آنو جوهر: الكنيسة ترفض استخدام رموزنا الدينية بالفصائل المسلحة وسلوان موميكا استخدمها خلال انتمائه لها

02-07-2023
وزير النقل بحكومة اقليم كوردستان خلال لقائه مع مشتاق رمضان
وزير النقل بحكومة اقليم كوردستان خلال لقائه مع مشتاق رمضان
الكلمات الدالة آنو جوهر السويد اقليم كوردستان سلوان موميكا
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد وزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كوردستان آنو جوهر، أن مجمل الكنائس المسيحية سواء الكلدانية او السريانية او الاشورية او الارمينة ترفض زج الدين في السياسة، وترفض أيضاً زج الدين في تأسيس أي مجاميع وقوات مسلحة او ميليشيات.
 
ووصف آنو جوهر، في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، ما قام به سلوان موميكا من الاقدام على حرق نسخة من القرآن الكريم، بأنه "منحط بكل ما تعنية كلمة الانحطاط من معنى"، مطالباً "الاجهزة الرقابية والقانونية في الغرب وفي الدول الاوروبية أن تقوم بوضع قوانين وتشريعات تحرم وتوقف هذه الممارسات البعيدة عن العقل وعن المنطق وعن الاخلاق العامة".
 
وأوضح الوزير آنو جوهر أن "من حق الحكومة العراقية ان تدافع وبقوة على احترام المقدسات لهذا الشعب، وفي نفس الوقت المحافظة على المصالح العراقية مع دولة السويد، والتي تربطنا بها علاقة تاريخية".
 
وأدناه نص المقابلة:
 
رووداو: يقال ان سلوان موميكا كان إنساناً طبيعياً غير معروف وانتمى لحزب الحركة الديمقراطية الآشورية ومن ثم فصائل مسلحة، ما صحة ذلك؟
 
آنو جوهر: هذه التصرفات ليست تصرفات انسان طبيعي بالتأكيد، ولا علم لدي إن كان عضواً في الحركة الديمقراطية الآشورية التي هي واحدة من الاحزاب العريقة لأبناء شعبنا، ولكن مثلما شاهدنا هو كان منتمياً الى الفصائل او ما تسمى بالميليشيات، واستخدم رموزنا الدينية مثل الصليب وهي مرتدياً الملابس العسكرية ومنتمياً الى مجموعة من الميليشيات. مجمل الكنائس المسيحية سواء كانت الكنيسة الكلدانية او الكنيسة السريانية او الكنيسة الاشورية او الكنيسة الارمينة ترفض زج الدين في السياسة، وترفض أيضاً زج الدين في تأسيس أي مجاميع وقوات مسلحة او ميليشيات، بل ان كنائسنا في العراق وفي اقليم كوردستان تشجع شبابنا على الانتماء الى أجهزة الأمن والقوات الرسمية المذكورة في الدستور العراقي الدائم، والتي هي الجيش العراقي وقوات البيشمركة وقوات الشرطة والآسايش. كنائسنا وسياسيونا الحقيقيون المنتخبون من قبل أبناء شعبنا يرفضون رفضاً قاطعاً زج الدين وزج رموزنا الدينية في الميليشيات او في العمل السياسي – العسكري. من البداية يبدو انه (سلوان موميكا) لم يكن انساناً طبيعياً ولم نشاهد في تاريخ العراق سياسياً مسيحياً، بحال كان طبيعياً، يشكل قوى مسلحة ترفع الصليب كرمز في قواتها، ونحن نؤمن بتعاليم ربنا والهنا يسوع المسيح الذي علمنا ان من ضربك على خدك الايمن أدر له الايسر.
 
رووداو: ما الذي يجعل من مواطن مسيحي هدفه طلب اللجوء الى السويد، من الإقدام على حرق القرآن الكريم، ما الغاية من ذلك؟
 
آنو جوهر: هنالك الكثير من الحالات سواء كانت في السويد او في دول اوروبية اخرى حينما يقدم مجموعة من المواطنين المهاجرين من البلد على الحصول حق اللجوء السياسي او حق اللجوء الانساني، وبعد ذلك الاقامة الدائمة ومن ثم الجنسية، حيث يستخدمون هذه التصرفات كحجج في انهم وبعد هذه التظاهرات والمقابلات والاستفزازات لا يستطيعون العودة الى بلدانهم الاصلية، على اعتبار أنهم سيكونون معرضين للخطر وحياتهم معرضة للخطر. هذا الاسلوب (حرق نسخة من القرآن الكريم) منحط بكل ما تعنية كلمة الانحطاط من معنى، ويجب ان تقوم الاجهزة الرقابية والقانونية في الغرب وفي الدول الاوروبية بوضع قوانين وتشريعات تحرم وتوقف هذه الممارسات البعيدة عن العقل وعن المنطق وعن الاخلاق العامة.
 
رووداو: لم نشاهد قيام مسلمين في دول المنطقة بحرق نسخ من الانجيل، اذن ما هي العقلية او الظروف التي اوصلت سلوان موميكا للقيام بهذا الفعل، هل ذلك نتاج ظروف بيئية كانت تحيط به، أم كان مدفوعاً في الخارج للقيام بهذا العمل؟
 
آنو جوهر: اذا عدنا بهدوء الى تاريخنا الحديث تم حرق الاف النسخ من الانجيل والاف النسخ من القرآن والكتب السماوية للأديان الاخرى في العراق على مر الزمان، فمذبحة سيفو عام 1915 شهدت تدمير مئات الكنائس وحرق الاف الاناجيل وقتل مئات الالاف من المسيحيين في هذه المذابح، وبعدها في مذبحة سيميل أيضاً تم تدمير العشرات من القرى وتدمير العشرات من الكنائس وحرق المئات من الكتب المقدسة الموغلة في القدم، والتي يعود تاريخها الى بداية المسيحية والتي كانت بحوزة كنيسة المشرق، لكنها تعرضت للحرق في هذه المذبحة وهذا الجينوسايد. واذا عدنا ايضا الى مذبحة قرة صوريا الكلدانية سنة 1969 هاجمت قوة من الجيش التابع للنظام الدكتاتوري آنذاك قرية مسيحية مسالمة في كوردستان، حيث تم تدمير القرية وقتل القس رجل الدين المسيحي الكلداني في هذه القرية مع عشرات المواطنين. واذا عدنا ايضا الى عمليات الانفال وحلبجة والتي شهدت تدمير أكثر من خمسة الاف قرية في كوردستان وتدمير مساجد وحرق القرآن فيها من قبل النظام البعثي الدكتاتوري في ذلك الوقت. وقبل اقل من عشر سنوات قام داعش بتفجير الكنائس وتفجير المراقد والمساجد وحرق القرآن داخل المساجد وحرق الانجيل داخل الكنيسة وتدمير معابد الايزديين والكاكائيين وقتل الاف المواطنين المسيحيين والايزديين والكاكائيين والمسلمين وسبي الاف النساء والبنات. كل هذا العمل البعيد عن الاخلاق وعن المنطق وعن حقوق الانسان لا يمثل التعليم الجميل والروحي للاديان السماوية، سواء كانت الديانات السماوية الابراهيمية او الاديان العريقة التي تواجدت قبل الديانات السماوية في بلاد الرافدين في كوردستان وفي العراق. هذه التصرفات تنم عن الشخصية المريضة وعن الفكر المريض والفهم الخاطئ لأي نص ديني، وايضاً في حالة هذا الشخص (سلوان موميكا) الذي ينوي الشهرة، ولا يوجد انسان عاقل يتمتع ولو بنسبة قليلة من الاخلاق ان يقوم بحرق كتاب سماوي يقدسه أكثر من ملياري شخص على وجه المعمورة. نحن المسيحيون ايضا نشعر بالاهانة مما جرى وليس المسلمين فقط عندما تم حرق القرآن، وكذلك الايزدي والكاكائي. حينما يتم جرح شعور اخي المسلم يجرح شعوري ايضاً لأننا كمواطنين نعيش في وطن واحد وتجمعنا الاخوة في الانسانية.
 
رووداو: هل تخشون ان تكون هنالك ردود افعال من جهات مسلمة متطرفة ضد المسيحيين سواء في العراق او في المنطقة؟
 
آنو جوهر: أتقدم بشكري الجزيل الى رجال الدين المسلمين والمسيحيين والكاكائيين والصابئة المندائيين والايزديين والذين ومنذ اللحظة الاولى لهذا التصرف البعيد عن الاخلاق والانسانية اصدروا البيانات وقاموا بالتوضيح للشعب، سواء من المسلمين او المسيحيين او من باقي الاديان الاخرى، من ان هذا التصرف هو تصرف فردي مريض. في نفس الوقت اتقدم بشكري الجزيل الى القيادات السياسية، حيث رأينا في كوردستان فخامة الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الوزراء مسرور بارزاني وفخامة رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وايضاً الكثير من الشخصيات السياسية المعروفة، وعلى مستوى العراق ايضاً رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب وكل النخب السياسية العراقية تضامنت مع بعضها البعض في ادانة هذا التصرف، وايضاً في عقلنة اي رد فعل عاطفي لا سامح الله إن كان عنيفاً بهذا الصدد. ايضاً لا ننسى بيانات رؤساء الكنائس في بلاد الرافدين سواء كانت الكنيسة الكلدانية او الكنيسة الاشورية او الكنيسة السيريانية او الكنيسة الارمنية والتي اصدرت بياناً مشتركاً تدين هذا التصرف غير الأخلاقي.
 
رووداو: كيف ستتعامل الحكومة العراقية مع هذا الحدث، هل سيكون من منطلق المصلحة العامة وحفظ العلاقات السياسية والاقتصادية مع السويد بعيداً عن فعل شخصي قام به سلوان موميكا، أم كرد فعل لغضب التيارات الاسلامية في العراق؟
 
آنو جوهر: التعامل الدبلوماسي والعلاقات بين الدول مبنية على توازن بين المصالح وبين المبادئ، ومبدأنا هو الحفاظ على السلم الاهلي والحفاظ على التعايش المشترك واحترام المقدسات الدينية لأبناء الشعب العراقي وهذا ما ينص عليه الدستور، والقرآن الكريم هو احد اهم المقدسات الدينية كما هو الانجيل وكما هي التوراة وكما هي جميع الكتب المقدسة التي يدين بها أبناء الشعب العراقي. من حق الحكومة العراقية ان تدافع وبقوة على احترام المقدسات لهذا الشعب، وفي نفس الوقت المحافظة على المصالح العراقية مع دولة السويد، والتي تربطنا بها علاقة تاريخية، ولا ننسى ان السويد استقبلت عشرات الالاف من اللاجئين العراقيين الذين هربوا من بطش الحكم الدكتاتوري السابق في العراق، حيث استقبلتهم وآوتهم وعالجتهم وادخلت أبناءهم وبناتهم في المدارس والجامعات، وايضاً في نفس الوقت لدينا جيل تربى في السويد يخدم اليوم في الجامعات وفي الحكومة وفي مختلف مؤسسات الدولة السويدية. علينا ان نشجب هذا التصرف وان نحاول ان نضغط بكل قوة عبر القنوات الدبلوماسية، ولكن في نفس الوقت أن يشاهد العالم الوجه الحضاري الجميل لبلد يملك من الحضارة سبعة الاف سنة، وبأننا سنتعامل مع هذا الموضوع برقي وفي نفس الوقت سنتعامل معه بحزم، ولا ننسى ان لدينا جالية مسلمة وايضاً مسيحية شرقية كبيرة في السويد، ولدينا وزراء واعضاء برلمان من اصول شرقية نستطيع ان نحاول عن طريقهم وبالتنسيق مع الجالية هناك ان يضغطوا في الانتخابات القادمة في السويد وان يضغطوا على الاحزاب المنتصرة في الانتخابات لتشريع قوانين تمنع هذه التصرفات من السويد وفي الدول الاوروبية الاخرى.
 
رووداو: هل تتوقعون ان تقوم جهات مسلمة برد فعل داخل السويد ضد هذا الشخص؟
 
آنو جوهر: نحن بلد لدينا سبعة الاف سنة من الحضارة ولا يجب ان ننتهج اي منهج فيه العنف، وهو لا يولد غير العنف، واذا انتهجنا نهج العين بالعين والسن بالسن سيصبح كل العالم اعمى. برأيي ينبغي التوجه الى الاجراءات القانونية عبر تقديم شكوى في المحاكم وان ننتهج نهجاً سياسياً وان نضغط بحسب قوة جاليتنا في السويد على ممثلي هذه الجاليات في البرلمان لتشريع قانون يمنع هذه التصرفات الآن ومستقبلاً.
 
رووداو: ما هي الكلمة التي توجهونها الى فسيفساء المجتمع العراقي من المسلمين والمسيحيين وغيرهم، بهذا هذا الحدث؟
 
آنو جوهر: عشنا في هذا البلد جنباً الى جنب بمحبة وسلام وتعايش منذ الاف السنين. بلدنا بلد النبي ابراهيم عليه السلام والكثير من الانبياء عليهم السلام. بلد ولدت منه كل الشرائع السماوية. اليوم نحن مطالبين بأن نكون بقدر هذه المسؤولية، وانا دائماً ارى واشعر ان علاقاتنا مع اطياف الفسيفساء العراقية والكوردستانية هي اننا في أمان، لأننا نحترم بعضنا بعضاً، وأن تصرفاً فردياً مريضاً من قبل شخص مريض لا يستطيع نهائياً أن يزعزع أسس التعايش السلمي والاخوي في العراق وفي كوردستان الحبيبة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب