رووداو ديجيتال
منذ ان كنا طلبة ندرس في اكاديمية الفنون الجميلة، هو درس الفنون التشكيلي وانا درست الفنون المسرحية، لم تغب ابتسامة عاصم فرمان، بل صارت هذه الابتسامة هي هويته وصورته التي عرفناه بها رغم كل ما كان يمر به من مشاكل، الاكثر من هذا كان يعمل بجد على مساعدة الاخرين من اصدقائه وزملائه لحل اي اشكال حياتي يمرون به.
هذا هو الفنان التشكيلي البروفيسور عاصم فرمان الذي فوجئ الوسط الثقافي العراقي برحيله المفاجئ ببغداد صباح اليوم الخميس 21 أيلول 2023، إثر سكتة قلبية، وغابت معه ابتسامته التي حافظ عليها بالرغم من حزنه الكبير برحيل نجله حارث عام 2012، لكن هذا الحزن بقي ينال من روحه حتى انتصر عليه للاسف.
نقابة الفنانين العراقيين نعت الفنان التشكيلي عاصم فرمان، صباح اليوم، عبر بيان قالت فيه:
ببالغ الحزن والاسىتنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنان التشكيلي الدكتور عاصم فرمان، والذي وافته المنية فجر هذا اليوم سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملائه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
الجدير بالذكر ان الفنان التشكيلي العراقي عاصم فرمان ولد في محافظة الديوانية عام 1956، وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في كلية الفنون الجميلة في بغداد والتي عمل فيها أستاذاً لسنوات، وعمل أستاذاً مشاركاً في كلية الفنون الجميلة في جامعة الحديدة في اليمن ثم عميداً للكلية، وعمل أستاذاً مشاركاً في كلية الآداب والفنون في جامعة عمان الأهلية في الأردن. وأشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة بغداد والجامعات الأخرى في العراق والجامعات اليمنية والمصرية.
واضافت نقابة الفنانين في بيان تعزيتها للفنان التشكيلي عاصم فرمان، بانه أقام عشرات المعارض الشخصية داخل العراق وخارجة كما شارك في العديد من المعارض الجماعية داخل العراق ودول عربية وأجنبي و.له الكثير من الدراسات والبحوث في مجال الفن، ويواصل حالياً نشر نصوصه التخطيطية في المجلات الثقافية والأدبية المهمة.
واوضحت بان الفنان عاصم فرمان عاش أزمة الإنسان بكل أبعادها ويتحسّسها كمثقف وكفنان عانى الكثير في مراحل حياته، فهو من جهة يؤمن بقدرات الإنسان وإبداعه ومن جهة أخرى يعاني ضعفه وقيوده التي تجعله تحت رحمة ظروف قاسية وساخنة ليس له أي دور في صناعتها أو السيطرة عليها، وعليه هو كفرد وحيدا بمواجهتها وتحمل أعبائها الثقيلة والتي بقي ينوء بوطأتها كلّ عمره المحدود.
وفي هذا "الإطار الفنان كان جلياً في مجموعاته (شظايا الذاكرة)، و(شظايا الجسد) و(شظايا الروح). كلها تتمحور حول هموم الناس، سواء في العراق أو في الوطن العربي وما يمر به من مخاض سياسي حاد".
صديقه وزميل دراسته البروفيسور الفنان التشكيلي فاخر محمد، عميد كلية بابل للفنون الجميلة، ومدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية، سابقا، قال لرووداو، ان" صديقنا الراحل الفنان عاصم فرمان قدم الكثير للفن التشكيلي عراقيا وعربيا، ومنجزه الابداعي يرقى الى مصاف الاعمال العالمية"، مشيرا الى ان:"الراحل عانى كثيرا في حياته، حيث ظروف البلد اجبرته على الهجرة لمرات عديدة، وكانت فاجعة فقدان نجله حارث هي من قصمت روحه وىذته بقوة، كما ان الحكومة رفضت اعادته الى وظيفته كاستاذ في كلية الفنون الجميلة، وبقي يجرجر همومه منذ عودته الى وطنه حتى تراكمت متاعبه واثقلت اوجاع قلبه الضعيف".
وتحت عنوان (رحيل موجع للصديق الوديع عاصم فرمان) نعاه صديقه الكاتب عماد جاسم قائلا:"قلتها لك مرارا ، أي اسبوع لا أراك فيه ، اضعه في سلة مهملات الزمن ، تبتسم وتنعش جلساتنا بالحكمة والقفشات والذكريات ..هذا الصباح الخميسي بلا ضمير ، بلا رحمة .. سرق اجمل وانبل الاصدقاء .. حينما عدت الى بغدادك ، كنا نردد ان مديتنا الفوضوية تتجميل بحضور أروع ايقونات التمدن والوداعة ، هو النبيل الذي يفرض محبته واحترامه ، هو المكتنز بالتنوع المعرفي ، هو الحزين القادر على التخفي بابتسامة الرضا والتواضع".
واضاف جاسم قائلا:"في كل لقاء تنصحني مثل طبيب عارف بالابتعاد عن المنغصات والاجهاد والمؤكولات المؤذية ..في كل لقاء نحث الخطى بين مقاهي الكرادة ونستدين من الحياة المكلومة سويعات من الجمال والرفقة النبيلة ..هل تذكر هذه الصورة عندما اجبرتك على افتتاح معرض تشكيلي برفقة احد الاطفال ،، هل اخترت الاقتراب اليوم من ابنك الحارث؟ لتترك في الروح جرح عميق مؤلم ".
وقال الكاتب علي حسين، رئيس تحرير صحيفة (المدى) في نعيه للفنان الراحل عاصم فرمان:"في كل مساء كانت ابتسامة عاصم فرمان تشرق ومعها محبته ، نفس الابتسامة التي شاهدتها للمرة الاولى قبل اكثر من اربعين عاما.. .لم تغب اشراقة عاصم فرمان لكن الحزن في سنواته الاخيرة اخذ يطل من عينيه معبرا عن وجع الفقد ، ظل عاصم يردد ان ايامه في الحياة اشبه بموت مؤجل بعد رحيل ولده الحارث.. يكتب في واحدة من رسائله الى ولده :" أنا أطحن بقايا الروح مسرعا للقاءك".
يضيف الكاتب حسين في نعيه للراحل عاصم فرمان قائلا:"كان يعلم ان اجازته في الحياة ستنفذ سريعا، رغم محبته لها يكتب لي ذات يوم : أحببت هذه الحياة لأنني وجدت فيها قلوباً عرفتها طاهرة نقية".وداعا اخي عاصم سافتقد ابتسامتك المضيئة وصوتك المعجون بالطيبة والنبل والشهامة النادرة.معد فياض
منذ ان كنا طلبة ندرس في اكاديمية الفنون الجميلة، هو درس الفنون التشكيلي وانا درست الفنون المسرحية، لم تغب ابتسامة عاصم فرمان، بل صارت هذه الابتسامة هي هويته وصورته التي عرفناه بها رغم كل ما كان يمر به من مشاكل، الاكثر من هذا كان يعمل بجد على مساعدة الاخرين من اصدقائه وزملائه لحل اي اشكال حياتي يمرون به.
هذا هو الفنان التشكيلي البروفيسور عاصم فرمان الذي فوجئ الوسط الثقافي العراقي برحيله المفاجئ ببغداد صباح اليوم الخميس 12 سبتمبر 2023، إثر سكتة قلبية، وغابت معه ابتسامته التي حافظ عليها بالرغم من حزنه الكبير برحيل نجله حارث عام 2012، لكن هذا الحزن بقي ينال من روحه حتى انتصر عليه للاسف.
نقابة الفنانين العراقيين نعت الفنان التشكيلي عاصم فرمان، صباح اليوم، عبر بيان قالت فيه:
ببالغ الحزن والاسىتنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنان التشكيلي الدكتور عاصم فرمان، والذي وافته المنية فجر هذا اليوم سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملائه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
الجدير بالذكر ان الفنان التشكيلي العراقي عاصم فرمان ولد في محافظة الديوانية عام 1956، وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في كلية الفنون الجميلة في بغداد والتي عمل فيها أستاذاً لسنوات، وعمل أستاذاً مشاركاً في كلية الفنون الجميلة في جامعة الحديدة في اليمن ثم عميداً للكلية، وعمل أستاذاً مشاركاً في كلية الآداب والفنون في جامعة عمان الأهلية في الأردن. وأشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة بغداد والجامعات الأخرى في العراق والجامعات اليمنية والمصرية.
واضافت نقابة الفنانين في بيان تعزيتها للفنان التشكيلي عاصم فرمان، بانه أقام عشرات المعارض الشخصية داخل العراق وخارجة كما شارك في العديد من المعارض الجماعية داخل العراق ودول عربية وأجنبي و.له الكثير من الدراسات والبحوث في مجال الفن، ويواصل حالياً نشر نصوصه التخطيطية في المجلات الثقافية والأدبية المهمة.
واوضحت بان الفنان عاصم فرمان عاش أزمة الإنسان بكل أبعادها ويتحسّسها كمثقف وكفنان عانى الكثير في مراحل حياته، فهو من جهة يؤمن بقدرات الإنسان وإبداعه ومن جهة أخرى يعاني ضعفه وقيوده التي تجعله تحت رحمة ظروف قاسية وساخنة ليس له أي دور في صناعتها أو السيطرة عليها، وعليه هو كفرد وحيدا بمواجهتها وتحمل أعبائها الثقيلة والتي بقي ينوء بوطأتها كلّ عمره المحدود.
وفي هذا "الإطار الفنان كان جلياً في مجموعاته (شظايا الذاكرة)، و(شظايا الجسد) و(شظايا الروح). كلها تتمحور حول هموم الناس، سواء في العراق أو في الوطن العربي وما يمر به من مخاض سياسي حاد".
صديقه وزميل دراسته البروفيسور الفنان التشكيلي فاخر محمد، عميد كلية بابل للفنون الجميلة، ومدير عام دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية، سابقا، قال لرووداو، ان" صديقنا الراحل الفنان عاصم فرمان قدم الكثير للفن التشكيلي عراقيا وعربيا، ومنجزه الابداعي يرقى الى مصاف الاعمال العالمية"، مشيرا الى ان:"الراحل عانى كثيرا في حياته، حيث ظروف البلد اجبرته على الهجرة لمرات عديدة، وكانت فاجعة فقدان نجله حارث هي من قصمت روحه وىذته بقوة، كما ان الحكومة رفضت اعادته الى وظيفته كاستاذ في كلية الفنون الجميلة، وبقي يجرجر همومه منذ عودته الى وطنه حتى تراكمت متاعبه واثقلت اوجاع قلبه الضعيف".
وتحت عنوان (رحيل موجع للصديق الوديع عاصم فرمان) نعاه صديقه الكاتب عماد جاسم قائلا:"قلتها لك مرارا ، أي اسبوع لا أراك فيه ، اضعه في سلة مهملات الزمن ، تبتسم وتنعش جلساتنا بالحكمة والقفشات والذكريات ..هذا الصباح الخميسي بلا ضمير ، بلا رحمة .. سرق اجمل وانبل الاصدقاء .. حينما عدت الى بغدادك ، كنا نردد ان مديتنا الفوضوية تتجميل بحضور أروع ايقونات التمدن والوداعة ، هو النبيل الذي يفرض محبته واحترامه ، هو المكتنز بالتنوع المعرفي ، هو الحزين القادر على التخفي بابتسامة الرضا والتواضع".
واضاف جاسم قائلا:"في كل لقاء تنصحني مثل طبيب عارف بالابتعاد عن المنغصات والاجهاد والمؤكولات المؤذية ..في كل لقاء نحث الخطى بين مقاهي الكرادة ونستدين من الحياة المكلومة سويعات من الجمال والرفقة النبيلة ..هل تذكر هذه الصورة عندما اجبرتك على افتتاح معرض تشكيلي برفقة احد الاطفال ،، هل اخترت الاقتراب اليوم من ابنك الحارث؟ لتترك في الروح جرح عميق مؤلم ".

وقال الكاتب علي حسين، رئيس تحرير صحيفة (المدى) في نعيه للفنان الراحل عاصم فرمان:"في كل مساء كانت ابتسامة عاصم فرمان تشرق ومعها محبته ، نفس الابتسامة التي شاهدتها للمرة الاولى قبل اكثر من اربعين عاما.. .لم تغب اشراقة عاصم فرمان لكن الحزن في سنواته الاخيرة اخذ يطل من عينيه معبرا عن وجع الفقد ، ظل عاصم يردد ان ايامه في الحياة اشبه بموت مؤجل بعد رحيل ولده الحارث.. يكتب في واحدة من رسائله الى ولده :" أنا أطحن بقايا الروح مسرعا للقاءك".
يضيف الكاتب حسين في نعيه للراحل عاصم فرمان قائلا:"كان يعلم ان اجازته في الحياة ستنفذ سريعا، رغم محبته لها يكتب لي ذات يوم : أحببت هذه الحياة لأنني وجدت فيها قلوباً عرفتها طاهرة نقية".وداعا اخي عاصم سافتقد ابتسامتك المضيئة وصوتك المعجون بالطيبة والنبل والشهامة النادرة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً