مسؤول علاقات التحالف الدولي لرووداو: مهمتنا مستمرة وقرار بقائنا مرهون بالأوضاع في أيلول 2026

01-10-2024
الكلمات الدالة قوات التحالف الدولي العراق سوريا
A+ A-
 
رووداو ديجيتال 

مسؤول خلية علاقات التحالف الدولي للقضاء على داعش، مارتن وار، أعلن لشبكة رووداو الإعلامية أن اتفاق (27 تشرين الأول 2024) بين أميركا والعراق لا يقضي بإنهاء مهمة التحالف الدولي "بل هو انتقال من مرحلة إلى أخرى" وعبر عن استيائه لطرح الأمر "بصيغة تعني أن هذا ينهي الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي للحكومة العراقية، فهذا ليس بصحيح".
 
في حوار أجرته معه يوم (30 أيلول 2024) شبكة رووداو الإعلامية لدى مشاركته في واشنطن في الاجتماع السنوي للتحالف الدولي، أوضح مارتن وار أن الاتفاق سيسري حتى أيلول 2026 لكن "الأمر سيبحث وفقاً للظروف في ذلك التاريخ وعندها نقرر ماذا سنفعل" وأكد أن الأمر ليس إنهاء لمهمة التحالف الدولي "لهذا أؤكد مرة أخرى على أن هذا ليس انسحاباً وإنهاء لمهامهم، بل استمرار لها، دعوني أقولها هكذا".

وأدناه نص الحوار الذي أجراه ديار كورده: 

رووداو: قبل كل شيء، دعنا نتحدث عن التحالف الدولي للقضاء على داعش في العراق وسوريا. هل يمكن أن تبينوا لمتلقينا ما الذي بحثتموه مع الحكومة العراقية وماذا سيكون مصير التحالف في العراق وسوريا في السنة المقبلة؟

مارتن وار: يسعدني أن أتحدث في هذا الموضوع. ألفت أنظار متلقيك إلى البيان الهام للغاية الذي صدر الجمعة عن أمريكا والعراق، والرسالة الرئيسة هي أن مهمة القوات المضادة لداعش ستتحول إلى سلسلة من اتفاقيات تعاون، واتفاقيات ثنائية بين الحكومتين العراقية والأمريكية وأعضاء التحالف الآخرين. إلا أن هذا طرح بصورة تبدو وكأنها نهاية لدعم التحالف الدولي للقضاء على داعش للحكومة العراقية، وهذا ليس بصحيح. نحن نتحدث عن تحول، ونتحدث عن استمرار الدعم، لكن بصورة أخرى، وهذا سيستمر حتى أيلول 2025. كذلك، اتفقت الحكومتان الأمريكية الأمريكية والعراقية على مواصلة الدعم لمواجهة داعش في سوريا وهذا سيستمر حتى أيلول 2026. بعد ذلك، ستكون هناك مباحثات يتم فيها اتخاذ ما يمكن فعله وفقاً للظروف حينها.
 
رووداو: أي أنه لم يتخذ قرار بهذا الخصوص بعد؟

مارتن وار: لا. أعتقد أن من المهم جداً أن نفهم أن عندنا مجموعة أسس ومقترحات تم الاتفاق بشأنها، لكن يجب العمل على تفاصيل هذه الاتفاقات، ومن بينها مواعيد المواضيع التي سيبحثها الجانبان بشيء من التفصيل خلال الأشهر القادمة.

رووداو: أشرتم إلى تفاصيل. لكن حسب تقارير إعلامية وما يجري في المنطقة، وجدنا أن تحركات داعش في العراق وسوريا ازدادت مقارنة بالسنة الماضية. ألا ترى أن إنهاء مهمة التحالف الدولي يشجع الجماعات الإرهابية على البروز من جديد في العراق وسوريا؟

مارتن وار: في البداية علي أن أقول إنني لا أتحدث عن إنهاء المهمة، وأريد التأكيد من جديد على هذه النقطة، هذا انتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى. دعني أوضح الأمر، قبل عشر سنوات من الآن عندما شن داعش هجومه واحتل جزءاً من العراق ومن سوريا، لبى التحالف الدولي للقضاء على داعش، بقيادة أمريكا، طلب الحكومة العراقية وذهب لدعم القوات العراقية ومن بينها قوات البيشمركة في التصدي لذلك الهجوم. في 2017، تم طرد داعش من العراق، وفي 2019 واجه داعش هزيمة على الأرض، ومنذ 2019 بدأت تهديدات داعش تتراجع شيئاً فشيئاً، كل ذلك بفضل ازدياد ضغوط التحالف الدولي والقوات العراقية والقوات الكوردية على داعش. تراجع تلك التهديدات لم يأت من فراغ، بل من ازدياد الضغوط كما ذكرت. الآن، بلغنا مرحلة تمتلك فيها القوات العراقية قدرات أكبر لمواصلة هذه الضغوط وذلك بمساعدة ودعم نسبيين من جانب التحالف الدولي، لكنه أقل، ومع مرور الزمن يبدو أن الأمر سيستمر بهذه الصورة، لكننا سنستمر في المراقبة للتأكد من أن الوضع سيستمر على هذا النحو، إلى أن نتأكد من الهزيمة النهائية لداعش. لهذا أعود وأؤكد من جديد أن هذا ليس انسحاباً ولا إنهاء لمهامهم، بل استمرار أو تطوير لها، دعني أقولها هكذا.
 
رووداو: إذن هذا يعني أنكم ستظلون حتى بعد أيلول 2025 و2026 تدعمون قوات البيشمركة وقوات سوريا الديمقراطية؟

مارتن وار: بعد 2025 أجل، أما بشأن ما بعد أيلول 2026 فأرجو أن تقرأ البيان بدقة شديدة، وقد تمت الإشارة بوضوح في الاتفاق إلى أن هذا رهن بالظروف حينها. نحن لا نعلم كيف ستكون الظروف في أيلول 2026.
 
رووداو: فيما يخص أعضاء داعش، يقول سنتكوم إنه لا يزال هنالك 2500 عضواً ناشطاً في داعش يتحركون في المنطقة، كذلك يوجد عدد كبير من مسلحي داعش في سجون روجآفاي كوردستان، وهناك نحو 43 ألفاً من أفراد عوائل هؤلاء المسلحين هناك. كيف يستطيع التحالف الدولي حل هذه المشكلة، وهل هناك مخاوف من إعادة تنظيم تلك المجاميع لتتحرك في المنطقة؟

مارتن وار: قدر تعلق الأمر بتهديدات داعش في العراق، فإن تقييماتنا تشير إلى أنها خفّت، لكنها لم تنته. علينا أن نستمر في ضغوطنا لإبقائهم تحت السيطرة. الوضع في سوريا أسوأ قليلاً، فنحن نلمس في سوريا نوعاً من نهضة لداعش، وذلك من خلال تزايد الهجمات، وتصاعد وتيرة دعاياتهم وازدياد عدد القتلى والجرحى. نحن قلقون من الوضع القائم، ونعلم أن سوريا بلد غير مستقر، وهذا ما يوفر لداعش فرصة لاستغلال الوضع. كلامك صحيح عن وجود مخيمات في شمال شرق سوريا ومراكز احتجاز فيها عدد كبير من عناصر داعش، لكن فوق كل ذلك، هناك عدد كبير من العوائل العالقة في هذه الأثناء، قسم منها له علاقة بداعش. لكن قسماً كبيراً منها لا علاقة له بداعش، غالبيتهم أطفال ولد أغلبهم في المخيمات ولا يعرفون شيئاً عن داعش، باستثناء تأثرهم بدعاية داعش. لهذا، من المهم جداً إعادة هؤلاء إلى بلادهم لتخفيف الكثافة السكانية في هذه المخيمات وبالأخص مخيم الهول، لإعادة دمجهم في مجتمعاتهم كي يعيشوا حياة أفضل وحياة طبيعية.
 
رووداو: لماذا لا تستعيد الدول الأخرى مواطنيها؟ حتى أمريكا والدول الأوروبية لديها مواطنين هناك، لماذا لم يتمكنوا من إيجاد حل لهذه المشكلة رغم مرور وقت طويل؟

مارتن وار: على مدى السنوات الأخيرة تراجع عدد سكان مخيم الهول بصورة ملحوظة، تراجع بنسبة 40%، وهذا يعني أن عددهم تراجع من 70 ألفاً إلى 40 ألف نسمة. أغلب الذين في المخيم، عراقيون وسوريون، وهذا العدد تراجع بشكل ملحوظ. ممتنون للذين في سوريا وبصورة خاصة للحكومة العراقية للطريقة التي تمكنت من خلالها من استعادة كثيرين وإعادة دمجهم في المجتمع. هناك عدد مشهود من مواطني دول أخرى، وبدعم من أمريكا وبقية أعضاء التحالف، تمت إعادتهم إلى أوطانهم. أنا لا أستطيع الحديث عن آراء كل الدول واحدة فواحدة، بشأن مواطنيهم. ما أريد التأكيد عليه هو أنك لو تمعنت في الأعداد ستجد أن الوضع إيجابي. لو أنك نظرت إلى مخيم الهول قبل سنة أو اثنتين، لكان مبعث قلق، ولا يزال مبعث قلق لكن الوضع إيجابي.
 
رووداو: هل ستكون هنالك أي قواعد عسكرية في العراق وسوريا؟ كنقل بعض القوات العسكرية للتحالف الدولي من عين الأسد مثلاً إلى أربيل، أو من أربيل إلى قامشلو؟ أظن أنكم تنوون إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في العراق لدعم مهامكم في سوريا. هل لك أن تحدثنا عن هذا؟

مارتن وار: ستكون هناك قاعدة عسكرية ثابتة، ولو أنك قرأت بيان الجمعة، ستجد فيه بعض التفاصيل في هذا الصدد. أنا لا أستطيع الحديث عن التغييرات الفعلية التي ستحصل، فهذا ليس من اختصاصي.
 
رووداو: هل تطاردون داعش فقط؟ هناك العديد من المجاميع الأخرى التي هي مجاميع إرهابية وتتحرك بحرية في عدد من مناطق سوريا، في عفرين مثلاً، ويرتكبون انتهاكات ضد حقوق الكورد ويستهينون بها. ما رأي التحالف الدولي في هذا؟ كيف يمكن أن تهزموا تلك الفصائل، التي تمادت إلى درجة إيواء عدد من قيادات داعش؟

مارتن وار: جوابي سيكون باسم هذه المنظمة التي هي التحالف الدولي للقضاء على داعش. معلوم أنه في حال وجود جهة تورطت في دعم داعش، فهذا يعني أنها تصبح هدفاً مشروعاً للتحالف، لكن فوق كل ذلك، فإن هدف هذا التحالف يتمثل في التصدي لداعش.
 
رووداو: سؤالي الأخير، إن دعت الحاجة بعد أيلول 2026، هل ستبقون في سوريا؟ فليست هناك حكومة تدير شؤون كل أجزاء سوريا، وهي ليست كالعراق، كما لا توجد بينكم وبين الحكومة السورية علاقات. كيف ستنشئون علاقات مع كورد سوريا (قسد) بعد أيلول 2026؟

مارتن وار: الجواب على سؤالك ورد بالتفصيل في البيان الذي صدر يوم الجمعة. أجل، سيستمر الانتقال حتى أيلول 2026، ثم سيقرر أعضاء التحالف الدولي بقيادة أمريكا والحكومة العراق مستقبل نشاطات التحالف في سوريا وفقاً للظروف.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب