رووداو – اربيل
كانت القاعة تعج بالجمهور، وكان يبدو من لون بشرتهم وشعرهم أن قسماً من الحضور إيطاليون. جاء الجميع لمشاهدة فلم كوردي يروي قصة من قصص المهاجرين، والهدف من الفلم هو تعريف الإيطاليين بثقافة المهاجرين إلى إيطاليا.
الفلم هو فلم كوردي – سويدي بعنوان "هوبيت" عرض في 15 نيسان الجاري في مدينة ميندوجينو التابعة لإقليم كالابريا الايطالي. هذا الفلم هو الثالث الذي يعرض في هذه المدينة الصغيرة مؤخراً، لكن اكبر عدد من المشاهدين دعي لمشاهدة هذا الفلم، فتوجه المهاجرون والإيطاليون بحماسة إلى قاعة العرض.
تحتضن ميندوجينو مشروعاً لمساعدة المهاجرين يعرف باسم "سبرار (وتعني ملامحي)" للتعليم وتوفير الخدمات، وقسم من هذا المشروع مخصص للتعريف بثقافات شعوب المهاجرين المختلفة، والافلام هي الوسيلة الأسهل للتعريف بتلك الثقافات، ولهذا يتبنى المشروع عرض فلم من هذا النوع كل شهر.
كان الفلم الذي عرض هذا الشهر فلما كورديا-سويديا بعنوان "هوبيت" انتج في العام 2007، وتم تصوير جزء من الفلم في إقليم كوردستان والقسم الآخر في أوروبا، يروي الفلم قصة عائلة كوردية هاجرت وتفرق أفرادها عن بعضهم، وتكمن أهمية الفلم بالنسبة للمتلقين في أنه كان مترجماً إلى اللغة الايطالية ما سهل على الايطاليين فهم الفلم.
ماريا سكاليسي، ايطالية تعمل على تعليم المهاجرين اللغة الايطالية، وهي صاحبة فكرة مشروع سبرار، قالت لشبكة رووداو الإعلامية: "الهدف من هذا المشروع هو التعريف بثقافات الشعوب، وجمع المهاجرين وسكان ميندوجينو والمدن الأخرى، وقبل عرض الفلم نقوم بعمل دعاية له، لكن الدعاية لهذا الفلم الكوردي كانت أقوى في المدارس الابتدائية، لأن الفلم اجتماعي وقصته مرتبطة بالكورد والهجرة، ومن المريح أنه لقي إقبالاً كبيراً".
عرض الفلم مساء 15 نيسان الحالي، وقبل عرض الفلم، قدم رئيس بلدية المدينة، أنطونيو باليرمو، نبذة عن مشروع سبرار، لمساعدة اللاجئين قال فيها: "ان عرض هذا الفلم والنشاطات الثقافية والفنية مفيد لنا جميعاً، حيث نتعرف جميعاً على ثقافات بعضنا البعض، ونحن في البلدية سنستمر في هذه المشاريع، ولا شك أن تعاون اللاجئين هام، ونرجو لهم أوقاتا ممتعة مع هذه المشاريع الفنية".
يبلغ عدد سكان مدينة ميندوجينو حوالى عشرة آلاف نسمة، وهي منطقة جبلية معتدلة الحرارة صيفاً، يقيم فيها عدد من اللاجئين الكورد والأفارقة والعرب والأوروبيين الشرقيين المطالبين بحق اللجوء.
ويصف اللاجئ الكوردي المقيم في ميندوجينو، زريان شيرايي، عرض الفلم بالمهم للشعب الكوردي لأن افتقار الكورد إلى دولة تتولى التعريف بهم يحمل اللاجئين مسؤولية التعريف بأنفسهم.
وأضاف شيرايي: "قبل عرض الفلم بأيام قليلة زرت مع زملائي عددا من مدارس وتدريسيي ميندوجينو، وقدمنا لهم توضيحات للتعريف بالكورد وبأوضاع إقليم كوردستان، ولماذا ليس للكورد دولة حتى اليوم، وكانت تلك المعلومات جديدة بالنسبة للتلاميذ ولمعلميهم".
أحلام مراهقين كورديين
فلم هوبيت Hoppet من إخراج المخرج النرويجي المعروف بيتر نيس، ويروي فصة مراهقين كورديين (آزاد ودجلة) هاجرا من كوردستان على أمل الوصول إلى ألمانيا، لكنهما وجدا نفسيهما في السويد. وكان آزاد الذي يبلغ الثانية عشر من العمر يحلم بأن يصبح بطلاً عالميا في رياضة القفز الطويل، فساعدت موهبة آزاد في القفز المراهقين على الذهاب إلى ألمانيا للاشتراك في بطولة رياضية حيث يلتقيان والديهما من جديد. وتأتي كلمة هوبيت في السويدية بمعنيين: الأمل والقفز.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً