رووداو ديجيتال
ردت نقابة الصيادلة على الانباء التي انتشرت بشأن وجود مادة داي اثيلين غلايكول داخل دواء لمعالجة حالات البرد، والتي تسبب موتاً مفاجئاً لدى البشر، واصفة وجود هكذا مادة "جريمة".
وقال نقيب الصيادلة مصطفى الهيتي لشبكة رووداو الاعلامية، يوم السبت (29 تموز 2023) ان "مادة الداي اثيلين غلايكول ممنوعة من العراق منذ نحو 25 عاماً، ولا تقبل هذه المادة كمادة حافظة تضاف الى بعض الاشربة".
وأوضح مصطفى الهيتي أن "هذه المادة تؤثر على الكبد وتتسبب بالنتيجة بحموضة للدم، وتؤدي الى تلف وتوقف الكلية ثم الوفاة، وليس غريباً على اي انسان عديم الضمير ان يدخل هذه المادة الى العراق بصورة غير مشروعة من اي مكان".
"الفوضى الدوائية التي كانت، أدت الى دخول هذه المواد وفق الطرق غير الرسمية، وبالتالي ممكن ان تؤدي الى حالات وفاة"، وفقاً لنقيب الصيادلة، الذي أكد عدم تسجيل "أي نتيجة للمادة المذكورة في العراق".
ورأى مصطفى الهيتي أنه "ربما تكون هنالك وفيات، لكن الطب الشرعي لم يثبت لنا هذا الموضوع أو حدوث وفيات بشكل كبير"، عاداً "وجود هذه المادة في اي مستحضر صيدلاني جريمة".
وشدد مصطفى الهيتي على أن "هذا العهد والوقت انتهى، واصبحت الادوية التي تدخل الى العراق هي فقط المفحوصة في الرقابة الدوائية والمستوردة بشكل رسمي، ويوجد باركوود على هذه الأدوية يحدد هذا الموضوع".
وراسلت شبكة رووداو الاعلامية المكتب الاعلامي لوزارة الصحة بهذا الصدد، الا أنها لم تتلق رداً لغاية وقت كتابة الخبر.
يذكر ان تقارير انتشرت مؤخراً تفيد بوجود دواء هندي لعلاج حالات البرد لدى الأطفال يباع في العراق "ملوث بمواد كيميائية سامة"، حيث تم شراء زجاجة واحدة من الدواء المسمى "كولد آوت" من صيدلية في بغداد في شهر اذار الماضي كان بها 2.1% من مادة "غلايكول الإثيلين".
هذه النسبة تعادل نحو 21 ضعفاً للحد المقبول من مادة "غلايكول الإثيلين" وكمية صغيرة من هذه المادة تعد قاتلة للبشر، حسب التقارير، التي ذكرت ان هذه المادة لعبت دوراً في حالات وفاة جماعية لأطفال بسبب شراب سعال هندي في غامبيا وأوزبكستان العام الماضي.
بدأ تدهور النظام الصحي في العراق منذ عقود من الزمن، ابتداءً من غزو العراق للكويت، وأدى الحصار المفروض على العراق بعد الغزو إلى نقص الأدوية ووفاة آلاف العراقيين لاحقاً بسبب الحالات الطبية البسيطة، مثل الإصابات الشائعة والإسهال.
وقد تفاقمت صعوبة الحصول على اللوازم الطبية بسبب فساد حكم نظام صدام حسين خلال "برنامج النفط مقابل الغذاء"، ما أدى إلى تدهور النظام الصحي أكثر فأكثر.
علاوة على ذلك، غادر الكثير من الأطباء والمختصين البلاد على أمل إيجاد حياة أفضل إذ كانت العقوبات قاسية في خلال التسعينيات، وخفضَ نظام صدام حسين ميزانية وزارة الصحة، ويقدّر البعض أن تمويل الرعاية الصحية انخفض بنسبة تصل إلى 90% بين عامي 1993 و2003.
تدهور الوضع أكثر فأكثر بعد عام 2003؛ فلم يحسن النظام السياسي الجديد واقع النظام الصحي في العراق.
ووجد تقرير صدر بعد عامين من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة أن "الفساد في قطاع الرعاية الصحية قد وصل إلى حد انتشار الرشوة والمحسوبية والسرقة بشكل كبير، وأن المشكلة خطيرة جداً لدرجة أن صحة المرضى أصبحت من تدهور مستمر"، فانتشرت سرقة الأدوية والمعدات الطبية وكثرت حالات الاحتيال فكافحت المستشفيات للاحتفاظ بمخزون الأدوية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً