رووداو ديجيتال
عدّ الكاتب والروائي أمجد توفيق، تأثير الوضع السياسي الحالي في العراق، "سلبياً" على الوضع الثقافي في البلاد.
وقال توفيق، لشبكة رووداو الإعلامية، خلال مشاركته في مهرجان كلاويز الثقافي في السليمانية إن "أي جهد ثقافي، ينبغي أن يكون ذو مضمون انساني، الذي أحد شروطه أن يبني جسوراً مزدوجة الاتجاه، في عمق الثقافة العراقية بشقّيه العربي والكوردي، فالثقافة العربية تتأثر بقيمة ومعطيات الثقافة الكوردية والعكس صحيح".
حول إمكانية أن تكون الفسيفساء العراقية قومياً ودينياً، قد خدمت الثقافة في البلاد أم كانت خلاف ذلك، رأى الروائي أنه "لا توجد ثقافة نقية تامة لعرق أو لجنس أو لقومية، ففي العالم كله هناك تلاقح في الجهود الانسانية، سواء في العراق أو أميركا أو غيرهما".
أما بخصوص الشأن العراقي، أوضح أن "الوضع السياسي أثّر سلباً على الوضع الثقافي، وأن هنالك تقصيراً في تجسير القنوات والمسافات بين مكوناتها، لكن العمق باقٍ، والثقافة العراقية بالمجمل هي نتيجة جهود مبدعين عراقيين من مختلف المكونات".
"الثقافة لا تعترف بالانتماء المذهبي أو الديني أو القومي، كونها قضية تبحث عن القيم الانسانية الشمولية"، وفقاً لتوفيق، الذي لفت إلى أن "الحالة السياسية التي تنتج صراعات وتناقضات، يكون حلّها من مسؤولية الجانب المتحضّر من الثقافة، لذا عليها أن تجد حلولاً لأي انسداد".
وعن احتمالية تأثير السياسة على المثقفين أنفسهم، أكّد أن "السياسة أثّرت على المبدعين"، مبيناً أن "الثقافة الكوردية والجهد الإبداعي الكوردي، كان منذ فترة طويلة، لا يصل بمعناه وقيمته الحقيقية لكل العراقيين، وكذلك التركماني والآثوري، عازيا تلك الأسباب إلى "وجود مشاكل موضوعية، تتعلق باللغة، لذا يجب تفعيل جانب مساعد يتعلق بالترجمة، وأخرى سياسية".
يمتلك الروائي أمجد توفيق، 12 نتاجاً أدبياً، منهم 6 مجاميع قصصية، و6 روايات.
ورأى أن "مؤسسات الترجمة في وزارة الثقافة أو أي جهة رسمية، مقصّرة ومخجلة بترجمة النتاجات إلى عدة لغات وفق خطة أو ستراتيجية، وأن ما ترجم من بعض مؤلفاته كانت خلاصة جهود فردية"، مضيفا ان "نشاطات دور النشر والترجمة بوزارة الثقافة لا تنسجم مع جهود المبدعين من الكورد والعرب، وهي في حدودها الدنيا من الانتاج، وجهود وزارة الثقافة لا يرضي أي مبدع عراقي".
وشدد على أن "الأعذار التي تقدمها الوزارة، بما يتعلق بالميزانية، غير مقبولة"، مردفاً أن "هنالك انشغالات تؤثر على ججم النهوض بهذا الجانب الحيوي والمهم من النشاط الثقافي والإبداعي، وآن الأوان أن توضح ستراتيجية عامة، والنظر لهذه المشاكل".
وبنظر الروائي المخضرم، أن الحلول تكون من خلال "وجود اهتمام على مستوى وطني، وغير مقتصر على المؤسسات لوحدها، وأن تكون هنالك ميزانية تأتي من حملة وطنية تقررها رئاسة الوزراء، وتكلف المؤسسات بوضع ستراتيجية وترصد لها الأموال اللازمة، عبر تحديد كميات من الأعمال للترجمة أو غيرها، ومن ثمّ تُقيّم أداء تلك المؤسسات وتحديد نقاط الضعف والقوة نهاية السنة".
وتحتضن محافظة السليمانية مهرجان كلاويژ الدولي بدورته 25 للفترة 25 - 28 / 5 / 2022 تحت شعار (25 عاماً الموهبة والحرية تعانقان كلاويژ)، بحضور رسمي وشعبي.
شمل حفل الافتتاح عرض فلم وثائقي عن المهرجان ثم كلمة رئيس مركز كلاويژ ابتسام اسماعيل، اكدت فيها عمق التواصل بين الشعوب في انتاج ثقافة حوار وارساء اسس السلام والتعايش .
من جانبه أشار وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم في كلمة وزارة الثقافة إلى أن الوزارة تفتح أبوابها لكل الفعاليات والنشاطات المدنية التي تسعى لترسيخ أسس التمدن والتحضر والحوار، لأن الثقافة هي الحل لكل الاختلافات والخلافات.
فيما أوضح وزير الثقافة والشباب في كوردستان، حمه محمد سعيد، ان وزارة الثقافة تدعم وتشارك في المهرجان لأهميته ليس لكوردستان والعراق فحسب بل لعموم المنطقة، اذ بات محطة مهمة للحوار وتبادل الأفكار والرؤى ضمن كل المنظومات الثقافية.
المشرف العام على المهرجان ملا بختيار أشار في كلمته الى محور المهرجان (نحو بناء الثقافات السياسية) الذي جاء متماشياً مع الوضع السياسي في البلاد وما تعانيه العملية السياسية مع صعوبات في ايجاد حلول للخروج من المآزق الذي تمر بها.
وشمل اليوم الأول للمهرجان افتتاح معرض تشكيلي شارك فيه 150 فناناً من مختلف محافظات العراق، كما تم افتتاح معرض للكتاب، وبازار الأعمال اليدوية والفلكلور الكوردي، على قاعة الثقافة معمل السكائر سابقاً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً