إحياء "خان مرجان"
رووداو ديجيتال
تواصل السلطات العراقية جهودها الحثيثة لإعادة إحياء المواقع التراثية والتاريخية في العاصمة بغداد، حيث يجري حالياً ترميم خان مرجان، أحد أقدم وأشهر المعالم الأثرية، استعداداً لاستقبال الزوار العرب والأجانب ضمن فعاليات اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025.
خان مرجان، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1358، شُيد على يد الوالي أمين الدين مرجان خلال فترة ما بعد العصر العباسي، ليكون محطة استراحة للتجار والباعة الذين يعبرون بغداد، المدينة التي كانت آنذاك مركزاً حيوياً للتجارة والثقافة. يقع هذا الصرح في قلب سوق البزازين، المعروف أيضاً بسوق الأقمشة، والذي يضيف إلى الموقع طابعاً تاريخياً يعكس أجواء الحياة التجارية القديمة في بغداد.
محمد البياتي، مدير الهيئة العامة للآثار والتراث في بغداد، أوضح تفاصيل المشروع يقول: "يتكون الخان من طابقين، حيث يضم الطابق الأول 22 غرفة، بينما يحتوي الطابق الثاني على 23 غرفة، بمجموع 45 غرفة. وللأسف، تعرض الخان للإهمال لفترة طويلة، لكن الهيئة العامة للآثار والتراث أخذت على عاتقها مهمة التعاون مع منظمة الليوان لإعادة هذا الصرح العظيم إلى حالته الأصلية. هذه الجهود تأتي في إطار تحضيرات بغداد لدورها كعاصمة للسياحة العربية، ما يعكس التزامنا بالحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي للعراق."
ويتميز خان مرجان بتصميم معماري مستطيل الشكل، يبلغ طوله 31.5 متراً وعرضه 45 متراً، وهو نموذج يجسد براعة فنون البناء في تلك الحقبة، حيث يجمع بين الجمال الفني والوظائف العملية، مما يجعله واحداً من أبرز الشواهد على الازدهار الحضاري للعراق في العصور الماضية.
زيد محمد، المهندس المسؤول عن أعمال الترميم في خان مرجان، تحدث عن أهمية المشروع يقول: "اليوم نحن هنا في خان مرجان، أحد أبرز المواقع التاريخية في بغداد، نعمل بكل جهد على ترميمه وإعادة تأهيله لاستقبال الزوار من مختلف الدول العربية والأجنبية. هدفنا أن يصبح هذا المعلم التاريخي وجهة جذب للسياح الذين سيشرفوننا بحضورهم في مدينة بغداد. نحرص على المحافظة على التفاصيل الدقيقة في الترميم لإبراز جمالية البناء والحفاظ على طابعه التراثي."
يأتي ترميم خان مرجان ضمن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة بغداد كوجهة سياحية بارزة، خاصة بعد أن تم اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2025 خلال جلسة المجلس الوزاري العربي للسياحة التي عُقدت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة الشهر الماضي.
هذا المشروع يعكس رؤية العراق في تسليط الضوء على إرثه الحضاري والثقافي، ليس فقط بهدف استقطاب السياح، ولكن أيضاً لإبراز الوجه المشرق للعراق واستعادة مكانته كوجهة ثقافية وسياحية عالمية. كما يشكل إعادة تأهيل خان مرجان دعوة مفتوحة للعالم لاستكشاف عمق تاريخ بغداد وأهميتها كمدينة تعج بالكنوز الأثرية والتراثية.
كما يشير ترميم خان مرجان إلى رغبة العراق في مزج التاريخ بالحاضر، حيث يُعد هذا المعلم شاهداً على عظمة الماضي وجزءاً من طموح المستقبل. من خلال هذه الجهود، تتطلع بغداد إلى الترحيب بالزوار العرب والأجانب، مما يسهم في تعزيز السياحة ويدعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على الإرث الثقافي الغني للبلاد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً