التيار الصدري؟
محمود محمد: في الحقيقة، جاءت زيارة وفد التيار الصدري كامتداد للاجتماعات واللقاءات الرامية لبناء المزيد من التفاهم والتقارب بين الكتل السياسية الفائزة في انتخابات 10/10، ومواصلة للمحادثات التي كانت بيننا في السابق. كان الهدف هو توضيح رأيهم بأن تكون الحكومة القادمة أو الكابينة الحكومية القادمة مختلفة عن سابقاتها التي شكلت على أساس التوافق، والمقصود بالتوافق أن يشارك كل الفائزين في الحكومة، لكنهم يستحسنون مشاركة قسم من الفائزين وهم الذين فازوا بالأغلبية في تشكيل الكابينة الحكومية ويمكن أن يذهب الآخرون إلى المعارضة. هذا ما يرونه حتى الآن.
رووداو: هل اطلعتم في الحزب الديمقراطي الكوردستاني على برنامج عمل التيار الصدري؟ وما هي رؤيتهم لحل المشاكل بين أربيل وبغداد ومطالب الكورد؟ هل تستحسون برنامجهم؟
محمود محمد: في الحقيقة نحن عندنا برنامج عمل، أو مسودة برنامج عمل أعددناه مع الاتحاد الوطني الكوردستاني وسيكون هناك اجتماع حول هذا يوم غد للتوسع في تمحيص هذا الموضوع، وربما يتخذ القرار النهائي بشأنه. فعندنا برنامجنا، ونريد أن يتم التوفيق بين برنامجنا وبرامج المشاركين الآخرين في تشكيل الكابينة، نريد أن تجد المواضيع التي تهمنا سواء من الناحية القومية أم من الناحية الوطنية أم الاقتصادية والخدمية لشعب كوردستان بصورة خاصة وشعب العراق بصورة عامة، مكاناً لها في برنامج الكابينة ويتم تثبيتها فيه.
رووداو: ما هي النقاط الأهم في برنامجكم المشترك مع الاتحاد الوطني الكوردستاني؟
محمود محمد: ما تطرقنا إليه مع الاتحاد الوطني الكوردستاني حتى الآن وناقشناه كأجندة سياسية، هو أن تكون هذه الكابينة كابينة شراكة حقيقية بين مكونات العراق لا مجرد أن تشارك فيها أو توصل بها أو يكون لها مناصب فيها، بل يجب أن تشارك الأطراف التي تقرر تشكيل الكابينة معاً في رسم السياسة المستقبلية للسنوات الأربع القادمة واتخاذ القرارات وصياغتها وأن يكون هناك توازن دستوري واضح لتنفيذ تلك القرارات التي تتخذ، فكما تتشارك في اتخاذ القرارات يجب أن تشارك كل هذه المكونات في تنفيذ القرارات، خاصة وأن العراق يختلف عن غيره من الدول من حيث التكوين الديني والقومي. لذا يجب أن تضع الكابينة برنامجاً يوازي هذا التنوع ويلبي الطموحات القومية والوطنية ويحقق الخدمات والأمن والاستقرار للشعب.
رووداو: هل ستلتزمون بالتوقيتات وتحسمون أمركم مع الصدريين لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان؟ أم ستنتظرون الاتفاق بين الإطار والصدريين؟
محمود محمد:نحن لسنا جزءاً من المشكلة بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، لكن تجب مراعاة السياقات الدستورية والعمل على بدء البرلمان مهامه بأداء اليمين واختيار رئيس له، ثم حسم المناصب الأخرى وتشكيل كابينة حكومية. فلا يمكن أن يدار البلد بحكومة تصريف أعمال. لذا فإن مراعاة السياقات الدستورية والقانونية مهمة جداً وسنلتزم نحن بهذه السياقات.
رووداو: حسب ما علمتم من التيار الصدري، ما هي شكل الحكومة القادمة التي يريدها التيار والأطراف التي ستشارك فيها، وهل للتيار فيتو ضد مشاركة أي طرف في الحكومة؟
محمود محمد: يبدو أن هناك بعض المشاكل داخل البيت الشيعي وهذه المشاكل لها خلفيات سياسية وسوابق، لكن ليس للتيار خط أحمر قدر تعلق الأمر بالسنة والكورد، وفيما بينهم لا يزال هناك حوار بينهم وهناك زيارات متبادلة بين الإطار وبين التيار لحل المشاكل قدر الإمكان. لذا ستظهر خلال الأيام القليلة القادمة الجهات التي عندهم فيتو ضدها وستعرف.
رووداو: أليس عندهم فيتو ضد أي طرف كوردي، وهل سيشارك الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تشكيل الحكومة بدون الاتحاد الوطني الكوردستاني؟
محمود محمد: كما أسلفت، ليس للصدريين فيتو ضد أي طرف كوردي. أما نحن والاتحاد الوطني فالأمر مرهون بالمحادثات التي ستبدأ غداً وستجري في الأيام القادمة محادثات مكثفة لصياغة برنامجنا وتحديد كيفية مشاركتنا وتجسيد الشراكة التي نتحدث عنها عملياً في الحكومة القادمة.
رووداو: دخولكم في الحكومة التي يدعو إليها التيار الصدري، لوحدكم كحزب ديمقراطي كوردستاني، في حال حدث ذلك، كيف سيؤثر على العملية السياسية في كوردستان؟
محمود محمد: حتى الآن، الموجود عندنا هو أننا في البيت الكوردي كنا نرغب حتى في مشاركة الجهات التي أعلنت أنها لن تشارك في الحكومة، لكن هذا يتوقف على رغبة كل حزب في صورة المشاركة التي يريدها في الكابينة. لذا إن كانت المطالب متقاربة فلن يكون هناك أفضل من أن نكون معاً ونشارك معاً في العملية السياسية العراقية، وبالتأكيد سيكون ذلك أفضل، لكن هذا لا يعني أن لا يكون لكل طرف قراره الخاص به فيما يتعلق بتشكيل الكابينة.
رووداو: هل ستحسمون منصب رئيس الجمهورية في اجتماعكم مع الاتحاد الوطني الكوردستاني يوم غد؟
محمود محمد: هناك لجنة من جانبنا ولجنة من جانب الاتحاد الوطني الكوردستاني للبت في هذا الموضوع وسيكون لهم اجتماع في الساعة الثانية من بعد ظهر الغد ويبحثون هذه المواضيع. بالنسبة للمنصب، فقد حسم الأمر بأن هذا المنصب هو من حق الكورد وكوردستان. أما من الذي سيشغل المنصب، فهذا يتوقف على نتائج المحادثات التي تجري بيننا ومحادثات اللجنة المشتركة بيننا.
رووداو: هل يقبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بأن يذهب منصب رئيس الجمهورية للاتحاد الوطني الكوردستاني؟
محمود محمد: كما قلت، هذا متروك للمحادثات التي تجري بيننا، بل من اللازم أن يكون للأطراف الأخرى أيضاً رأيها في هذا الموضوع.
رووداو: دعني أطرح السؤال بصورة أخرى: هل الحزب الديمقراطي الكوردستاني موافق على أن يذهب منصب رئيس الجمهورية للاتحاد الوطني الكوردستاني وبقاء برهم صالح في المنصب أربع سنوات أخرى؟
محمود محمد: لقد ذكرت أننا لم نبحث في هذا الموضوع بعد، لكي أتمكن من قول نعم أو لا.
رووداو: هل سيكون عندكم فيتو ضد أي مرشح يتقدم به الاتحاد الوطني لرئاسة الجمهورية؟
محمود محمد: بما أننا لم نخض في المحادثات، فإن مسألة الفيتو أيضاً ليست قيد الحديث حالياً.
رووداو: كيف تقيمون أداء برهم صالح في السنوات الأربع الأخيرة؟
محمود محمد: هذا يمكن أن تفعله لجنة تقوم بتقييم الأعمال، وليس موضوع مقابلة فأخبرك في دقيقة بالتقييم، دعنا نترك هذا لتقييم موضوعي من جانب شعب كوردستان وشعب العراق عموماً لدوره وأعماله.
رووداو: هل كنتم في الحزب الديمقراطي الكوردستاني راضين عنه؟
محمود محمد: الرضا يعني أننا قمنا بتقييم، وأنا لست ملماً بهذا الموضوع ولا أعرف عن هذا التقييم لأن هناك لجنة أخرى تتولى تقييم الأعمال وأنا لست فيها.
رووداو: هل يميل الحزب الديمقراطي الكوردستاني أكثر إلى الحصول على منصب رئيس الجمهورية أم منصب محافظ كركوك؟
محمود محمد: أتعلم.. المنصبان قابلان للنقاش.. ما هو قائم ونفضله نحن هو أن تناقش الأطراف كافة موضوع هذين المنصبين ويتم حسم الأمر بناء على الاستحقاق الانتخابي أو الذي يتوقع منه أن يتولى هذا المنصب أو ذاك بصورة أفضل. لذا فإن هذه المواضيع كلها تترك للمحادثات، وأنا لن أسبق آراء الإخوة في وفدنا قبل أن يخوضوا في المحادثات حول هذه المواضيع.
رووداو: هل سيتم حسم المنصبين في حزمة واحدة؟
محمود محمد: لا، لكل واحد خصوصيته.
رووداو: هل ترون أن منصب محافظ كركوك هو حق للاتحاد الوطني؟
محمود محمد: ذكرت ذلك، هذا حق للكورد، ويحسم بين الكورد من خلال محادثات ومناقشات، والأمر متروك للمحادثات التي ستجري مع الاتحاد الوطني والأطراف الأخرى وحتى مع مسؤولي الحكومة الاتحادية.
رووداو: أنتم تريدون أحد هذين المنصبين، رئيس الجمهورية أو محافظ كركوك، هل هذا صحيح؟
محمود محمد: كما ذكرت لك، لم نبدأ المحادثات بعد حول كوننا نريد أحد المنصبين أو المنصبين معاً، هذا متروك للمحادثات التي ستجري بين الجانبين.
رووداو: دعنا نتحدث حول المناصب الوزارية في بغداد، هل تريدون حقيبة وزارة الخارجية أم حقيبة المالية؟
محمود محمد: من بين الحقائب السيادية العراقية، نرى أن أحد الحقائب السيادية هو استحقاق لشعب كوردستان، وقد أصرينا على هذا سابقاً وكان أشخاص من كوردستان يشغلون دائماً أحد تلك المناصب، ففي فترة كانت وزارة الخارجية وفي فترة أخرى وزارة المالية، والآن وزارة الخارجية، وهناك حقائب أخرى كالنفط وغيرها تعد حقائب سيادية يمكن الحديث عنها.
رووداو: لننتقل إلى موضوع رئيس مجلس الوزراء. يتم تداول أسماء كثيرة لمنصب رئيس الوزراء العراقي القادم، ومن هؤلاء حيدر العبادي، هل عندكم فيتو ضده؟ أم أن علاقاتكم معه تحسنت؟
محمود محمد: في الحقيقة، وكما قالت المرجعية الشيعية فإن المجرب لا يجرب. هذا لا يعني أن عندنا فيتو عليه أم لا. لكن من هو الشخص الذي سيتفق الشيعة عليه فيما بينهم، ففي تصوري أن الأفضل أن نترك هذا للبيت الشيعي وأن يختاروا من يرون، مع استشارة الطرفين الكوردي والسني، لأن الذي سيتولى رئاسة الوزراء لن يكون رئيس وزراء الشيعة لوحدهم، بل سيكون رئيس وزراء العراق كله، كورداً وشيعة وسنة. لذا فإن هذا الموضوع متروك لهم، لكن مع مراعاة قبول الطرفين السني والكوردي أيضاً.
رووداو: كيف تنظرون إلى المقترح أو المطلب الداعي إلى تغيير الرئاسات الثلاث جميعاً؟ هل تؤيدونه؟
محمود محمد: الذي يقول هذا، هذا شيء، ولكن هل بحثنا نحن في حاجة أي من الرئاسات إلى تغيير. ربما لم نفكر في وجوب تغييرها جميعاً. لكن إن كانت هناك حاجة لتغييرها وقرر الفائزون في انتخابات 10/10 هذا، وقررت الأغلبية وقرر البرلمان ذلك فسيحصل التغيير بالتأكيد. لكن لا يمكن أن نقول إنه يجب تغيير كل الرئاسات في حزمة واحدة. بل تجب دراسة الموضوع مسبقاً.
رووداو: هل اتفق عزم وتقدم، وبعلم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، على منح منصب رئيس البرلمان للحلبوسي مرة أخرى؟
محمود محمد: جاء الطرفان إلى كوردستان، وكانت لهما اجتماعات مع فخامة الرئيس مسعود بارزاني، وتعهدا بأن يكونا معاً وأن هناك اتفاقاً بينهما، نأمل أن يلتزموا به لأنه سيضمن مكانة كبيرة للسنة فقدوها منذ فترة طويلة في المجال السياسي والعملية السياسية في العراق. لذا فإن أياً منهما إن سعى للحصول على منصب رئيس البرلمان ووافق عليه أغلب السنة، أقصد ممثلي السنة، سيوافق الكورد بعد محادثات على رأيهم.
رووداو: في موضوع اختيار رئيس الجمهورية، هل تتخوفون من تكرار سيناريو 2018؟
محمود محمد: تقصد أن عندنا مرشحاً؟
رووداو: أقصد هل أنتم قلقون من تكرار سيناريو العام 2018 في عملية اختيار رئيس الجمهورية؟
محمود محمد: نرجو أن لا تبلغ الأمور ذلك الحد وأن لا يتكرر ذاك السيناريو، بل نقرر بأنفسنا من الذي سيكون رئيس الجمهورية، لا أن يتخذ الآخرون هذا القرار عنا مثلما فعلوا في العام 2018.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً